أوكرانيا بالعربية | صحف عربية: عودة إلى مصطلح بريطانيا العظمى أو تداعيات سلبية على البلد؟
كييف/أوكرانيا بالعربية/لا يزال "زلزال" خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي يثير اهتمام الصحف العربية الصادرة صباح اليوم الاثنين 27 حزيران/يونيو الجاري والتي أجمعت على أن هذه الخطوة سوف يكون لها تداعيات سلبية ليس على بريطانيا فقط بل على أوروبا بأسرها.
يُذكر أن الاستفتاء الذي أُجري في بريطانيا يوم الخميس 23 يونيو/حزيران على عضوية الاتحاد الأوروبي قد انتهى بترجيح كفة الراغبين بالخروج.
"ضربة صاعقة"
ترى سوسن الأبطح في صحيفة "الشرق الأوسط " اللندنية أن خروج بريطانيا يُعد "ضربة صاعقة لكل أولئك الذين ينشدون التعايش والانفتاح ويحلمون بعالم متسع ومتسامح".
وتضيف: "التململ الأوروبي يبشر باستفتاءات كثيرة مقبلة ستغير الخريطة السياسية الحالية وحتى الاقتصادية، وستبدل مراكز الثقل في القارة العجوز".
ويقول سميح صعيب في صحيفة "النهار" اللبنانية إن تداعيات خروج بريطانيا من الاتحاد لن تقف عند هذا الحد، "فالمملكة المتحدة نفسها ستكون مقبلة على انعكاسات اقتصادية وسياسية سلبية تحتاج إلى وقت طويل للتكيف معها. ولن يكون ثمة ما يمنع الان اسكتلندا وأيرلندا الشمالية وويلز من إجراء استفتاءات على البقاء داخل المملكة المتحدة".
ويضيف الكاتب: "لا شك في أن الحلم الأوروبي يتعرض اليوم لانتكاسة لم يشهدها من قبل، ويقف أمام أكبر تحد يواجهه، وكل المكاسب التي جنتها الوحدة الأوروبية بالتمدد شرقاً نحو دول كانت منضوية في الكتلة السوفياتية السابقة، خسرته بخروج بريطانيا".
وفي صحيفة "الاتحاد" الإماراتية، يتوقع عبد الوهاب بدرخان أن يكون لقرار الخروج تداعيات سلبية على المستويين الاقتصادي والسياسي في بريطانيا، حيث يقول إن "الاقتصاد البريطاني سيدخل نفقاً مظلماً لفترة زمنية غير محدّدة".
ويشكك الكاتب في إمكانية استمرار المملكة المتحدة متحدةً فعلاً "إذ صوّتت اسكتلندا للبقاء في الاتحاد الأوروبي، وحتى أيرلندا الشمالية التي اختارت أيضاً البقاء مع أوروبا تطرح الآن استفهامات عن المغزى المستقبلي لبقائها ككيان ملحق بالمملكة والجدوى المحتملة من الانضمام إلى جمهورية أيرلندا".
"تفتت أوروبي"
وترى صحيفة "الأهرام" المصرية أن قرار خروج بريطانيا من الاتحاد قد يثير المخاوف من بدء ظاهرة "التفتت الأوروبي".
وتضيف الصحيفة في افتتاحيتها: "نحن أمام زلزال، أو تسونامي، يضرب فكرة الكيانات الكبيرة فى العالم، ويعلم الله من الذى سيخرج غدا ليطالب بالاستقلال عن الكيان الأم، وأحد التفسيرات لهذا الإعصار، أن الغضب الذى يملأ نفوس أفراد الشعوب انعكس فى صورة رفض هذه الشعوب البقاء معا، وتحمل تبعات ومسئوليات هذا البقاء".
وفي السياق ذاته، يقول جاسر عبد العزيز الجاسر في صحيفة "الجزيرة" السعودية إن خروج بريطانيا قد يشجع دول أوروبية أخرى على الحذو حذو بريطانيا، ويأتي في مقدمة تلك الدول السويد والدنمارك واليونان وهولندا والمجر – على حد قول الكاتب.
على نفس المنوال، يرى أحمد ذيبان في "الرأي" الأردنية أن "صدمة" خروج بريطانيا من الاتحاد تطرح "سؤال الاندماج ومستقبل التحالفات الإقليمية والدولية، وخاصة فيما يتعلق بالتعاون الاقتصادي، بعد بروز الصين كقوة اقتصادية هائلة وعودة الحضور الروسي إلى الساحة الدولية".
ويضيف الكاتب: "إن خروج بريطانيا سيشجع قوى اليمين في الدول الأوروبية الأخرى للضغط باتجاه إجراء استفتاءات مماثلة، لكن القرار البريطاني سيكون دافعا لإجراء إصلاحات تعالج المشكلات التي يعاني منها الاتحاد".
كذلك يرى علي قاسم في صحيفة "الثورة" السورية أن نتائج الاستفتاء البريطاني سوف "يرسم إحداثيات انزياح قسري لأفول أوروبي يماثله انزياح أكثر قسرية للتاج البريطاني".
"بريطانيا التي لم تعد عظمى"
وعن الأسباب التي دفعت الناخبين البريطانيين إلى التصويت بمغادرة الاتحاد، يقول علي بهزاد في صحيفة "الشرق" القطرية إن مشاكل الهجرة والنازحين وتذبذب أسعار النفط وديون اليورو هي ما أدت إلى ظهور فكرة خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي.
"أضف إلى ذلك هجرة مواطني أوروبا إلى بريطانيا بسبب ضعف اقتصادات دولها، مما أثر سلبا، وكان يعني بقاؤها في الاتحاد قبول مبدأ الهجرة، واستمرار تقديم المنح لأوروبا".
وفي نفس السياق، يقول هاني حبيب في صحيفة "الأيام" الفلسطينية إن بريطانيا "لم تغادر الاتحاد الأوروبي بسبب الخوف والقلق من المهاجرين، ولا بسبب ما تدفعه من التزامات مالية لتسيير أعمال مؤسسات الاتحاد، وليس بسبب تردي أوضاع الاتحاد"، فهذه كلها أسباب "تبدو هامشية" على حد قوله.
لكن السبب الرئيس باعتقاده "يعود إلى مصطلح بريطانيا العظمى، فهذا المصطلح ليس مجرد كلمات بالنسبة إلى البريطانيين، خاصة كبار السن منهم، بل إنه شكل من أشكال التعبير عن التفوق الذي وصل أحياناً إلى عنصرية مكبوتة، وقد كانت هناك نقاشات في إطار مؤسسات المجتمع المدني، الرسمية والشعبية على حد سواء، تدور في جوهرها حول نزعة قومية متعالية، حتى مع باقي الدول الأوروبية المجاورة".
ويختم الكاتب مقالته بالقول: "لن يؤثر خروج بريطانيا من الاتحاد على الاتحاد، والأرجح أن التفتت والغموض والضعف والتراجع سيكون حليفاً لبريطانيا التي لم تعد عظمى على الإطلاق".