أوكرانيا بالعربية | مقاطعة الإنتخابات الرئاسية... بقلم حسن زايد

أن يعلن الإخوان مقاطعتهم للإنتخابات الرئاسية ، فذلك أمر منطقي ومفهوم وله ما يبرره ، لأن الشرعية الجديدة قد حلت محل شرعيتهم المزعومة . وأن يدعوا الإخوان جموع الشعب إلي مقاطعتها ، فذلك أيضاً أمر له ما يبرره ، لأنهم ما زالوا يتوهمون لأنفسهم مكانة في القلوب ، استناداً إلي الإرث التاريخي ، الذي تحول بفعلهم إلي أطلال لا تصلح إلا للبكائيات . وأن تنفق المليارات من أجل تعويق خارطة المستقبل ، وتفجيرها من الداخل ، بأيادي إخوانية ، لمصلحة وحساب دول أخري ، فذلك منطقي ، علي الأقل ، من جهة فاعله ، الذي يعتبر أن الوطن هو العقيدة ، وليس الأرض ، وأن الوطن غير محصور بالرقعة الجغرافية ، وإنما هو ممتد مع امتداد العقيدة والدين . غير المبرر وغير المنطقي وغير المفهوم ،أن يطل علينا نفر من الشعب يحرض الشعب علي عدم المشاركة ، وليس هناك من مبرر لهذا التحريض سوي رغبته في إفساد هذا الأمر ، لأن هذا المرشح أو ذاك لا يعجبه ، أو لأنه يتصور أن العملية الإنتخابية مجرد مسرحية
كييف/أوكرانيا بالعربية/أن يعلن الإخوان مقاطعتهم للإنتخابات الرئاسية ، فذلك أمر منطقي ومفهوم وله ما يبرره ، لأن الشرعية الجديدة قد حلت محل شرعيتهم المزعومة . وأن يدعوا الإخوان جموع الشعب إلي مقاطعتها ، فذلك أيضاً أمر له ما يبرره ، لأنهم ما زالوا يتوهمون لأنفسهم مكانة في القلوب ، استناداً إلي الإرث التاريخي ، الذي تحول بفعلهم إلي أطلال لا تصلح إلا للبكائيات . وأن تنفق المليارات من أجل تعويق خارطة المستقبل ، وتفجيرها من الداخل ، بأيادي إخوانية ، لمصلحة وحساب دول أخري ، فذلك منطقي ، علي الأقل ، من جهة فاعله ، الذي يعتبر أن الوطن هو العقيدة ، وليس الأرض ، وأن الوطن غير محصور بالرقعة الجغرافية ، وإنما هو ممتد مع امتداد العقيدة والدين . غير المبرر وغير المنطقي وغير المفهوم ،أن يطل علينا نفر من الشعب يحرض الشعب علي عدم المشاركة ، وليس هناك من مبرر لهذا التحريض سوي رغبته في إفساد هذا الأمر ، لأن هذا المرشح أو ذاك لا يعجبه ، أو لأنه يتصور أن العملية الإنتخابية مجرد مسرحية سخيفة ليس لديه الرغبة في مشاهدة فصولها .
من هذه الوجوه وجه مسئول حركة مقاومة بجامعة حلوان ، الذي يقول وفقاً لجريدة الفجر ـ العدد 459 ـ الخميس : 22/ 5 / 2014 م : " إن الحملة حملة تحريضية تطالب الجماهير بالمقاطعة " ثم يضيف : " لسنا مع أي من المرشحيْن ، نحن مجموعة من الشباب الثوري ، ما زال لديهم إيمان ويقين بدورنا في الحياة السياسية ، ونرفض كل ما يحدث من جميع الأطراف علي الساحة ، وليس لدينا أي مطالب أو منافع نطالب بها ، نحن فقط ضد ترشح السيسي للرئاسة ، وضد توليه منصب رئيس الجمهورية " . وطبعاً السيد مسئول حركة مقاومة لا يتحدث عن نفسه فقط ، وإنما يمثل تحالف تشكل من مجموعة حركات هي حركة الإشتراكيين الثوريين ، وحركة 6 إبريل الحركة الديمقراطية ، وحركة 6 إبريل ، وحركة مقاومة ، وحركة ثوار .
وهذا الكلام في الواقع ليس مزعجاً للدولة المصرية ، وليس مزعجاً للمجتمع المصري ، وإنما المزعج حقاً حالة الفراغ التي تعيشها هذه المجموعات ، فراغ عقلي ، وفراغ نفسي ، وفراغ اجتماعي . وأنا هنا لا أسخر منهم ولا أستخف بهم ، وإنما أشفق عليهم . فالمتأمل في كلماتهم يلمس هذا الفراغ . فالقول بالمقاطعة ، رغم كونه يمثل ممارسة لحق من الحقوق السياسية ، وهو حق الإمتناع عن ممارسة الحق ، إلا أن هذه الممارسة تمثل إضراراً جسيماً بمصر، لأنها تشي بانقسام المجتمع حول نفسه ، وفشله في إدارة شئونه ، وأن الثورة التي أطاحت بنظامين قد كشفت عن سوءة هذا المجتمع وطفوليته وحاجته إلي من يعوله ويرعي شئونه من خارجه .
