أوكرانيا بالعربية | سينيك: علاقات أوكرانيا مع دولة قطر واعدة للغاية
قناة المشتركين/ أوكرانيا بالعربية/ أجرت صحيفة الراية القطرية مقابلة حصرية مع نائب وزير الخارجية الأوكراني دميترو سينيك نشرته في عددها الصادر اليوم 1 آذار/ مارس تناول فيه مختلف جوانب العلاقات بين البلدين وآفاق تعزيزها، حاوره الصحفي إبراهيم بدوي وأدناه نصى المقابلة:
- سعادة نائب الوزير، لنبدأ من زيارتكم للدوحة ومحادثاتكم بها، والهدف من الزيارة؟
الهدف الأساسي من زيارتي إلى دولة قطر هو عقد جولة من المشاورات السياسية بين وزارتي خارجية البلدين. وأود أن أعبر عن عميق امتناني للحفاوة التي حظيت بها هنا في الدوحة ومن جانب سعادة الدكتور أحمد بن حسن الحمادي الأمين العام لوزارة الخارجية، ويعد الحفاظ على ديناميكيات مستدامة للمشاورات السياسية أمرًا مهمًا للغاية لأنه يوفر منصة مهمة لتبادل وجهات النظر حول قضايا التعاون ذات الاهتمام المشترك.
- ماذا عن مباحثاتكم خلال الزيارة؟
عقدت مباحثات إيجابية للغاية في الدوحة، ولمست الاهتمام المتبادل بين بلدينا بتعزيز التعاون في مختلف القطاعات. وعقدت عددًا من الاجتماعات المهمة على المسار الاقتصادي مع إدارة شركات كيوتيرمنلز، ونبراس باور، وجهاز قطر للاستثمار. كما زرت ميناء حمد وتعرفت على بنيته وقدراته التقنية المتطورة. والمناقشات مع الشركاء دائمًا مفيدة وقيّمة. واتفقنا على دعم الديناميكيات الإيجابية الحالية لتطوير الحوار السياسي بين البلدين، ولا سيما العمل الجوهري بشأن تنظيم زيارات ثنائية رفيعة المستوى في المستقبل القريب. وأكدنا أهمية عقد الدورة الثانية للجنة المشتركة للتعاون الاقتصادي والتجاري والتقني في عام 2021، وناقشنا الخطوات العملية لمواصلة تطوير التعاون في مجالات التجارة والاستثمار والثقافة.
اتفاقيات جديدة
- وما الجديد على جدول الأعمال المشترك في الفترة المقبلة، أي اتفاقيات أو مشاريع جديدة؟
يعد توسيع الإطار القانوني لتعاوننا مع دولة قطر من أولوياتنا المدرجة حاليًا في جدول أعمالنا الثنائي. وأود أن أؤكد أننا نعمل في الوقت الحالي على أكثر من 10 مسوّدات لاتفاقيات ومذكرات تفاهم ثنائية حول التعاون في مختلف المجالات. وتم الاتفاق بالفعل على بعضها وهي جاهزة للتوقيع. ولا يزال البعض الآخر قيد الدراسة، لكنني متأكد من أنه سيتم الانتهاء منها قريبًا. وتتعلق بمجالات مهمة مثل الطاقة والزراعة والشباب والرياضة والقانون والرعاية الصحية والسياحة وبعض المجالات الأخرى. وأعتقد أن غالبيتها ستكون جاهزة للتوقيع خلال الزيارة المقبلة رفيعة المستوى التي سيتم الإعلان عنها في حينها.
