أوكرانيا بالعربية | من هو فلاديمير غرويسمان؟

غرويسمان سياسي شاب مقرب من الرئيس بيترو بوروشينكو، كان وزيراً في حكومة سلفه ياتسينيوك، ثم أصبح رئيساً للبرلمان حتى تعيينه الخميس الماضي على رأس الحكومة الجديدة

كييف/أوكرانيا بالعربية/شهدت أوكرانيا الأسبوع الماضي تطوراً جديداً قد يغير المشهد السياسي فيها، على خلفية الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية لمرحلة ما بعد الثورة التي دعمها الغرب وأطاحت بالرئيس السابق فيكتور يانوكوفيتش الموالي لروسيا. فلإنهاء الأزمة السياسية التي أحدثتها استقالة رئيس الحكومة أرسيني ياتسينيوك من منصبه، وافق البرلمان الأوكراني على قرار الاستقالة، وعلى مقترح بتكليف فلاديمير غرويسمان بتشكيل حكومة جديدة، ستكون معنية بالحرب على الفساد، والنهوض بالاقتصاد، وإنهاء الاضطرابات في شرق البلاد، ونيل الثقة من جانب المانحين الدوليين والحلفاء الغربيين

وغرويسمان سياسي شاب مقرب من الرئيس بيترو بوروشينكو، كان وزيراً في حكومة سلفه ياتسينيوك، ثم أصبح رئيساً للبرلمان حتى تعيينه الخميس الماضي على رأس الحكومة الجديدة

وقد ولد فلاديمير غرويسمان عام 1978 لعائلة يهودية في مدينة فينيتسا الواقعة في الوسط، والتي تحتضن انثنتين من أهم الجامعات في البلاد، وتعد أحد مراكز المال والأعمال والتجارة في أوكرانيا. وقد اتجه غرويسمان مبكراً نحو عالم الأعمال، وأصبح في عام 1994 مديراً تجارياً لشركة «أوكو» الخاصة الصغيرة المملوكة لعائلته. وبعد أربعة أعوام أصبح مديراً تجارياً لشركة خاصة أخرى تدعى «يوث»، وهي أكبر حجماً وأوسع نشاطاً

ولارتباطه بالأوساط الاجتماعية والتجارية في فينيتسا، فقد انتخب لعضوية مجلس المدينة، وشغل منصب نائب رئيس لجنة حقوق الإنسان واحترام القانون وأخلاقيات العمل البلدي

وإلى جانب انشغاله بقطاع التجارة والأعمال والعمل البلدي، واصل غرويسمان دراسته الجامعية، فتخرج من «الأكاديمية الإقليمية لإدارة الموارد البشرية» عام 2003، كما تخرج من «الأكاديمية الوطنية لإدارة الدولة» في عام 2010

واستمراراً لمساره على الصعيد البلدي، انتخب غرويسمان في نوفمبر 2005 رئيساً لمجلس مدينة فينيتسا ورئيساً للبلدية بالوكالة. وخلال الانتخابات المحلية في مارس 2006، انتخب رئيساً لبلدية المدينة، ليصبح أصغر شخص يتولى هذا المنصب في تاريخ فينيتسا. ثم تم التجديد له في الانتخابات المحلية في أكتوبر 2010، وكان مرشحاً عن حزب «ضمير أوكرانيا» بقيادة رجل الأعمال الثري («ملك الشيكولاته») بيترو بوروشينكو، حيث حصل على نسبة 77.81٪ من الأصوات. وحين كان عمدة، كان نائباً لرئيس رابطة المدن الأوكرانية، ونائباً لرئيس هيئة «القضايا الحقوقية».

وخلال الاحتجاجات التي شهدتها أوكرانيا في فبراير 2014 وعرفت بثورة «أوروميدان»، والتي أفضت في النهاية إلى إسقاط الرئيس يونوكوفيتش وإقامة حكومة جديدة، كان لحزب «ضمير أوكرانيا» الذي ينتمي إليه غرويسمان، دور مهم في الحشد والتعبئة ضد يانوكوفيتش الذي عارض بلا هوادة خيار توجه أوكرانيا غرباً نحو عضوية الاتحاد الأوروبي، مفضلا خيار التحالف مع روسيا فحسب. وفي أول حكومة بعد الثورة (وقد ترأسها ياتسينيوك) تم تعيين غرويسمان نائباً لرئيس الوزراء ووزيراً لشؤون التنمية الإقليمية والبناء والإسكان والخدمات البلدية. لكن الائتلاف البرلماني الداعم لهذه الحكومة انهار في يوليو 2014، وأعلن ياتسينيوك استقالته من منصبه، إلا أن البرلمان رفض استقالته، فاستمرت الحكومة وبقي غرويسمان في منصبه.

