أوكرانيا بالعربية | الإخــوان وأوراق الـتــوت... بقلم حسن زايد
كييف/أوكرانيا بالعربية/كان الإخوان يتفلتون كدأبهم من أي تهمة تنسب إليهم ، بزعمهم أنها من تلفيقات أجهزة الأمن لهم ، في إطار محاربة المشروع الإسلامي الذي تتبناه الجماعة فيما هو ظاهر للناس . وقد أثبتوا جدارة في هذا التفلت بشكل مدهش ، خاصة في ظل منهجهم السوفسطائي الذي يلتجئون إليه عندما تعجزهم الحيل . حتي أنهم يطعنون في مصداقية كل شيء يصدر عن الدولة فيما يتعلق بإجرامهم وإرهابهم ، يطعنون في شهود العيان باعتبارهم عملاء للأجهزة الأمنية ، ويطعنون في شهادات المنشقين عنهم باعتبارهم كانوا مدسوسين علي الجماعة ،أو باعتبارهم خائنين للعهد والبيعة ، ويشككون في اللقطات الحية المصورة بالتقنية الحديثة باعتبار أن خبراء الأجهزة الأمنية قد عبثوا بها علي نحو يفضي إلي إدانة الجماعة . حتي المظاهرات العارمة التي اندلعت ضد نظامهم في ثورة يونيه زعموا أنها صور " فوتوشوب " مركبة . والطريف الذي يفقد المرء عقله أن هناك أناس يصدقون مزاعمهم وأكاذيبهم . رغم أن الحقائق الدامغة تدحض باطلهم وما يزعمون .
والأكثر طرافة أنك تجدهم يصادرون علي كلامك مصادرة صاحب الحق علي أهل الباطل . ومع ذلك ربما يلتمس المرء العذر لبعض هؤلاء باعتبار أن البضاعة التي يقدمها الإخوان لجمهورهم مغلفة بغلاف الدين ، والدين بلا ريب له رصيد كبير في قلوب هؤلاء ، وبالتالي فإن أي صوت يعرض بضاعة صاحبه من هذا المنطلق سيصادف رصيداً في القلوب يحدث فيها الصدي المطلوب . وأي محاولة لصد هذا الصوت المغموس بنبرات التدين المغشوش ستجابه بالرفض باعتبارها صد للدين ، ومحاربة له . والواقع أن التماس هذا العذر لهذا البعض لن يستمر إلي ما لا نهاية ، لأنه من المتعين الإلتجاء إلي العقل والمنطق والضمير حين ننظر فيما يعرض علينا من بضاعة ، أو كما قال أحد الأئمة " إن هذا العلم دين فانظروا عمن تأخذوا دينكم " . وهناك البعض الآخر ممن لا عذر له في الإنخداع بما يعرضه الإخوان من أوهام طوال الوقت أو حتي لبعض الوقت . وقد حاول الإخوان التفلت من قضية التخابر علي أساس أن هذا الإتهام لا يستند إلي وقائع محددة ، بل هي مجرد تلفيقات لتبرير ما يزعمون أنه انقلاب ، وأنهم اكثر وطنية من كثير من الوطنيين ، باعتبار أن الوطنية عندهم دين . ولا يصح عقلاً ولا منطقاً ولا واقعاً إتهام رئيس الجمهورية بالتخابر .
ولا يستقيم القول ـ من وجهة نظرهم ـ التخابر مع حماس أو قطر أو تركيا لأن هذه دول إسلامية أو عربية ، ولا يصح وصف اتصال الرئيس بهم بأنه خيانة أو عمالة أو تخابر . وقد جري الترويج لهذا الكلام باعتباره محلاً للتندر والسخرية علي نطاق واسع ، وتتفيه تهم بهذه الجسامة حتي تصبح محاكمتهم عليها محل سخط شعبي عام قد ينقلب علي السلطة الحاكمة . إلا أن الإنسان الخائن غالباً ما يؤتي من مأمنه ، وإذا بقناة الجزيرة مباشر مصر تذيع تقريراً حول الوثيقة المسربة والموقعة بين حركة "حماس" والاستخبارات العسكرية المصرية حول التعاون لتأمين الحدود ، الوثيقة بتوقيع اللواء محمود حجازي مدير المخابرات الحربية المصري ، الذي أصبح فيما بعد رئساً للأركان .
