أوكرانيا بالعربية | جوفكفا: لقد مر عام شاق على أوكرانيا ورئيسها.. والفكاهة هي السلاح الذي يمتلكه رئيسنا

أجرت الصحفية الأوكرانية ايننا بيتيوك حوارا صحافيا مع السيد ايهور جوفكفا نائب مدير مكتب الرئاسة الاوكرانية، حول العديد من القضايا العصرية للبلاد، حيث تنشر أوكرانيا بالعربية لقراءها الكرام هذا اللقاء بناء على تعاون بين أوكرانيا بالعربية وبيتيوك ميديا، واليكم اللقاء

كييف/ أوكرانيا بالعربية/ أجرت الصحفية الأوكرانية ايننا بيتيوك حوارا صحافيا مع السيد ايهور جوفكفا نائب مدير مكتب الرئاسة الاوكرانية، حول العديد من القضايا العصرية للبلاد، حيث تنشر أوكرانيا بالعربية لقراءها الكرام هذا اللقاء بناء على تعاون بين أوكرانيا بالعربية وبيتيوك ميديا، واليكم اللقاء:

هل أصبحت السياسة الخارجية نقطة القوة بالنسبة للرئيس فلاديمير زيلينسكي؟

أولاً، لا يمكن إلا أن تكون نقطة القوة، لأنه وفقًا لدستور أوكرانيا، يعمل رئيس الدولة على تشكيل السياسة الخارجية، فهو قائم بأعمال المهندس الرئيسي والمخطط للسياسة الخارجية بالعمل على تطويرها وتنفيذها.

كانت هذه السنة شاقة عمومًا بالنسبة للبلاد والرئيس بحد ذاته، وعلى وجه الخصوص، للسياسة الخارجية. لقد أظهر رئيس أوكرانيا، وسيظل، وسيستمر، الصفات القيادية اللازمة وقت الأزمة.

والآن لا يقتصر الحديث فقط على الفيروس التاجي الذي أثر سلبًا على العالم بأكمله – وهذه حقيقة لا تقابل النقاش، حيث نخن لا يزال يتعين علينا التأقلم معها. وكذلك السياسة الخارجية للدول، وفي العلاقات الدولية ككل.

خلال هذا العام، تطرقت أزمات أخرى أبوابنا باستمرار. ولقد تعامل الرئيس زيلينسكي بشكل ممتاز مع مهمة تطوير سياسة خارجية مناسبة في هذه الفترة الصعبة على البلاد.

ما هي ميزة هذا السلك للسياسة الخارجية التي عمل عليها زيلينسكي؟

لنتذكر الأحداث التب وقعت قبل عام وما صرح به المعارضون خلال الحملة الانتخابية، أن زيلينسكي “لن يستطيع”، “لن يكون قادرًا على مشاركة الخشبة مع القادة الآخرين”، ” لن يستطيع إدارة السياسة الخارجية”، “سيُدهور الإنجازات السابقة”، “سيفقد جميع الشركاء”. أي، كان هناك الكثير من الشكوك.

والآن ليست هناك صرورة للرد على تلك الشكوك، لأنها تبدو عديمة الجدوى تمامًا.

كما يمكن للمرء أن يتذكر المخاوف التي عبر عنها البعض قبل انعقاد قمة نورمان في باريس في ديسمبر 2019. “لن يكون قادرًا على مسك زمام الأمور”، “سيكون عاجزًا عن الكلام”، “أن بوتين سيتمكن من الضغط وريم خطوطه كما يشاء”… إلخ.

بصفتي شاركت مباشرةً في هذه القمة، فقد شهدت أن كل الأحداث سارت عكس ذلك تمامًا: غالبًا ما كان يفقد بوتين سلسلة الأحداث عندما أصر فلاديمير زيلينسكي على وجهة معينة… وحتى النقاد والمعارضين الخبيرين اعترفوا رغم إرادتهم بأن القمة بالنسبة لأوكرانيا كانت ناجحة جدًا وبالطريقة التي سارت عليها.

وهذا جانب واحد فقط.

وينطبق الشيء نفسه على العلاقات مع الاتحاد الأوروبي. فإننا لم نفرض العقوبات ضد روسيا فحسب. تذكروا القيل والقال بأنَّ “أوكرانيا لم تكن قادرة بعد الآن على الاحتفاظ بدائرة الشركاء ممن سيدعم تمديد فترة العقوبات المفروضة”. لكننا نشهد على التوالي تمديد فترة العقوبات المفروضة من الاتحاد الأوروبي ضد روسيا. ناهيك عن شركائنا مثل الولايات المتحدة وكندا واليابان، التي تتمسك دومًا بنظام العقوبات. لكل هذا غرض منشود: إنه عبارة نتيجة للمفاوضات وللاجتماعات وللمناقشات وللزيارات التي قام بها رئيس أوكرانيا.

 

لدى الرئيس معاون خاص بالشؤون الدولية. هل أنت تشارك في تحضيرات الرئيس للاجتماعات الدولية؟

في أوكرانيا هذه الممارسة روتينية، فهي شائعة إلى حد ما في جميع أنحاء العالم.

بالطبع، هناك أمثلة عندما يترأس الدبلوماسيون المحترفون إدارة شؤون الدول. لكن، كقاعدة عامة، الرؤساء ليسوا دبلوماسيين محترفين، وبالتالي فهم يحتاجون إلى مستشار في قضايا السياسة الخارجية.

مسؤوليتي تكمن في إعداد الرئيس لكل اجتماع على حده. وهذا لا يقتصر على مواد فحسب (ما يسمى بملخصات أو موجز الخطاب، إذا كنا نتحدث عن المشاركة في حدث دولي). وكذلك العمل على السياق. قبل كل اجتماع أو مكالمة هاتفية أو محادثة نخصص وقت لتجهيز الرئيس. أشارك في مثل هذه الفعاليات، وفي أغلب الأحيان، وزير الخارجية أيضًا يؤدي دوره فيها. عند دراسة المواد المعدة من قبل مكتب الرئاسة، غالبًا ما يطرح المكتب أسئلة عليَّ، يوضح أو يفسر بعض التفاصيل.

ما مدى سرعة استحواذ فلاديمير زيلينسكي على المجال الدبلوماسي؟

سريع جدًا. كثيرًا ما يطرح أسئلة مدهشة. وبعدها نتعمق في التفكير: وفي الواقع، تكون منطقية وفي محلها المناسب. فلا يمكننا المناقشة طرف واحد من القرش، دون اعتبار الآخر، أليس كذلك؟

أي إنه في الواقع منظور جديد في نهج السياسة الخارجية؟

بالتأكيد، جديد كليًا.

يستعد أي رئيس دولة قبل إجراء اجتماعات. ويستعد كل من الرئيس ماكرون والمستشارة ميركل ورئيس ليتوانيا أو بولندا على أكمل الوجه قبل إجراء محادثات مع رئيس أوكرانيا، وكذلك يستعد رئيس أوكرانيا بدوره للأمر نفسه.