آفاق واعدة
- وما تقييمك للعلاقات القطرية الأوكرانية؟ وما رؤيتكم لآفاق التعاون مستقبلًا؟
أنا سعيد للغاية لأن أوكرانيا وقطر تتمتعان بعلاقات ودية، وشراكة حقيقية تقوم على مبادئ الثقة والاحترام المتبادل، والتعاون متبادل المنفعة. والحفاظ على الديناميكيات المكثفة للحوار السياسي على المستوى الأعلى، والنمو السنوي المستمر لحجم التجارة الثنائية، وإدخال الرحلات الجوية المباشرة بين الدوحة وكييف، وإطلاق نظام الإعفاء من التأشيرات، وتوسيع الإطار القانوني، وإنشاء اللجنة المشتركة للتعاون الاقتصادي والتجاري والفني، وأخيرًا البدء في التنفيذ العملي للتعاون الاستثماري. كل هذه الإنجازات كانت ممكنة بالعمل الدؤوب المشترك مع شركائنا وأصدقائنا القطريين، خاصة على مدى السنوات الخمس أو الست الماضية. وتمنحنا الأجواء الودية والصداقة بين بلدينا منصة ممتازة لمزيد من تعزيز التعاون وإنه لأمر مشجع للغاية أن كلا الجانبين لديهما رغبة مشتركة في تعميق علاقاتنا الثنائية. وأعُد تعاوننا في المجال الزراعي والبنية التحتية والنقل والطاقة والسياحة والاستثمارات واعدًا للغاية.
دبلوماسية قطر
- كيف ترى أوكرانيا مساعي الدبلوماسية القطرية لوضع نهايات سعيدة للنزاعات من خلال الحوار والتفاوض؟
تشيد أوكرانيا بجهود الوساطة التي تبذلها دولة قطر، ولا سيما تلك الهادفة إلى إيجاد حل للصراع المستمر منذ عقود في أفغانستان. ونشيد بالجهود التي تبذلها قيادة دولة قطر من أجل إحلال السلام في أفغانستان التي أسفرت في فبراير 2020 عن توقيع اتفاق الدوحة بين الولايات المتحدة وطالبان، وكذلك إطلاق المفاوضات بين الأفغان في الدوحة. إن منطقة الخليج ذات أهمية إستراتيجية عالمية. ولذلك، فإن أوكرانيا مهتمة بالحفاظ على الأمن والاستقرار في المنطقة. وأي جهود وساطة تهدف إلى منع الصراع والحفاظ على السلام والاستقرار في المنطقة تكتسب أهمية حيوية.
المصالحة الخليجية
- ما موقف أوكرانيا من المصالحة الخليجية؟ وما أهميتها بالنسبة لكم؟
أوكرانيا مهتمة بتطوير علاقاتها الثنائية مع جميع دول الخليج على أساس مبادئ الصداقة والاحترام المتبادل. وهكذا كنا نتابع باهتمام وقلق مستجدات الأزمة الخليجية. وترحب أوكرانيا بنتائج القمة ال 41 لمجلس التعاون الخليجي، ولا سيما التوقيع على إعلان العلا والاتفاقيات التي تم التوصل إليها بشأن فتح الحدود بين قطر والسعودية والإمارات والبحرين ومصر. ونحن نعُد القرار نقطة انطلاق لعملية لا رجعة فيها، لاستعادة الثقة والعلاقات الثنائية الكاملة بين دولة قطر ودول الخليج الأخرى ومصر. إنه في مصلحة جميع شعوب المنطقة وهو حاسم على الصعيدين الإقليمي والدولي. وإنني على يقين من أن تسوية الخلافات بين الدول العربية الشقيقة والحفاظ على الوحدة داخل مجلس التعاون الخليجي شرط مسبق ضروري لضمان الاستقرار والأمن في المنطقة.