فإن كان ولابد من المقاطعة فاقصر الأمر علي نفسك ، ولا تشيع روح السلبية والخنوع لدي الآخرين ، فتنسحب هذه الروح علي كل شأن من شئون البلاد والعباد ، وتصبح الثورة التي تهدف إلي التغيير والبناء ، معول هدم وتخلف ورجعية . أما عن القول بأن الإنتخابات مجرد مسرحية هزلية ، فهو قول مردود ، لأنه بإمكانك أن تدعو المصريين إلي الإستمساك بالجدية ، وتدعو منظمات المجتمع المدني والمنظمات الدولية المتابعة للإنتخابات إلي اليقظة وإعمال أعلي درجات المتابعة لضمان جدية وسلامة العملية الإنتخابية . فإن كان القول بأنها مسرحية يرجع في أساسه إلي الإعتقاد بتفوق أحد المرشحين علي الآخر ، وأن النتيجة معروفة سلفاً ، فشمِّر عن ساعديك ، وانزل إلي الجماهير لتحريضهم علي التصويت للمرشح الذي تريده إن كان الآخر لا يعجبك . وإن كنت مع السيد مسئول حركة المقاومة ، بأنك لست مع أي من المرشحين ، فلا غضاضة في ذلك ، وهذا الموقف لا يحول بينك وبين النزول لتسجيل موقفاً وطنياً لمصلحة مصر ، فلتذهب للجنة الإنتخاب لإبطال صوتك ، فذلك موقف إيجابي يحسب لصالح مصر ، ويحقق رغبتك في التعبير عن رفضك لكلا المرشحين ، ولا يخصم من الرصيد الإيجابي لوطنيتك . أما أن تقاطع بنفسك ، وتحرض غيرك علي المقاطعة ، لكونك غير راض عن أي من المرشحين ، فتلك هي السلبية بعينها . أما شباب الحركات الثورية الذي يعرِّف نفسه بأنه شباب ثوري ، وما زال لديه إيمان ويقين بدوره في الحياة السياسية  ، فهو لا يدرك أنه متناقض مع نفسه حين يعرف نفسه بأنه ثوري وله دور سياسي .
فالثورية حالة طارئة علي الأفراد والمجتمعات ، فليست هناك ثورة دائمة ، ولا ثائر دائم . فالثورة هي حالة استثنائية علي وضع قائم لتغييره أو تعديله ، فإن تغير الوضع سكنت الثورة وهدأت حتي يستقر الوضع الجديد . ومع بداية هذا الوضع يبدأ دور السياسي في التأسيس له ، وصنع لبناته ، وبناء جدرانه ، وإقامة بناءه ، وتأثيثه . وأولي اللبنات الدستور، ثم الإستحقاقات الإنتخابية ، حيث يُنْتَخب رئيساً للجمهورية ، ثم مجلساً للنواب .. وهكذا .
فلو كان أصحاب الحركات الثورية ثوريين حقاً لأدركوا أن مصر الآن لا تحتمل ثورة ثالثة ، فالثورات كلفتها عالية وغالية ، ولأدركوا أن مصر في أمس الحاجة إلي الإستقرار ، وإلتقاط الأنفاس ، لا علي النحو الذي يزعمه بعض غلاة الليبرليون ، من أن الإستقرار هو بديل الحرية وحقوق الإنسان ، وإنما علي نحو ما تقتضيه الحاجة الآنية للبلاد وفقاً للأولويات المنطقية . ثم يذهب مسئول حركة مقاومة إلي حالة من العبثية والعدمية حين يقول : " ونرفض كل ما يحدث من جميع الأطراف علي الساحة ، وليس لدينا أي مطالب أو منافع نطالب بها  " . ما هو المطلوب إذن ؟ . ولماذا المصادرة علي الجميع ؟. وفي تلك المصادرة افتئات علي إرادة الشعب ، ووصاية علي إرادته .
وطالما ليس لديكم مطالب محددة ، أو منافع تسعون لتحقيقها لكم أو لشعبكم ، فما وجه الثورية فيما تفعلون ؟ وما هو الدور السياسي الذي ترغبون في ممارسته ؟ . لا ريب أن هذا الموقف العبثي يصب في خانة واحدة هو موقف الإخوان ، فإما إنكم من خلاياهم النائمة أو أنكم تتقاضون ثمناً لموقفكم من جهات لا تريد الخير لمصر . فاكشفوا عن هويتكم الحقيقية ، وأفصحوا عما في صدوركم ، ودعونا نري وجوهكم 
حسن زايد
كاتب مصري ومدير عام 
المصدر: أوكرانيا بالعربية
Поділитися публікацією:
Головні новини
Політика
Ірландія підтвердила наміри ввести власні торговельні санкції проти Ізраїлю
Різне
Туреччина припинила постачати до Росії американські товари військового призначення після попередження Вашингтона
Різне
В Омані випала дворічна норма дощів
Шукайте нас на Twitter

© Ukraine in Arabic, 2018. All Rights Reserved.