أوكرانيا بالعربية | جميليوف حول المساعدات التركية لتتار القرم: "خمسمئة شقة هي المرحلة الأولى"
كييف/ أوكرانيا بالعربية/ أثارت الزيارة الأخيرة التي قام بها الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي إلى تركيا جزئيًا مسألة بناء المساكن لتتار القرم، النازحين داخليًا، عدا أن أحد أصدائها كان الإجراء الروسي “السياحي” ضد تركيا.
حول تفاصيل اتفاقيات الإسكان، وكذلك أسباب وعواقب تصعيد روسيا للوضع في شبه جزيرة القرم المحتلة بالقرب من حدود أوكرانيا والعلاقات مع تركيا، تحدّث زعيم شعب تتار القرم مصطفى جميليوف في مقابلة مع ”أنباء القرم” نشرت أمس الجمعة الموافق 16 نيسان/ أبريل الجاري.
خلال زيارة زيلينسكي لتركيا تم التوقيع على اتفاقية حكومية دولية بشأن بناء 500 شقة للنازحين من تتار القرم. أخبرنا عنها بمزيد من التفصيل، في أي مدن وكم عدد الشقق المزمع بناؤها؟ وهل تناسب الوثيقة الموقعة تتار القرم؟
تم اقتراح بناء 500 شقة في المدن القريبة من شبه جزيرة القرم من قبل الجانب الأوكراني في شباط/ فبراير 2020 خلال زيارة أردوغان. وكانت وجهة نظرنا مختلفة، قلنا بأنه يجب بناء الشقق حيث يوجد أكبر عدد من النازحين، ومعظمهم في كييف. كما تم نقاش هذا الموضوع في اجتماع عقد في 16 تشرين الأول/ أكتوبر الماضي في اسطنبول خلال زيارة الرئيس الأوكراني. وتم تعديل الصيغة بالفعل، وتقرر بناء 200 شقة في خيرسون ، و 200 في ميكولاييف و 100 في كييف. وقال أردوغان في ذلك الوقت إنه من المستحسن القيام بما يحدده تتار القرم أنفسهم، لأنها مخصصة لهم.
كانت فكرة زيلينسكي تقوم على بناء بلدة بالقرب من شبه جزيرة القرم، ليظهر لسلطة الإحتلال كيف يتمكن المهجّرون من أبناء القرم الاستقرار على البر الرئيسي لأوكرانيا.
وأنا بدوري، قلت إنه لا داعي لذلك، لأنه بعد تحرير القرم سيعود تتار القرم إلى شبه جزيرة القرم. ومع ذلك، أصر الجانب الأوكراني على رأيه وتم تثبيت هذه الصيغة.
في وقت سابق تم الإعلان عن خطط لبناء آلاف الشقق. هل أن الـ500 التي تم الحديث عنها هو الرقم النهائي؟
قال أردوغان كذلك: “سنقدّم 500 شقة إضافية ، لكن هذه الشقق ستبنى في المكان الذي يريده تتار القرم أنفسهم”.
لذلك، فإن هذه الـ 500 شقة هي المرحلة الأولى، وبعد ذلك نتوقع بناء 500 شقة أخرى ومعظمها في كييف، والمدن الأخرى التي نزح إليها تتار القرم مثل لفيف، ودنيبرو، وأوديسا.
بالنسبة للشقق الخمسمئة التالية، هل ستكون هناك حاجة لاتفاقية حكومية دولية أخرى بشأنها أم ستنظمها اتفاقيات أخرى؟
أعتقد أن القضية الأساسية هي الأرض، الشرط التركي هو “قدموا الأرض وسنبني عليها”، وكنا لسنوات عديدة نبحث عن الأرض، وكانت حجة الجانب الأوكراني أنه لا توجد أرض للبناء في كييف، وهذا أمر غريب، لأنه إذا لزم الأمر يعثرون على الأرض.
كما تحدثنا مع كليتشكو (فيتالي كليتشكو، عمدة كييف)، وأصدر تعليماته إلى طاقمه للعثور على موقع في كييف، دعونا نرى كيف ستسير الأمور.
وكم عدد الشقق التي يجب بناؤها في كييف برأيكم؟
لن يكون هناك شقق فائضة، لنقل على سبيل المثال أنه يعيش في مدينة كييف حوالي مئة جندي من التتار المشاركين في عملية “آتو”، وهناك عدد كبير من الصحفيين الذين انتقلوا مع قناة “ATR” التلفزيونية بعد الاحتلال، بالإضافة لغيرهم من الصحفيين، في المجموع حوالي 100-120 شخص. بشكل عام، فإنه يجب تخصص شقق في كييف للغالبية العظمى من أولئك، لذلك، أعتقد أنه بشكل عام يجب بناء ما لا يقل عن 400-500 شقة في كييف.
قلتم إنه بعد التحرير سيعود تتار القرم إلى شبه جزيرة القرم، فما مصير هذه الشقق؟
لدينا فكرة مفادها أن هذه الشقق لن تكون ملكاً لأحد الآن. وبعد إنهاء الاحتلال سننظر بالأمر، إذا كان لدى شخص ما مسكناً في القرم، فسيعود إليه. و إذا لم يكن لديه سكن، فسيتم استبدال أو بيع المسكن المقدم له في البر الرئيسي حتى يتمكن من شراء منزل في شبه جزيرة القرم.