وبعد الانتهاء من المحادثات، تكمن مهمتي الأساسية كمستشار دبلوماسي هي مرافقة تنفيذ بنود الاتفاقيات التي اتفق عليها القادة. على سبيل المثال، التواصل مع الوزراء والإبلاغ أن “الرئيس يأمر بالتفاوض مع زميلك الوزير من أجل تطوير بنود الاتفاقيات التي تم التوصل إليها في إطار المحادثات”.

أتواصل أيضًا بمستشار السياسة الخارجية ذي الصلة لمحاور رئيسنا و “نتحقق من وقت تنفيذ” بنود الاتفاقيات التي توصل إليها الرؤساء، ونحدد وسائل تنفيذها. لذلك هذا روتين يومي لا بد أن يأتي بنتائج مقررة.

لقد قلت إنك تعمل جنبًا إلى جنب مع وزير الخارجية على تحضير الرئيس قبل المناقشات الدولية. كيف تتوزع المسؤولية بين وزارة الخارجية ومكتب الرئاسة؛ هل هناك أي منافسة بين هاتين الهيئتين؟

الأمر في غاية البساطة، حقًا. تضمن وزارة الشؤون الخارجية، كما هو منصوص في اللوائح والقوانين ذات الصلة، تنفيذ السياسة الخارجية للدولة. أي أن هذا عمل يومي يتضمن العديد من التوجيهات التشغيلية والاستراتيجية بما يخدم المصلحة الوطنية، وكذلك حماية مواطنينا الموجودين في الخارج. يشمل هيكل وزارة الخارجية كلا من المكتب المركزي في كييف ومؤسساتها الخارجية. أي إنه هيكل دبلوماسي متكامل.

يوفر مكتب الرئاسة الأنشطة السياسية للرئيس. إن مديرية السياسة الخارجية بعينها، هي وحدة السياسة الخارجية الرئيسية لدى مكتب الرئاسة، عدد الملاك فيها قليل يصل حوالي 20 شخصًا.

لذلك، فإن مهمتي، بصفتي معاون رئيس مكتب الرئاسة فيما يخص قضايا السياسة الخارجية، والأشخاص تحت إشرافي، هو ضمان الأنشطة اليومية للسياسة الخارجية للرئيس بصفته رئيس للدولة وقائد السياسة الخارجية لأوكرانيا.

نسبيًا، إذا كان بإمكان شخص واحد في وزارة الخارجية أن يقود شؤون دولة واحدة أو عدة دول، فإن الأمور لدى مكتب الرئاسة تتوقف على أن شخص واحد قد يتولى شؤون نصف الكرة الأرضية. لذلك، يمكنكم أن تتخيلوا كثرة الضغوطات والمسؤولية الباهظة. لطالما عمل لدى مكتب الرئاسة أفضل الدبلوماسيين ذوي الخلفية المؤسسية والخبرة العملية ذات الصلة في دول الخارج. إذاً، يمكننا اعتبارهم صفوة السلك الدبلوماسي الأوكرانية.

هل هناك خلافات بين وزارة الخارجية ومكتب الرئاسة؟

عندما يكون أمامنا هدف واضح، فلا خلاف قد ينشأ بيننا. ولكن، بطبيعة الحال، فإن صاحب القرار النهائي هو رئيس الدولة.

في الآونة الأخيرة، شهدنا تناوب السفراء أو تعيين جدد. من، بصراحة القول، قدم ترشيحهم؟

هناك إجراء واضح، فلنفترض، لا تستند على الشخصيات. يتم تعيين السفراء بمرسوم رئاسي. ولكن قبل وجود مرسوم هناك عدد من المراحل.

يتم تقديم ترشيحات تعيين سفير معين من قبل وزير خارجية أوكرانيا. بعدها تتم معالجة الوثائق في مكتب الرئاسة، ويتم دراسة السيرة الذاتية للمرشح، النظر في خلفيته من ناحية التجربة، ويتم تقديم الترشيح على رئيس أوكرانيا للاعتماد.

يدرس فلاديمير زيلينسكي سيرة كل سفير على حده بكل التفاصيل. في كثير من الأحيان، يتواصل معهم شخصيًا. وإننا نرغب في توسيع هذه الممارسة. والسفير، بعد مقابلة رئيس أوكرانيا، يعمل بمسؤولية أكبر في البلد المضيف.

بعد تنسيق الأمور مع الرئيس، ترسل وزارة الخارجية طلب اعتماد إلى البلد المضيف. لأنه لا يزال يتعين على البلد منح الإذن (لحسن الحظ، لم تكن هناك أي رفض حتى الآن).

أحيانًا أسمع من أفواه الصحفيين سؤالًا: “لماذا الأمر يأخذ وقتًا طويلًا؟!”. وجوابي هو لأن هذه العملية أحيانًا تستغرق أكثر من شهرًا. قطعًا لا يمكننا التأثير على الطرف الثاني لتسريع عملية الموافقة. عادة ما تستغرق هذه العملية حوالي شهر واحد. ولكن الآن، على سبيل المثال، في ظروف الفيروس التاجي، أبطئ النظر في هذه القضايا. في بعض الأحيان، لا توافق الدولة على السفير خلال الأطر الزمنية المحددة، مع مراعاة قضاياها السياسية المحلية. لذلك، لا يمكن إلقاء اللوم على مكتب الرئاسة أو وزارة الخارجية لتأخير في هذه الإجراءات.

وعندما تكون وثائق الاعتماد جاهزة، فإن وزارة الخارجية تجهز مسودة المرسوم الرئاسي، يستلمه مكتب الرئاسة، ومن ثم نعده ليوقع الرئيس عليه.

خلال رئاسة الرئيس زيلينسكي، تم تغيير معظم عناصر السلك الدبلوماسي بالفعل. فخلال فترة الحجر الصحي وحدها، تم إصدار ستة مراسيم جديدة بالنسبة للسفراء في أنحاء مختلفة من العالم، من آسيا إلى إفريقيا. وهذه العملية قيد التنفيذ. نحن الآن في انتظار لاستلام مقترحات جديدة من وزارة الخارجية بخصوص مناصب السفراء، وليس فقط للوظائف الشاغرة، وإنما لتلك الوظائف في بعض البلدان التي يكون فيها السفراء معينين لمدة محددة. مطلبنا الوحيد هو أنه لا يجوز على أي سفير أوكرانيا أن يتغيب عن مقره لفترة طويلة. خاصةً إذا كانت هذه الدولة مهمة بالنسبة لنا، وهي شريكنا الاستراتيجي وما إلى ذلك.

ما هي الدول التي نتحدث عنها؟

الأمر يتمحور عن شركائنا الاستراتيجيين. على سبيل المثال، لا يمكننا تحمل غياب سفير لدى الولايات المتحدة. لذلك، تكون الإجراءات مسرعة جداً: فخلال مدة وجيزة بعد تنازل السفير السابق، يتم استلام أوراق الاعتماد من الجانب الأمريكي، ونقوم بتعيين سفير جديد.

والأمر عينه مع الممثل الدائم لدى الأمم المتحدة. لا يمكننا إبقاء هذا المنصب شاغرا لفترة طويلة، وفور انتقال الممثل الدائم السابق إلى واشنطن، تم تعيين ممثل دائم جديد.

