أوكرانيا يالعربية | من أوكرانيا لفلسطين.. يا شعبي المسكين حذار جحيم هذه الأزمة ! .. بقلم د. محمد فرج الله

جرت العادة في كل أزمة عربية - عربية ان يرى ابناء شعبي المستضعف سواء في الضفة المحتلة او غزة المحاصرة والمدمرة او في مخيمات الموت والشتات ، بانها مؤامرة جديدة عليه تستهدفه وتستهدف قضيته ، بل ويركب احيانا المُغيبين الموجة ليروجوا بأنها مؤامرة جديدة لتصفية المقاومة

كييف/أوكرانيا بالعربية/جرت العادة في كل أزمة عربية - عربية ان يرى ابناء شعبي المستضعف سواء في الضفة المحتلة او غزة المحاصرة والمدمرة او في مخيمات الموت والشتات ، بانها مؤامرة جديدة عليه تستهدفه وتستهدف قضيته ، بل ويركب احيانا المُغيبين الموجة ليروجوا بأنها مؤامرة جديدة لتصفية المقاومة.

ونسي ابناء وطني باننا كنّا ولا زلنا ندفع فواتير الأزمات العربية بتفاعلنا غير الحكيم مع اي حدث عربي وأي أزمة عربية ، حيث نخرج وبسرعة في كل أزمة لنصرح ونتخذ مواقف مع او ضد في حين لم يطلب منا اي موقف، بل بالعكس لا وبكل حزن وأسى اقول بانه لا وزن لنا على الساحة السياسة اليوم بعد ان بددنا قوتنا في انقساماتنا وصراعاتنا الداخلية، والغريب انه فِي كل مرة ننسى الماضي وآلامه .

 وها نحن اليوم امام أزمة عربية - خليجية - قطرية بقطع العلاقات مع قطر ، وهنا كذلك خرجنا وبسرعة لنندد ونصرخ ونهاجم ، ولم نتحقق من هو على صواب ومن على العكس، المهم لنا ان نكون موجودين ويا حسرة !

 ومع أني لم أكن اريد الكتابة بهذا الموضوع لان كل الشعوب العربية هي شعبي ، الا انني اتوجه لابناء وطني وبالذات في الداخل لاقول لهم مايلي: 

 اولا: المؤامرة ليست لتصفية القضية لان القضية انتهت وللاسف وتم تصفيتها من اساسه وليس لنا معين الا الله، وما تشاهدونه في الشاشات والصحف ما هو الا مضيعة للوقت وتخدير للمشاعر.

 ثانيا: فلسطين لا و لم تكن لاعبا أصلا في هذه الأزمة ولا في غيرها من الأزمات العربية - العربية ، فلسطين ومنذ عقود ساحة ملعب للجميع لتصفية الحسابات على جثث وأشلاء اطفالنا ونحن الشعب الفلسطيني لم نتعلم أبدا و أبدا وللاسف من الماضي الاليم.

ثالثا: نحن خاسرون دوما في التدخلات السياسة فكيف ننسى الغلطة الكبرى للراحل العظيم ابو عمار عندما تدخل بالازمة بين العراق والكويت ودفع شعبنا الثمن باهظا.

 رابعا: عن المقاومة وبالذات حماس ، اذكركم بان حماس هي فرع اصيل من الآخوان المسلمين ، اذا فهي تتبع لسياسة المرشد في المفهوم الديني والجيوسياسي ، ولم تكن سياسة التحرير لديها بالدرجة الاولى وأقرءوا تاريخها مع ابو عمار ، لا اتحدث عن الجنود الصادقين في مواجهة اسرائيل وإنما عن قادة حماس الذين لعبوا ادوارا متناقضة ، مع النظام السوري تارة معه وتارة ضده، ومع مصر تارة معها ثم ضدها ، ومع ايران تارة معها ثم ضدها ثم ثم ثم ... وها هم الان يلعبون مع قطر ومن ثم سيلعبون ضدها.

ولكن حماس نسيت او تناست انها جلبت الويلات لشعب باكمله شرد من ارضه واغتصبت كرامته وسلبت حقوقه واصبح شغله الشاغل حفر القبور لشهداءه الأبرياء، وجلبت لنا سياسات "المقاومة" وانا لست ضدها ان كانت فعلا مقاومة، اغتصاب غزة وزجها في أزمة مع مصر بتدخلها بأحداث رابعة وسيناء ، وأقحمتنا بالازمة السورية حتى جعلت من مخيم اليرموك في سوريا مخيم للموت زالامثلة كثيرة.

 خامسا: الازمات العربية - العربية لم تحل على اشلاء أطفال الملوك او الرؤساء من كلا الطرفين فسيظلوا هم وأسرهم بعيدين عن لهب الأزمة ، وإنما حلت على اشلاء اطفالنا، ولا ندري ما الثمن الذي سندفعه ان تدخلنا في هذه المرة ، فلسنا بحجم مصر ولا السعودية ولا قطر ولا الإمارات ولا ولا ولا ، فلننأى هذه المرة بشعبنا.

فلا تقحموا فلسطين والفلسطينيين في أزمة جديدة فيكفيه ما عاناه وتذوقه من ويلات .

د. محمد فرج الله

رئيس تحرير أوكرانيا بالعربية

كاتب ومحلل سياسي بالشأن الأوكراني والشرق أوروبي

المصدر: أوكرانيا بالعربية



Поділитися публікацією:
Головні новини
Близький Схід
Число жертв геноциду Ізраїлю в секторі Газа досягло 44 056
Політика
МКС видав ордер на арешт Нетаньяху
Політика
Хезболла та Ліван схвалили проєкт угоди про припинення вогню з Ізраїлем
Шукайте нас на Twitter

© Ukraine in Arabic, 2018. All Rights Reserved.