قمة ألاسكا بين ترامب وبوتين: محادثات سرية حول أوكرانيا دون اتفاق وخروقات للبروتوكولات
اجتماع استمر أقل من 3 ساعات.. ماذا جرى خلف الأبواب المغلقة؟ وكيف ردت كييف؟ ماذا حدث في ألاسكا؟ ما الذي دار بين ترامب وبوتين؟ وهل هناك "اتفاق
كييف/ أوكرانيا بالعربية/ استمر اجتماع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في ألاسكا أقل من ثلاث ساعات. وكان الموضوع الرئيسي إنهاء الحرب في أوكرانيا، لكن المحادثات خالفت كل البروتوكولات.
الاستعدادات للقاء بوتن وترامب
توجه ترامب إلى ألاسكا صباح الجمعة (منتصف النهارفي كييف)، في حين بدأ بوتين رحلته في اليوم السابق - يوم الخميس ذهب الديكتاتور إلى ماجادان، ومن هناك إلى ألاسكا.
وصلت "مرافقة" بوتين إلى الولايات المتحدة الأمريكية مُسبقًا. في الصباح، نُشر فيديو على الإنترنت لوزير الخارجية سيرجي لافروف، وهو يصل مرتديًا سترةً كُتب عليها "الاتحاد السوفيتي"، كما نشر الممثل الخاص للديكتاتور كيريل دميترييف صورًا لمناظر طبيعية في ألاسكا.
تحدث ترامب للصحفيين على متن الطائرة، وكرر مجددًا أمله بنجاح الاجتماع. بالمناسبة، في اليوم السابق، كانت نسبة من يعتقدون أن الاجتماع لن ينجح ٢٥٪. وأشار أيضًا إلى أنه سيتصل فورًا بالرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي وقادة أوروبيين عقب محادثته مع بوتين. لكنه أضاف أنه في حال فشل الاجتماع، فلن يتصل بهم.
لم يُفصِح الكرملين عن تفاصيل اللقاء، لكنه صرّح بأنه سيستمر من ست إلى سبع ساعات. بدوره، أشار ترامب إلى أنه سيغادر إذا لم يُعجبه مسار الحديث.
التزم بوتين الصمت بشأن الرحلة عشية الاجتماع، مع أن القمة كانت طلبه، ونقلها إلى ترامب عبر ستيف ويتكوف. بعد زيارة الممثل الخاص لترامب إلى موسكو، بدأ موضوع الاجتماع يُفرض. قبل ذلك، طُرح اسم قمة الصين في سبتمبر كمكان محتمل للقاء الديكتاتور بترامب. وكان الشرق الأوسط خيارًا آخر، لكن لم تُحدد تفاصيله بعد.
تجدر الإشارة إلى أنه قبل ساعات قليلة من الاجتماع، وبينما كان ترامب يُصرّح بأنه يريد "هجومًا مفاجئًا" وأنه سيغضب إن لم يكن اليوم، وكان البطريرك الروسي كيريل يُقيم صلاة، قصفت روسيا أطراف نهر دنيبر وسوقًا في سومي. إلا أن وزارة الدفاع الروسية سارعت إلى نفي مسؤوليتها عن الهجوم.
الإحراج الأول والمصافحة
حوالي الساعة التاسعة مساءً، أفادت وسائل الإعلام أن طائرة بوتين هبطت بالفعل في ألاسكا، بينما لم يصل ترامب بعد. وزعم دعاة الكرملين لاحقًا أن طائرة المرافقة فقط هي التي هبطت في أنكوريج.
التقى ترامب بوتين كما أُعلن - بسجادة حمراء. إلا أن الرئيس الأمريكي وصل إلى ألاسكا قبل الديكتاتور بنصف ساعة، وكان بانتظاره على متن الطائرة.
لم يتواصلوا مع الصحفيين. نزلوا من الطائرات في الوقت نفسه، وساروا على السجادة الحمراء، وتصافحوا عدة مرات - عند اللقاء وأمام الكاميرات. مع ذلك، سأل الصحفيون بوتين سؤالًا واحدًا: هل سيتوقف عن قتل الأوكرانيين؟ تظاهر الديكتاتور بأنه لم يسمع.