وفي الانتخابات التشريعية المبكرة، في سبتمبر 2014، انتخب غرويسمان نائباً في البرلمان ضمن العشرة الأوائل على القائمة الانتخابية لـ«حزب التضامن»، التنظيم السياسي الجديد الذي أسسه بوروشينكو. وفي دور الانعقاد الأول للبرلمان المنتخب حديثاً، والملتئم يوم 27 أكتوبر 2014، انتُخب غرويسمان رئيساً للبرلمان بأصوات 359 نائباً من أصل 423، وكان المرشح الوحيد لهذا المنصب، فبات أول يهودي يترأس «الرادا» (البرلمان الأوكراني). لذلك فقد طلب من أعضاء البرلمان يوم 27 يناير 2015 الوقوف دقيقة صمت على أرواح ضحايا «الهولوكست»، والذين كان والده سيصبح أحدهم لولا تظاهره بالموت حين ألقاه جنود هتلر في قبر جماعي مع آخرين.

ومع أن رئيس البرلمان لا يملك صلاحيات كبيرة تتجاوز جدولة اجتماعات السلطة التشريعية وتنظيمها وتسجيل مشاريع القوانين، فقد لعب غرويسمان من ذلك الموقع دور الحليف المؤيد للرئيس بوروشينكو، لاسيما خلال المراحل المتأزمة من الخلاف بينه وبين رئيس حكومته المستقيل ياتسينيوك. وقد سبق لبوروشينكو أن حاول في مطلع العام الماضي ترشيح حليفه غرويسمان لرئاسة الحكومة، لكن حلفاءه الآخرين في البرلمان تمسكوا ببقاء ياتسينيوك على رأس الوزارة.

بيد أنه مع تصاعد مشاعر الاستياء العام ومزاعم الفساد المحيطة بحكومته، أعلن ياتسينيوك، في العاشر من أبريل الجاري، أنه قرر الاستقالة نهائياً. وبعد عدة أيام من المناقشات تحت قبة البرلمان، تم التصويت يوم الخميس الماضي لمصلحة غرويسمان كمرشح لرئاسة الحكومة (257 مقابل 50). وبذلك أصبح رئيس الوزراء السادس عشر لأوكرانيا منذ حصولها على الاستقلال مجدداً عقب تفكك الاتحاد السوفييتي عام 1991

وبعد إقرار تعيينه ومنح الثقة لتشكيلته الحكومية التي احتفظ فيها كل من وزراء الخارجية (بافلو كليمكين) والداخلية (أرسين أفاكوف) والدفاع (ستيبان بولتوراك) بمناصبهم، قال غرويسمان إن أوكرانيا لن تخجل من عمله كرئيس للحكومة، وأكد أنه لن يتسامح مع الفساد، ثم أضاف: «أفهم الأخطار التي نواجهها، إنها تتمثل في الفساد وعدم فاعلية الإدارة العامة، وكذلك الشعبوية السياسية التي تمثل تهديداً لا يقل خطورة عن العدو في شرق البلاد»، في إشارة إلى القوى الانفصالية الموالية لروسيا في شرق أوكرانيا، والتي نظمت العام الماضي «استفتاءً» لانفصال منطقتي دونيتسك ولوهانسك، وتأسيس جمهوريتين شعبيتين فيهما. ورغم أن الحراك الانفصالي خمد في عدة مناطق بشرق وجنوب شرق البلاد، مثل كخاركيف الشرقية وأوديسا الجنوبية، فإن العمليات العسكرية للجيش الأوكراني لم تستطع دحر الانفصال في منطقتي دونيتسك ولوهانسك اللتين تشكلان معاً إقليم الدونباس. وهو ما يمثل تحدياً كبيراً لحكومة غرويسمان، تحدياً سبق أن أخفقت في مواجهته حكومة ياتسينيوك رغم «اتفاق مينسك» القاضي بوقف إطلاق النار وإقامة منطقة عازلة، وسحب الأسلحة الثقيلة من جانب الطرفين

وفيما يخص الفساد، فإن عواصم غربية رئيسية تعول على نجاح غرويسمان في مواجهة الفساد الذي تسبب في فقدان ثقة الدول والمؤسسات المالية الغربية في الاقتصاد الأوكراني. خاصة أن تلك العواصم أظهرت انزعاجها في الأشهر الأخيرة من سياسات ياتسينيوك وخلافاته الدائمة مع الرئيس بوروشينكو. كما تعول أوكرانيا ذاتها على أن يفتح مجيء غرويسمان الباب أمامها للحصول على قروض من صندوق النقد الدولي، وعلى مساعدات مالية من الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة، للتغلب على مشاكلها الاقتصادية العويصة والمتفاقمة

المصدر: الاتحاد

Поділитися публікацією:
Головні новини
Близький Схід
Число жертв геноциду Ізраїлю в секторі Газа досягло 44 056
Політика
МКС видав ордер на арешт Нетаньяху
Політика
Хезболла та Ліван схвалили проєкт угоди про припинення вогню з Ізраїлем
Шукайте нас на Twitter

© Ukraine in Arabic, 2018. All Rights Reserved.