الوفد الاعلامي الاوكراني ينهي زيارته الاولى لفلسطين
ثم توجه الوفد الاوكراني الى مدينة نابلس حيث غطى الوفد العروض الفنية التي قدمتها فرقة عباد الشمس الاوكرانية والتي أحيت حفلها على خشبة مسرح جامعة النجاح الوطنية وضمن الجولة قام الوفد بزيارة مصنع للفرشات مستكشفين عناصر المشهد الاقتصادي الفلسطيني وفرص التنمية والاستثمار في فلسطين وما تشهدها من تحديات في المرحلة الراهنة خصوصا وان نابلس تعتبر العصب الاقتصادي لفلسطين بدوره عبر الوفد عن اعجابه الشديد بمدينة نابلس خصوصا وان مدينة نابلس تشتمل على العديد من الاماكن الدينية والأثرية المنتشرة في المحافظة ومن ضمنها بئر يعقوب وقرية قوصين والخربة الرومانية وبلدة سبسطية والتي تعبر عن حضارة وتاريخ يمتد الى آلاف السنين .
وفي اليوم الثاني للوفد قام الوفد بزيارة الى مدينة القدس وزاروا الاماكن التاريخية والمقدسات الاسلامية والمسيحية كما قام الوفد بتغطية احداث يوم الارض في منطقة باب العامود مما ادى الى اصابة احدى الصحفيات برصاصة مطاطية في ساقها وقد عبر الوفد عن ذهوله واستغرابه الشديد لما جرى خصوصا ان الاحتجاجات كانت سلمية ولم تشمل على أي مظهر من مظاهر العنف المسلح، بعدها توجه الوفد الى مدينة رام الله حيث اجتمع الوفد بماهر غنيم وزير الدولة لشؤون الجدار والاستيطان وخلال لقاءه الوفد اطلعهم على اعتداءات الاحتلال ومستوطنيه المتواصلة بحق الشعب الفلسطيني وأرضه وممتلكاته ومقدساته كما وضع غنيم الوفد في صورة حجم الاعتداءات التي تعرضت لها المسيرات السلمية التي خرجت لإحياء الذكرى 36 ليوم الارض وبين لهم مخاطر الاستيطان وجدار الضم والتوسع على كافة مقومات الحياة الفلسطينية داعيا الاعلام الغربي الى التركيز على فضح وتوثيق ممارسات الاحتلال ومستوطنيه بحق شعبنا الاعزل وقضيتنا العادلة وضرورة فضح همجية الاحتلال، كما قدم مركز معلومات الاستيطان والجدار عرضا عن ممارسة الاحتلال ومستوطنيه بحق المواطنين في المناطق المستهدفة من الجدار والاستيطان ،ثم التقى الوفد بالأمين العام للهيئة الاسلامية المسيحية لنصرة القدس والمؤسسات د. حنا عيسى حيث وضعهم في صورة الاوضاع بمدينة القدس اذ تواصل اسرائيل عمليات التهويد والتدمير وحفر الانفاق اسفل المسجد الاقصى بالإضافة الى المخططات الاستيطانية التي تنهش مدينة القدس وتفتيتها الى اجزاء صغيرة بالإضافة الى جدار الفصل الذي عزلت به اسرائيل مدينة القدس كما وتتواصل الاعتداءات على المقابر في القدس لتقيم اسرائيل متاحفها ومستوطناتها على جثث الاموات ضاربين بعرض الحائط حرمة الزمان والمكان محذرا من الخطط الاسرائيلية الهادفة لتحويل المساجد والكنائس من دور عبادة وصلاة الى متاحف فقط .
