أوكرانيا بالعربية | عقيلة الرئيس الأوكراني: نحن متكاتفون ونشعر بدعم تركيا قولاً وفعلاً

في مقابلة خاصة مع وكالة الأناضول نشرت اليوم السبت الموافق 23 نيسان/ أبريل الجاري، قالت أولينا زيلينسكا، عقيلة الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، إنها تحرص على التحلي بالقوة قدر الإمكان أمام هول الأزمة الإنسانية في بلادها جراء الهجوم الروسي.

كييف/ أوكرانيا بالعربية/ في مقابلة خاصة مع وكالة الأناضول نشرت اليوم السبت الموافق 23 نيسان/ أبريل الجاري، قالت أولينا زيلينسكا، عقيلة الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، إنها تحرص على التحلي بالقوة قدر الإمكان أمام هول الأزمة الإنسانية في بلادها جراء الهجوم الروسي.

وأشادت السيدة الأولى الأوكرانية بتعاونها مع نظيرتها التركية أمينة أردوغان، في ضمان رعاية الأيتام الأوكرانيين، معبرة عن أملها في تحقيق السلام.

وردًا على سؤال حول حالتها النفسية في ظل الحرب، قالت زيلينسكا: "كيف لي أن أتحمل بعد قتل المدنيين في بوتشا، وما وقع من دمار في ماريوبول التي لا يزال مصير عشرات الآلاف من الناس مجهولاً فيها؟ بعد كل القنابل التي تمطر على خاركيف يوميًا؟ وبعد مقتل 200 وتشويه وإعاقة الآلاف من الأطفال؟".

وأضافت: "ربما كان علي هنا أن أقول شيئًا يبعث على التباهي وملحميًا، لكن أنا إنسانة قبل كل شيء وأشعر بالألم مثل أي شخص عادي كل يوم".

وأوضحت أن أول ما يخطر ببالها عندما تفتح الأخبار هو ألا يكون هناك قصف جديد، وعندما ترى بدء الهجمات الروسية مجددا فإنها تتمنى عدم وقوع الضحايا، "لكن القصف يوقع ضحايا لأن روسيا تستهدف المدنيين".

وتابعت: "هذه المشاعر يعيشها جميع الأوكرانيين، وكل يقوم بما يقع على عاتقه للمساهمة في تسريع تحقيق النصر، وأنا أيضًا أفعل ذلك، بعضهم يقاتل والبعض الآخر يشارك في معالجة الجرحى، ونعمل على إجلاء الأطفال المرضى من أوكرانيا إلى بلدان أخرى بالتعاون مع نظرائنا هناك".

وأردفت: "كما أننا نحضر إلى أوكرانيا المعدات الطبية والحاضنات لضمان بقاء حديثي الولادة على قيد الحياة رغم كل الصعاب، وبعد تحرير كييف والمناطق الشمالية بدأنا في مساعدة الأسر هناك من خلال تزويدهم بما يحتاجون إليه، وبالطبع أعمل يوميًا على جبهة المعلومات لكشف الحقيقة حول ما يفعله الجيش الروسي حقًا في أوكرانيا بعد أن جاء تحت ذريعة "إنقاذنا".

وزادت السيدة الأولى الأوكرانية: "يبذل الجميع قصارى جهدهم لتخفيف آلامهم ومساعدة الآخرين على ذلك، إذا كان من الممكن تسمية ذلك بـ "التحمل"، فأنا أتحمل".

في حديثها عن الأيتام الأوكرانيين الذين نقلوا إلى تركيا، قالت زيلينسكا إنه "قبل اندلاع الحرب بنحو 3 أسابيع استضفنا السيدة أمينة أردوغان وزوجها في كييف بمناسبة الذكرى السنوية الـ30 لتأسيس العلاقات الدبلوماسية بين بلدينا، وعقدنا لقاءً وديًا للغاية، وقمنا بافتتاح الدليل الصوتي باللغة التركية في كاتدرائية القديسة صوفيا المهمة بالنسبة إلى السياح الأتراك في كييف".

وأشارت إلى أن صداقتها مع عقيلة الرئيس التركي والتي بدأت في فترة ما قبل الحرب، مستمرة بل تزداد قوة، وبينما كانت روسيا تواصل الكذب بشأن "العملية الخاصة"، أبدت السيدة أمينة أردوغان التضامن والدعم من خلال مشاركتها رسالة الفيديو أثناء الحرب التي شنتها روسيا، "إنني ممتنة لها على ذلك".

وزادت: "عندما بدأنا في البحث عن مكان آمن لأطفالنا (لا يوجد أي مكان آمن في أوكرانيا لأن الروس يمكنهم مهاجمة أي مكان بالصواريخ) كانت تركيا من بين الأماكن التي فضّلناها أكثر. تقدمت بطلب إلى السيدة أمينة للحصول على دعمها في هذا الموضوع، وتم إجلاء 973 من أطفالنا إلى تركيا بجهود فريق كبير، ضم السفارة الأوكرانية لدى أنقرة، وممثلي الإدارات المحلية في أوكرانيا، وفاعلي الخير والمتطوعين. باختصار، لم نشعر بدعم تركيا بالأقوال فحسب بل بالأفعال أيضًا".

