القمع ضد المحامين في شبه جزيرة القرم المحتلة
كيف تدمر سلطات الاحتلال حماية حقوق الإنسان
كييف/ أوكرانيا بالعربية/ قامت السلطات الروسية خلال سنوات احتلال شبه جزيرة القرم بقمع المحامين القرميين الذين يدافعون عن حقوق السجناء السياسيين ويتحدثون علناً ضد انتهاكات حقوق الإنسان.
لقد أصبح إلغاء التراخيص والتفتيش والاعتقالات والغرامات ممارسة شائعة ضد المحامين العاملين في الأراضي المحتلة.
ومن بين الذين تعرضوا للاضطهاد ليليا غيميدجي، ورستم كاميليف، وناظم شيخ مامبيتوف، وألكسي لادين، وإديم سيميدليايف، وآيدر أزاماتوف، وإميل كوربيدينوف، وأمينة أفاميلييفا، الذين يدافعون عن حقوق شعب تتار القرم الأصليين والسجناء السياسيين في شبه جزيرة القرم.
كما قام الروس خلال فترة الاحتلال بإلغاء تراخيص أربعة محامين من سكان القرم، من بينهم: ليليا غيميدجي، رستم كاميليف، ناظم شيخ مامبيتوف وألكسي لادين، مما يحد من أنشطتهم المهنية، بحيث:
- لا يستطيعون تقديم الدفاع في القضايا الجنائية؛
- غير محميين بنظام سرية المحامين، أي أن المعلومات التي يتلقونها من الأشخاص الذين يمثلونهم ليست سرية ويمكن استدعاؤهم كشهود أو استجوابهم في القضية؛
- لا يمكنهم إرسال طلبات المحامي لجمع الأدلة في القضية؛
- لا يمكنهم زيارة مراكز الاحتجاز المؤقت والسجون وغيرها من مرافق النظام والتواصل مع المحققين والمدعين العامين في القضايا الجنائية حيث يقدمون المشورة القانونية.
وفي الآونة الأخيرة، لجأ المحتلون مرة أخرى إلى القمع ضد المحامين في شبه جزيرة القرم.
في 7 تشرين الثاني/ نوفمبر 2024، جاء المحتلون الروس في شبه جزيرة القرم إلى منزل المحاميين رستم كاميليف وليليا غيميدجي لإجراء تفتيش، وبالنتيجة أُدين المحامي رستم كاميليف بارتكاب مخالفة إدارية بموجب الجزء 1 من المادة 20.3 من قانون الجرائم الإدارية لروسيا الاتحادية، والجزء 1 من المادة 20.3.3 من قانون الجرائم الإدارية لروسيا الاتحادية، وحكمت عليه "المحكمة" بالسجن الإداري لمدة 10 أيام وغرامة قدرها 50 ألف روبل.
وجدير بالذكر أنه بعد عام 2014، تغيرت حياة ليليا غيميدجي بشكل كبير للغاية، حيث خصص مركز موارد تتار القرم قصة منفصلة في ألبوم "رهائن الاحتلال".
قبل ذلك، كانت في إجازة أمومة لفترة طويلة، وبدأت للتو في ممارسة مهنتها، ونظرت حصريا في القضايا المدنية مثل الطلاق والنفقة والنزاعات المنزلية. لكن في عام 2014 تغير اتجاه عملها.
طوال فترة الاحتلال، تحاول ليليا مساعدة كل من انتهكت حقوقه. وبطبيعة الحال، فإن نشاطها، مثل نشاط المحامين الآخرين، لم يمر دون أن يلاحظه أحد من قبل السلطات المختصة.
غالبًا ما يُطرح عليها السؤال "هل ترغبين في الانتقال إلى كييف أم إلى بلد آخر؟"، والذي تجيب عليه دائمًا: "لا، لم نعد إلى شبه جزيرة القرم للذهاب إلى أي مكان، شبه جزيرة القرم هي كل شيء بالنسبة لي، القرم هي أرض أجدادي، وهي قبور أسلافي، وهي البحر، وهي الجبال، وهي السهوب. لا أستطيع العيش بدونها".