وفي اليوم الثالث من الزيارة قام الوفد بجولة في محافظة بيت لحم حيث غطى الوفد المهرجان الذي اقيم في قرية الولجة شمال غرب بيت لحم تحت عنوان –الولجة الى اين ؟ والذي حضره رئيس الوزراء د. سلام فياض ووزير الاسرى عيسى قراقع ود. خلود دعيبس وزيرة السياحة والآثار وممثلين عن الاتحاد الاوروبي ولفيف من الدبلوماسيين الغربيين وعدد من الشخصيات الرسمية والفعاليات الوطنية كما وقام الوفد بجولة في الخيمة التي نصبت والتي تعبر عن رفض الفلسطينيين لسياسة التهويد التي تتبعها الحكومة الاسرائيلية لطرد الفلسطينيين من بيوتهم وترحيلهم من اماكن سكناهم ثم قام الوفد بالمشاركة في افتتاح معرض الزوايا التي اشتملت على مجسم ضخم لقرية الولجة بالإضافة الى جانب المنتجات والمأكولات الشعبية ، بعدها زار الوفد كنيسة المهد التي تعتبر مهد المسيح عليه السلام والتي تعتبر من اقدم الكنائس في العالم ومن ضمن ما شاهد الوفد مغارة (كهفا) وهو المكان الذي يعتقد ان سيدنا المسيح عليه السلام قد ولد فيها كما وتجول الوفد في داخل الكنيسة خاصة الحجرة التي يعتقد ان مريم عليها السلام اقامت فيها حيث يوجد 15 قنديلا فوق البقعة يمثلون الطوائف المسيحية وقدم ثائر هواش المرشد السياحي شرحا دينيا وسياسيا مفصلا للوفد عن الكنيسة خصوصا وان للمهد ارتباط تاريخي بالثورة الفلسطينية حيث حاصر الاحتلال مجموعة من المقاومين الفلسطينيين اكثر من شهر في عام 2002 اثر اجتياح اسرائيل لمدينة بيت لحم فلم يفرق الاحتلال بين مسيحي ومسلم ومسجد وكنيسة ، بعدها قام الوفد بجولة في ازقة وأسواق بيت لحم حيث تعتبر بيت لحم العاصمة السياحية لفلسطين كما ان بيت لحم شهدت العديد من المؤتمرات والاحتفالات الدولية وكان اخرها مؤتمر حركة فتح السادس والمؤتمر الاقتصادي العربي ، ثم اجتمع الوفد مع وزيرة الاثار والشؤون السياحية د. خلود دعيبس وجريس قمصية المسؤول الاعلامي لوزارة السياحة حيث استضافت الوزيرة الوفد الاعلامي على غداء عمل واطلعت الوزيرة الوفد على اخر الاوضاع السياحية في الاراضي الفلسطينية وأكدت على الرغم من المعيقات والصعوبات التي يفرضها الاحتلال إلا ان السياحة في فلسطين تشهد حالة من الازدهار والتقدم وان الوزارة تحرص على تقديم افضل وأجود الخدمات للسياح والضيوف والذين يشعرون بكرم وحسن الضيافة الفلسطينية كما وضعت الوزيرة الوفد في الوضع العام لفلسطين والوضع السياحي بشكل خاص داعية الى تشجيع الاقامة في المدن والفنادق الفلسطينية واستخدام مرافق القطاع السياحي الخاص لدعم الاقتصاد الفلسطيني والنهوض به وقد بحثت الوزيرة امكانية العمل المشترك مع الاعلام الاوكراني للترويج للسياحة في فلسطين خصوصا ان وزارة السياحة الفلسطينية تشارك بشكل دائم في معرض اوكرانيا الدولي للسياحة من جهته عبر الوفد عن شكره العميق لوزارة السياحة الفلسطينية على ما بذلوه من تسهيلات وحسن الضيافة مؤكدين على ضرورة العمل المشترك لإحلال السلام ومد جسور المحبة وليأخذ الشعب الفلسطيني حقه في اقامة دولته المستقلة ، وضمن تغطية الوفد للحياة