ورغم أن سيارة بوتن والمتحدث باسمه دميتري بيسكوف كانا ينتظران بالفعل في طائرته، فقد توجه الديكتاتور إلى موقع القمة بسيارة ترامب.
ترامب وبوتين يلتقيان دون لقاء مباشر
قبل ساعة من بدء الاجتماع المقرر، أُعلن عن تغيير في الخطط. فبدلاً من لقاء مباشر، سيُعقد الاجتماع بثلاثة أشخاص - مع ترامب، سيحضر ويتكوف ووزير الخارجية ماركو روبيو. وكان لافروف ومساعده يوري أوشاكوف قد اجتمعا مع بوتين في هذه المرحلة من المفاوضات.
مع ذلك، لم يكن هناك أي تواصل مع وسائل الإعلام هنا أيضًا. عرض البيت الأبيض بداية الاجتماع، وبعد ثوانٍ قليلة توقف البث. وكما اتضح، كان الصحفيون يطرحون على بوتين أسئلة "مزعجة"، فتظاهر بعدم الاستماع. لذلك، بدأ الاجتماع دون الإحاطة الأولية المعلنة.
مؤتمر صحفي سريع ولا اتفاق
استمر الاجتماع الثلاثي ساعتين و45 دقيقة، وهو ما لم يتوقعه أحد. كان التوقيت الأولي، الذي تابعته وسائل الإعلام، يتضمن مفاوضات مطولة. ومع ذلك، حوالي الساعة الثانية صباحًا بتوقيت كييف، خرج ترامب وبوتين إلى الصحفيين.
من المثير للاهتمام، وفقًا للقواعد، كان ينبغي على ترامب، بصفته المُضيف، أن يتحدث أولًا، لكن هذه المرة افتتح بوتين المؤتمر الصحفي. بدأ الديكتاتور، كعادته، بسرد حقائق جغرافية وتاريخية. ثم تحدث عن "علاقات جيدة" مع ترامب، واستذكر زيارات ويتكوف، ثم انتقل إلى أوكرانيا. وهنا استذكر الديكتاتور مجددًا "الشعبين الشقيقين".
وقال: "لدينا جذور مشتركة، وكل ما يحدث لنا مأساة وألم كبير. بلدنا مهتمٌّ جدًّا بوضع حدٍّ لهذا"، مضيفًا أنه "يجب أخذ جميع المخاوف المشروعة لروسيا في الاعتبار".
وبالإضافة إلى ذلك، لعب الديكتاتور مع ترامب، قائلاً إنه لو أصبح رئيساً، فلن تكون هناك حرب.
"أعتقد أن ذلك كان سيحدث، أؤكد ذلك"، قال.
كما تفاخر باتصالاته الجيدة مع ترامب، والتي بفضلها "يمكننا الوصول إلى نهاية للصراع في أوكرانيا". علاوة على ذلك، اقترح بوتين أن يعقد ترامب اجتماعه القادم في موسكو. ووصف ترامب الفكرة بأنها مثيرة للاهتمام، لكنه أعرب عن قلقه من احتمال تعرضه لانتقادات بسببها.
تحدث الرئيس الأمريكي بإيجاز. وقال إنه سيتصل بزيلينسكي وقادة الناتو، واصفًا الاجتماع بأنه كان مثمرًا، لكن قضايا مهمة لا تزال عالقة.
وقال ترامب "هناك عدد من القضايا الكبرى التي لم نتحرك بشأنها بعد، ولكن هناك تقدم. لن يكون هناك اتفاق حتى يتم التوصل إلى اتفاق ".
بشكل عام، من غير المألوف أن يغادر ترامب مؤتمرًا صحفيًا فور إدلائه بتصريحاته دون الإجابة على أسئلة الصحفيين. وقد لاحظ الصحفيون الأمريكيون هذه الملاحظة تحديدًا.
وهكذا انتهى الاجتماع دون التوصل إلى اتفاق.
المصدر: أوكرانيا بالعربية
