أوكرانيا بالعربية | صعود النازية في روسيا .. بقلم أندري زادوبيني

تصف هذه العبارة المنسوبة إلى تشرشل أو حاكم لويزيانا السابق هيو لونغ بشكل أكثر وضوحًا ما يحدث في روسيا حالياً: "سيطلق الفاشيون في المستقبل على أنفسهم مناهضين للفاشية".

كييف/ أوكرانيا بالعربية/ "سيعتبر الفاشيون أنفسهم في المستقبل مناهضين للفاشية" تصف هذه العبارة المنسوبة إلى تشرشل أو حاكم لويزيانا السابق هيو لونغ بشكل أكثر وضوحًا ما يحدث في روسيا حالياً .

ترتجف شوارع المدن الروسية بشكل متزايد من المسيرات "الروسية". لا يفاجأ أحد باستخدام الصليب المعقوف النازي فيها لأن آلة الدعاية الحكومية قد أقنعت منذ فترة طويلة السكان الروس العاديين بأن هذا مجرد رمز سلافي آري قديم. بمثل هذه الفرضية، دخلت الثقة في وعي الروس بأن السلاف الروس هم الآريون الحقيقيون وأنهم هم الذين كان لهم دور استثنائي في تاريخ العالم، فضلاً عن الحق في الاستيلاء على الأراضي الأجنبية وقهر الآخرين. هذه الأفكار مفيدة جدًا لنخبة الكرملين. خلال سيرهم في الطريق لبناء إمبراطورية جديدة، يغذي "البوتينيون المخلصون" شعبهم بأساطير حول "العالم الروسي" و "استعادة العدالة التاريخية" و"جمع الأراضي الروسية.

تم اختيار الاتحاد السوفيتي كنموذج للإمبراطورية المستقبلية. هذا أمر مفهوم لأن العديد من الروس يتذكرونه بحنين إلى الماضي وليس فقط لأنهم كانوا صغارًا في ذلك الوقت. العبارة "في ذلك الوقت كان يحترمنا (أقرا – يخشى منا) العالم بأسره" تعني أكثر بكثير للروسي من "نقانق بـ 2.20" أو حتى "زجاجة فودكا بـ 3.62". المواطن الروسي العادي من المناطق النائية معتاد على العيش في حالة الفقر، ولكن يجب أن يمتلئ وعيه دائمًا بالأفكار حول "تفوقه" و"تميزه". تجدر الإشارة إلى أن الإعلام الروسي ينفذ مهمة ملء الوعي بنجاح كبير.

من أجل جعل العودة إلى الماضي السوفياتي أمراً لا رجعة فيه، تم في التعديلات على الدستور الجديد إعلان الاتحاد الروسي الخليفة القانوني للاتحاد السوفيتي. تم ترسيخ "الصورة السوفيتية المشرقة" بشكل كبير من قبل، لكن الآن تم ترسيخها في القانون الأساسي لروسيا. لذلك يتم ذكر "الأب" ستالين أكثر فأكثر، وتخرج العبارات النمطية الإيديولوجية "للحرب الباردة" مثل "الابتسامة الوحشية لحلف شمال الأطلسي" و"الإمبرياليين اللئيمين" الذين ينامون ويرون كيف "يمسكون روسيا لتجثو على ركبتيها"، من الدواليب المغبرة أكثر فأكثر أيضاً. ثم يظهر اسم الشخص الوحيد الذي يمكنه مقاومة هذا "الغزو الرهيب". تكاد الفتاة الصغيرة تشعر بالفخر وتقول: "سأتعلم اللغة الألمانية فقط لأن بوتين يتحدث بها"، بينما يغني بعناد الرجل المبتهج، وهو يمد الأكورديون: "في روسيا الحجة الرئيسية هي بوتين ثم بوتين ثم بوتين هو الرئيس".

لا، لا تقم بإجراء أية مقارنات مع "عبادة الشخصية" لستالين. لنفترض أن هذه مجرد مصادفة.

لذا فإن روسيا اليوم دولة استبدادية، حيث يتم الحفاظ على عبادة كاملة للقائد الذي يتمتع بسلطة غير محدودة. كل هذا يحدث مع "الموافقة" العامة للروس لأن الإيمان بـ "القيصر العادل" و"اليد القوية للحكم" ربما يكون راسخًا فيهم على المستوى الجيني. صحيح أنهم جميعًا على يقين من أن الأهوال التي كان على الشعب السوفييتي أن يمر بها في طريقه إلى مستقبل أكثر إشراقًا ستتجنبهم. الروس المعاصرون على يقين من أنهم ليسوا من سيموتون من مجاعة جديدة، وأنهم في العديد من معسكرات الاعتقال سيكونون حراساً فقط، وأنه أثناء الحرب التي "يمكننا تكرارها" لن يموتوا هم وأقاربهم مثل ملايين آخرين، لكنهم سيمشون بخفة على طول الساحة الحمراء في موسكو في موكب النصر. هذا بسبب أن كلهم ​​"فريدون" و"مختارون" و"أعلى من غيرهم"، حيث يتم إخبارهم عن هذا كل يوم. ألا يشبه كل هذا عناصر الفاشية؟

