أوكرانيا بالعربية | صحيفة تركية تنشر مقالاً عن القرم جنوبي أوكرانيا بعنوان "القرم.. الوطن المسروق"
كييف/ أوكرانيا بالعربية/ مات أكثر من 300 ألف شخص من تتار القرم على مدار 238 عامًا من الاحتلال الروسي لشبه جزيرة القرم. ويعيش احفاد هؤلاء الضحايا حلم ايجاد الحرية مرة اخرى.
تفتتح هذه الكلمات مقال بعنوان ” القرم…الوطن المسروق ” نشرته صحيفة ” Diriliş Postası” الموالية للحكومة التركية.
ويشير المقال إلى أن وطن تتار القرم احتل مرتين من قبل روسيا، وأن السكان الأتراك الذين يعيشون في القرم تعرضوا للإبادة الجماعية بعد كل احتلال.
كما جاء في المقال أنه نتيجة قمع واضطهاد الإمبراطورة الروسية كاثرين الثانية، والزعيم السوفيتي جوزيف ستالين، والرئيس الروسي فلاديمير بوتين، طُرد تتار القرم قسراً من منازلهم.
وذكر كاتب المقال دوريم أبازي أنه بحجة أن “تتار القرم لا يعرفون كيف يعيشون بشكل مستقل” وأن “لهم صلات بالدولة العثمانية”، أصدرت الإمبراطورة الروسية كاثرين الثانية مرسوماً بتاريخ 19 نيسان/ أبريل 1783 حول الاحتلال الفعلي لشبه جزيرة القرم.
بعد ذلك، تم تدمير خانية القرم وبدأت السياسة الاستعمارية العدوانية لروسيا. وأصبح الاحتلال الأول في ذاكرة شعب تتار القرم من أعظم المآسي في تاريخه.
كان عدد سكان القرم عام 1778 حوالي 527 ألف نسمة، 500 ألف منهم (95 في المئة) كانوا من تتار القرم.
وخلال الفترة الأولى من الاحتلال من 1776 إلى 1795 مات أكثر من 300 ألف تتار القرم نتيجة الطاعون والنفي والاحتلال، ولجأ الناجون إلى الإمبراطورية العثمانية.
وذكرت المصادر أن الغزاة استولوا على أكثر من 380 ألف هكتار من الأراضي الخصبة التابعة لتتار القرم في المدة من 1783 إلى 1793. تم توزيع هذه الأراضي على البرجوازية الروسية وموظفي الخدمة المدنية، مثل فاسيلي بوبوف، مستشار الجنرال الروسي غريغوري بوتيمكين، والكونت ألكسندر بيزبورودكو (رجل دولة في الإمبراطورية الروسية) ، حسب المقال.
ويلاحظ المؤلف أن سبب الغزو الأخير لشبه جزيرة القرم كان التقارب بين أوكرانيا والغرب:
غزا بوتين شبه الجزيرة، وأرسل قواته إلى شبه جزيرة القرم في 27 شباط/ فبراير 2014، خوفًا من أن تعمل كييف على تحسين علاقاتها مع الاتحاد الأوروبي وتصبح عضوًا في الناتو. وهكذا تحولت الأزمة الأوكرانية من مشكلة إقليمية إلى مشكلة عالمية. قررت الحكومة الجديدة لشبه جزيرة القرم ، التي تم إنشاؤها تحت ضغط عسكري من روسيا ، إجراء استفتاء شعبي مشكوك فيه.
نتيجة لذلك ، أُعلن أن نسبة المشاركة المزعومة في التصويت كانت 83% ، وأن 97% منهم صوتوا لصالح الانضمام إلى روسيا. لم يعترف الغرب باحتلال القرم. ومع ذلك، فإن الخطر الأكبر اليوم هو التوتر في الدونباس، حيث أن روسيا تحاول ترسيخ هيمنتها في منطقة البحر الأسود بأكملها عبر توسيع منطقة احتلالها، كما جاء في المقال.
ويشير المقال إلى أن الغزاة الروس يدمرون القيم المادية والآثار التاريخية لسكان تتار القرم في شبه الجزيرة، ويقمعون الأشخاص الذين يشكلون تهديداً لهم ويستولون على أخصب أراضي شبه جزيرة القرم.
بموجب مرسوم صادر عن حكومة روسيا الاتحادية تم إلغاء المؤسسات السياسية لتتار القرم في شبه جزيرة القرم. كما تجلب روسيا المهاجرين إلى شبه الجزيرة من مناطقها من أجل تغيير البنية الاجتماعية والثقافية لشبه جزيرة القرم.
وفي أخبار القرم أعلنت وزارة إعادة دمج الأراضي المحتلة مؤقتًا عن طرح أول مناقصة لمحطات البث التلفزيوني والإذاعي إلى أراضي شبه جزيرة القرم المحتلة.
المصدر: أنباء القرم + أوكرانيا بالعربية