ترامب يُعِدّ حزمة دعم جديدة لأوكرانيا

واشنطن تدرس تزويد كييف بصواريخ بعيدة المدى وإنشاء "صندوق نصر" من عائدات الرسوم الجمركية على الصين
كييف / أوكرانيا بالعربية /أطلقت روسيا أكثر من 300 طائرة مُسيّرة هجومية و37 صاروخًا على مدن أوكرانية ليلة 16 أكتوبر/تشرين الأول، في واحدة من أكبر الهجمات منذ بداية الخريف. واستهدفت الضربات الروسية البنية التحتية الحيوية والمناطق المدنية على حد سواء، ما دفع الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي إلى التأكيد أن "وقف الإرهاب الروسي" يتطلب تحركًا جادًا من الشركاء، وعلى رأسهم الولايات المتحدة وأوروبا.
ووفقًا لتقرير صحيفة "فريدوم"، سيكون ملف زيادة الضغط على موسكو في صلب المفاوضات المقبلة بين زيلينسكي والرئيس الأمريكي دونالد ترامب، الذي أعلن عن نية واشنطن دراسة حزمة دعم جديدة لأوكرانيا.
صواريخ "توماهوك" على الطاولة
نقلت صحيفة "فاينانشيال تايمز" عن مسؤول أمريكي رفيع قوله إن إدارة ترامب تبحث إمكانية تزويد أوكرانيا بصواريخ “توماهوك” بعيدة المدى، مع مشاركة شركات دفاع أمريكية في تشغيلها ميدانيًا. ووفقًا للمصدر، فإن هذا الترتيب سيتيح تجنّب تدريب واسع للجيش الأوكراني، مع بقاء التحكم الأمريكي الكامل في تحديد الأهداف.
وقال الخبير العسكري ماثيو سافيل إن "تقديم الولايات المتحدة لهذه الصواريخ سيكون مؤشرًا على عودة واشنطن إلى دورها القيادي في الأمن الأوروبي، بعد فترة من التردد. إنها ستكون أول مساعدة عسكرية كبيرة تُوافق عليها إدارة ترامب، بخلاف الإمدادات السابقة التي جاءت في عهد بايدن".
تصريحات ترامب وموقف الحلفاء
وفي مؤتمر صحفي مشترك مع مدير مكتب التحقيقات الفيدرالي (FBI)، صرّح ترامب:
"قد تشن أوكرانيا هجومًا... وسنناقش الخطط العسكرية مع زيلينسكي خلال لقائنا في البيت الأبيض. في النهاية، سيتعين علينا اتخاذ قرار."
وفي موازاة ذلك، كشفت صحيفة "التلغراف" أن واشنطن تعمل على إنشاء "صندوق نصر لأوكرانيا"، سيتم تمويله من الرسوم الجمركية الجديدة المفروضة على الصين، على أن يُعرض المقترح قريبًا على الحلفاء الأوروبيين.
بولندا تدعو لتسريع الدعم
قال وزير الخارجية البولندي رادوسلاف سيكورسكي إن “الصواريخ الأمريكية بعيدة المدى يمكن أن تكون أداة حاسمة في الضغط على الكرملين”، مشيرًا إلى أن أوكرانيا قلّصت بالفعل قدرة روسيا على إنتاج النفط. وأضاف:
"في كل مرة حذرونا من تزويد أوكرانيا بدبابات أو طائرات أو صواريخ جديدة، كانت روسيا تتأقلم في النهاية. لا يمكن للكرملين حماية جميع الأهداف في مساحة البلاد الشاسعة."
صندوق النصر والعقوبات الجديدة
تُشير التقارير إلى أن الخطة الاقتصادية الجديدة لترامب تتضمن أيضًا فرض رسوم إضافية على النفط الروسي وتقييد تجارة الطاقة مع دول مثل الهند والصين التي ما زالت تستورد كميات كبيرة من الخام الروسي.
ووفقًا للمعلق الدولي كون كوغلين، فإن لدى ترامب "فرصة حقيقية لوقف حرب روسيا ضد أوكرانيا"، مشيرًا إلى أن الوضع في أوكرانيا "قابل للتسوية إذا مارست الولايات المتحدة ضغطًا كافيًا على بوتين"، على عكس الأوضاع في الشرق الأوسط التي "تفتقر إلى قيادة موحدة".
واختتم كوغلين بالقول:
"إذا استطاع ترامب إقناع بوتين بالدخول في مفاوضات، فسيكون أمام رجل في السلطة يمكن التفاهم معه، بخلاف الأزمات الأخرى. صواريخ توماهوك والعقوبات الجديدة قد تكون أدوات ترامب لكبح العدوان الروسي."
المصدر: أوكرانيا بالعربية