زيلينسكا التي تعيش في مكان سري بسبب المخاوف الأمنية، شددت على أن "الاختباء أمر مخجل"، مضيفة: "أنا أعيش هذا الخجل في كل لحظة، ولن أعفو عن ذلك أبدًا، فالخطر على الحياة موجود دائمًا لجميع النساء والرجال والأطفال في أوكرانيا. من الواضح أنه يستحيل القضاء علينا جميعًا، وكل شخص سيبقى على قيد الحياة لن ينسى هذا الشعور على الإطلاق".

أكّدت زيلينسكا أن الحديث عن أنباء اغتصاب النساء الأوكرانيات من قبل الروس أمر مخيف أكثر من الحديث عن جرائم القتل العادية، "لأن الضحايا لا زالوا يتألمون، وقد عانت تلك النساء من رعب يضاهي القتل وشعور بالضعف يتردد مرارًا وتكرارًا في ذاكراتِهن، فالخوف واليأس يتجددان عندهن باستمرار".

وأوضحت أن القتل يعني بمثابة حياة مدمرة-محطمة والاغتصاب حياة مكسورة لكن المرء بعد الاغتصاب يضطر لمواصلة العيش بطريقة ما حتى لو كان ذلك عبر تجميع أجزائه المحطمة".

وتابعت: "لا شك أن حديث الضحايا عن الاغتصاب الذي تعرضوا له صعب أكثر من حديث الذين يفقدون أشخاصًا مقربين منهم، لأن الحديث عن الاغتصاب هو بمثابة المرور بتلك اللحظات مرة أخرى، ولذلك نحن نلتزم الدقة أثناء مشاركة هذه الأحداث لكي لا نتسبب في صدمة إضافية، لكن علينا أن نشرح مدى فظاعة حالات اغتصاب النساء الأوكرانيات من قبل الروس".

وأضافت: "لقد ذهب الجيش الروسي إلى ما هو أبعد من النهب وقتل المدنيين، إننا نواجه طرفًا مهووسًا بتعذيب الآخرين، حيث يتميز هؤلاء باستخدام قوتهم ضد الناس العزل وليس وفق قواعد القتال المتكافئ".

ولفتت إلى أن أمينة المظالم في أوكرانيا ليودميلا دينيسوفا، تقوم بتسجيل جميع هذه الحالات، "ومؤسساتنا المعنية مطلعة على ما قام به الوحوش - لا أستطيع أن أقول الجنود الروس- بحق 25 امرأة بعد احتجازهن قسرًا في بوتشا، ما أسفر عن حمل 9 نساء، نقول "نساء" لكن في الواقع بينهن فتيات قاصرات!".

وزادت: "كما نعرف حادثة مروعة وقعت في منطقة كييف عندما قتل الروس رجلا من أجل اغتصاب زوجته، لقد عادوا ثلاث مرات للقيام بذلك، لكن المرأة استجمعت قواها للهرب وإنقاذ ولدها، وحكت لنا بعد ذلك كيف كانت تخشى من أن يشاهد الولد أباه الذي قُتل رميا بالرصاص في الحديقة.

نعرف أيضًا قصة تيتيانا التي تعيش في ماكاروف، اغتصبها رجال قاديروف أولاً ثم قتلوها طعنًا، وعُثر مؤخرا على كلبها في إحدى الملاجئ بعدما ظل ينتظر مالكته لأسابيع دون جدوى.

ونعلم كيف ينظر الروس إلى هذه الفظائع المرتكبة، وربما يكون هذا الجانب الأكثر رعبا، فقد تم ضبط مكالمة لروسي مع زوجته، حيث قالت له بكل وضوح "اغتصب الأوكرانيات لكن لا تخبرني بذلك"، هذا أمر يصعب حتى تصديقه. وقبل فترة قامت "إذاعة سفوبودا" بتحديد هذا الجندي الروسي وزوجته، إنهما موجودان حقًا! هناك بالفعل أشخاص يفكرون ويتصرفون هكذا.

لذلك فإنه هذه ليست "صدفة". ولا غريزة يصعب مقاومتها لارتكاب الجريمة، إنه اغتصاب ساخر مخطط له يحبذه قسم من المجتمع الروسي. ماذا يمكنني أن أقول في هذه الحالة؟ لا يمكننا أن نفسر بأن الروس يمارسون عمليات النهب وسرقة الغسالات أو الملابس من المنازل الأوكرانية بسبب "الوحشية" أو البؤس. هناك حاجة إلى طبيب نفسي لمعالجة هذه المشكلة الخطيرة جدًا بل والجماعية، وبما أنه ليست هناك إدانة روسية جماعية، فإنها مشكلة ربما تخص روسيا بالكامل".

