يوم الدولة الأوكرانية تاريخ يُؤكد جذور الدولة واستمرارها

تحتفل أوكرانيا بيوم الدولة الأوكرانية في هذا اليوم من السنة
كييف/ أوكرانيا بالعربية/ يحتفل الأوكرانيون بيوم الدولة الأوكرانية، في 15 يوليو/ تموز، وهو يوم يُؤكد جذور واستمرار الدولة والرغبة الراسخة في الحرية، والنصر. هذا ليس مجرد تاريخ لا يُنسى، بل رسالة للعالم أجمع: الأمة الأوكرانية قائمة منذ أكثر من ألف عام، ولها حق تاريخي راسخ في دولة مستقلة تعيش بسلام.

حقائق ومعاني مثيرة للاهتمام حول يوم الدولة "أوكرانيا".
تاريخ الدولة الأوكرانية يمتد لأكثر من قرن وأكثر من حقبة. أصبحت كييف روس مركزًا سياسيًا وروحيًا قويًا في أوروبا الشرقية، ولكنها لم تقتصر عليها. إمارة غاليسيا-فولين، التي نشأت على أنقاض كييف، واصلت بجدارة تقاليد روس. وفي وقت لاحق، أصبحت دولة القوزاق الأوكرانية (هيتمانات) ظاهرة فريدة على خريطة أوروبا في ذلك الوقت: بمؤسساتها الديمقراطية ودبلوماسيتها وجيشها وحكمها الذاتي.
في القرن العشرين، نسمع أصداء التقاليد الحكومية في نضال الاتحاد الوطني لأوكرانيا (UNR) والاتحاد الوطني لأوكرانيا (ZUNR) وأوكرانيا الكارباتية. صحيح أن هذه التشكيلات لم تدم طويلًا، لكن ظهورها في أصعب الظروف يُعدّ شهادةً جليةً على رغبة الأوكرانيين الراسخة في الاستقلال وإثبات الذات.

15 يوليو/ تموز، ليس مجرد تاريخ، بل هو رمزٌ للاستمرارية التاريخية، وتواصل الأجيال، والنضال، وتوارث الأفكار. إنه ردٌّ على من يحاولون سرقة تاريخ أوكرانيا. لسنا مقيمين مؤقتين على هذه الأرض، بل أمةٌ ذات جذورٍ عميقة، واستمراريةٍ خاصة، وتقاليد، ولغة خاصة، ورؤيةٍ للمستقبل.
وقد بدأت أوكرانيا تحتفل بهذا اليوم بناءاً على مرسوم رئاسي، بعد قرار الرئيس فولوديمير زيلينسكي بتخصيص هذا التاريخ كعطلة وطنية جديدة، حيث بدأت أوكرانيا الاحتفال الرسمي بيوم الدولة في 15 يوليو/ تموز، عام 2021 للمرة الأولى.
تم اختيار 15 يوليو/ تموز، لأنه يصادف ذكرى تعميد أوكرانيا عام 988، عندما اعتنق الأمير فلاديمير الكبير المسيحية ونشرها في كييفان روس (أصل أوكرانيا وروسيا).
في زمن الحرب الشاملة، يكتسب هذا العيد معنى أعمق. نثبت كل يوم أن الأوكرانيين مستعدون للدفاع عن دولتهم - ليس بالتصريحات فحسب، بل بالأفعال والتضحيات والشجاعة والوحدة. فالدولة ليست مجرد دستور وحدود، بل هي قدرة الشعب الداخلية على أن يكون على سجيته، وأن يدافع عن نفسه، وأن لا يستسلم، بل ينتصر.

هذا اليوم درعٌ ولقاحٌ ضد ما يُسمى "العالم الروسي". نُعلن بحزم: روسيا هي أوكرانيا. الأوكرانيون هم ورثة كييف روس، وليس جيرانها الشماليون الشرقيون، الذين يحاولون الاستيلاء على تراثنا منذ قرون.

نُكرّم اليوم القوة والعزيمة، وإرادة الحرية، وتقاليد عريقة. أوكرانيا لم تبدأ بالأمس، بل تشكّلت على يد أجيال. أتمنى لكم أن تكونوا جديرين بأسلافكم، أقوياء في حاضركم. ليمنحكم هذا اليوم الثقة.
اليوم يُذكرنا بأن لنا طريقنا الخاص وصوتنا الخاص. شعبنا لم يضيع في تاريخ العالم، بل يكتبه بنفسه.
هذا اليوم دليل على قدرتنا على أن نكون أسيادًا في وطننا. لتكن أوكرانيا في قلوب الجميع. افتخروا بجذورنا وتطلعوا إلى المستقبل بأمل.
في يوم الدولة الأوكرانية، لنتذكر أننا لسنا مؤقتين، بل أبديون. تاريخ كييف روس، والنضال من أجل الاستقلال والقوة الحديثة - كل هذا يدور حولنا. فلينبض قلب كل أوكراني بتناغم مع الوطن الأم.

وأخيرًا، نواصل هذا النهج، ونؤكد مجددًا انتمائنا إلى عائلة الشعوب الأوروبية: أحرار، متساوون، ومستحقون, ولأنه يقول الشيء الرئيسي: الأوكرانيون لم يظهروا في عام 1991، ودولتنا ليست مشروعًا وليد اللحظة, بل الدولة الأوكرانية ذات جذور عميقة، شقت طريقها عبر القرون والاحتلالات والنهضات والحروب، ولم تنجو فحسب، بل رسخت نفسها.
نقول, نكتب, نعبر, نَخُطُ, نرسم, نُنْسج كلماتنا ونقدم التهاني لأوكرانيا ,لشعبها, للمدافعين.

⦁ يوم سعيد لأوكرانيا! يُذكرنا هذا العيد بجذورنا العريقة وتاريخنا العريق. فليكن فخر وطننا حاضرًا في قلوب الجميع. نتمنى لكم السلام والوئام والصمود. معًا، نحن أمة لا تقهر بل تنتصر.

⦁ أوكرانيا رمز وحدتنا وهويتنا وحقنا في الحرية. لأوكرانيا لغتها وثقافتها ومسارها الخاص، الذي يمتد لأكثر من ألف عام. فليُعزز هذا اليوم إيماننا بدولتنا. أتمنى أن يشعر كل أوكراني بالفخر والمسؤولية. عيدٌ سعيدٌ مليءٌ بالقوة والنصر.

⦁ نستذكر اليوم الأمير فلاديمير وخيارنا الحضاري الذي اتخذناه عام ٩٨٨. يوم الدولة هو احتفالٌ بمسيرتنا التي استمرت عبر قرون من النضال. نتمنى لأوكرانيا الرخاء ولشعبها العيش بكرامة. أتمنى لكل منا قوةً داخليةً وحبًا لأرضنا. المجد للأمة ودولتها!يوم الدولة الأوكرانية هو يومٌ من المهم أن نتذكر فيه من نحن. لسنا دولةً وهمية، بل أمةٌ ذات تراثٍ عريق. فليكن هذا اليوم مصدرَ إلهامٍ لإنجازاتٍ جديدة، وليوحّد الأوكرانيين في جميع أنحاء العالم. أتمنى لكم نورًا في قلوبكم، ودفءً في عائلاتكم، وأملًا في عيونكم. عيدٌ سعيدٌ لأوكرانيا التي سنبنيها في كل يوم.
المصدر: أوكرانيا بالعربية
