أوكرانيا بالعربية | يـا صـديـقى إنـهـا الـديمقراطـيـة الأمريكية... بقلم هشام عبده

تتجه أمريكا منذ زمن إلى خطوة تريد من خلالها أن تدعم مشاريع نشر الديمقراطية حسب رؤيتها الخاصة، وفي نفس السياق تذرعت الإدارة الأمريكية طويلاً بأن تدخلها في شئون منطقة الشرق الأوسط يهدف إلى نشر الديمقراطية فيها، وتأسيساً على ذلك، قامت الإدارة الأمريكية بتخصيص الميزانيات الهائلة من أجل تمويل مشاريع نشر الديمقراطية في المنطقة

كييف/أوكرانيا بالعربية/تتجه أمريكا منذ زمن إلى خطوة تريد من خلالها أن تدعم مشاريع نشر الديمقراطية حسب رؤيتها الخاصة، وفي نفس السياق تذرعت الإدارة الأمريكية طويلاً بأن تدخلها في شئون منطقة الشرق الأوسط يهدف إلى نشر الديمقراطية فيها، وتأسيساً على ذلك، قامت الإدارة الأمريكية بتخصيص الميزانيات الهائلة من أجل تمويل مشاريع نشر الديمقراطية في المنطقة، على النحو الذي ترتب عليه تقديم الأموال إلى حركات المعارضة السياسية، بمختلف أنواعها ،ولا مانع أيضا من أن تلفت وجهها إلى أنظمة الحكم لتؤكد على ضرورة وجوده ،اى أن أمريكا لا تستحي أن تعامل بوجهين مقابل تحقيق مصالحها وحليفها الصهيوني ؛وقد تضمنت مخططات مشروع نشر الديمقراطية في منطقة الشرق الأوسط، غاية رئيسية، تمثلت في الربط بين متناقضين لا يمكن  الجمع بينهما وهما :

• إدماج إسرائيل في المنطقة وفق أجندة المشروع الإسرائيلي القائم على الهيمنة وسلب حقوق الآخرين .

• إرغام الشعوب على تطبيق نموذج لا يحمل من الديمقراطية سوى اسمها .

أيما بلدٍ عربي يتصرف بطريقة فيها استقلالية، وسيادة ،وندية للسياسة الأمريكية ،فهو بلد غير ديمقراطي، وبالتالي فهو عرضة لجميع أنواع العقوبات والتهديدات ،من أجل بسط الديمقراطية فيه من جديد، لا بأس بقتل عشرات الآلاف من الناس الأبرياء، بقنابل أمريكية ديمقراطية من نوع ووزن الطن فما فوق ،وبالأسلحة الذكية الديمقراطية، من أجل الديمقراطية ،وتحقيق الديمقراطية !

هذا هو الوجه الحقيقي للديمقراطية الأمريكية الذي لا تنشره وسائل إعلامهم ولا يناقش في الكون ج رس المنشغل بتصدير ديمقراطيته الوهمية التي لا تحفظ حتى كرامة المواطن الامريكى، فكيف باوباما الذي يسعى لنشرها في العالم العربي ويتغنى بها في جميع طلعاته الإعلامية الكاذبة وفي كل مرة يتسلل كاللصوص إلى بلد عربي جديد في ظل حكومات لا يهمهم سوى مصلحتهم الوضيعة .

أين  أمريكا الديمقراطية ناصرة الحق من ما يحدث في فلسطين منذ أكثر من ستة عقود من الزمان أين هي من سجن أبو غريب وجونتنامو ؟؟ أين وسائل الإعلام الشفافة وأين جمعيات حقوق الإنسان وأين الناشطين الإنسانيين لتنشر وتشجب وتندد وتحاسب هذا الهذر في كرامة الإنسان ؟

الديمقراطية الأمريكية نظام فاسد من الدرجة الأولى، وجد لكي تتناحر الشعوب العربية على قطعة الخبز المسمومة ،حتى تصنع لهم باب التدخل بين الشعوب والحكومات العربية ،تنهب به ثروات الأمة العربية ،تسيطر علينا تلك الديمقراطية التي لم يتعدا عمره 400 عام ،الديمقراطية الأمريكية هي كوضع السم في الدسم، ظاهره فيه الرحمة و باطنه فيه العذاب و الذل و الهوان ،الديمقراطية الأمريكية التي تتشدق بها هذه الدولة التافهة التي استجابت وفرحت بما يسمى الحرية ،وتهتف الآن للحلم الامريكى ويرفع العلم الامريكى هنا وهنا، ما هي إلا شماعة يعلقون عليها كل تدخل بشؤون الدول عندما ينوون سرقتها و نهبها و السيطرة عليها .