من الذي سيمتلك هذا السكن رسميًا؟
نعتقد أنه يجب أن تدار من قبل “صندوق الرعاية الوطنية لشبه جزيرة القرم”.
ذكرت تقارير الاتفاقية الحكومية الدولية أنها تشمل مساكن لـ “تتار القرم وغيرهم من النازحيين”، من يقصدون بعبارة “النازحين الآخرين”؟
لا أعلم، برنامج أردوغان يتحدث بوضوح عن تتار القرم فقط. من الممكن أن يكون لديهم (السلطات الأوكرانية) شخصًا يعمل على تحرير القرم وبحاجة ماسة إلى السكن. بالطبع ، سننظر في هذه القضايا.
لقد تم إيجاد أرض لهذه الشقق الخمسمائة الأولى، والتي تم توقيع اتفاقية بشأنها، متى يمكن أن يبدأ العمل تقريباً؟
في خيرسون وميكولايف، على ما يبدو، اتخذوا قرارًا بالفعل بشأن قطع الأراضي، على الرغم من أنه من الناحية القانونية لم يتم تخصيصها للبناء.
بالنسبة لبدء العمل، فمن المحتمل أن نبدأ قريبًا. ربما مع بداية موسم الدفء. في البداية يجب تطوير مشروع مفصل، وسوف يستغرق هذا بعض الوقت، عدا عن الكثير من الإجراءات الشكلية.
فرضت روسيا تدابير تقييدية ضد تركيا، بسبب تفشي فيروس كورونا، لكن الكثيرين يعزون ذلك إلى رحلة زيلينسكي ودعم أردوغان لأوكرانيا. ما مدى ترابط هذه الأحداث ؟
هذا مرتبط بنسبة مئة بالمئة. لكن الروس، كقاعدة عامة، إذا غضبوا من شخص ما، فإنهم “لا يأسفون عليه”، ويصبون جام غضبهم على مواطنيهم.
كما أنه لا تطيب لبوتين أبداً الاتفاقيات في مجال الصناعات الدفاعية.
بالإضافة إلى ذلك ، كان هناك تصريح حازم من أردوغان بأنه يدعم منصة القرم وسيشارك في هذه المنصة، وقد أعلنت روسيا بالفعل أنها ستعتبر جميع الذين سيشاركون في “منصة القرم” بأنهم يتعدون على وحدة أراضي روسيا الاتحادية.
لذلك، كانت هذه الهستيريا في الصحافة الروسية متوقعة بالطبع. لكن أردوغان ليس من النوع الذي يمكن ابتزازه.
بدأت الدعاية الروسية مرة أخرى تعمل على إيصال رسالة مفادها بأنه لو لم تدخل روسيا شبه جزيرة القرم في عام 2014، لكانت القواعد العسكرية التركية متمركزة الآن هناك، ولكانت شبه جزيرة القرم أصبحت تركية. كيف تردّون على هذا؟
كانت هناك دائما مثل هذه التصريحات. عندما غزا (الاتحاد السوفياتي) تشيكوسلوفاكيا ، قالوا أيضًا “لو لم نأت ، لكان الأمريكيون قد دخلوا”. حدث الشيء نفسه عندما دخلت القوات السوفيتية المجر في عام 1956 لقمع الانتفاضة المجرية، قالوا أيضًا “من الجيد أننا فعلناها، وإلا لكان الأمريكيون هناك فعلًا”، نفس الشيء حدث عندما غزوا أفغانستان. هذه طريقة دعاية “أكل عليها الدهر وشرب” يستخدمها الروس لتبرير جرائمهم وأعمالهم التوسعية.
بالأمس، قال باتروشيف، رئيس جهاز الأمن الفدرالي الروسي في شبه جزيرة القرم، أنه لا يزال هناك مستوى عالٍ من التهديد الإرهابي، مؤكدًا أنه يأتي من أوكرانيا و “المنظمات المتطرفة”، التي يعتبر جهاز الأمن الفدرالي الروسي أن مجلس تتار القرم من بينها. ما هو الهدف من تصرفات روسيا الآن وكيف يمكن أن تنتهي؟
عادة ما يتم ذلك لزيادة القمع. يبدأون دائمًا بالقول إن التهديد قادم من مكان ما لذلك يبدأ تعزيز الإجراءات العقابية، وتبدأ عمليات تفتيش واعتقالات جديدة.
في الواقع، لم تلجأ أوكرانيا قط إلى الأعمال الإرهابية ولا تخطط للقيام بذلك. لكنهم (الروس) على هواهم.
وما الذي يمكن أن تفعله أوكرانيا والمجتمع الدولي ضد هذا ؟
إنهم يواجهون هذا عمليا، صرحت العديد من الدول بأنها تقف إلى جانب أوكرانيا، وفي حالة قيام روسيا بخطوات غير ودية، فسيتلقى المعتدي الرد المناسب.
وفي أخبار البلدين أعلن الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، أن بلاده تبذل جهودًا من أجل حل الخلافات بين روسيا وأوكرانيا عبر المفاوضات والسلام.المصدر: أنباء القرم + أوكرانيا بالعربية