أوكرانيا بالعربية | معركة التمثيل الفلسطيني... بقلم وليد ظاهر

02.04.2013 - 20:00 #وليد ظاهر
تابعنا قبل ايام قمة الدوحة، والتي جاءت في ظل ظروف معقدة وشديدة الحساسية، فالتهويد والاستيطان على اشده في الاراضي الفلسطينية المحتلة وبشكل خاص القدس، والجرائم بحق اسرانا البواسل واعتداءات قطعان المستوطنين في تصاعد. وترقبنا كغيرنا الذي ستسفر عنه قمة الجامعة العربية، وحيث اننا اشبعنا بالكلام عن ان القضية الفلسطينية هي القضية المركزية، ووضعنا الامال على ان هذه القمة سوف تكون قمة افعال لا اقوال.

كييف/أوكرانيا بالعربية/تابعنا قبل ايام قمة الدوحة، والتي جاءت في ظل ظروف معقدة وشديدة الحساسية، فالتهويد والاستيطان على اشده في الاراضي الفلسطينية المحتلة وبشكل خاص القدس، والجرائم بحق اسرانا البواسل واعتداءات قطعان المستوطنين في تصاعد.

وترقبنا كغيرنا الذي ستسفر عنه قمة الجامعة العربية، وحيث اننا اشبعنا بالكلام عن ان القضية الفلسطينية هي القضية المركزية، ووضعنا الامال على ان هذه القمة سوف تكون قمة افعال لا اقوال.

فاذا بنا نفاجأ بان هذه القمة، تعيد ذاكرتنا الى قمة شبيهة عقدت بالقاهرة ابان الغزو العراقي للكويت، وانتشار القوات الامريكية والاجنبية في الخليج، فكانت قمة امريكية بامتياز، وقمتنا اليوم عقدت فقط لمنح المعارضة السورية مقعدا في الجامعة العربية.

فاليوم يعود المشهد ذاته، فمشيخة قطر تقدم الخدمات المجانية، لنشر الفوضى الخلاقة في المنطقة العربية، من اجل انجاح مشروع الشرق الاوسط الكبير، لخدمة المشروع الامريكي-الصهيوني في المنطقة.

فلقد طل علينا امير قطر بدعوته الى قمة مصغرة بين حركة "فتح" و "حماس" في القاهرة، لتحقيق المصالحة، ولا ادري ما هو السر في هذه الدعوة، حيث ان القاصي والداني يعلم ان هذا الملف قد اشبع نقاشا وتم الوصول الى تفاهمات، ولم يبقى الى التنفيذ، الم يكن حريا بامير قطر الذي يظهر حرصه على الشعب والقضية الفلسطينية، ان يقوم بتعرية الطرف المعطل، والذي بدون ادنى شك تعلمه مشيخة قطر، لكن قد علمتنا التجارب السابقة بان قطر قد لعبت دروا محوريا، في محاولة ضرب الشرعية والتمثيل الفلسطيني، ولن نغفل دور بوقها الاعلامي فضائية "الجزيرة"، وقد تحدث القائد السابق لجهاز الموساد، بان قطر قدمت خدمات جليلة للكيان الصهيوني، واليوم تحاول الظهور بالحريص على القضية الفلسطينية، وفي اي سياق اذن اتت زيارة مشيخة قطر الى غزة دون التنسيق مع الشرعية الفلسطينية، وحيث ان قطر وغيرها يعلم علم اليقين بأن "حماس" هي الطرف المعطل، والتي لا تريد المصالحة وانما دولة بحدود مؤقتة وامارة في غزة، الم ترفض حماس "غزة" قمة الدوحة وما تم الاتفاق عليه.

لكن يبدو ان قطر مصرة على الاستمرار في نهجها واللعب على وتر الشرعية ومحاولة ضرب المشروع الوطني، ومن ثم تصفية القضية الفلسطينية، في سبيل استرضاء البيت الابيض والكنيست.