والأمر سيان بالنسبة لدول أخرى. يجب أن بدرك الجميع أن هذه العملية لا تعتمد دائمًا على الجانب الأوكراني فحسب، بل وعلى المسؤولين عن التعيين من الطرف المستقبل.

“حس الفكاهة هي السلاح الذي يمتلكه رئيسنا، وهو يتقن استخدامه ببراعة”

كيف تغير تصور الرئيس زيلينسكي في الساحة الدولية خلال هذا العام؟

قبل عام تسأل الجميع بانتصاره الواثق في الانتخابات. تحدث العديد بصراحة: “نحن نحسد قوتكم وثقتكم البرلمانية، كيف تمكنتم من ذلك؟ هل يمكنكم إرشادنا؟”.

وكان هناك الكثير ممن طلبوا أن يلتقوا به شخصيًا، على سبيل المثال، أثناء القمم. عمومًا، نعقد ما يصل إلى 15-20 جلسة خلال القمة يشارك فيها الرئيس (سواء كانت الجمعية العامة للأمم المتحدة أو تنصيب إمبراطور اليابان). في بعض الأحيان، للأسف، ينبغي الرفض بسبب جدول مزدحم. يتفهم القادة هذا الأمر. لم تختف هذه الرغبة في لقاء الرئيس زيلينسكي الآن. بل على العكس، فقد ازدادت، لأن خطوات معينة قد اتخذت بالفعل خلال هذا العام، وهي تثير اهتمام الآخرين كونها موضوع للنقاش.

هل يمزح الرؤساء أثناء المكالمات الهاتفية أو أثناء الاجتماعات الشخصية؟

في كثير من الأحيان. خاصةً رئيسنا.

هل تسمح الدبلوماسية بذلك؟

بالطبع. وهذا هو سبب إعجاب زملائه الآخرين به. إنهم يقدرون حس الدعابة وردود فعله. ردوده حادة وسريعة. هذا أمر مقدر في السياق الدبلوماسي، حيث إنَّ الأمر لا يناسب جميع الدبلوماسيين المحترفين أو حتى رؤساء دول أخرى، فالأمر يبدو غريبًا من أفواههم. النكات هي سلاح يمتلكه رئيسنا، ويستخدمه في كثير من الأحيان بمهارة. هناك العديد من هذه الأمثلة، في يوم من الأيام، قد تدون مواقفه الكوميديا لتصبح مذكرات.

“من المفترض أن يكون هناك خوارزمية تعاون جديدة في ظروف التحديات العالمية”

الآن العالم بأسره منغلق بسبب جائحة كورونا. كيف يؤثر هذا الوضع على السياسة الدولية؟

لقد تغير الوضع الدولي، والآن تغير عمل الدول قليلاً. لكن لا تصدق من يقول بأن الدول تغلق أبوابها. إنما العكس، الدول تكون منفتحة وتساعد بعضها البعض خلال هذه الأوقات العصيبة. نأمل أن يغير الفيروس العالم نحو الأفضل، وليس الأسوأ.

تدرك الدول والسياسيون أن العالم هو مكان صغير جدًا في الواقع. لم يكن أحد يتصور قبل شهرين أو ثلاثة أشهر أن الأمور ستتوقف تمامًا. وليس مناطق أو دول معينة، بل العالم كله! حرفيًا في غضون أسابيع قليلة.

لكيلا يتكرر مثل هذا الانغلاق لمرة أخرى (العلماء والخبراء يتوقعون تكرار موجات جديدة من الأوبئة). ينبغي تغيير نظام العلاقات. لنأخذ على سبيل المثال منطقتنا الأوروبية، العلاقات بين أوكرانيا والاتحاد الأوروبي، أو في إطار الشراكة الشرقية. يجب علينا اليوم أن نضع خوارزمية جديدة للتعاون في مواجهة هذه التحديات العالمية.

بالمناسبة، لقد اقترحنا مبادرة لإقامة تعاون في البلدان الوبائية في التغلب على الفيروس التاجي. نوقش هذا الأمر مع رؤساء الدول المجاورة، بما في ذلك رئيس بولندا. ودُعِم الأمر، صراحةً.

أي أنه يجب القيام بشيء ما. عدا ذلك سنقع في قبضة الأوبئة مرارًا وتكراراً.

 

هل يمكن أن يؤثر الوباء على إلغاء نظام التأشيرات بالنسبة لأوكرانيا؟ وبشكل عام، بالنسبة لحرية التنقل داخل الاتحاد الأوروبي؟

لا، لا أعتقد أنه سيؤثر. نحن نتناقش مع شركائنا، ولا أحد يجلب موضوع إلغاء نظام التأشيرات للنقاش، حيث حفلنا بشدة لتنفيذه. لم أسمع من أي من محاورينا أن الوباء سيكون سببًا لإغلاق الحدود للأوكرانيين أو، علاوة على ذلك، لإلغاء إمكانيات السفر بدون التأشيرات بالنسبة للأوكرانيين. والأمر منطبق بالنسبة للبلدان الأخرى، لأننا لسنا الوحيدين المتمتعين بهذا النظام في إطار السفر إلى بلدان الاتحاد الأوروبي.

أي أن الحدود بعد الوباء ستكون مفتوحة؟

أجل، ربما ليس على الفور، ولكن ستفتح تدريجية. وهذه حقيقة موضوعية.

حتى حدود أوكرانيا لن تفتح فورًا، إنما بشكل تدريجي. ومع ذلك، تأخر الوباء في بلادنا مقارنة بمعظم الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي. نحن متأخرون قليلاً عن الجدول الزمني. والحمد لله، إحصاءاتنا متفائلة إلى حد ما: هناك عدد أقل من حالات الإصابة والموت. أي أن الرئيس اتخذ قرارا بشأن التدابير التقييدية في أوكرانيا في الوقت المناسب.

“الصيف سيكون ساخناً من وجهة نظر نشاط السياسة الخارجية”

ومتى قد تستأنف الاجتماعات الدولية لرؤساء الدول؟

بادئ ذي بدء، على سبيل المثال، على مارس/أبريل قد جدولنا ست زيارات لرؤساء دول أجنبية لأوكرانيا. لم يصرح أي من الرؤساء المعنيين بإلغاء زيارتهم – إنما أجلوها. وقد بدأنا بالفعل في مناقشة تواريخ جديدة لزيارات هؤلاء الرؤساء.

يصعب القول بشكل أدق. لكن يمكنني القول، أننا نخطط لزيارات معينة خلال فترة الصيف. ويؤكد شركاؤنا أيضًا جدوى هذه الخطط. لذلك، نأمل أن يكون صيفنا حارًا ليس فقط من ناحية القضاء على الفيروس التاجي، ولكن أيضًا من حيث نشاطات السياسة الخارجية. قد نضطر حتى للتخلي عن الإجازات. لكن على الأنشطة الدولية أن تستمر.