اهتمام أوكراني
- إلى أي مدى يلعب الاقتصاد والاستثمار دورًا محوريًا في العلاقات القطرية الأوكرانية وما سبل تعزيزها؟
تم تكثيف التعاون التجاري والاقتصادي بين البلدين بشكل كبير خلال السنوات الأخيرة. وفي عام 2020، بلغ حجم التبادل التجاري بين البلدين ما يقارب ١٤٠ مليون دولار وحقق أعلى رقم في تاريخ علاقاتنا الثنائية. ويبدو الأمر جيدًا ولكنه ما يزال بعيدًا عن طموحات وإمكانات الجانبين. ونعمل باستمرار مع أصدقائنا القطريين على تطوير التعاون ونواصل توسيع الإطار القانوني، لا سيما في المجال الاقتصادي، وتشجيع التعاون بين رجال الأعمال والجهات الفاعلة في القطاع الخاص في كلا البلدين. وفي عام 2018 أطلقنا آلية ثنائية جديدة هي اللجنة المشتركة للتعاون الاقتصادي والتجاري والفني بين حكومتي البلدين، إنها منصة فعالة للغاية، ولدينا عدد كبير من الشركات الأوكرانية المهتمة بإقامة روابط مع شركاء قطريين.
قطاع الطاقة
- ماذا عن التعاون في قطاع الطاقة، خاصة الغاز الطبيعي؟
يمكن أن يكون قطاع الطاقة خاصة مجال الغاز أحد المجالات الواعدة لتعاوننا الثنائي. ولا تقتصر آفاق تعاوننا في مجال الطاقة على الغاز الطبيعي فحسب، بل نتحدث أيضًا عن قطاع الطاقة المتجددة ومشاركة المستثمرين القطريين في مشاريع الطاقة المختلفة في أوكرانيا. ويجب التعامل مع هذه المسألة على مستوى الخبراء، ومشاركة السلطات القطرية والأوكرانية وكيانات الأعمال ذات الصلة في عملية التفاوض، ونعمل على ذلك. وخلال زيارتي الحالية، أجريت مفاوضات مثمرة مع السيد خالد محمد جولو، الرئيس التنفيذي لشركة نبراس للطاقة بخصوص آفاق التعاون الثنائي في قطاع الطاقة، لا سيما في مجال مصادر الطاقة المتجددة. وأوكرانيا مستعدة لتعاون عملي ومتبادل المنفعة مع قطر في هذا المجال، بهدف التنفيذ المشترك لمشاريع استثمارية مهمة متعلقة بالطاقة.
الاستثمارات القطرية
- ما مدى استقرار الأوضاع في أوكرانيا وقدرتها على تلبية تطلعات الاستثمارات القطرية؟
إننا متفائلون تمامًا بشأن عام 2021 ، رغم تحديات العدوان الروسي ووباء «كوفيد – ١٩» ، ونتطلع إلى التعافي الاقتصادي الذي سيبدأ من النصف الثاني للعام الجاري. وسيصل نمو الناتج المحلي الإجمالي المقدر إلى 4،6٪ في السنوات القادمة. وهذه التوقعات المتفائلة قائمة على طلب مرتفع في العالم على منتجاتنا الزراعية، ونظام مصرفيّ أكثر استقرارًا مقارنة بالأزمات السابقة، وانخفاض أسعار منتجات الطاقة المستوردة، والإصلاحات الهيكلية الجارية. وفي عام 2019، انتهينا من إنشاء نظام مؤسسات مكافحة الفساد. ونواصل العمل لتحسين مناخ الاستثمار بشكل كبير في أوكرانيا. وأود أن أبلغكم أن الرئيس الأوكراني فلاديمير زيلينسكي وقع مؤخرًا على قانون في أوكرانيا «بشأن دعم الدولة لمشاريع الاستثمار ذات الاستثمارات الهامة»، والاستثمارات الكبيرة بمبلغ يعادل 20 مليون يورو وأكثر، وأنا متأكد من أن هذا سيحفز المستثمرين الأجانب على تنفيذ مشاريع طموحة في أوكرانيا. ولذا فنحن على استعداد لتلبية تطلعات الاستثمارات القطرية. إن جذب الاستثمارات الأجنبية هو أولويتنا الأساسية.
