أوكرانيا بالعربية | منسق تيكا في أوكرانيا: مسجد كييف سيكون جاهزاً في آواخر عام 2023
كييف/ أوكرانيا بالعربية/ بعد انهيار الاتحاد السوفياتي وقيام دول تركية جديدة، نشأت في تركيا فكرة إنشاء هيكل مسؤول عن تقديم المساعدة الإنسانية لهذه البلدان. تحقيقا لهذه الغاية ، في عام 1992 ، تم إنشاء وكالة التعاون والتنسيق التركية "تيكا"، "بالتركية :Türk İşbirliği ve Koordinasyon Ajansı Başkanlığı" أو باختصار "TİKA"، التي تعمل تحت إشراف وزارة الخارجية في البلاد.
كان الهدف من "تيكا" هو تقديم المساعدة في مجال الرعاية الصحية والتعليم والثقافة والمجالات الاقتصادية والاجتماعية. وبفضل مشاريعها الناجحة، وسّعت وكالة التعاون والتنسيق التركية جغرافية أنشطتها إلى دول أوروبا الشرقية وأفريقيا وآسيا وأمريكا.
وتعمل "تيكا" في أوكرانيا منذ عام 1995. خلال هذا الوقت ، تم تنفيذ مئات المشاريع التي تهدف إلى تحسين الظروف المعيشية لمواطني بلدنا.
كانت الوكالة تعمل بشكل أساسي في شبه جزيرة القرم حتى عام 2014 ، ولكن بعد الاحتلال المؤقت لشبه الجزيرة، انتقل مكتب "تيكا" إلى كييف ويعمل على تنفيذ مشاريع في جميع أنحاء أوكرانيا.
تحدث منسق برامج "تيكا" في أوكرانيا جنيد إسمير عن عمل وخطط وتاريخ الوكالة التركية للتعاون والتنسيق في مقابلة حصرية لـ "أنباء القرم".
جنيد باي، على حد علمي، تم تعيينكم مؤخرًا منسقًا للوكالة التركية للتعاون والتنسيق في أوكرانيا. ما هي انطباعاتكم عن بلدنا؟ ما الذي يعجبكم في أوكرانيا والأوكرانيين؟
تم تعييني منسق برنامج في تشرين الثاني/نوفمبر 2020. قبل ذلك، شاركت في بعض المشاريع في أوكرانيا.
أوكرانيا بلد رائع ذو طبيعة جميلة وشعب طيب. صحيح ، نحن في وضع مميز بعض الشيء، لأنه يربطنا بأوكرانيا تتار القرم ، وأتراك المسخيت، والغاغاوز، الذين تربطنا بهم علاقات قوية. يمنحنا هذا حماسًا خاصًا ونشعر بالفخر للعمل مع هذه الشعوب، لهذا أنا سعيد جدًا لوجودي هنا.
من فضلك أخبرنا عن تاريخ إنشاء "تيكا"
تأسست الوكالة عام 1992، كان الغرض من إنشائها تقديم المساعدة إلى الدول التركية الخمس التي ظهرت بعد انهيار الاتحاد السوفيتي، وهي كازاخستان وقيرغيزستان وأذربيجان وتركمانستان وأوزبكستان. على وجه الخصوص، مساعدتهم على الاندماج في المجتمع العالمي وتعزيز تنميتهم، تم إنشاء "تيكا" في الأصل للعمل مع هذه البلدان.
ومع ذلك، فقد أدى نشاطنا الناجح إلى اتخاذ الوكالة قرارًا بتوسيع جغرافية مشاريعها الإنسانية لتشمل القوقاز وأوروبا الشرقية ودول البلقان. بعد عام 2005، بدأنا العمل في إفريقيا وأمريكا الجنوبية والشمالية. اليوم، نيابة عن جمهورية تركيا، نقوم بتنفيذ مشاريعنا في القارات الخمس وفي 60 دولة في العالم.
كم عدد الموظفين في المنظمة؟
يوظف مكتبنا الرئيسي المركزي في تركيا حوالي 400-450 شخصًا. بالإضافة إلى هؤلاء، هناك منسقو برامج للوكالة ومساعدوهم في 60 دولة حول العالم. في المجموع ، هذا هو 500-600 شخص. نحن في "تيكا" عائلة واحدة كبيرة.