الاقتصادية والاجتماعية للشعب الفلسطيني زار الوفد بيتا فلسطينيا حيث تشتهر الاسر الفلسطينية بكبر اعدادها كما وزار الوفد معمرة فلسطينية لتحدثهم عن الماضي الفلسطيني بكل مرارته وآلامه وحيث لا زالت المسنة العجوز تتمسك بالتراب والزيتون وبعدها شاهد الوفد حفلا فلسطينيا للتعرف على العادات والتقاليد الفلسطينية التي لا زال الفلسطينيون يتوارثونها جيلا بعد جيل وفي نهاية البرنامج للوفد قام الوفد بزيارة لمصنع خشب الزيتون حيث تشتهر بيت لحم بصناعة التحف من خشب الزيتون واطلع الوفد على الطريقة التي تتم بها صناعة التحف اما صاحب المصنع فقد شرح للوفد عن هذه الحرفة والتي تعد من اقدم الحرف في فلسطين كما ان لطبيعة خشب الزيتون الفلسطيني المحتوية على مزيج من الغامق والفاتح تميزا خاصا يجعله يضاهي المنتجات الخشبية والتحفية في كافة انحاء العالم كما اكد ان هذه المهنة ترتبط بالتاريخ الفلسطيني مع الاحتلال وعلى الرغم من محاولة الاحتلال التضييق على الحرفيين والصناع إلا انهم مستمرون لان هذه المنتوجات وصلت الى العديد من دول العالم وأصبحت جزءا لا يتجزأ من التراث الفلسطيني .
وعند عودة الوفد الى العاصمة الاوكرانية كييف استقبلهم د. محمد الاسعد سفير فلسطين لدى اوكرانيا بالإضافة الى د. صلاح زقوت مدير البيت العربي ومي زقوت مديرة القسم النسائي في البيت العربي ونضال فريد القطب نائب السفير و د.محمد فرج الله رئيس تحرير موقع "اوكرانيا بالعربية" ، حيث اعتبر الاسعد ان الزيارة تأتي في اطار الجهود المتواصلة لفضح جرائم الاحتلال ومستوطنيه وان هذه الجهود تنصب في اطار الدعم الاوكراني للشعب الفلسطيني لنيل حقوقه وإقامة دولته المستقلة مشددا على ان الزيارة للوفد سيكون لها الدور الاكبر في التأثير على الرأي العام الاوكراني ونقل حقيقة الظلم الذي يتعرض له شعبنا وأهلنا في فلسطين كما نوه الاسعد الى ضرورة استمرار هذه الزيارات لفلسطين خصوصا وان التجربة الاوكرانية تعد رائدة في هذا المجال ، مشيرا الى ان اهتمام فلسطين بهذه الزيارة يعود الى اهمية تقديم صورة فلسطين الحقيقية وإبراز النماذج الايجابية للصمود الفلسطيني على المستوى الاقتصادي والسياسي والشعبي ثم قدم الاسعد شكره العميق للوفد على تلبيتهم للدعوة الى زيارة فلسطين ، بدوره تأمل د.صلاح زقوت مدير البيت العربي ان يقوم الوفد بنقل صورة معاناة الشعب الفلسطيني للشعب الاوكراني الصديق مؤكدا على متانة العلاقات الفلسطينية الأوكرانية والتي تعود لعشرات السنين ومتأملا ان تتكرر هذه الزيارات خصوصا في هذه الايام الصعبة التي تمر بها فلسطين جراء الاحتلال .
الوفد من جهته عبر عن شكره العميق لفلسطين حكومة وشعبا على ما لاقوه من كرم الضيافة وحسن الاستقبال مؤكدين على ان زيارتهم كانت مثمرة للغاية وأنهم سيقومون بنقل ما شاهدوه على ارض الواقع بكل موضوعية وأمانة مشيدين بالانجازات الفلسطينية وبما اطلعوا عليه من قصص نجاح رغم كل الصعوبات على الارض متمنين ان يزوروا فلسطين مرة احرى فقد تركت فيهم انطباعا خاصا .
المصدر : أوكرانيا بالعربية