بالمناسبة، راودتنا فكرة (وأعتقد أنها ستنفذ) حتى يزور رؤساء الدول الأجنبية في إطار زيارتهم لأوكرانيا إلى العاصمة كييف إحدى مناطق أوكرانيا أيضًا. وهكذا، في إطار تلك الزيارات الست، التي ذكرناها سابقًا، من المقرر، بالإضافة إلى زيارتهم للعاصمة، أن يزوروا مناطق أخرى من أوكرانيا.

كلفني الرئيس بمهمة استعادة برنامج الزيارات هذا، حيث تمت إعادة جدولته الآن. لذلك، أنا متأكد من أننا سنتمكن من هذا أيضًا. وستكون هذه تجربة جديدة للدبلوماسية الأوكرانية.

“يمكن إقامة “اللقاء النورماندي” عبر مؤتمر أون لاين”

ماذا عن الاجتماعات في “الهيئة النورماندية” (الاجتماع المقرر في أبريل 2020 في ديسمبر 2019 لن يقام)؟

يصعب القول.

لكن التنسيقات تعمل بانتظام على مستوى مستشارين، وتعمل مجموعة الاتصال الثلاثية بشكل منتظم، واجتمع وزراء خارجية الأربعة عبر الإنترنت مؤخرًا. على الرغم، بالطبع، اجتماع القادة هو اجتماع القادة. وفي باريس، شهدنا مدى أهمية اجتماعهم معًا، بعد فاصل دام ثلاث سنوات، وإلقاء نظرة شخصية في أعين بعضهم البعض، وإعلان عن مواقفنا والإصرار عليها (هذا ما عمله رئيسنا). وتحديد النتائج المقرر تحقيقها.

لسوء الحظ، لم تتحقق كلها. وحتى أن معظم النتائج لم تتحقق.

وتحديدًا؟

لم يكن من الممكن، على سبيل المثال، وقف إطلاق النار. نحن نناشد باستمرار بهذه المبادرة، ويدعمنا اثنان من شركائنا في “الهيئة النورماندية”.

يقترح الأمين العام للأمم المتحدة وقف النار عمومًا في العالم بأسره بسبب الجائحة. نحن بالتأكيد ندعم هذه المبادرة، وناقشناها خلال محادثة هاتفية مع الأمين العام للأمم المتحدة أنتوني غوتيريس. يدعمها الرئيس ماكرون (تحدثنا معه حول هذا خلال المكالمة الهاتفية الأخيرة). لكن هذا لم يتحقق لا في العالم، ولا للأسف في دونباس: يستمر القصف، وحمام الدم لم يتوقف. ولم يتغير شيء. على الرغم من أن هذا كان أحد ترتيبات قمة باريس.

أيضًا، لم تتمكن المنظمات الإنسانية من الوصول إلى الأراضي التي لا تسيطر عليها أوكرانيا. على وجه الخصوص، للسجناء. نحن لا نعرف ماذا يجري هناك. تلك القوات التي تتحكم في الوصول إلى الأراضي المحتلة من دونباس وشبه جزيرة القرم لا تسمح لنا بذلك.

هل يمكن إنعاش هذا السؤال بطريقة ما؟

نحن نتحدث باستمرار عن هذا الأمر مع إدارة الصليب الأحمر، ومع شركائنا. من جانبنا، نحن نقدم الولوج الكامل لجميع المنظمات الإنسانية بالنسبة للسجناء في أوكرانيا.

لذا، هل هناك أي تواريخ إرشادية لعقد اجتماع وجهًا لوجه للقادة في صيغة نورماندية؟

لم نعتمد على موعد. في حال كانت هناك بعض التعديلات في الوصول إلى اتفاقيات باريس، فيمكن عقد الاجتماع في مايو ويونيو.

ولمرة أخرى، الصيغة لا تلعب دورًا هنا. إذا لم نتمكن حينها من عقد اجتماع حقيقي في برلين، كما هو مخطط الآن، فيمكن، أن نستعين بأجهزة فيديو للاجتماعات. لكن كل شيء سوف يعتمد على تنفيذ أحكام الاتفاقيات.

“الآن ليس هناك حجج لعودة سفير أوكرانيا إلى روسيا”

بحلول مرور عام على الرئاسة أعلن فلاديمير زيلينسكي أن هدفه الأساسي بصفته رئيس أوكرانيا هو إنهاء الحرب. هل هناك خطة لإنهاء الحرب؟

الأمر بأكمله بسيط للغاية، وهو تماشي مع أحكام اتفاقيات مينسك. أجل، أحكامها ليست مثالية، وورثها الرئيس زيلينسكي بحق “الخلافة”.

موقفنا هو أننا مستعدون للوفاء بالجزء المتعلق بأوكرانيا. وقد تحدثنا مرارًا وتكرارًا حول هذا الأمر.

ولكن، بالطبع، يحب أن تكون البداية متعلقة بمسائل الأمن. ونحن على استعداد لإجراء انتخابات، بما في ذلك على الأراضي المحتلة. ولكن كيف يمكن إجراء الانتخابات في غياب الأمن بالكامل؟ من سيسيطر على الوضع في الشوارع؟ وفي مراكز الاقتراع؟

هناك خوارزمية. وقد تم بالفعل وضع أكثر من خطة تفصيلية. للأسف، لا نحصل على نتائج إيجابية من الاتحاد الروسي.

في المقام الأول يجب أن يحل سلام وأمن المواطنين. لذلك، ركز الرئيس زيلينسكي في الواقع جهوده، بما في ذلك على تبادل السجناء والمعتقلين. يمكن القول إن عددهم كان قليلًا، ولا يتم استبدال الجميع، ولكن ما يهم هو عودة المواطنين إلى ديارهم. وهذا، بالمناسبة، هي الركيزة الوحيدة لقمة باريس التي تحققت إلى حد ما، فقد تم إجراء العديد من عمليات الاستبدال. إجراءاتها معقدة ولكنها تحدث. وليس هناك أفضل من أن تشهد عودة المواطنين إلى أهلهم. لذلك، سيواصل الرئيس زيلينسكي العمل على هذه المسألة.

بالإضافة إلى المبادرات الإنسانية الأخرى. على سبيل المثال، تم بناء جسر في قرية لوغانسك: يمكن للأشخاص الآن عبور خطوط الحدود، بما في ذلك سير الحافلات في هذه المنطقة. بهذا الشكل يتمكن المواطنين الآن من استلام مستحقاتهم في الأراضي التي تسيطر عليها أوكرانيا.

وعندما نتحدث عن نقاط جديدة لانسحاب القوات، فإننا نوجه كلامنا من وجهة نظر إنسانية – يجب أن تكون في المناطق التي يجب وقف إطلاق النار فيها. هذا جل ما في الأمر. ولذلك، فإن الجانب الإنساني لحل هذه الحالة سيكون دائمًا على جدول أعمال الرئيس زيلينسكي.

هل تؤمن أنه لا يزال يمكن الاتفاق مع روسيا بصيغة نورماندية؟

في حال لن نتمكن من الاتفاق في إطار هذه الصيغة، فسنلجأ إلى صيغ أخرى.

