أوكرانيا بالعربية | البرلمان البريطاني يدرس احتمالات البقاء في الاتحاد الاوروبي وتنظيم استفتاء جديد يلغي الاول... بقلم عبد الباري عطوان | مقالات عبد الباري عطوان

أن يقرر البرلمان البريطاني مناقشة اجراء استفتاء جديد حول عضوية بلاده في الاتحاد الاوروبي استجابة لعريضة وقعها اكثر من اربعة ملايين شخص، فهذا امر غير مستغرب لعدة اسباب، ابرزها ان هذا البرلمان هو السلطة التشريعية التي تستطيع الاخذ بنتائج الاستفتاء السابق بالخروج او رفضها، ولان البريطانيين، خاصة الذين صوتوا للخروج اكتشفوا انهم تعرضوا لخديعة كبرى عنوانها حملة من الاكاذيب طابعها الترهيب والتخويف، وترتكز على اهداف ودوافع عنصرية

كييف/أوكرانيا بالعربية/أن يقرر البرلمان البريطاني مناقشة اجراء استفتاء جديد حول عضوية بلاده في الاتحاد الاوروبي استجابة لعريضة وقعها اكثر من اربعة ملايين شخص، فهذا امر غير مستغرب لعدة اسباب، ابرزها ان هذا البرلمان هو السلطة التشريعية التي تستطيع الاخذ بنتائج الاستفتاء السابق بالخروج او رفضها، ولان البريطانيين، خاصة الذين صوتوا للخروج اكتشفوا انهم تعرضوا لخديعة كبرى عنوانها حملة من الاكاذيب طابعها الترهيب والتخويف، وترتكز على اهداف ودوافع عنصرية.

اكثر من الف من كبار المحامين في بريطانيا وقعوا رسالة موجهة الى ديفيد كاميرون، رئيس وزراء بريطانيا، يؤكدون فيها ان نتائج الاستفتاء الاخير الذي انتهى بفوز المطالبين بالانسحاب من الاتحاد الاوروبي طابعها استشاري وليست ملزمة قانونيا، وان قيادات ومؤسسات عالمية رفضتها مثل الرئيس الامريكي باراك اوباما، ورئيس صندوق النقد الدولي كريستين لاغارد، مضافا الى ذلك ان المادة 50 من معاهدة لشبونة التي تنص على الخروج تحتاج الى مصادقة قانونية تشريعية، ولهذا فان الحكومة مطالبة بتشكيل لجنة مستقلة للتحقيق في حجم الخسائر التي يمكن ان تلحق ببريطانيا نتيجة لنتائج هذا الاستفتاء.

المزاج العام في بريطانيا يشهد تحولا كبيرا ضد الاستفتاء الاخير ونتائجه انعكس في العديد من المؤشرات الرئيسية لا بد من ذكرها:

  • الاول: ارتفاع مؤشر اسهم بورصة لندن اكثر من 600 نقطة منذ 23 حزيران (يونيو) الماضي (موعد الاستفتاء) مما يوحي بأن المؤسسة البريطانية الحاكمة ليست مع نتائجه، وتبحث عن مخرج جديد لالغائها او الالتفاف عليها.

  • ثانيا: خروج قادة معسكر الخروج من دائرة الاضواء واعتزالهم السياسة او قيادة احزابهم، بسبب الغضب الشعبي المتزايد مثل نايجل فراج، زعيم حزب الاستقلال الذي استقال، او بوريس جونسون، عمدة لندن السابق، الذي طُعن في الظهر من قبل اقرب حلفائه مايكل غوف، وفشل الاثنين في الوصول الى مقعد رئيس الوزراء الذي سيشغر باستقالة كاميرون ولمصلحة وزيرة الداخلية تيريزا ماي التي ستتولى هذا المنصب اعتبارا من اليوم بالتزكية.

  • ثالثا: تهديد استكلندا بتنظيم استفتاء جديد للانفصال عن الاتحاد البريطاني، والبقاء كدولة مستقلة في الاتحاد الاوروبي.

  • رابعا: اهتزاز صورة بريطانيا عالميا وتصاعد الكراهية لها في اوروبا، ومطالبة قادة اوروبيين ببدء مفاوضات اخراجها من الاتحاد الاوروبي في اسرع وقت ممكن.

  • خامسا: تصاعد العنصرية في بريطانيا، وتضاعف جرائم الاعتداءات على الاجانب مما يهدد النسيج الاجتماعي، ويخلق حالة من انعدام الامن والاستقرار اللازمين لاي نمو اقتصادي.

من المفارقة ان السيدة ماي، او ماغريت تاتشر الجديدة، كانت من ابرز الداعيمن لرئيس الوزراء كاميرون، والمؤيدين للبقاء في الاتحاد الاوروبي وتعهدها باحترام نتائج الاستفتاء كان بمثابة ذر الرماد في العيون، والحرص على توحيد حزب المحافظين التي تولى زعامته، وردهم هوة الانقسامات في صفوفه، وتحقيق المصالحة بين المؤيدين والمعارضين لعضوية بريطانيا في الاتحاد الاوروبي.

القرار في القضايا الاستراتيجية في بريطانيا، او الدول الغربية الاخرى،  ليس قرارا فرديا يتخذه رئيس الدولة في النظم الجمهورية، او رئيس الوزراء في الدول البرلمانية، وانما المؤسسة او Establishment ، التي تحكم البلاد وتضبط ايقاعها السياسي والاقتصادي وفق مصالحها ومواطنيها، ولا نستغرب، او نستبعد، ان تقوم المؤسسة البريطانية الحاكمة من خلف الستار بتصحيح نتائج الاستفتاء الاخير قبل انتهاء مهلة العامين التي تحددها معاهدة لشبونة، كسقف اعلى في الجدول الزمني لمفاوضات الخروج.

عبد الباري عطوان

رئيس تحرير ومؤسس صحيفة "راي اليوم" الالكترونية
محلل سياسي وكاتب عربي

المصدر: أوكرانيا بالعربية

Share post:
Main news
Europe
Russia Violates the Geneva Conventions. Executions and Torture of Ukrainian Prisoners of War
Ukraine
MAIN POSITIONS OF INFORMATION RESPONSE EXPLAINING COMPLEX THINGS IN SIMPLE WORDS
Ukraine
Finnish businesses to join Ukraine’s reconstruction efforts
Finnish businesses to join Ukraine’s reconstruction efforts
Look for us on Facebook
Look for us on Twitter

© Ukraine in Arabic, 2018. All Rights Reserved.