مسيرات ماغورا البحرية الأوكرانية تحدث ثورة في الحرب مع روسيا

كييف/ أوكرانيا بالعربية/ كتب مراسل شبكة "بي بي سي" عبد الجليل عبد الرسولوف  في 12 آذار/ مارس مقالة مكرسة لنجاح أوكرانيا في تطوير المسيرة البحرية "ماغورا"، والنجاحات التي أحدثتها في مواجهة الأسطول الروسي في البحر الأسود، وكتب عبد الرسولوف: 

"وقع الهجوم في ظلام الليل، وكانت المسيرات الأوكرانية تقترب بسرعة فوق الماء.

وعندما رآها طاقم سفينة الدورية الروسية "سيرغي كوتوف"، كان الأوان قد فات. أطلق البحارة الروس النار من أسلحة رشاشة ثقيلة، لكن سفينتهم أصيبت ودمرت.

أحدثت المسيرات التابعة للبحرية الأوكرانية ثورة في الحرب البحرية على مدى السنوات القليلة الماضية، حيث طاردت بلا هوادة السفن الروسية في عرض البحر وحتى في القواعد البحرية.

الهجوم الذي وقع الأسبوع الماضي على سفينة "سيرغي كوتوف" شاركت فيه "المجموعة 13" وهي وحدة سرية تابعة للاستخبارات العسكرية الأوكرانية، وقد مُنحت هيئة الإذاعة البريطانية "بي بي سي" إمكانية وصول نادرة إلى عملياتها.

وبحسب الوحدة التي تم إنشاؤها العام الماضي، فقد أغرقت خمس سفن روسية وألحقت أضرارًا بعدة سفن أخرى. لكن قائدها الذي طلب أن تتم مخاطبته باسم "الثالث عشر"، قال إن "سيرغي كوتوف" كان الهدف الأصعب حاليًا.

هاجمت "المجموعة 13" السفينة مرتين وألحقت بها أضرارًا لكنها تمكنت من إغراقها فقط في المحاولة الثالثة.

ودعانا القائد "الثالث عشر" إلى زاوية تبدو هادئة على ساحل البحر الأسود الأوكراني ليرينا إحدى المسيرات البحرية أثناء العمل.

تشبه "ماغورا في 5" التي سميت على اسم آلهه الحرب السلافية، زورقًا آليًا صغيرًا بسطح مستوٍ بدلاً من مقاعد الركاب.

وقال "الثالث عشر": "إنها لا تصدر الكثير من الحرارة، لذلك فهي غير مرئية تقريبًا لكاميرات التصوير الحراري. إنها مصنوعة من البلاستيك، لذا يصعب حتى على الرادار رؤيتها".

ويبلغ المدى المعلن للمسيرة البحرية، التي أنتجتها القوات المسلحة الأوكرانية، 800 كيلومترًت، لذا يمكنها الوصول بسهولة إلى شبه جزيرة القرم وحتى إلى سواحل روسيا، ويمكنها حمل 250 كغم من الحمولة، وهو ما يكفي لإغراق سفينة حربية.

ويشبه جهاز التحكم عن بعد الخاص بالقارب إحدى "الحقائب النووية" التي يستخدمها زعماء العالم في أفلام هوليوود للسماح باستخدام الأسلحة النووية، وقال "الثالث عشر" إنها تحتوي أيضًا على مفتاح تبديل أحمر لـ "التفجير اليدوي".

يتم التحكم بالمسيرة من قاعدة اتصالات عبر الأقمار الصناعية.

وبهذا الصدد قال "الثالث عشر": "يمكنك الإدارة من أي مكان في العالم طالما أن لديك الإنترنت". وأضاف أنه لدى "ماغورا في 5" أيضًا اتصالات احتياطية في حالة فشل الاتصال الرئيسي.

واعترف بأن أنظمة الحرب الإلكترونية الروسية يمكنها التشويش على الإشارة، وقال إن المسيرة قادرة على مكافحة ذلك، من غير أن يشرح كيف يتم هذا بالضبط.

وعندما تهاجم مسيرة "ماغورا" سفينة روسية، يمكن أن تصل سرعتها إلى 80 كم/ساعة، وفقًا للمطورين، ونظراً لسرعتها وحجمها (طولها 6 أمتار)، يصعب رصدها خاصة بين الأمواج ليلاً.

وفي الأسبوع الماضي، اقتنع طاقم "سيرغي كوتوف" بهذا من خلال تجربتهم الخاصة.

تحت الرصاص

ويحاول جنود على متن السفن الروسية استخدام مدافع رشاشة من العيار الكبير لتدمير المسيرات التي تقترب منهم، لكن من الصعب ضربها لأنها صغيرة جدًا وقابلة للمناورة.

إن استخدام ذخيرة تتبع خاصة تتوهج عند إطلاقها يساعد الجيش الروسي على إطلاق النار ليلاً، ومع ذلك، فإن هذه المقذوفات تساعد أيضًا مشغلي المسيرات البحرية الأوكرانيين على تفادي الرصاص.