هل يُطرح سؤال بشأن عودة سفير أوكرانيا لدى روسيا الاتحادية؟

  استئناف الدراسة في المدرسة الأوكرانية بأبوظبي

لدينا بعثة دبلوماسية أوكرانيا في موسكو، وكذلك العديد من القنصليات في مدن روسيا أخرى. أي، مصالح مواطنينا مضمونة، بإمكانهم مراجعة القنصلية عند الاقتضاء. لكن عودة سفير أوكرانيا إلى روسيا الاتحادية ليس ضمن خططنا الآن. كما لا يوجد سفير روسيا لدى أوكرانيا.

سابقًا تم استدعاء السفير الأوكراني – كان علينا أن نتخذ هذه الخطوة ردًا على العدوان الروسي. الآن لا يوجد ركائز لعودة سفير أوكرانيا إلى روسيا الاتحادية.

“نحن لا نستثني زيارة الرئيس الأوكراني إلى الولايات المتحدة الأمريكية من جدول الأعمال”

كيف أثرت قصة فلاديمير زيلينسكي ودونالد ترامب على مكانة أوكرانيا في العالم؟ وهل عقدا اجتماعات أو أجريت بينهما محادثات هاتفية هناك بعد هذه الحادثة العامة؟

لقد عقدنا اجتماعات للرؤساء في نيويورك خلال الجمعية العامة للأمم المتحدة – في خضم هذه الفضيحة. بالتالي، ولأسباب واضحة، انحسرت الفضيحة.

أتذكر كيف خلال الاجتماع، عندما غادر الصحفيين غرفة المفاوضات، لم يذكر قادة أوكرانيا والولايات المتحدة الأمريكية أبداً هذه المسألة. لفترة طويلة كان هناك نقاش محدد حول قضايا معينة. بعد ذلك، لم نجر مكالمات هاتفية، لكننا حافظنا على حوار منتظم مع الإدارة. هكذا، زار وزير الخارجية مايك بومبيو أوكرانيا في 31 يناير – ولمرة ​​أخرى أحريت محادثة طويلة ومثمرة مع رئيس أوكرانيا ومع مسؤولين آخرين. ومؤخرًا، أجريت مكالمة هاتفية مع وزير الخارجية بومبيو.

نحن لا نستثني من جدول الأعمال زيارة رئيس أوكرانيا للولايات المتحدة. لكن الرئيس صرح لعدة مرات أنه لا يحتاج إلى زيارة للقيام بزيارة. يجب أن تكون الزيارة فعالة، أولاً وقبل كل شيء، من وجهة نظر اقتصادية، يمكن أن يكون حجم التبادل التجاري مع الولايات المتحدة أكبر بكثير من الآن. وهناك إمكانية لمثل هذه الزيادة في أي مجال آخر. منها الطاقة، الحوار الذي بدأ في شأنها في سبتمبر 2019 في بولندا، عندما تم خلال اجتماع مع نائب الرئيس الأمريكي بنس  إبرام مذكرة ثلاثية بين أوكرانيا وبولندا والولايات المتحدة حول توريد موارد الطاقة الأمريكية إلى أوروبا، بما في ذلك أوكرانيا.

وصناعة الطائرات – نقوم الآن بإجراء حوار ذو صلة. وغيرها من المجالات.

لا ينبغي أن تقع هذه النقاط الاقتصادية رهينة للأوضاع السياسية.

الآن الوضع الموضوعي هو الحملة الانتخابية في الولايات المتحدة الأمريكية. وستكون “مولعة” حتى إقامة الانتخابات. في الوقت نفسه، ستلتزم أوكرانيا بسياسة متوازنة. نحن ممتنون للسلطات الأمريكية لدعم أوكرانيا من كلا الحزبين. لأن كل من الجمهوريين والديمقراطيين تعاملوا دائمًا تجاه أوكرانيا بشكل واضح: أوكرانيا تحتاج الدعم. والآن نتلقى مثل هذا الدعم: إما في شكل شحنات أسلحة محددة، أو في شكل دعم مالي لإصلاح قطاعنا العسكري. وهو ما يهم الآن.

أي لدى أوكرانيا إنجازات اقتصادية معينة ومساعدات محددة خلال الفترة الصعبة لأوكرانيا.

كيف تقبل زيلينسكي هذا الموقف عندما بات منتشرًا على نطاق واسع؟ مدركًا، أنه تم جره إلى الحملة الإعلامية العالمية، كيف كان ردة فعله على ذلك؟

بالطبع، هذا الوضع لا يضيف من المشاعر الإيجابية. لأنه عندما تستعد للقاء مع رئيس إحدى أقوى الدول في العالم، إلى جانب جوار الفضيحة، فالأمر لا يوحي بالوعد أبدًا. ولكن لا يزال عليك الامتثال للخطط.

تذكروا عندما كنا في نيويورك، نصح الكثيرون هنا، في أوكرانيا، بإلغاء الاجتماع مع ترامب، مدعيًا إن الرئيس زيلينسكي لا ينبغي أن يعقد معه اجتماعًا الآن، لأن هذه القصة ستستمر الخ. وكان هناك ضغط ذاته على الجانب الأمريكي أيضًا: “دعنا نرفض مقابلة زيلينسكي”، “لماذا نحتاج إلى هذا الاجتماع؟!” وما إلى ذلك.

فلو استسلم كلا الطرفين لنصائح الخبراء هؤلاء الخبراء السياسيين الكاذبين أو الأمميين الزائفين ولرفض القادة هذا الاجتماع. لكنهما اتخذا القرار الحكيم باعتقاده.

لقد تناولنا قضايا تهمنا. كانت النتيجة إيجابية للغاية. بعدها، استمر الحوار على تلك المستويات التي يجب أن تمتثل بالفعل لاتفاقيات رؤساء الدول.

لذلك، هذا الوضع الاستثنائي عزز من مكانة رئيسنا. بما في ذلك خلال المحادثات مع القادة الأجانب.

ومن المهم بالتأكيد، هو نوابا “التقبل الشخصي” بين رئيسي أوكرانيا والولايات المتحدة – لقد شهدت ذلك بأم عيني. آمل أن يستمر على هذا المنوال.

“استراتيجية الدول الخمسة” لأوكرانيا

أي من الدول الآن صاحبة الأولوية رقم 1، من هو الشريك الرئيسي لأوكرانيا؟

الأولوية الأولى بالنسبة لأوكرانيا هي حماية المصالح الوطنية. وكل من لا يقطع طريقنا في ذلك هم شركاؤنا. وهي بالتأكيد أكثر من دولة واحدة.

الشريك الإستراتيجي لأوكرانيا، على سبيل المثال، كانت ولا تزال الولايات المتحدة. في نهاية المطاف، الشريك الإستراتيجي هو ذاك البلد الذي يكون مستعدًا لتقديم يد العون في الأوقات الصعبة. والأهم من ذلك، مدركًا المصالح الوطنية، أن تكون مستعدة للتكيّف وفقًا للسياسة الخاصة. لذلك، بالطبع، كانت الولايات المتحدة، ولا تزال، شريك بالنسبة لأوكرانيا.

