أوكرانيا بالعربية | منشورات بشرقي أوكرانيا تعادي اليهودية وتثير مخاوف توترات عرقية

بثت مقاطع لشريط فيديو يظهر فيه ملثّمون في شرقي أوكرانيا يوزعون منشورات تحمل عبارات معادية للسامية في مدينة دونيستك الأوكرانية. وحملت المنشورات توقيع انفصاليين موالين لروسيا، كان قد أعلنوا تأسيس "جمهورية دونيستك الشعبية"، وهو ما رفضه الانفصاليون ووصفوه بالـ "خدعة". لكن الأمر يبدو أكبر من ذلك، وإنه جزء من حملة يقودها مجهولون لترويع الأقليات في أوكرانيا. وقالت آسيا كرايمر، وهي يهودية تسكن المدينة، إنها انفجرت من الضحك عندما سجلت دخولها على موقع التواصل الاجتماعي فيس بوك منذ أيام ورأت منشورا يُخير اليهود بين دفع الضرائب أو المغادرة.

كييف/أوكرانيا بالعربية/بثت مقاطع لشريط فيديو يظهر فيه ملثّمون في شرقي أوكرانيا يوزعون منشورات تحمل عبارات معادية للسامية في مدينة دونيستك الأوكرانية.

وحملت المنشورات توقيع انفصاليين موالين لروسيا، كان قد أعلنوا تأسيس "جمهورية دونيستك الشعبية"، وهو ما رفضه الانفصاليون ووصفوه بالـ "خدعة".

لكن الأمر يبدو أكبر من ذلك، وإنه جزء من حملة يقودها مجهولون لترويع الأقليات في أوكرانيا.

وقالت آسيا كرايمر، وهي يهودية تسكن المدينة، إنها انفجرت من الضحك عندما سجلت دخولها على موقع التواصل الاجتماعي فيس بوك منذ أيام ورأت منشورا يُخير اليهود بين دفع الضرائب أو المغادرة.

وأضافت كرايمر أثناء تحضيرها وجبة عيد الفصح في مطبخها في دونيستك: "الأمر يبدو سخيفا. لم نواجه هنا أي مشكلات على الإطلاق. فأصدقاؤنا الأوكرانيون والروس يحترمونني كيهودية. فرؤية هذا المنشور بدا للوهلة الأولى مقززا ومثيرا للضحك".

ووصف قياديون في جماعة "جمهورية دونيستك الشعبية" الموالية لروسيا المنشورات التي وزعت خارج المعبد اليهودي بدونيستك بالـ "خدعة"، وقالوا إنها استفزازية ومحاولة من حكومة كييف لتشويهنا.

وبعيدًا عمن يقف وراء تلك المنشورات، فإن وجودها يعد سببا كافيا كي يثير مخاوف نحو 15 ألف يهودي يعيشون في دونيستك.

وتابعت كرايمر قولها: "الأمر مجرد مثال للوقاحة التي تزداد هنا. ومع ذلك، لا أعتقد أن هذا يعني أن يهود دونيستك في خطر داهم، لكن الأمر جزء من خطة لدفع الناس نحو المواجهة".

وتُعتبر معاداة السامية جزءا من تاريخ أسرة كرايمر، إذ دفن خمسة من أقاربها أحياءً إبّان غزو الألمان عام 1941، وتعرض كثير مما تبقى من عائلتها للإبادة بعد ذلك بسنوات.

لكن معظم سنوات كرايمر الـ 66 كانت هادئة، إذ رفضت عدة فرص للهجرة خارج البلاد بعد انهيار الاتحاد السوفيتي. وبدأت منذ أسابيع تعلم اللغة الألمانية.

وقالت: "أفكر في السفر إلى ألمانيا. إنها المرة الأولى في حياتي التي أفكر فيها في المغادرة. أنا خائفة من روسيا وليس من السكان. أعتقد أن الغرب يستهين بخطر فلاديمير بوتين".

ويقول حاخام منطقة دونباس، بنخاس فيشيدسكي: "أشعر بأن شخصًا ما يحاول جرنا إلى لعبة سياسية بين روسيا وأكرانيا".