قال "الثالث عشر": "إنهم يوضحون لنا من أين يطلقون النار، ومن أين يضربون، وفي أي اتجاه يجب أن نتحرك للمناورة".

إذا حكمنا من خلال لقطات الهجمات السابقة، فعادةً ما تشارك عدة مسيرات في هجوم واحد لزيادة فرص إصابة الهدف.

ويمكن أن تستمر عمليات صيد السفن الحربية لعدة أيام، وينبغي أن يظل المشغلون مركزين في جميع الأوقات.

وقال "الثالث عشر" مازحًا: "بعد الانتهاء من العمل، أشعر بالإرهاق، وأشعر نفسي مثل الليمون المعصور".

ولم تكشف الإستخبارات العسكرية الأوكرانية عن تكلفة المسيرة/ ومع ذلك، يدعي "الثالث عشر" أن قارب الصواريخ الروسي "إيفانوفيتش" الذي دمرته "المجموعة 13" الشهر الماضي كلف روسيا أكثر من جميع المسيرات التي أنتجتها الشركة التابعة للإستخبارات الحربية الأوكرانية منذ بداية عام 2023.

ضعف الأسطول الروسي

يعود نجاح أوكرانيا بالمسيرات البحرية في هذه الحرب إلى الهجوم على سفينة "الأدميرال ماكاروف" الرئيسية في عام 2022، وتم تنفيذ هذه العملية من قبل وحدات جهاز الأمن الأوكراني "إس بي أو" الخاصة، والتي تنتج أيضًا مسيرات بحرية من نوع "Sea Baby" و"Mamay".

وفي العام الماضي، نفذت أيضًا هجمات بمسيرات على جسر كيرتش، الذي يربط شبه جزيرة القرم المحتلة بروسيا، وميناء نوفوروسيسك في روسيا.

وبعد ضم روسيا لشبه جزيرة القرم في عام 2014، فقدت أوكرانيا قواتها البحرية بالكامل تقريبًا. فرقاطتها الوحيدة المتبقية "هيتمان ساهيداتشني" أغرقت عمدًا بعد أيام قليلة من الغزو واسع النطاق في شباط/ فبراير 2022، وكانت في حالة فنية سيئة.

ومع ذلك، تمكنت أوكرانيا من مقاومة محاولات روسيا للسيطرة على البحر الأسود.

وفي عام 2022، أغرقت أوكرانيا السفينة الرائدة الروسية "موسكفا" بصواريخ "نبتون"، كما ضربت غواصة ومقرًا للبحرية الروسية في سيفاستوبول، بصواريخ "ستورم شادو" بعيدة المدى.

وفقدت روسيا خمسًا من سفنها الهجومية البرمائية البالغ عددها 13 سفينة في البحر الأسود/ كما تم تدمير أو إتلاف اثنتين من سفن الدورية الحربية الأربع الأصغر حجمًا.

ومع ذلك، فإن المسيرات البحرية هي التي جعلت الأسطول الروسي في البحر الأسود معرضًا للخطر بشكل خاص، وفي ظل الهجمات المتواصلة، اضطرت موسكو إلى سحب أسطولها الأساسي من شبه جزيرة القرم ونقله شرقاً إلى نوفوروسيسك.

وحتى هناك، تظل السفن الروسية في متناول المسيرات الأوكرانية.

ولهذا السبب، تبتعد السفن الروسية عن الساحل الأوكراني وتحد من وقت تواجدها في البحر المفتوح.

 قال المتحدث باسم البحرية الأوكرانية دميترو بليتينشوك إن عمليات إطلاق صواريخ "كاليبر" المجنحة من السفن في البحر الأسود أصبحت الآن أقل تواتراً.

وأضاف أن آخر عملية إطلاق مؤكدة كانت في منتصف شهر فبراير/شباط الماضي، و"قبل ذلك لم تكن هناك عمليات إطلاق لصواريخ مجنحة من البحر لعدة أشهر".

ويعتقد أن عشر حاملات صواريخ روسية، بينها ثلاث غواصات، لا تزال في البحر الأسود، تتمركز جميعها تقريبًا الآن في نوفوروسيسك".

المصدر: أوكرانيا بالعربية

 

Поділитися публікацією:
Читайте також
سياسة
ستولتنبرغ: يجب على دول الناتو زيادة المساعدات العسكرية لأوكرانيا على الفور
سياسة
البرلمان الأوكراني يطالب الغرب تشديد العقوبات على موسكو بسبب الانتخابات في الأراضي المحتلة
سياسة
أيسلندا تضع خطة خمسية لدعم أوكرانيا
سياسة
شولتس وزيلينسكي يبحثان الوضع السياسي والعسكري والإنساني في أوكرانيا
Головні новини
Близький Схід
Число жертв геноциду Ізраїлю в секторі Газа досягло 44 056
Політика
МКС видав ордер на арешт Нетаньяху
Політика
Хезболла та Ліван схвалили проєкт угоди про припинення вогню з Ізраїлем
Шукайте нас на Twitter

© Ukraine in Arabic, 2018. All Rights Reserved.