فقطر وعدت "حماس" بانها ستنال نصيبها من الكعكة الامريكية-الصهيونية، والتي بموجبها تم منح الاخوان المسلمين للسلطة ودعمهم، في مقابل المحافظة على المصالح الامريكية والامن لاسرائيل، فكيف يمكن تفسير اعادة انتخاب السيد خالد مشعل للمرة الرابعة بالرغم من مخالفته لميثاق حماس، وكذلك معارضة قيادات حمساوية صاحبة نفوذ له.

وتحت اي بند يمكن ان نضع دعوة ابو زهري الناطق باسم "حماس" الى الجامعة العربية، لاعادة النظر في التمثيل الفلسطيني.

لكن اللوم لا يقع على "حماس" لوحدها، فعندما تجد حماس في الداخل الفلسطيني والمحيط الاقليمي، من يدفعها ويشجعها ويكافأها على التمرد والتمادي في سلوكها، بعدم الاستجابة لصوت الوحدة الوطنية وصوت المصلحة الوطنية العليا للشعب الفلسطيني، يصبح مبررا.

فالوحدة لن تتحقق الا عندما تمتلك التنظيمات والفصائل الفلسطينية، وكذلك قوى المجتمع المدني الجرأة لقول كلمة الحق، والوقوف بوجه الطرف المعطل للوحدة، قائلة له " كفى كفى" وتثور عليه من اجل فلسطين، فالوحدة لن تتحقق ولن تكون بيوم من الايام من الخارج، بل من الداخل الفلسطيني وهو الكفيل بتحقيقها، اذا توفرت الارادة لذلك.

والقضية ليست خلاف بين فتح وحماس، كما يحاول البعض تقزيم القضية، فجوهر الخلاف يكمن بين مشروعين، مشروع وطني فلسطيني، يرغب في اقامة دولة فلسطينية وعاصمتها القدس، ومشروع شمولي اخواني يتخذ من الدين ستار، وليس لديه اي مانع او حرج من التحالف مع الشيطان من اجل الوصول الى دفة الحكم، وشواهدنا على ذلك كثيرة مما يحدث في المنطقة العربية، من ليبيا مرورا بتونس ومصر وسوريا والحبل على الجرار، والتي تعتمد في تحقيق غايتها على "التقية" وهي اظهار عكس ما تبطن، وكذلك الغاية تبرر الوسيلة، ولذلك نرى قتل النفس التي حرمها الله الا بالحق والتمثيل بالجثث، واشاعة الفوضى والفساد وهدم البيوت على اصحابها وحرق الحجر والشجر باسم الدين، فبعد ان كانت مقولتهم "الاسلام هو الحل"، اصبحت بين ليلة وضحاها في طي النسيان.

واي عقلية وجهالة هذه التي اقامت الدنيا ولم تقعدها، ونعتت اتقاقية اوسلو بابشع الصفات، مع العلم بان هذه الاتفاقية سمحت بعودة عدد كبير من ابناء شعبنا الى وطنه، وكذلك اطلقت سراح الكثيرين من السجون الاسرائيلية، واعادت فلسطين الى الجغرافيا، بينما تصف عودة السيد خالد مشعل باتفاقية ولمدة ثلاث ايام فقط ومنع شلح بالانتصار!!!!.

واخيرا ادعوا الى الحذر ثم الحذر، فالهدف هو المشروع الوطني الفلسطيني، وتقديمه قربانا لاسترضاء امريكا واسرائيل.


وليد ظاهر

مدير المكتب الصحفي الفلسطيني 

 الدنمارك (فلسطيننا)


المصدر: أوكرانيا بالعربية


Поділитися публікацією:
Головні новини
Близький Схід
Число жертв геноциду Ізраїлю в секторі Газа досягло 44 056
Політика
МКС видав ордер на арешт Нетаньяху
Політика
Хезболла та Ліван схвалили проєкт угоди про припинення вогню з Ізраїлем
Шукайте нас на Twitter

© Ukraine in Arabic, 2018. All Rights Reserved.