دعنا ننتقل إلى التعريف الخاص بالفاشية: "الفاشية اسم معمم للحركات والأيديولوجيات السياسية اليمينية المتطرفة التي تتميز بنظام ديكتاتوري بمظاهره المتأصلة في القومية وعبادة الشخصية والنزعة العسكرية والاستبدادية". حسنًا، ماذا نقول عن روسيا الحديثة؟ الروس على يقين من أنهم الوحيدون تقريبًا الذين يقفون في طليعة الكفاح ضد الفاشية. وهذه هي أيضًا نتائج الدعاية المتجذرة في الماضي السوفياتي. أصبح من العادة منذ عهد ستالين تسمية خصومهم الأيديولوجيين "بالفاشيين".

دليل على الفاشية الروسية وفقًا للعالم السياسي فاليري ميدانيوك يتمثل في الآتي: "تتميز جميع الأنظمة الفاشية بإحساس متضخم ومبرر من الناحية المفاهيمية بالتفوق القومي على الشعوب الأخرى، وهو ما يتم التعبير عنه في روسيا بوتين في معارضة الروحانية الأرثوذكسية الروسية والسلافية للمادية الغربية الاستهلاكية. إن فكرة "الأخوة السلافيون الأكبر والأصغر سناً" هي مثال كلاسيكي للشوفينية القومية الروسية ". يغني كهنة الكنيسة الأرثوذكسية الروسية في انسجام مع الدعاة السيايين.

ينسب فاليري ميدانيوك إلى علامات الفاشية الإيمان بالدور التاريخي المسياني لشعبه والذي يتجلى بين الفاشيين الروس في فكرة روما الثالثة وإحياء هيبيربوريا الأسطورية باعتبارها موطن أجداد السلاف. لقد تم إعلان سيطرة موسكو على شعوب أوروبا الشرقية التي تعني في الواقع استعبادهم، فكرة وطنية روسية. اندمجت المسيحية الإمبريالية الروسية تمامًا مع الرغبة في استعادة الاتحاد السوفيتي ووضع حد لاستقلال الدول المجاورة الحرة باسم تعزيز روسيا لمزيد من المواجهة الجيوسياسية والحرب مع حضارة الغرب. حتى حقيقة أن روسيا طوال تاريخها سعت لغزو البلدان المجاورة وأن 90٪ من أراضيها تعود لشعوب غير روسية محتلة وأنها تستمر في السعي من أجل مزيد من الاحتلال، تجعل هذا الأمر خطرًا على السلام في العالم أجمع.

وفقًا لفاليري ميدانيوك، من الضروري الانتباه إلى هذه العلامات الكلاسيكية للنظام الفاشي مثل "عبادة النزعة العسكرية واعتذارات الحرب والتي خرجت مؤخرًا عن نطاقها في الأفلام الروسية والبرامج التلفزيونية، حيث يفوز رامبو الروسي على الجميع، بينما يكون الأعداء في السينما الروسية هم دائمًا من جنسيات غير روسية. مثل أي نظام فاشي، تنتقد موسكو الرسمية بشكل منهجي القيم الديمقراطية الليبرالية التي تقتصرها فقط بحقوق الأقليات الجنسية والتسامح مع المسلمين، مستهزئة بها بزعم أنها أفظع جوانب الديمقراطية. وكبديل لذلك، فإنهم يقدمون دولة قوية مع زعيم قوي يخاف منه ويحترمه العالم".

هناك أكثر من 50 منظمة فاشية تعمل في روسيا حالياً وتم حظر ثمانية منها فقط. كل هؤلاء "البراكشوفيين" و"الذاكرة" و "الوطنيين القوميين" الآخرين يحظون بدعم كبير من السكان والسلطات الرسمية.

بقلم أندري زادوبيني، مراسل "أرم إنفورم"

المصدر: أوكرانيا بالعربية

Поділитися публікацією:
Головні новини
Близький Схід
Число жертв геноциду Ізраїлю в секторі Газа досягло 44 056
Політика
МКС видав ордер на арешт Нетаньяху
Політика
Хезболла та Ліван схвалили проєкт угоди про припинення вогню з Ізраїлем
Шукайте нас на Twitter

© Ukraine in Arabic, 2018. All Rights Reserved.