بوتين قد يحاول نصب فخ السلام لترامب في ألاسكا

عالم السياسة إيغور تشالينكو يحذر من أن بوتين قد يستغل لقائه مع ترامب لفرض إنذار نهائي تحت ستار التسوية، بهدف إعادة توزيع مناطق النفوذ وإطالة أمد الحرب ضد أوكرانيا.
كييف/أوكرانيا بالعربية/ حذّر عالم السياسة ورئيس مركز التحليل والاستراتيجيات إيغور تشالينكو من أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين قد يحاول خلال لقائه المرتقب مع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الدفع نحو إصدار إنذار نهائي، يُقدَّم على أنه تسوية لإنهاء حرب روسيا ضد أوكرانيا، في حين أنه لا يهدف فعليًا إلى وقف العدوان.
وأوضح تشالينكو، في حديثه لقناة فريدوم التلفزيونية، أن الكرملين لا يزال متمسكًا بـ"طموحات إقليمية متطرفة" تجاه أوكرانيا، فيما يسعى ترامب إلى تحقيق اتفاق سلام مع بوتين، ربما عبر عرض مخرج من العزلة الدولية مقابل وقف إطلاق النار.
وأكد الخبير أن روسيا ستستغل الاجتماع لإعادة بناء مكانتها الجيوسياسية، مشيرًا إلى رمزية عقده على أرض ألاسكا التي كانت روسية في الماضي، معتبراً ذلك مؤشرًا سلبيًا. وأضاف أن موسكو قد تسعى لإنشاء ما يشبه "يالطا 2" لإعادة تقسيم مناطق النفوذ في العالم، بينما يحاول ترامب اغتنام أي فرصة لإحلال السلام في أوكرانيا، وإن كان قد لا يسلك دائمًا المسارات الأكثر منطقية.
لكن تشالينكو شدد على أن الخطر يكمن في أن موسكو قد تُمرر "إنذارًا نهائيًا" تحت ستار تسوية، يتبعه وقف مؤقت للأعمال القتالية، مما يهيئ الظروف لاستئناف الحرب لاحقًا بوتيرة أعنف. واعتبر أن ما يُطرح من الجانب الروسي حاليًا يمثل "تصميمًا على حرب جديدة"، وهو ما يرفضه الأوروبيون وأوكرانيا على حد سواء.
ورأى أن أي مفاوضات حول مستقبل أوكرانيا يجب أن تُجرى بمشاركتها المباشرة، وبعد وقف إطلاق نار كامل من جانب الدولة المعتدية فقط. وأضاف:
"لو انطلق الرئيس الأمريكي من أن أي خطوة لاحقة لا تُتخذ إلا بعد وقف شامل لإطلاق النار، لكان ذلك منطقيًا، ثم يمكن مناقشة تفاصيل الهدنة وإنهاء الحرب. لكن للأسف، المؤشرات تؤكد أن روسيا ليست مستعدة لذلك، بل تحاول تكرار سيناريو شبيه بتشيكوسلوفاكيا عام 1938، وهو ما لا يمكن السماح به".
ويُذكر أن ترامب أعلن أن اجتماعه مع بوتين سيُعقد في 15 أغسطس/آب في ولاية ألاسكا.
المصدر: أوكرانيا بالعربية