وطالب أيضا فيشيدسكي السلطات الأوكرانية بتوفير حماية خاصة للجالية اليهودية، وهو ما لم تقم به السلطات حتى الآن.

وتأتي المنشورات في إطار نمط جديد لحملة مجهولة هدفها تهديد الأقليات المنطقة وترويعها.

وخلال عملية ضم جمهورية القرم إلى روسيا مؤخرا، وجد التتار من سكان شبه جزيرة البحر الأسود أنفسهم في وضع مشابه لليهود.

وفي عام 1940 رحّل ستالين تتار القرم المسلمين جميعا إلى وسط آسيا.

وخلال ثمانينيات القرن الماضي عاد كثير منهم إلى القرم. لكن عندما احتلت القوات الروسية الشهر الماضي القواعد العسكرية في أنحاء المنطقة، توجه مجهولون ومسلحون بالعصي باتجاه الأحياء التي تسكنها عرقيات مختلفة، وقاموا برسم الصلبان على أبواب عدد من منازل مسلمي القرم.

وقال رستم قديروف، أحد سكان تتار القرم بمدينة باخشي سراي التي تلطخ منزله بالصلبان: "هذا بالضبط ما فعلته الشرطة في عهد ستالين قبل أيام من استقلالنا القطار ورحيلنا إلى آسيا الوسطى".

وأضاف: "لا أعرف من يقوم بذلك، لكنهم يحاولون ترويعنا".

وكان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين قد اتهم حكومة كييف بانتهاك حقوق السكان الناطقين بالروسية في أوكرانيا.

وتصف موسكو القوميين في أوكرانيا وخاصة جماعة "قطاع اليمين" المتطرفة بالفاشيين.

ومنذ انهيار الاتحاد السوفياتي، لطالما فشلت الحكومة الأوكرانية في تمرير قوانين من شأنها ضمان الحقوق اللغوية وغيرها من الحقوق للأقليات في المدينة.

لكن معظم من قابلتهم مراسلة بي بي سي من الجاليتين اليهودية وتتار القرم المسلمين وتحدثت إليهم، يشعرون بأن تقارب أوكرانيا مع الاتحاد الأوروبي سيكون فرصة أعظم في توفير الأمن من التقارب مع روسيا.

وتضيف كرايمر التي كغيرها من غالبية اليهود هنا الذين يتحدثون اللغة الروسية: "لا أخاف من جماعة قطاع اليمين المتطرفة، بل أخاف من روسيا".

وتتابع: "الذي يقلقنا هو أن ورسيا تحاول إثارة الأزمات. لقد اخترعوا نوعا جديدا من الإبادة الجماعية، وشكلا جديدا من الحرب. قد يبدو الوضع من الخارج أنها تريد إيقاف ذلك بسبب عدد القتلى الكبير وأعمال العنف المتزايدة، لكن روسيا تقتل دولتنا وأمتنا".

ويدفع تفاقم المواجهة بين روسيا وأوكرانيا إلى إحداث فراغ خطير في السلطة. ومثل أي صراع، بدأ بالفعل إطلاق العنان للتوترات الدينية والعرقية التي ظلت خامدة لوقت طويل، وهو ما يدفع الأقليات في دونيستك إلى الشعور بالخوف من أنها ستكون الضحية الرئيسية من جراء صراع الأمتين الأرثوذكسية والسلافية.


المصدر: بي بي سي بتصرف


Поділитися публікацією:
Головні новини
Близький Схід
Число жертв геноциду Ізраїлю в секторі Газа досягло 44 056
Політика
МКС видав ордер на арешт Нетаньяху
Політика
Хезболла та Ліван схвалили проєкт угоди про припинення вогню з Ізраїлем
Читайте в розділі
سياسة
النرويج تساعد أوكرانيا في إنتاج قذائف مدفعية
سياسة
خبير: أوكرانيا ستتسلم "إف-16" قريباً
Шукайте нас на Twitter

© Ukraine in Arabic, 2018. All Rights Reserved.