أنا لست ضد تحرر الشعوب من بطش حاكم ديكتاتور أو التخلص من نظام فاسد مستبد ،ولكنني ضد استبدال فاسد بآخر ينقل فيرس يدعى إسرائيل عبر أراضيها لتنتقل العدوى إلى باقي الاراضى العربية ويصبح وجود العدو الصهيوني بيننا أمر مسلم به إضافة إلى ذلك نهب ثروات هذا الشعب بكامل إرادته بدعوة نشر الديمقراطية .. لا .. يجب أن تعتمد الشعوب على ذاتها وتدرك جيدا أين تكمن مصلحة البلاد والعباد بعيد عن هيمنة الصهيوامريكا عليها.

أمريكا تريد الديمقراطية التي تفرق الصفوف، وتشتت الكلمة، وتضعف الشوكة، وذلك في تقسيمها للمجتمع الواحد المتجانس دينياً وثقافياً إلى عشرات بل ومئات من الجماعات والأحزاب المتغايرة المتنافرة المتباغضة، لكي تنتقي فيما بعد من هذه الأحزاب أقربها إلى أهدافها ومصالحها وسياساتها في المنطقة لتتكئ عليها وتُظهرها، وتهدد بها الأحزاب الأخرى، وتتخذها وسيلة وذريعة للتدخل في شؤون البلاد والعباد ،على مبدأ فرق تسد، وهذا كله يتم باسم الديمقراطية ،والعمل من أجل تحقيق الديمقراطية! ،أيما بلد أو دولة تخرج عن الطاعة والعبودية الأمريكية ،فأمريكا تملك كل المبررات والمسوغات التي تبرر لها إبادة تلك الدولة وإزالتها من الوجود ،والعمل من أجل تحقيق الديمقراطية !

المضحك أن أمريكا التي تنادى باحترام حقوق الإنسان والحريات ويعتبرها الكثير من السذج رمز للحريات، هي أكبر قوة إرهابية على الأرض مستبيحة للقانون الدولي وانتهاك حقوق الشعوب بشكل جماعي وفردي، ومن الذي خول لها ذلك الحق، وهى الدولة التي قامت على أساس إرهابي إجرامي عنصري مبنى على قتل الهنود الحمر وهم سكان أمريكا الأصليين، وقد بلغ عدد قتلاهم 12 مليون شخص ذبحوا كالنعاج من قبل المجرمين والأشرار الذين لفظتهم أوروبا إبان إكتشاف أمريكا، ذلك فضلا عن قتلها 152034 يابانى في إلقائها القنابل الذرية على هيروشيما ونجازاكى عام1945 ،ومن العجيب أيضا أن أمريكا رمز الحرية والسلام والديمقراطية تقوم بإنشاء مدارس للتعذيب كالمدرسة العسكرية الأمريكية في بنما عام 1964 والتي أصدرت كتبًا توصى فيها بإستخدام التعذيب والإعدامات بدون محاكمة، وإستخدام كل أساليب العنف بغية الحصول على المعلومات من المعارضين ،وفى عام 1963 تم إصدار أبرز كتب التعذيب تحت اسم KUBARK لتعليم فنون التعذيب، وأكدوا فيه أن أفضل وسيلة هي التي تجعل المعتقل يعذب نفسه وأن يعذب المعتقلين بمعتقلين آخرين، وفى عام 1983 طورت الاستخبارات الأمريكية منهاج التدريس في التعذيب نحو الأسوأ وأصدرت كتابًا آخر تحت اسم"التدريب لاستغلال القدرات البشرية" وهو المنهج الذي طبقوه في سجن أبو غريب بالعراق وجوانتانامو، والذي يتمثل في الاغتصاب والإهانات والانتهاكات الفردية والجماعية للأسرى، وحرمانهم من النوم، وإستخدام الكلاب لترويعهم .

 إذا فيجب على أمريكا أن تطبق الديمقراطية على نفسها أولا ثم تطبقه على شعوب المنطقة، فهذه الدولة التي تدعي الديمقراطية قد زرعت و ما تزال كاميرات المراقبة و التجسس في كل مكان في أمريكا لمراقبة الناس و حجز حرياتهم ، بحجة أنها تنوي مكافحة الإرهاب ،و ملاحقة المخالفين للقانون  .


هشام عبده

كاتب عربي مصري


المصدر: أوكرانيا بالعربية

Поділитися публікацією:
Головні новини
Близький Схід
Число жертв геноциду Ізраїлю в секторі Газа досягло 44 056
Політика
МКС видав ордер на арешт Нетаньяху
Політика
Хезболла та Ліван схвалили проєкт угоди про припинення вогню з Ізраїлем
Шукайте нас на Twitter

© Ukraine in Arabic, 2018. All Rights Reserved.