أوكرانيا بالعربية | مـرســـي مـطـلـوب حــيـاً أومـيـتـاً... بقلم حسن زايد

كانت مصركلها علي موعد مع جلسة محاكمة مرسي العياط في قضية قتل المتظاهرين أمام قصر الإتحادية ، استعدادات أمنية غير مسبوقة حول مقر المحاكمة . وقوات التأمين المصاحبة للمتهم من سجن برج العرب إلي مقر المحكمة تأهبت لإنفاذ المهمة وهو قد تهيأ للأمر بخطبة عصماء كما أشيع كان من المتوقع أن يرتجلها كعادته أمام هيئة المحكمة . وتناقلت وسائل الإعلام المتابعة للحدث مشهد الطائرة الهليكوبتر التي حامت حول مقر المحكمة وأن المعزول

كييف/أوكرانيا بالعربية/كانت مصركلها علي موعد مع جلسة محاكمة مرسي العياط في قضية قتل المتظاهرين أمام قصر الإتحادية ، استعدادات أمنية غير مسبوقة حول مقر المحاكمة . وقوات التأمين المصاحبة للمتهم من سجن برج العرب إلي مقر المحكمة تأهبت لإنفاذ المهمة وهو قد تهيأ للأمر بخطبة عصماء كما أشيع كان من المتوقع أن يرتجلها كعادته أمام هيئة المحكمة .

وتناقلت وسائل الإعلام المتابعة للحدث مشهد الطائرة الهليكوبتر التي حامت حول مقر المحكمة وأن المعزول في طريقه إلي القاعة . ودخل القاضي إلي القاعة ، وجلس علي المنصة لمدة ثلاث دقائق أعلن خلالها تلقي المحكمة خطاباً من مدير أمن القاهرة يفيد بتعذر نقل المتهم محمد مرسي من سجن برج العرب، وذلك لسوء الأحوال الجوية . وعليه تم تأجيل الجلسة إلي الأول من فبراير 2014 م . وقد أثار هذا الإعلان لغطاً وجدلاً واسعين ، وفتح الباب علي مصراعيه للتكهنات حول الأسباب الحقيقية وراء عدم نقل المعزول من محبسه إلي مقر محاكمته . وقد خرج وزير الداخلية بتصريح لكشف الحقائق فإذا به يزيد الأمر غموضاً وتلبيساً . فقد صرح السيد الوزير بأن قوات التأمين بسجن برج العرب كانت قد جهزت المتهم بالفعل ، إلا أنها فوجئت بقائد الطائرة العسكرية يبلغها بصعوبة الحضور نظراً لسوء الأحوال الجوية وانخفاض معدل الرؤية إلي 600 متر. وبالرغم من أن هذا التفسير قد يكون مقبولاً إلا أنه لم يكن كافياً ، لأن الأحوال الجوية في عموم مصر لم تكن سيئة ، وكانت الشمس مشرقة ، بما يدفع إلي التشكك في رواية الداخلية.

وفي إطار تفسيرالبعض لعدم نقل المتهم ذهب إلي القول بأن التنظيم الدولي من خلال عناصر إخوانية وجهادية قد خطط لإغتياله أثناء نقله من السجن إلي مقر المحاكمة أو في داخل قاعة المحكمة حتي يتحول إلي قميص عثمان جديد يستخدمه التنظيم لمطالبة المجتمع الدولي بالقصاص له من السلطة الحالية من ناحية ، فضلاً عن إفشال عملية الإستفتاء علي الدستور الجديد ابتداءًا من ناحية أخري . ومن ثم يتم ضرب عصفورين بحجر واحد ، الأول : تعطيل الإستفتاء وبالتالي نسف خارطة الطريق لأنه سيجري إلهاء السلطة الحالية بالحادث وتداعياته المحلية والدولية . الثاني : إعطاء ذريعة قوية وفعالة للقوي المتآمرة علي مصر للتدخل لفرض أجندتها من خلال الضغط علي المجتمع الدولي لركوب ذات الموجة ، ومن ثم إعادة الإخوان إلي سدة الحكم بزفة إعلامية حول عودة الشرعية والإنتصار لقيم الديمقراطية المزعومة . ويبقي السؤال : وهل يمكن للإخوان أن يُقبلوا علي هذا الفعل ؟ . والإجابة : نعم ، فأدبياتهم لا تخلوا من هذا الإتجاه في التفكير ، فضلاً عن المشاهدات التي رأيناها لحوادث قتل نفذوها ضد مناصريهم منذ اعتصام رابعة بقصد استخدامها في الدعاية الإعلامية المسمومة ضد مصر والنظام الحالي ، وفي تصورهم أن القاتل والمقتول في الجنة لأنهما خدما في النهاية المشروع الإسلامي . وهم يدركون أن محاكمة مرسي فيها نهاية حتمية لتنظيم الإخوان لأن ما سيتكشف من خلال هذه المحكمة سيمثل شهادة وفاة لهذه الجماعة . وما العمليات الإنتحارية ـ التي يطلقون عليها عمليات استشهادية ـ إلا خير دليل علي الإلتباس في أفهام هؤلاء البشر بما يغري بمثل هذه العمليات .

