أوكرانيا بالعربية | هل تنجح روسيا في استعادة أوكرانيا ؟... بقلم عمر الصلح

في المكان نفسه والأسلوب ذاته مع اختلاف في الزمن، تودّع أوكرانيا السنة الجارية وتستقبل السنة الجديدة، كما ودّعت عام 2004 واستقبلت عام 2005 على وقع أصداء الثورة البرتقالية، التي حوّلت مسارها السياسي لنحو عقد من الزمن.

كييف/اوكرانيا بالعربية/في المكان نفسه والأسلوب ذاته مع اختلاف في الزمن، تودّع أوكرانيا السنة الجارية وتستقبل السنة الجديدة، كما ودّعت عام 2004 واستقبلت عام 2005 على وقع أصداء الثورة البرتقالية، التي حوّلت مسارها السياسي لنحو عقد من الزمن.

دخلت أوروبا الى مشهد الثورة البرتقالية عام 2004، في ظلّ غياب روسي شبه كامل، الأمر الذي قلب موازين الخاصرة الروسية الأكبر على الجبهة الأوروبية. لكنّ اليوم وإن بدا أنّ بعض مشاهد تلك الثورة تتكرر في ميادين أوكرانيا وتحديداً في ميدان الإستقلال في العاصمة كييف، إلّا أنّ العوامل الخارجية وتحديداً العامل الروسي، يبدو مستيقظاً ومستعداً للدفاع عن أجنحته، في سبيل إعادة رسم خريطة جديدة تضمن أمنه واستقراره السياسي.

3 مليارات دولار هي الدفعة الأولى التي حصلت عليها كييف من موسكو من أصل 15 ملياراً، إتفق عليها الرئيسان الروسي والأوكراني خلال زيارة الأخير الى موسكو، في حين إنّ المعلومات تشير الى أنّ ضعف ذلك القرض سيمرر من تحت الطاولة، نظراً للأصوات الروسية المعارضة لهذه التقديمات، لأنّها ستسحب من صندوق الرفاه الروسي، أي ستكون على حساب رفاهية المواطن الروسي العادي.

بالطبع، فالخطوة الأوكرانية في اتجاه روسيا، أزعجت الإتحاد الأوروبي، ودفعته الى تصعيد اللهجة مع الإبقاء على خط الرجعة، سواء مع كييف أو موسكو. وهذا ما تقوم به موسكو أيضاً، على اعتبار أنّ تداعيات تأزّم الأوضاع في أوكرانيا سيكون لها أثر على الأوضاع في روسيا، نظراً للتداخل الإجتماعي والإقتصادي والسياسي والثقافي بين البلدين.

ولعلّ هذا ما دفع وزير الخارجية الروسية سيرغي لافروف الى دعوة بروكسل للحوار في الشأن الأوكراني خلال قمة روسيا - الإتحاد الأوروبي في كانون الثاني المقبل، وذلك لعدم جعل أوكرانيا لعبة في السياسة، لأنّ ذلك وفق لافروف "أمر مهلك بالنسبة لكييف وأوروبا"، لكنّ الإتحاد الأوروبي الذي يبدو مصمماً على كسر الطوق السياسي والإقتصادي الروسي حول أوكرانيا، لا يزال يعوّل على تغيير نهج كييف السياسي من خلال الضغط عبر الشارع.

وعلى رغم دعوة برلين "للبحث عن سبل تعاون مقبولة بالنسبة للجميع"، أعلن رئيس مجلس أوروبا هيرمان فان رومبي أنّ الإتحاد لن يتأثر بالحسابات القصيرة المدى والضغوط الخارجية، لأنّ مستقبل أوكرانيا مرتبط بأوروبا، ولا أحد يمكن أن يحول دون ذلك". ولعلّ هذا ما دفع لافروف لكشف المستور في الهواجس الروسية ورفع سقف مطالب بلاده، بدعوته الساسة الأوروبيين للمساعدة في بناء سياسة جديدة للإتحاد الأوروبي، تراعي المصالح المشروعة لروسيا، ليس في أوكرانيا فحسب، بل في جميع دول الفضاء السوفياتي السابق.

لكنّ الأيام الماضية أظهرت أنّ كييف لا تزال غير ثابتة في مواقفها، وتتعامل مع الأزمة من مبدأ الإمساك بالعصا من الوسط، وذلك من خلال عدم إسقاط خيار توقيع الشراكة الشرقية مع الإتحاد الأوروبي، وهذا ما عبّر عنه وزير الخارجية الأوكرانية ليونيد كوجارا بتأكيده أنّ التوجه نحو التكامل الأوروبي يحظي بالألوية لدى الحكومة، وذلك خلال لقائه رئيس الجمعية البرلمانية لـ"حلف شمالي الأطلسي" كارل لاميرس، الأمر الذي لقي صداه في أروقة الكرملين، لا سيما أنّ القيادة الروسية قد أعربت عن إنزعاجها لعدم حضور الرئيس الأوكراني قمة "المجلس الإقتصادي الأوراسي"، التي عقدت في موسكو في 24 من الشهر الجاري.

وعلى رغم أنّ روسيا حققت تقدماً في استقطاب أرمينيا وبيلاروس وكازخستان وقرغيزيا الى فضائها من خلال "المجلس الإقتصادي الأوراسي"، إلّا أنّ كلفة إستعادة أوكرانيا الى الحضن الروسي ستكون باهظة، ليس على المستوى الإقتصادي، حيث تتحدث الأرقام عن 30 ملياراً ستتقاطر من موسكو الى كييف خلال السنتين المقبلتين، بل على المستوى السياسي أيضاً، إذ أنّها تفتح أبواب المواجهة بين روسيا والإتحاد الأوروبي على مصراعيها، في ظلّ المواجهة الحاصلة على خلفية الأزمة السورية، وأزمة نشر الدرع الصاروخية.


عمر الصلح 
الجمهورية

Поділитися публікацією:
Головні новини
Близький Схід
Число жертв геноциду Ізраїлю в секторі Газа досягло 44 056
Політика
МКС видав ордер на арешт Нетаньяху
Політика
Хезболла та Ліван схвалили проєкт угоди про припинення вогню з Ізраїлем
Шукайте нас на Twitter

© Ukraine in Arabic, 2018. All Rights Reserved.