يوسوف: روسيا تشن حربًا إعلامية على أوكرانيا والعالم أجمع
منتدى "حرب المعلومات: من المقاومة إلى الصمود" في كييف يناقش مكافحة التضليل الإعلامي ودور الاتصالات الاستراتيجية في أمن أوكرانيا والعالم
كييف/ أوكرانيا بالعربية/ انعقد في كييف، يوم الجمعة 29 آب/ أغسطس/ 2025 المنتدى الدولي "حرب المعلومات: من المقاومة إلى الصمود"، الذي نظمته الاستخبارات الحربية الأوكرانية ومعهد الصمود والأمن الوطني، بدعم من بعثة حلف شمال الأطلسي (الناتو) في أوكرانيا.
حضر الفعالية رئيس الاستخبارات الحربية الفريق كيريلو بودانوف، ومثقفون أوكرانيون وأجانب، ومتخصصون في أمن المعلومات، من عسكريين وعلماء وسياسيين ودبلوماسيين وإعلاميين وممثلين عن المجتمع المدني، وأدار الحوار دميترو تيبيريك، مدير المركز الوطني لمعلومات الأمن والدفاع في إستونيا.
وفي بداية الفعالية كرّم المشاركون في المنتدى الدولي الأول "حرب المعلومات: من المقاومة إلى الصمود" ذكرى الشهداء الذين سقطوا في سبيل حرية أوكرانيا، والضحايا المدنيين لحرب الإبادة الجماعية الروسية ضد الشعب الأوكراني، ولا سيما الذين قُتلوا في هجوم الصواريخ والطائرات المسيرة المعادي في اليوم السابق في كييف.
وقال رئيس إدارة الاتصالات الاستراتيجية في الاستخبارات الحربية الأوكرانية أندري يوسوف في كلمته الافتتاحية: "الغرض من منتدانا هو بدء نقاش حول كيفية تحوّل القدرة على الصمود في مواجهة التضليل الإعلامي وتطوير الاتصالات الاستراتيجية إلى عوامل حاسمة للأمن الوطني والعالمي".
وشدد على أن روسيا تشن حربًا إعلامية على أوكرانيا والعالم أجمع.
ومن جهته دعا رئيس الاستخبارات الحربية الفريق كيريلو بودانوف إلى حوار حول المهام الحالية للأمن المعرفي في سياق الحرب مع روسيا.
وأكد على الحاجة إلى نهج منهجي وشامل لأمن المعلومات، ودعا إلى الوحدة.
وقال: "لقد اجتمعنا تحديدًا لتوحيد المجتمع المدني حول حل هذه المشكلة. لا يُمكن حل أي شيء على الورق دون "الخضوع"، إن صح التعبير، لمن يتحملون المسؤولية كاملةً. هذا هو تماسك المجتمع. [...] من المستحيل مواجهة التضليل واسع النطاق إذا لم يكن لديك موقف واضح، أو على الأقل مؤكد إلى حد ما... إذا لم تُحَدد خوارزمية استراتيجية، فلن يتم إدراك أي رد فعل مضاد".
وتحدث الرئيس السابق لجهاز الاستخبارات الحربية، وجهاز الاستخبارات الخارجية الأوكراني الفريق فاليري كوندراتيوك عن أهداف حرب المعلومات العالمية التي تشنها الدولة المعتدية روسيا.
وقال كوندراتيوك: "هذه ليست أعمالًا فوضوية، بل استراتيجية منهجية تجمع بين أساليب الأجهزة الخاصة السوفيتية وأحدث أدوات القرن الحادي والعشرين. حرب المعلومات الروسية جبهة تعمل بلا توقف. إنها تهدف إلى تغيير وعي الناس، وتقويض الديمقراطيات، وخلق واقع موازٍ".
وأشار إلى أن الأهداف الاستراتيجية الرئيسية للكرملين وحربه الإعلامية تشمل نزع الشرعية عن الديمقراطيات، وتقسيم الحلفاء، وإضعاف الدعم لأوكرانيا، وتطبيع العدوان.
وتناول النائب السابق لرئيس الاستخبارات الحربية الأوكرانية اللواء إيليا بافلينكو أدوات روسيا المعتدية الهجينة، التي تُستخدم ضد الجمهور العالمي، ولفت الانتباه إلى أن ما يُسمى بـ"الإجراءات النشطة" الحالية التي تتخذها أجهزة المخابرات الروسية تتطابق عمومًا مع تلك التي نفذها السوفييت.
وقال: "هذه الإجراءات شاملة. وتشمل استخدام جهات مؤثرة في مختلف المجالات، والأحزاب السياسية، كما تشمل إنشاء ومشاركة ودعم أنشطة حركات ومنظمات دولية مختلفة، والتلاعب بها. ويشمل ذلك إنشاء منظمات وهمية، ونشر معلومات عبر وسائل إعلام ما يسمى بدول "العالم الثالث"، واستخدام البث غير القانوني أو مزارع الروبوتات، والابتزاز، وعمليات التأثير السياسي، وإرسال المستشارين العسكريين إلى الدول، وتزويدها بالأسلحة، وتدريب ودعم المسلحين والجماعات الإرهابية، وتقديم مساعدات اقتصادية، وتضليل السياسيين والصحفيين، ونشر وثائق مزورة، إلخ".
وناقش المشاركون في حلقة النقاش الثالثة تقنيات الاتصال المستخدمة في الدعاية المعادية، وتأثيرها، وقصص نجاح مقاومة روسيا في مجال المعلومات. ومن أهم الأفكار التي طُرحت في المنتدى في سياق الحرب ضد روسيا في مجال المعلومات: "أفضل وسيلة للدفاع هي الهجوم".
المصدر: أوكرانيا بالعربية