قبل وصولك إلى أوكرانيا كنت منسق البرنامج في العراق، إذا لم أكن مخطئا
نعم، هذه هي المرة الخامسة التي يتم فيها تعييني في مثل هذا المنصب. كنت منسق البرامج في مولدوفا لمدة عامين ونصف، ثم، كمنسق تنظيمي، عملت في أفغانستان في 2004-2007.
بعد ذلك، تم إرسالي إلى مكتبنا المركزي، حيث قمت بتنسيق العمل في البلدان الأفريقية. ثم عملت في ناميبيا لمدة عامين ونصف كمنسق إقليمي لـ "تيكا" لجنوب إفريقيا (جنوب إفريقيا، بوتسوانا ، أنغولا ، سوازيلاند ، ليسوتو ، ناميبيا). وقبل وصولي إلى أوكرانيا في الفترة من 2017 إلى 2020 كنت في العراق كمنسق لبرامج الوكالة.
جنيد باي، تجري في أوكرانيا باهتمام كبير مناقشة مشروع إنشاء مركز تعليمي وروحي وثقافي لتتار القرم. وفي إطاره، سيتم بناء مسجد كبير ، ومدرسة داخلية، ومنشآت ثقافية. في أي مرحلة يتم البناء الآن ومتى نتوقع افتتاحه؟
بناءً على طلب زعيم شعب تتار القرم مصطفى جميليوف ،أصدر الرئيس التركي رجب طيب أردوغان تعليمات لـ "تيكا" بالبدء في بناء هذا المجمع في كييف. في الوقت الحالي ، بدأنا العمل التحضيري، وحددنا مكان البناء المستقبلي.
كما أشرت، يضم مشروع المجمع مسجدًا يتسع لأربعة آلاف شخص، ومدرسة لـ 200 طالب، بالإضافة إلى مركز أعمال وتجارة وثقافة.
يتم بناء المجمع على ثلاث مراحل. الأولى هي المرحلة التحضيرية للبناء، لقد أعددناها مع صندوق الرفاه الوطني لشبه جزيرة القرم. لقد قدمنا هذه الخطة التمهيدية إلى سلطات مدينة كييف وننتظر موافقتها.
بمجرد الموافقة على مخطط التخطيط العمراني لقطعة الأرض ، أي عندما يسمح لنا بالبدء في أعمال البناء ، سننتقل إلى المرحلة الثانية، سنعلن عن مناقصة للمشروع. بعد ذلك وبحسب تعليمات الرئيس سيبدأ البناء مباشرة.
هل تتوقعون الحصول على موافقة بناء هذا العام؟
إذا تمكنا من الحصول على تصريح قبل نهاية هذا العام ، فسيبدأ البناء في عام 2022. آمل أن يتم الانتهاء منه في غضون عامين، وأن يتم تشغيل المجمع نفسه، إذا سارت الأمور على ما يرام، كما نتوقع، بحلول نهاية عام 2023.
هل اخترتم اسمًا للمسجد الذي سيتم بناؤه في كييف؟
في الوقت الحالي، لا يوجد أسماء للمسجد ولا للمدرسة، ما زلنا في المرحلة الأولية، المرحلة التحضيرية للبناء، في مراحل لاحقة، بعد تلقي التعليمات ذات الصلة، سيتم إعطاء اسماء للمسجد والمدرسة.
أرجو أن تخبرني إذا كان موضوع بناء المسجد يتم مناقشته مع سكان المنطقة؟
نحن ندرك أن الغالبية المطلقة من الأوكرانيين مسيحيون وأن مسألة بناء مسجد حساسة للغاية. لكنني متأكد من أنه يمكننا إيجاد لغة مشتركة.
كما أشرت، تقوم "تيكا" بتنفيذ هذه الأعمال بالتعاون مع صندوق الرفاه الوطني لشبه جزيرة القرم. من فضلك قل لي إذا كان لديكم أي مشاريع مشتركة أخرى؟
بالطبع، يعمل صندوق الرفاه الوطني لشبه جزيرة القرم كمنظمة شريكة في جميع مشاريعنا المتعلقة بتنمية تتار القرم.
من بينها مشاريع في مناطق خيرسون ، فينيتسا، وفي مناطق أخرى من أوكرانيا، تتعلق بمجالات التعليم والصحة والزراعة، وغيرها. ونخطط في عام 2021 مواصلة تقليد تعاوننا.