لا شك أن شركاءنا الإستراتيجيين هم دول أعضاء في الإتحاد الأوروبي، وخاصةً المجاورة منها. لذا، كانت بولندا ولا تزال وستظل الشريك الاستراتيجي بالنسبة لأوكرانيا. تمكن الرئيس زيلينسكي من شطب بعض القضايا الملحة من جدول الأعمال، ولدينا الآن تطور رائع للعلاقات مع وارسو. ففي نهاية المطاف، كانت بولندا دائمًا واحدة من أفضل حلفائنا وهي دولة تدعمنا في جميع الأمور بدءاً من الأمم المتحدة إلى التكامل الأوروبي والناتو.

يمكننا القول إن دور ألمانيا وفرنسا بالنسبة لأوكرانيا لا يقدر بثمن في الظروف الحالية. وهذا لا يشمل فقط الصيغة النورماندية.

أيضاً، تركيا ساعدتنا، تساعدنا وستستمر بدعمنا في مختلف المجالات. فهي بذاتها تواجه وضعًا صعبًا، ومع ذلك لا تنسى وتعلم وتقدر جهود أوكرانيا وتجري حوارًا منتظمًا معنا. نتحدث مع الرئيس أردوغان كل شهر تقريبًا، عدا الزيارات الاعتيادية بالطبع.

فها هي استراتيجية “الدول الخمسة”. لكن هذا لا ينتقص من أهمية الدول الأخرى. حيث أثناء الحجر الصحي، تم إجراء أكثر من 20 محادثة هاتفية، وفي الأوقات العصيبة، خلال الأزمات، من البديهي، أننا في المقام الأول سنجري مشاورات مع شركائنا وأصدقائنا. وإلى جانب القادة الذين سبق ذكرهم، من بينهم رئيس أذربيجان، ورئيس ليتوانيا، وولي عهد الإمارات. وكل من هذه المحادثات تصب بنتيجة معينة. لذلك، هذه هي قائمة الأولويات، نأمل ألا تتقلص، بل ستتوسع أكثر.

في الآونة الأخيرة، أصبحت علاقات الرئيس زيلينسكي وثيقة مع الوطن العربي، ولا سيما مع دولة الإمارات، بل حتى يمكن تسميتها بعلاقات ودودة. ماذا ينبغي أن نتوقع من هذه العلاقات الثنائية؟

أجل، هذا صحيح. تحدث رئيسنا عدة مرات عبر الهاتف مع قادة دولة الإمارات العربية المتحدة. وعلى وجه الخصوص، مع ولي العهد.

هناك اتصال مباشر. الآن على مستوى المحادثات الهاتفية، حيث أجريت محادثتان هاتفيتان على الأقل. أحدها عندما أعرب رئيس أوكرانيا عن تعازيه لوفاة شقيق ولي العهد. بالمناسبة، كان زيلينسكي فقط من قادة الأوروبيين من أعرب عن تعاطفه في هذه الحالة الحزينة. صدقوني، لقد كان موضع تقدير من الجانب الإماراتي، فهم يقدرون مثل هذه التصرفات والاهتمام.

وموضوع المحادثة الثانية اتسم ببهجة. في الآونة الأخيرة، في ظل مكافحة الوباء قدمت دولة الإمارات 11 طنًا من المساعدات الإنسانية لأوكرانيا. شملت معدات طبية عالية الجودة، بدلات واقية، قفازات، أغطية أحذية، نظارات وما شابه. كل المستلزمات اتسمت فاخرة، وهي ما تستخدمه الإمارات بأنفسهم. شكر الرئيس الأمير على هذه المساعدة. كما تناولت المحادثة الزيارة المرتقبة لرئيس زيلينسكي لدولة الإمارات بعد إزالة الحجر الصحي.

من المعروف أنه من المقرر هذا العام إقامة إكسبو 2020 في دبي. حسب علمي، لم يتخذ أي قرار قاطع بشأن تأجيله. على الرغم من أن المعرض، على الأرجح، سوف يؤجل. سيكون لأوكرانيا جناح خاص في المعرض. يبدو أن هذه هي المرة الأولى يكون لنا جناح مستقل في المعرض – وليس في خلفية إحدى القاعات، إنما بجوار أجنحة الدول الشهيرة. نحن لا نتخلى عن هذه الفكرة، سنكتمل تشييد الجناح. بالطبع، سيزور الرئيس زيلينسكي الإمارات العربية المتحدة لحضور المعرض. لكن هذا لا يلغي زيارة رسمية مستقلة تمامًا. بالطبع، دولة الإمارات هي بالضبط من البلدان التي يمكننا البحث عن الاستثمار فيها.

وعلى مستواي، فإنني أحتفظ بعلاقات مع الزملاء المشاركين في مجال السياسة الخارجية في الإمارات العربية المتحدة. لذلك، أعتقد أن هذا مجال واعد للغاية في إطار تعاوننا.

“بعد إزالة حظر التنقل بسبب جائحة كورونا، سنخطط للقيام برحلة الرئيس لآسيا”

قال وزير الخارجية دميتري كوليبا إنه يراهن على تطور العلاقات مع دول آسيا. هل يدعم مكتب الرئاسة هذه الفكرة وبأي قدر؟ ألن سيعيق هذا تنفيذ دورة استراتيجية معينة بالفعل؟

يدعم مكتب الرئاسة بالتأكيد هذا الموقف لوزير الخارجية.

الشيء الوحيد الذي سأوضحه. من الصعب التحدث عن “السياسة الآسيوية” بحد ذاتها، لأن آسيا متنوعة للغاية. من الصعب التحدث عن سياسة آسيوية موحدة تتعلق، على سبيل المثال، باليابان أو بالصين أو بالهند. لأن هذه ثلاث دول ضخمة، لكل واحدة منها مصالحها، ومستواها لتطوير العلاقات مع أوكرانيا. لذلك، أود هنا أن أشدد إننا نحتاج حقًا إلى إيلاء مزيد من الاهتمام لتنمية العلاقات مع دول معينة في آسيا.

وإذا تطرقنا إلى قياسات أنشطة الرئيس في هذا الاتجاه، فبعد رفع الحظر، سنخطط بالتأكيد للقيام الرئيس بجولة إلى دول آسيا. حتى ليتمكن من زيارة عدة دول المرتد تعزيز العلاقات معها.

في العام الماضي، قام الرئيس بزيارة رائعة لليابان. نحتاج أيضًا إلى تعزيز علاقتنا مع الصين (ونحن نعمل على ذلك). نحن بحاجة إلى مواصلة تطوير علاقاتنا مع الهند. وهي تمد يد العون بالفعل في ظل الأوقات الصعبة، وتزودنا ببعض المساعدة الإنسانية.

على الرغم أنني أنصح مراعاة دول أخرى كذلك. على سبيل المثال، أمريكا اللاتينية مهمة أيضًا بالنسبة لأوكرانيا من حيث الإمكانات الاقتصادية.