تجدر الإشارة إلى أن الموكلين يعانون من مثل هذه التصرفات، لأن المحامين لا يستطيعون الدفاع عنهم في القضايا الجنائية، وتمثيلهم في المحاكم وفي التحقيق الأولي، كما يحرمون من حق التقدم لامتحان الحصول على صفة المحامي لمدة عام.
يدين مركز موارد تتار القرم بشدة هذه الأعمال غير القانونية التي تقوم بها قوات الأمن الروسية، والتي تعد مظهراً من مظاهر السياسة التمييزية التي تنتهجها سلطات الاحتلال ضد شعب تتار القرم الأصليين، حيث أن معظم المحامين هم ممثلون لشعب تتار القرم الأصليين، ويدافعون بنشاط عن حقوق السجناء السياسيين في شبه جزيرة القرم، وخاصة تتار القرم.
يطالب مركز موارد تتار القرم بالتجديد الفوري للحق في ممارسة الأنشطة المهنية والامتناع عن المزيد من الاضطهاد للمحامين المستقلين الذين يمارسون في إقليم شبه جزيرة القرم المحتلة مؤقتًا، وكذلك المحامين الذين يعملون لصالح السجناء السياسيين في شبه جزيرة القرم على الإقليم من روسيا.
وقائع اضطهاد المحامين:
في عام 2018، حكم على المحامي إميل كوربيدينوف، من قبل ما يسمى بـ "محكمة" منطقة كييف في سيمفيروبول، بالسجن الإداري لمدة 10 أيام بزعم أنه نشر منشورات "متطرفة" على شبكة "في كونتاكت" في عام 2013، كما قام المحتلون بتفتيش مكتبه وصادروا معداته.
في عام 2021، تم القبض على المحامي إيديم سيميدليايف لمدة 12 يومًا وتم تغريمه بـ 4000 روبل لرفضه إيقاف التسجيل الصوتي المفتوح بناءً على طلب رئيس قسم مركز مكافحة التطرف رسلان شامبازوف وخلع جميع ملابسه لفحص جسده بحثًا عن وشم متطرف.
وفي أيار/ مايو 2022، قام "موظفون" في مركز مكافحة التطرف باحتجاز المحامي إيديم سيميدلياييف في مدينة سيمفيروبول المحتلة بذريعة منشوراته على إحدى شبكات التواصل الاجتماعي، رغم أن المحامي نفسه في الواقع لم ينشر أي شيء، بل تم ذكره في المنشور من قبل شخص آخر. وبعد انتهاء "محاكمة" إديم سيميدليايف، تم تغريمه 75 ألف روبل، وبالإضافة إلى ذلك، تم اعتقال المدافع عنه المحامي ناظم شيخ مامبيتوف، وحكم عليه المحتلون بالاعتقال الإداري لمدة 6 أيام.
وبعد ذلك تم اعتقال المحاميين آيدر عزماتوف وأمينة أفاميلييفا اللذين وصلا إلى "المحكمة" للدفاع عن زميلهما المحامي ناظم شيخ مامبيتوف. وقررت "محكمة" المنطقة الوسطى في سيمفيروبول المحتلة، الاعتقال الإداري للمحامي آيدر عزماتوف لمدة 8 أيام، والمحامية أمينة أفاميليفا لمدة 5 أيام.
وفي 13 تشرين الأول/ أكتوبر 2023، اعتقل الروس المحامي ألكسي لادين، وأثناء التفتيش والاعتقال، تم الاستيلاء على مواد تحتوي على أسرار المحامي.
تم القبض على لادين لمدة 14 يومًا بتهمة "إظهار رموز محظورة" وتم تغريمه بسبب منشور مناهض للحرب على إحدى شبكات التواصل الاجتماعي.
نقلًا عن صفحة تحرير القرم.
المصدر: أوكرانيا بالعربية، مركز موارد تتار القرم