جنيد باي، تعمل وكالة التنمية والتعاون التركية في أوكرانيا منذ أكثر من 20 عامًا. ما هي برأيك أكثر المشاريع طموحاً التي نفذتها الوكالة؟
يمكنني أن أذكر مشروع الإسكان لتتار القرم. تم تنفيذه بتكليف من سليمان ديميريل، رئيس تركيا آنذاك. كان مشروعًا واسع النطاق وجيداً، حصلت بفضله ألف أسرة على سكن.
أيضًا في 2006-2007 قمنا بترميم مدرسة زيندجيريل الشهيرة في باختشيساراي، وبالإضافة إلى هذه المشاريع، قمنا بتنفيذ المئات من المشاريع الأخرى لصالح تتار القرم.
ومع ذلك، بعد الضم غير القانوني لشبه جزيرة القرم، اضطررنا إلى إغلاق مكتبنا هناك وانتقلنا إلى كييف. الآن نقوم بتنسيق جميع مشاريعنا في أوكرانيا من هنا.
يستمر عام 2020 وبداية عام 2021 تحت شعار مواجهة فيروس كورونا. كيف تساهم"تيكا"في مكافحة "كوفيد-19"؟
لقد عملنا بنشاط خلال الجائحة، في كل من أوكرانيا وحول العالم. حتى إلى مدينة ووهان، حيث انتشر هذا الفيروس في جميع أنحاء العالم ، أرسلت"تيكا"معدات طبية.
لدينا أكثر من 60 مكتبًا حول العالم وقمنا بتوفير المنتجات الصحية للعديد من البلدان. قامت"تيكا"بتوزيع وإنتاج أقنعة واقية في البوسنة والهرسك وكولومبيا والدول الأفريقية، وغيرها.
في أوكرانيا، أرسلنا منتجات غذائية وأقنعة واقية إلى أماكن إقامة تتار القرم في منطقة خيرسون، وكذلك لأتراك المسخيت ، والغاغاوز.
كيف أثر الوباء على عملكم في أوكرانيا العام الماضي؟
بطبيعة الحال، فرضت الجائحة تعديلات تتعلق بها. لكن على الرغم من ذلك، تمكنا في عام 2020 من تنفيذ جميع خططنا تقريبًا، وهي عبارة عن حوالي 20 مشروعًا.
على سبيل المثال، قمنا بعزل جدران مبنى روضة الأطفال"إيفوشكا"في قريةنوفو أليكسييفكا في منطقة خيرسون، واستبدلنا سقفها، كما قمنا بتجهيز ملعبها.
وفي منطقة أوديسا، في قرية كوتلوفينا، قمنا بتنفيذ مشروع كبير للبنية التحتية، يتعلق الأمر بإعادة بناء دار الثقافة لشعب الغاغاوز، وفي إطار هذا المشروع تم تجديد هذه المؤسسة الاجتماعية بالكامل من الداخل والخارج، كما تم تجهيزها بالأثاث والأجهزة.
أما في لفيف، أنشأت"تيكا"قسمًا للأشخاص ذوي الإعاقات الجسدية في دار رعاية المسنين، تعالج هذه المؤسسة 196 شخصًا. وكذلك قمنا في لفيف بفتح غرف حسية للأطفال المصابين باضطرابات نفسية وعصبية باستخدام تقنيات مبتكرة.
جنيد باي، تلخيصًا لمحادثتنا، أود أن أعرف كيف تقيم العلاقات الإنسانية بين تركيا وأوكرانيا بشكل عام؟
كما قلت من قبل، بالنسبة لنا هناك جسر معين في العلاقات مع أوكرانيا، وهذا الجسر هو تتار القرم ، أتراك المسخيت والغاغاوز. في الوقت نفسه، لدينا علاقة طويلة الأمد مع أوكرانيا، تعود إلى زمن الدولة العثمانية. كانت هذه العلاقة دائمًا ولا تزال مهمة جدًا بالنسبة لنا.
اليوم هناك علاقات قوية للغاية بين تركيا وأوكرانيا، يتم دعم ذلك على مستوى رئيسي البلدين وعلى مستوى الحكومات ووزارتي خارجية تركيا وأوكرانيا.
بعد أذربيجان، عقدت تركيا معظم الاجتماعات الرسمية في عام 2020 مع ممثلي أوكرانيا. نحن سعداء جدا بهذا المعدل لتطور العلاقات. هناك ديناميات إيجابية للنمو بين بلدينا، لا يسعنا إلا أن نسعد بها.
نقلاً عن وكالة أنباء القرم
المصدر: أوكرانيا بالعربية
