رقمنة أقدم مخطوطة قرآنية لتتار أوكرانيا
في خطوة ثقافية بارزة، جرى رقمنة مصحف أوستروه الفريد، المخطوطة القرآنية الوحيدة المعروفة التي خطّها تتار غرب أوكرانيا عام 1804
كييف/أوكرانيا بالعربية/ في منطقة ريفنا، وفي إطار مشروع "معرض تتار أوستروه"، تم رقمنة مصحف أوستروه، أحد أثمن آثار تراث مسلمي أوكرانيا، وهو المصحف الوحيد المعروف حتى الآن المكتوب بخط اليد بأيدي تتار غرب أوكرانيا.
أفادت بذلك الإدارة الروحية لمسلمي القرم، مشيرةً إلى أن هذا المشروع يهدف إلى الحفاظ على التراث الإسلامي الأوكراني وتوثيقه رقمياً للأجيال القادمة.
ويُعد مصحف أوستروه مخطوطة قرآنية فريدة تعود إلى عام 1804، استخدمها تتار فولين، وحُفظت في مسجد أوستروه. وتُعد هذه المخطوطة جزءًا من مجموعة تاريخية مكوّنة من نحو أربعين مخطوطة قرآنية، من بينها مخطوطة "تفسير مينسك" الشهيرة لعام 1686، وهي أقدم ترجمة جزئية مكتملة لمعاني القرآن الكريم إلى اللغة السلافية.
في عام 1992، باع مالكو المخطوطة الأصلية الكتاب للمؤرخين المحليين م. بينديوك وم. بوزيخوفسكي بسعر رمزي قدره 300 كاربوفانيت، بهدف الحفاظ عليه للأجيال القادمة.
وتتميّز المخطوطة المكتوبة بخط اليد عام 1804 على يد الكاتب ابن آدم علي مصطفى بخط النسخ الأنيق، الذي يجمع بين النص الأسود وعلامات الترقيم الحمراء. كما تحتوي على ملاحظات مكتوبة باللهجة الأوكرانية باستخدام الخط العربي، ما يجعلها مثالًا فريدًا على التفاعل الثقافي واللغوي بين الإسلام والبيئة السلافية آنذاك.
وقد سُجِّل تاريخ إنجازها بثلاث صيغ مختلفة: وفقًا للهجرة (1219)، وبالترجمة من الخط العربي، وكذلك باللاتينية البولندية، مما يعكس عمق التفاعل الثقافي في تلك الحقبة.
وفي نهاية شهر أكتوبر، عُرضت النسخة المطبوعة والمُرقمنة من المصحف في معرض خاص بمتحف الكتب والطباعة في أوستروه، حيث أصبح الكتاب المحور الرئيسي للمعرض بوصفه المخطوطة القرآنية الوحيدة المعروفة التي كُتبت في فولينيا.
يُذكر أن خط النسخ الذي كُتبت به المخطوطة يُعد الخط الرئيسي والأكثر شيوعًا لكتابة اللغات بالأبجدية العربية، وقد انتشر على نطاق واسع منذ القرن الخامس عشر، ولا يزال يُستخدم في معظم أنحاء العالم العربي حتى اليوم، كما يُدرَّس في المدارس بوصفه الخط الأبسط والأكثر وضوحًا.
المصدر: أوكرانيا بالعربية