وحتي يصبح الأمر أكثر إثارة ذهب هذا البعض إلي الإبحار في الخيال ، فصور الأمر علي أنه مناورة أمنية قصد منها كشف العناصر المتآمرة التي كانت تخطط لعملية الإغتيال بدليل ظهور طائرة مروحية تحلق في سماء الأكاديمية مقر المحكمة . وفي ذات الإطار ذهب البعض الآخر إلي القول بأن السبب غير المعلن لتأجيل المحاكمة هو عدم رغبة الدولة والأمن في إثارة الرأي العام وشد انتباهه في اتجاه آخر قد يؤثر سلباً علي عملية الإستفتاء ، خاصة في ظل تصريحات مرسي التي كان يزمع أن يعلنها أثناء المحاكمة بقصد إحداث بلبلة في الشارع المصري علي نحو أو آخر بغض النظر عن مدي دقة أو عدم دقة كلامه ، أو عن مدي صدق أو عدم صدق كلامه ، فالغاية هي كلام يثير البلبلة ويحدث تشوشاً في الأذهان . وهو تفسير له وجاهته وقبوله ، إلا أنه لا ينفي وجود تفسير ثالث ذهب إليه البعض  مؤداه أن العلة وراء تأجيل المحاكمة هو ورود معلومات عن وجود مخطط لإغتيال مرسي ، ضالعاً فيه ثلاث دول أجنبية ، متورطة في قضية التخابر التي سيحاكم فيها مرسي يوم 28 يناير 2014 م . والهدف تصفيته والتخلص منه قبل بدء جلسات المحاكمة ، حتي لا تنكشف أوراق التخابر ومخطط تفتيت مصر  من ناحية ، ونشري الفوضي في البلاد وإظهار ضعف الأجهزة الأمنية فيها بعد سقوط الإخوان من ناحية أخري . وعلي رأس هذه الدول أمريكا واسرائيل ، فأمنهما ومصالحهما لن يتحققا إلا بإحكام السيطرة علي مصر باعتبارها الدولة المركزية في منطقة الشرق الأوسط ، وإحكام السيطرة عليها يحقق هدفين رئيسيين ، الأول : إقصاء الدول الزاحفة إلي المنطقة بعد ثورة 30 يونيه مثل روسيا والصين وكوريا . الثاني : تجميع قوي الارهاب ممثلة في الجماعات الإسلامية الراديكالية المنتشرة في أرجاء كثيرة من العالم في سيناء ، فتتخلص بذلك من صداعها المزمن ، وتضعها تحت السيطرة .

ولن يـأتي ذلك إلا بإحكام السيطرة علي مصر . وبالقطع فإن قطع رأس مرسي قد يصل بها إلي غاياتها لأن ذلك سيكون أيضاً مدعاة للتدخل وفرض الأجندات المستهدفة . وبذلك تلتقي مصالح هذه الدول مع مصلحة التنظيم الدولي حتي في إغتيال مرسي . أما إذا تمكنت هذه الدول من خلال عملية قرصنة جوية من خطف مرسي ، والمتاجرة به وبشرعيته علي المستوي الدولي وإعادته إلي سدة الحكم  كرة أخري فهو احتمال غير مستبعد . ومن المعلوم أن وزير الداخلية نفي كل هذه السيناريوهات وأكد علي أن المتهم الوحيد في تأجيل محاكمة مرسي هو الضباب . الشبورة وسوء الأحوال الجوية .

حسن زايد

كاتب عربي ومدير عام


المصدر: أوكرانيا بالعربية

Share post:
Main news
Europe
Russia Violates the Geneva Conventions. Executions and Torture of Ukrainian Prisoners of War
Ukraine
MAIN POSITIONS OF INFORMATION RESPONSE EXPLAINING COMPLEX THINGS IN SIMPLE WORDS
Ukraine
Finnish businesses to join Ukraine’s reconstruction efforts
Finnish businesses to join Ukraine’s reconstruction efforts
Look for us on Facebook
Look for us on Twitter

© Ukraine in Arabic, 2018. All Rights Reserved.