موسكو تُحوّل الفضاء إلى ساحة جديدة للحرب الهجينة ضد الغرب

مركز الأمن والدفاع الأوكراني: ألمانيا تُسجّل نشاطًا متزايدًا لأقمار الاستطلاع الروسية
كييف/أوكرانيا بالعربية/ — كشف مركز مكافحة التضليل الإعلامي التابع لمجلس الأمن والدفاع القومي الأوكراني (CDC SNSDU) عن تزايدٍ ملحوظ في نشاط أقمار الاستطلاع الروسية فوق الأراضي الأوروبية، ولا سيّما فوق ألمانيا، خلال السنوات الخمس الأخيرة، وفقًا لما أوردته قناة "فريدوم" التلفزيونية.
وأفاد المركز بأن “ألمانيا تُسجّل تحليقاتٍ منتظمة لأقمارٍ صناعية روسية لأغراض استخباراتية، وقد ارتفع عدد هذه التحليقات بشكلٍ كبير خلال الفترة الأخيرة”.
ووفقًا للتقرير، اقتربت بعض الأقمار الروسية في مناسباتٍ عدة من مسافاتٍ خطيرةٍ لأقمارٍ غربية، كما حاولت تنفيذ عمليات تشويش إلكتروني على الإشارات، مما تسبب في اضطرابات طويلة الأمد في أنظمة الفضاء الأوروبية.
وأشار المركز إلى أن هذا النشاط يُعدّ جزءًا من استراتيجية الكرملين الأوسع نطاقًا، التي تهدف إلى استخدام الفضاء كأداة من أدوات الحرب الهجينة.
وجاء في البيان:
“تجمع روسيا بين التجسس الفضائي، والضغط التقني، ومحاولات زعزعة استقرار البنية التحتية للأقمار الصناعية في الدول الغربية، في محاولة لإضعاف القدرات الدفاعية لأوروبا واختبار جاهزيتها لأنواع جديدة من التهديدات”.
الفضاء كساحة مواجهة جديدة
يؤكد الخبراء أن هذا التصعيد الروسي في المجال الفضائي يتكامل مع أنشطة التجسس الإلكتروني ومحاولات التدخل في الاتصالات الدفاعية والمدنية، وهو ما يعكس انتقال الصراع الروسي الغربي إلى مستوياتٍ تكنولوجية متقدمة.
ويرى محللون في برلين أن التحركات الروسية في المدار تُعدّ رسالة ضغط استراتيجية موجهة إلى الناتو، بهدف استعراض القدرات الفضائية الروسية ومحاولة خلق حالة من عدم اليقين الأمني لدى الدول الأوروبية.
للتذكير، في الأول من نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، عُلّقت الرحلات الجوية في مطار برلين-براندنبورغ الدولي لمدة تقارب الساعتين بعد رصد طائرة مسيّرة مجهولة المصدر في المجال الجوي للمطار، مما اضطر السلطات إلى تحويل عدد من الرحلات الجوية إلى مطارات أخرى.
ويرى مراقبون أن هذا الحادث قد يكون مرتبطًا بسلسلة من التجاوزات الروسية في المجالين الجوي والفضائي.
يشير مركز الأمن والدفاع الأوكراني إلى أن هذه الأنشطة الفضائية الروسية تؤكد استمرار موسكو في توسيع نطاق عدوانها الهجين، الذي لا يقتصر على ساحات المعارك التقليدية، بل يمتد إلى المجال السيبراني والفضائي والإعلامي.
ويؤكد المركز أن أمن الفضاء الأوروبي أصبح جزءًا أساسيًا من منظومة الدفاع الجماعي للناتو والاتحاد الأوروبي في مواجهة التهديدات الروسية المستمرة.
المصدر: أوكرانيا بالعربية