وقد قيل أن الوثيقة مسربة من إدارة المخابرات الحربية والإستطلاع . دعك من محتوي الوثيقة ، ودعك من الترويج لها باعتبارها الدليل الدامغ لتبرئة حماس ومحمد مرسي من قضية التخابر . ما هزني حق ـ رغم تشككي المبدئي في الوثيقة وصحتها ومدي صحة نسبتها إلي مدير المخابرات الحربية ـ أن يكون هذا التنظيم الإخطبوطي قد إخترق أحد أهم الأجهزة السيادية علي الإطلاق . هرولت في عجلة من أمري ، وأنا اسمع دقات قلبي ، إلي الشبكة العنكبوتية كي أبحث عن الوثيقة . وجدتها ، وقمت بتكبير الصورة حتي يتسني لي الوقوف علي تفاصيلها . نعم وجدت الوثيقة ممهورة بتوقيع اللواء محمود حجازي ومؤرخة بتاريخ 25 / 5 / 2013 م .
بالقطع هناك خطأً ما ، لا أكاد أصدق ما رأت عيني . أنا علي يقين من استحالة الإختراق ولكن كنت أرغب في طمأنة قلبي . وقتلتني الشماتة التي أظهرتها الجزيرة بعرضها للوثيقة والتعليق عليها طوال اليوم . ثم جاء بيان وزارة الداخلية الذي كشفت فيه لأخطر القضايا المتورط فيها قيادات التنظيم الإرهابى ، وهى قضية التخابر ، المتهم فيها الرئيس المعزول محمد مرسى وآخرين ، من ضمنهم أمين الصيرفى الذى كان يعمل سكرتيراً لرئيس الجمهورية آنذاك . قال وزير الداخلية في بيانه المدعم بمقاطع فيديو تحتوي علي اعترافات تفصيلية : " توصلت تحريات الأمن الوطنى إلى أن المتهمين إتفقوا فيما بينهم على الإستيلاء على العديد من الوثائق والتقارير والمستندات ذات الصله بتسليح القوات المسلحه وإنتشار القوات وأمور هامة تتعلق بالأمن القومى وتكليف القيادى الإخوانى / أمين الصيرفى ( المحبوس حالياً على ذمة القضيه ) بصفته سكرتيراً برئاسة الجمهوريه بتهريب تلك الوثائق من داخل الخزانات الحديدية المخصصة لحفظها بقصور الرئاسة إلى أحد أوكار التنظيم تمهيداً لإرسالها لأحد أجهزة المخابرات السابق رصد تعاملها مع هؤلاء المتهمين فى ذلك الوقت والتابعة لإحدى الدول التى تدعم مخططات التنظيم الدولى للإخوان ، وذلك فى إطار إستكمال مخططهم لإفشاء إسرار البلاد العسكريه ذات الصله بالأمن القومى المصرى وزعزعة الأمن والإستقرار وإسقاط الدوله المصريه ... كما صدرت إليه تكليفات أيضاً بالتخلص من التقارير الواردة للرئيس المعزول من جهاز المعلومات السرى للتنظيم الإخوانى " . وهكذا أسقطت الأجهزة ألأمنية المصرية شبكة الخيانة ، والتآمر والعمالة .
ولقد شعرت بارتياح بالغ فور سماعي للبيان ، وبيع أسرار الدولة المصرية العسكرية لدويلة قطر ـ بئر الخيانة في المنطقة ـ تمهيداً لنقلها للكيان الصهيوني ، دون حياء ، يمثل طعنة نجلاء لمن لا يزال يحمل بين جوانحه قلب ينبض بالإيمان . وأظن أن وريقات التوت قد أصابها الخجل والحياء لاستمرار سترها لسوءة هؤلاء .
ولمن لا يزال يتشكك ويشكك في الإنحراف الإجرامي للجماعة أن يشاهد هذه المقاطع أدناه:
حسن زايد
كاتب عربي ومدير عام
المصدر: أوكرانيا بالعربية