كما أننا نراعي إفريقيا. ولا يوجد احتمال أقل لتنمية تجارتنا ودخول مشاريعنا في أسواقهم. بالمناسبة، في ظل ظروف الفيروس التاجي، نرى أن الوضع في إفريقيا لا يقل صعوبة عن موقفنا، للأسف. نحن، بصفة الدولة الاي ستتغلب بسرعة على الجائحة (أو على الأقل ستمنع من انتشار الفيروس في مرحلة ما)، يمكننا أيضًا أن نقدم المساعدة، نظرًا لخبرتنا وإمكانيات تصنيع المعدات اللازمة لدينا…

 

الأطباء الأوكرانيون قد زاروا إيطاليا …

أجل، وبالمناسبة، كانت هذه أيضًا مبادرة من رئيس أوكرانيا. لقد استجبنا لطلب شركائنا الإيطاليين. اكتسب أطبائنا خبرة لا تقدر بثمن. بعد ذلك، أجريت محادثة مع رئيس وزراء إيطاليا، شكر خلالها لمساعدتنا وقال إن هذه المساعدة خلال الأوقات الصعبة ستبقى ذكرى خالدة للشعب الإيطالي.

“مع كل زعيم أجنبي نناقش عن الاقتصاد”

خلال السنة الأولى من تولي المنصب الرئاسي أشاد فلاديمير زيلينسكي إن أوكرانيا بحاجة إلى مستثمرين أكثر من الحلفاء في الحرب. في الواقع، ما مدى نجاح هذا الاتجاه في التطور؟

العدوان العسكري لا يعد سببًا للتوقف عن العمل لجذب الاستثمار في أوكرانيا. ففي نهاية المطاف، السؤال الأول الذي يطرحه المستثمر لممثلي أوكرانيا الرسميين هو “ما هو وضع الإصلاحات لديكم، وما هو الوضع مع الامتثال للقانون؟”.

خلال هذا العام، تم اتخاذ عدة خطوات، كان من الصعب التحدث عنها في ظل الرؤساء السابقين. على سبيل المثال، إصلاح الأراضي. يبدو أن أوكرانيا ظلت حتى الآن واحدة من ست دول لم تعمل على إصلاح هذا المجال إطلاقًا. تذكروا، كم كان صعب التقدم. ومدى صعوبة تقدم الأمر في البرلمان. كيف انتقدوا وقالوا إنه بعد إدخال القانون سينخفض ​​تصنيف الرئيس. لكن هذا الإصلاح ساري الآن، فقد اعتمد رئيس أوكرانيا قانون الإصلاح الزراعي.

قطعًا، أخذنا في الاعتبار نصيحة شركائنا. بالطبع، ليس الجميع سعداء. هذا الإصلاح لا رجوع فيه بالفعل. وهذا مجرد أحد الإصلاحات.

نظرًا لرغبات المستثمرين، نعمل على إصلاح نظامنا القضائي. والعديد من المجالات الأخرى. والمستثمرون شاهدين على هذا – وهم يرون الأمر بأم عينيهم، لأننا نسمع ردود فعل من رؤساء الدول الأجنبية في شأن مستثمريها.

بالإضافة إلى ذلك، في إطار اجتماعات مع جميع رؤساء دول تقريبًا، عدا القضايا السياسية، فإننا نناقش دومًا مشاريع اقتصادية محددة. عندما يتم التحضير لزيارة الرئيس للخارج، فإنه يخبرني أنه “إذا لم يتم توقيع عدد معين من الاتفاقيات أو العقود خلال هذه الزيارة (حيث، كقاعدة، تكون الزيارة مصحوبة بمنتدى أعمال)، فأنا لست بحاجة إلى مثل هذه الزيارة.” أي أنه لا لزوم من الزيارة بغرض الاجتماع فحسب، للحديث عن التنمية السياسية لا غير، ونسيان الأمر في اليوم التالي. لذلك، زياراتنا كلها تتناول مواضيع الاقتصاد وأبعاد اقتصادية خارجية.

الأمر سيان عندما شركاؤنا يزورونا: نرحب دائمًا عندما يأتون برفقة مجتمع الأعمال. ننظم اجتماعات خاصة لهم مع رواد الأعمال لدينا.

حسب تقييمي، نحن نحرز تقدمًا في هذا الاتجاه. لست مستعدا لذكر أرقام استثمار محددة الآن. حسنًا، بالطبع، ليس أفضل وقت لذكر موضوع الاستثمارات الآن. للأسف، الشريحة الاقتصادية متوقفة الآن تماماً عن العمل. لكننا لم نتوقف عن العمل في هذا المجال.

اليوم، يقول الاتحاد الأوروبي إنه بعد الوباء، لا ينبغي تطبيق حواجز تجارية واقتصادية. يقول الرئيس زيلينسكي إن أوكرانيا ستكون أولى من تدافع عن هذه الفكرة.

والآن غالبًا ما نحل المسائل عندما لا تمر بعض السلع عبر أوكرانيا أو لا يُسمح لشاحناتنا بالعبور إلى منطقة ما. عندها يتصل الرئيس بزميله، ويطلب إعطاء إذن لسائقي الشاحنات بدخول بلد أو آخر. موقف الرئيس: على الرغم من القيود المفروضة على عامة الناس، توقف مجال السياحة، فعلى الاقتصاد أن يواصل عمله. بطبيعة الحال، سيبقى هذا الموقف كما هو في المستقبل، عندما يستعيد العالم وتيرته الطبيعية.

ما الذي يهم المستثمرين الأجانب على وجه التحديد في أوكرانيا؟

بعد إصلاح الأراضي، ستزداد الاستثمارات في القطاع الزراعي بكل التأكيد. لدينا بالفعل بعض الأمثلة الإيجابية. نجذب أيضًا (وهناك بالفعل مؤشرات إيجابية معينة) استثمارات في إصلاح بنيتنا التحتية: تهتم العديد من الشركات الدولية بالاستثمار في إعادة بناء أو تشييد طرقنا وجسورنا وما إلى ذلك.

يجب علينا استعادة بناء السفن النهرية والبحرية، وبناء الطائرات. في كل اجتماع تقريبًا مع قادة الدول التي لديها الإمكانيات، يتناول الرئيس موضوع توحيد القوى.

هذا ما أسمعه في أغلب الأحيان في إطار الاجتماعات.

و، بطبيعة الحال، موضوع الطاقة المتجددة.

لذلك، من المحتمل أن تكون هذه هي المجالات الرئيسية الثلاثة التي تحتل فيها أوكرانيا مكان الصدارة، حتى بناءً على موقعها. لأنه لا يسعنا إلا أن نكون نثير اهتمام من وجهة نظر البنية التحتية، كوننا في وسط أوروبا عند تقاطع طرق التجارة الاقتصادية. لا يسعنا إلا أن نشكل موضع الاهتمام من وجهة نظر الزراعة، كوننا نملك أكبر إمكانات في ذلك على المستوى العالمي. وعلينا استغلال جميع هذه المزايا بنظرة موضوعية وتلقي نتيجة مناسبة.

