أوكرانيا يالعربية | ترامب يتطلع لتحقيق السلام في أوكرانيا.. بقلم جوش روجين

في آذار الماضي، وأثناء اجتماع في المكتب البيضاوي، أخبر الرئيس الأمريكي دونالد ترامب المستشارة الألمانية، أنجيلا ميركل، بأن أزمة أوكرانيا هي مسؤولية أوروبا، وأن الولايات المتحدة لن تتورط بكثافة، وفقاً لتصريحات مسؤولَين قدَّما إفادة بشأن الاجتماع

كييف/أوكرانيا بالعربية/في آذار الماضي، وأثناء اجتماع في المكتب البيضاوي، أخبر الرئيس الأمريكي دونالد ترامب المستشارة الألمانية، أنجيلا ميركل، بأن أزمة أوكرانيا هي مسؤولية أوروبا، وأن الولايات المتحدة لن تتورط بكثافة، وفقاً لتصريحات مسؤولَين قدَّما إفادة بشأن الاجتماع.

وبعد ذلك بشهرين فحسب، تراجعت إدارة ترامب عن نهجها، وأصبحت تعتزم الانخراط مجدداً في أوكرانيا بشكل كبير. وزير الخارجية ريكس تيلرسون الذي يتزعم الجهود في الدهاليز يرى أن أوكرانيا تمثل المكان الذي يمكن أن تبدأ منه خطة ترامب لتحسين العلاقات الروسية- الأميركية. ورغم أن فكرة تيلرسون لا تزال في مراحل مبكرة، فإنها تتمثل في استئناف نوع من مفاوضات السلام التي شاركت فيها إدارة أوباما، العام الماضي. ويعتقد مسؤولون وخبراء أميركيون أن تيلرسون يأمل بأن تتمخض الظروف الجديدة والشخصيات الجديدة عن نتائج أفضل.

وهناك متشككون في الإدارة يعتقدون أن اتباع أي نوع من إعادة ضبط العلاقات مع روسيا، في بيئة سياسية محلية تهيمين عليها التحقيقات بشأن تدخل روسيا في النظام السياسي الأميركي، هو ضرب من عدم الواقعية. لكن ترامب وتيلرسون عازمان على المضي قدماً في المحاولة.

والمسؤولون الأوروبيون مبتهجون من جانبهم، حيث كان وزير الخارجية الألماني، سيجمار جابرييل، صرح لصحيفة «واشنطن بوست» بعد اجتماع مع تيلرسون، يوم 17 أيار المنصرم، قائلاً: «نتوقع أن تكون الإدارة الجديدة أكثر انخراطاً في قضية أوكرانيا. في البداية، كانوا غير مهتمين للغاية فيما يبدو بالقضية. لكن هذا تغير كثيراً».

وتورطت ألمانيا وفرنسا فيما عرف باسم «صيغة نورماندي»، وهو مسعى لتطبيق «اتفاق مينسك» للعام 2015، المتوقف العمل به نتيجة انتهاكات وقف إطلاق النار على الأرض وأساساً من القوات المدعومة روسياً، وبسبب الافتقار لتحقيق تقدم سياسي في أوكرانيا. وأمل البلدين يتعلق بأن تستطيع الولايات المتحدة حل المأزق. وأكد وزير الخارجية الألماني: «نعلم أن روسيا لن تتحرك إلا إذا انضم الأميركيون وضغطوا عليها لتبذل المزيد لصالح وقف إطلاق النار، ولسحب الأسلحة الثقيلة من المنطقة.. الروس يعلمون أن سلوكهم في أوكرانيا شرط مسبق للتعاون الأميركي في مجالات أخرى».

واتضح تحول ترامب يوم العاشر من أيار حين عقد اجتماعاً مع وزير الخارجية الروسي لافروف حظي بتغطية صحفية واسعة النطاق. ثم اجتمع ترامب مع وزير الخارجية الأوكراني بافلو كليمكين. وصرح ترامب لشبكة «فوكس نيوز» الأميركية: «قلت يا أصدقائي، إنه يتعين عليكم صنع السلام». ورفض البيت الأبيض ووزارة الخارجية التعليق، لكن مسؤولين أميركيين وآخرين أكدوا أن تيلرسون أجرى عدة نقاشات مع لافروف. وهناك أيضاً عملية نشطة تقوم بها عدة وكالات لرسم الاستراتيجية الجديدة ومكتب نائب الرئيس «مايك بينس» مشارك أيضاً في الموضوع.
ويتطلع تيلرسون إلى أن يعين مبعوثاً خاصاً في وزارة الخارجية ليقود المسعى الأوكراني الجديد. والمبعوث الجديد سيعيد تنشيط القناة الدبلوماسية الأميركية الروسية مع فلاديسلاف سوركوف الذي يُعتقد أنه الرأس المحرك لسياسة الكرملين وإن بقي في الظل.

ويذكر أن فكتوريا نولاند مساعدة وزير الخارجية لشؤون أوروبا في عهد أوباما لم تستطع تحقيق تقدم عبر هذه القناة العام الماضي. والمختلف الآن، بحسب قول مسؤولين، هو أن الرئيس الروسي بوتين لم يعد بوسعه الانتظار حتى قدوم إدارة أميركية أفضل كما فعل العام الماضي. والحكومتان الألمانية والفرنسية لن تصبحا أكثر وداً لروسيا في أي وقت قريب. لكن المشكلات الداخلية نتيجة الاتهامات لروسيا بالتدخل في الانتخابات الأميركية، تؤدي إلى تعقيد كل شيء. فالكونجرس لا يطيق صبراً كي يفرض المزيد من العقوبات على روسيا. والمشرعون في الحزبين متشككون للغاية حيال أي اتفاق يمكن إبرامه مع موسكو.
ويعتقد جون هيربست، السفير الأميركي السابق لدى أوكرانيا، أن ترامب يستطيع استغلال التهديد أو حتى تطبيق عقوبات جديدة لإعطاء بوتين المزيد من الحوافز لتقديم تنازلات.

فإذا وضع فريق ترامب نهجاً منظماً يتماشى مع مدى التزام روسيا بوقف إطلاق النار وسحب الأسلحة الثقيلة من شرق أوكرانيا، فإنه يمكن التوصل إلى «سلام» أوكراني تساهم فيه روسيا، كما يرى ألكسندر فيرشبو المسؤول السابق في «البنتاجون». وأضاف فيرشبو: إن تحقيق هذا ليس بالسهل، «لكن أفضل طريقة لترامب لنزع سلاح منتقديه سيكون تحدي التوقعات والتوصل إلى صفقة جيدة بالتفاوض يخرج بموجبها الروس من شرق أوكرانيا». وإذا بذل ترامب أفضل ما لديه لإبرام اتفاق مع موسكو وفشل، فإن النوايا الحقيقية لموسكو ستكون عندئذٍ معروفة للجميع. ولن يكون أمام الإدارة إلا صد التدخل الروسي وتعزيز الدعم للحكومة والجيش الأوكرانيين، والتخلي عن فكرة إعادة ضبط العلاقات مجدداً مع روسيا.

جوش روجين

واشنطن بوسط

Поділитися публікацією:
Головні новини
Близький Схід
Число жертв геноциду Ізраїлю в секторі Газа досягло 44 056
Політика
МКС видав ордер на арешт Нетаньяху
Політика
Хезболла та Ліван схвалили проєкт угоди про припинення вогню з Ізраїлем
Шукайте нас на Twitter

© Ukraine in Arabic, 2018. All Rights Reserved.