وخاطبت النساء الأوكرانية قائلة: "أنتن لا تقدرن بثمن، وحياتكن لا تقدر بثمن. ما تعرضن إليه جريمة مرتبكة من قبل المهووسين المسلحين. رجاء لا تصمتن ولا تكتمن هذا الألم بداخلكن. تحدثوا معنا ومع الناس الذين تثقون بهم. وساعدونا على معاقبة هؤلاء الجناة".

وردًا على سؤال حول ما إذا كانت لديها خوف أو مشاعر مشجعة، قالت زيلينسكا: "شرحت لكم المصير المروع لآلافِ الأوكرانيين، بصراحة، بعد كل ما جرى، لم يعد هناك الكثير مما يدعو للقلق على نفسي، إنما كل الخوف والغضب والدموع هو حول أولئك الذين يعانون من وضع أسوأ الآن".

وأضافت: "الأوكرانيون حاليا متكاتفون كأنهم جسد واحد، فعندما يتعرض شخص ما للأذى تشعر بألمه، والشيء نفسه ينطبق على الشجاعة. وعلى الرغم من أحداث الحرب المروعة، ترون كيف تقاتل القوات المسلحة الأوكرانية، وكيف يتطوع الناس في ماريوبول لمساعدة الآخرين بمجرد خروجهم من الملاجئ، وكيف تعمل طواقم خدمة الطوارئ الأوكرانية يوميًا في تنظيف الأنقاض الناجمة عن القنابل الجوية الروسية أو عمال السكك الحديدية الذين يقودون قطارات الإخلاء تحت القصف، تلك هي الشجاعة. عندما يشارك أحدهم معك هذه الشجاعة فإنك تبادر إلى مشاركتها أيضًا مع شخص آخر".

كشفت زيلينسكا أنها تتلقى الرسائل من نَظيراتها عقيلات زعماء الدول حول العالم منذ اليوم الأول للحرب، وأن الرسائل التي كانت تردها بهدف الدعم في البداية، تحوّلت لاحقًا إلى رسائل تتضمن عروضًا لتقديم المساعدات الصريحة.

وأوضحت أن أسس التعاون مع العديد من السيدات وضعت في وقت السلم، ففي شهر أغسطس/آب 2021 (قبل يوم واحد من الذكرى الثلاثين لاستقلال أوكرانيا) عقدت القمة الأولى للسيدات والسادة الأوائل في كييف، وإن نظيراتها يساعدن المواطنين الأوكرانيين في الخارج بفعالية الآن.

وأضافت: "لقد أطلقنا معًا ونعمل على سلسلة من المشاريع مثل إجلاء الأطفال الأيتام، وإرسال مرضى الأورام للعلاج، وتنفيذ المشاريع المتعلقة بالمبادرات التعليمية والثقافية، وإني ممتنة جدًا للسيدات الصديقات اللواتي ساعدن أطفالنا في عملية التكيف مع المدن والبيئات الجديدة، وتوفير الوسط الذي اعتادوا عليه، وإقامة علاقات صداقة جديدة، والتواصل الاجتماعي، وقضاء الوقت مع أقرانهم".

وعمّا إذا كانت جيل بايدن، عقيلة الرئيس الأمريكي جو بايدن، تواصلت معها، قالت زيلينسكا إن "جيل بايدن لم تتصل بصورة شخصية، وآمل أن يبدأ تعاوننا معها في أقرب وقت ممكن".

​​​​​​​وحول فرص السلام مع روسيا، قالت زيلينسكا: "يقولون؛ إذا أردت السلام، فاستعد للحرب، وهناك أيضًا مثَل آخر، "أولئك الذين يؤمنون بحل كل شيء بسرعة، يخسرون قبل الجميع"، لكن عدم الإيمان هو نوع أخر من التطرف، حيث يصفهم فيكتور فرانكل، عالم النفس البارز الذي شهد معسكرات الاعتقال النازية، بقوله: "من لا يؤمن بالمستقبل فهو ميت من الآن".

وختمت حديثها بالقول: "نحن نؤمن بمستقبلنا بل ونؤمن كذلك بانتصارنا، ومستعدون لقطع أي مسافة من شأنها أن تجلب لنا هذا النصر، وإذا تحقق هذا النصر في وقت أقرب مما نتوقع، فإننا سنفرح به أكثر".

المصدر: الأناضول + أوكرانيا بالعربية

Share post:
Main news
Europe
Russia Violates the Geneva Conventions. Executions and Torture of Ukrainian Prisoners of War
Ukraine
MAIN POSITIONS OF INFORMATION RESPONSE EXPLAINING COMPLEX THINGS IN SIMPLE WORDS
Ukraine
Finnish businesses to join Ukraine’s reconstruction efforts
Finnish businesses to join Ukraine’s reconstruction efforts
Look for us on Facebook
Look for us on Twitter

© Ukraine in Arabic, 2018. All Rights Reserved.