ما هي الأسئلة المتداولة التي يطرحها الشركاء الغربيون الآن؟ لأن سابقًا، من البديعي، أن جميع المواضيع كانت تتمحور حول الحرب التي تمر بها أوكرانيا.

حتى الآن هذه الأسئلة تتداول في شأن منطقة دونباس، فالجميع يرغب أن يسمع مباشرة عن الأحوال هناك. لذلك، يشارك الرئيس دائمًا المعلومات ذات الصلة. لا يزال هذا الموضوع يشغل جزءًا معينًا من المحادثات مع جميع القادة تقريبًا ويستمر في الوجود على جدول الأعمال.

السؤال التالي هو مسار الإصلاحات. يشيد شركاؤنا بالأمور الناجحة التي قام بها الرئيس. في بعض الأحيان يقولون، في رأيهم، يمكن تغيير المسار نحو الأفضل أو استعجاله. إنهم يتابعون عن كثب عمليتنا التشريعية.

غالبًا ما يهتمون بأنفسهم أو يروجون (بطريقة جيدة) لمصالح مصنعيهم في أوكرانيا. مدركًا، أن أوكرانيا تختضن سوق كبير. لسوء الحظ، يثيرون أيضًا القضايا الإشكالية للمستثمرين، العاملين بالفعل في أوكرانيا. ودائمًا ما يرد الرئيس عليها، ولا نترك طلبات دون تلقي إجابة عليها. بالمناسبة، عدد الطلبات قَلَّ. آمل أن يستمر هذا الاتجاه على منواله المتقدم.

زيلينسكي وترودو. عن ماذا دار النقاش عندما تم تأكيد إصابة زوجة رئيس الوزراء الكندي بفيروس كورونا؟

كيف أثر فيروس التاجي على سلوك السياسة الدولية في العالم؟

عندما يتعلق الأمر بالعلاقات بين قادة الدول، أرى أحيانًا أن العلاقات أصبحت أكثر صدقًا. لأن المحادثات تبدأ بالأسئلة: “كيف حالتكم الصحية، كيف هي صحة عائلتك، أتمنى لك الصحة الجيدة، ولعائلتك، وزوجتك، وأطفالك”. لم يحدث هذا من قبل في إطار المفاوضات الرسمية. نأمل أن يؤدي هذا إلى بناء علاقات متينة بين الدول أجمعها.

لذلك، أصبح عالم الدبلوماسية الشخصية، برأيي، أكثر إخلاصًا. سنرى ماذا سيحدث حيال لدبلوماسية الشاملة. ولكننا نأمل أن تتبع هذا الاتجاه كذلك.

ولمرة أخرى، إذا لم يتوصل الجميع إلى أي استنتاجات بعد ذلك، فإن الأوبئة والكوارث والحوادث ستزبد سوءًا.

في الواقع، أصيب الفيروس بعض رؤساء الدول، وتمكنوا من التعافي منه. ما هي نظرة نظرائهم على هذا؟

عادية، يقدمون الدعم. على سبيل المثال، عندما ظهر الخبر بأن جوستين ترودو أجبر على البقاء في عزلة بسبب الفيروس التاجي المكتشف لدى زوجته، اتصلنا على الفور به وأجاب على مكالمتنا. بالإضافة إلى محادثة شخصية دافئة للغاية ورغبات الرئيس زيلينسكي في الشفاء السريع لزوجته، تناول هو ورئيس الوزراء الكندي قضايا مهمة في العلاقات الأوكرانية الكندية.

لقد استعاد بوريس جونسون صحته الآن. أتمنى إجراء محادثة هاتفية معه قريبًا. تحدث زيلينسكي وجونسون سابقًا عبر الهاتف لعدة مرات، وتمت مناقشة الجوانب المهمة للعلاقات الأوكرانية البريطانية التي ينبغي تطويرها. الحياة تستمر، ويجب على الأصدقاء دعم بعضهم البعض في مثل هذه الظروف الصعبة.

“الدبلوماسية التقليدية ستعود بأدراجها، والبروتوكول سيتحسن”

برأيك، هل سيؤثر الفيروس التاجي على البروتوكول الدبلوماسي؟

لقد قمنا بالفعل بإدخال بعض الابتكارات في بروتوكولنا. على سبيل المثال، على الرغم من الفيروس التاجي، استمر الرئيس في قبول أوراق اعتماد السفراء الأجانب. كقاعدة، فإن قبول أوراق الاعتماد هي مناسبة تجري في ظروف احتفالية خاصة، فيها يقترب السفير من الرئيس، ويرحب به، ويسلمه أوراق الاعتماد، ويلتقط الصور معه. ثم محادثة تحري بينهما إلخ.

تمكنا من تبسيط مثل هذه الأمور في البروتوكول قليلاً: حيث كانت هناك، على سبيل المثال، مصافحة اليد. لكن تبسيط البروتوكول لم يؤثر على فحواه إطلاقًا. ولم يحدث شيء سيئ. ربما نكون قد انتهكنا معايير معينة من البروتوكول، لكننا أنجزنا ما هو الأهم: الحفاظ على جوهره. في الواقع، لحظة استلام الدبلوماسي أوراق الاعتماد من رئيس الدولة المضيفة يصبح سفيرًا بهيئته التامة: يستطيع عقد اجتماعات رسمية، ومساعدة أوكرانيا بالفعل كممثل لبلده.

ثم أتى موضوع “الزيارات الافتراضية”. سابقًا بدا هذا المصطلح سخيفًا، ولكنه الآن متداول على لسان العديد من القادة ووزراء الخارجية. على سبيل المثال، قام وزيرنا الخارجية بالفعل “بزيارة افتراضية” إلى ألمانيا.

لذلك، من الواضح أن البروتوكول سيتغير. لأنه من ناحية واحدة، يعتبر البروتوكول مفهومًا أساسيًا. ولكن من ناحية أخرى، فإنه يتغير أيضًا عبر التاريخ الدبلوماسي. وهذا أمر طبيعي.

نأمل فقط ألا تختفي الزيارات الحقيقية في أي مكان عن وجودها، اللقاءات وجهًا لوجه بين الرؤساء تصب بعلاقات استثنائية، لأن النظر في عيني شخص وملاحظة ملامحه وتعابيره أمر مختلف تمامًا. بغياب هذه اللحظات لا يمكن الحصول أبدًا على مستوى عالٍ من الخصوصية أو الأمان. لا يوجد مؤتمر عبر الإنترنت أو حتى محادثة هاتفية تضمن ذلك.

لذلك، لا بد أن تسترجع الدبلوماسية التقليدية أدراجها، كما أنه سيتم تحديث البروتوكول، لا محال.

حاورته اينا بيتيوك

لـ: بيتيوك ميديا، أوكرانيا بالعربية

Поділитися публікацією:
Головні новини
Близький Схід
Число жертв геноциду Ізраїлю в секторі Газа досягло 44 056
Політика
МКС видав ордер на арешт Нетаньяху
Політика
Хезболла та Ліван схвалили проєкт угоди про припинення вогню з Ізраїлем
Шукайте нас на Twitter

© Ukraine in Arabic, 2018. All Rights Reserved.