قطاع الرقمنة
- تتميز أوكرانيا في قطاعات الرقمنة والتكنولوجيا والزراعة، هل هناك مناقشات لتعزيز التعاون في هذه القطاعات؟
أوكرانيا على استعداد لتقديم مساهماتها في ضمان الأمن الغذائي لدولة قطر، ونحن منفتحون على المقترحات لتلبية احتياجاتها، ويحرص المصنعون الأوكرانيون على تزويد دولة قطر بمنتجات زراعية عالية الجودة وبأسعار معقولة. وبالمثل، نحن مستعدون للتعاون في قطاع تكنولوجيا المعلومات والاتصالات. والسلطات المختصة لدينا تعمل على ذلك.
امتياز أوليفيا
- كيف ترون أداء الاستثمارات القطرية واستحواذ شركة كيوتيرمنلز القطرية على امتياز ميناء أوليفيا في أوكرانيا؟
أوكرانيا مهتمة للغاية بجذب الاستثمارات القطرية. وأسفرت جهودنا عن نتائج في عام 2020 عندما بدأنا تنفيذ أول مشروع استثماري على الإطلاق مع دولة قطر وهو امتياز الميناء البحري الأوكراني «أوليفيا» من قبل شركة كيوتيرمنلز القطرية في أغسطس 2020. وهو المشروع الأول وليس الوحيد الذي ندرسه. وخلال زيارتي، كان لي أيضًا لقاء مثمر مع السيد منصور بن إبراهيم آل محمود الرئيس التنفيذي لجهاز قطر للاستثمار، حيث ناقشنا آفاق توسيع التعاون الاستثماري.
التعاون ما بعد كورونا
- هل هناك خطط للتعاون في عالم ما بعد كورونا واستكشاف فرص لتعزيز العلاقات؟
أود في البداية أن أشيد بالجهود المحلية والدولية التي تبذلها دولة قطر لمكافحة «كوفيد -19» . وأعرب عن امتناني وتقديري للمساعدة الطبية الإنسانية التي قدمتها دولة قطر إلى أوكرانيا في مايو 2020. وعندما يواجه العالم التحدي الاستثنائي لفيروس «كوفيد -19» ، تظهر دولة قطر التزامًا قويًا بروح الشراكة والمساعدة المتبادلة. ومن خلال تقديم مساعدات إنسانية واسعة النطاق لشركائها الأجانب، تساهم قطر بشكل كبير في الجهود العالمية لمكافحة هذا الوباء. وبالطبع، بسبب الوباء العالمي والقيود، كان علينا تأجيل بعض المشاريع والأفكار المهمة، ولكنني على ثقة من أنه عندما يسمح الوضع، فإننا سنعيد الديناميكيات المكثفة الكاملة للتعاون الثنائي.
مونديال 2022
- ما توقعاتك لتنظيم قطر كأس العالم لكرة القدم 2022 لأول مرة في المنطقة العربية والشرق أوسطية؟
نتابع حرص دولة قطر على العمل بلا كلل لتنظيم هذه البطولة وتحويلها إلى استضافة مذهلة. إنه عمل شاق. وخلال زيارتي، أتيحت لي الفرصة لمشاهدته بنفسي، عدد كبير من مرافق البنية التحتية المنفذة، وافتتاح ملاعب كرة قدم جديدة على أحدث طراز، والجو الرائع في كل مكان هنا. أنا متأكد من أن كل هذا، إلى جانب كرم الضيافة القطري، سيحول البطولة إلى مناسبة رائعة. ونتطلع إلى كأس العالم لكرة القدم في قطر بتوقعات كبيرة لأنها ستكون أول حدث من نوعه في الشرق الأوسط. وآمل أن يتأهل المنتخب الأوكراني وأن يحصل مشجعو كرة القدم لدينا على فرصة ليصبحوا جزءًا من هذا الحدث الكبير. ونتمنى لدولة قطر التوفيق في كل هذه الترتيبات المهمة وأن تكون كأس عالم مذهلة لا تنسى.
المصدر: أوكرانيا بالعربية، الراية القطرية