أوكرانيا بالعربية | هل سترتكب روسيا الإبادة الجماعية في أوكرانيا؟
كييف/ أوكرانيا بالعربية/ في يوم الاثنين 11 إبريل 2022 صرّحت كتيبة آزوف الأوكرانية عبر تغريدة لها في تويتر: "استخدمت قوات الاحتلال الروسي مادة سامة مجهولة المصدر ضد عسكريين ومدنيين أوكرانيين في مدينة ماريوبول ، من خلال طائرة مسيرة تم اسقاطها، وأن الضحايا يعانون من فشل في الجهاز التنفسي".
وفي يوم الثلاثاء 12 إبريل 2022 صرّحت وزيرة الخارجية البريطانية (ليز تراس) بحسب معلومات استخباراتية أنه تم استخدام بعض الأسلحة الكيميائية في مدينة ماريوبول جنوب شرقي أوكرانيا والمناطق الأوكرانية المحيطة بها!
وفي ذات اليوم أبدت قلقها منظمة حظر الأسلحة الكيميائية، بشأن مزاعم حول استخدام روسيا أسلحة كيميائية في ماريوبول، ودعت المنظمة كل من واشنطن ولندن إلى التحقّق من صحّة معلومات عن تعرّض مدينة ماريوبول لهجوم كيميائي روسي".
وفي ذات اليوم أيضاً صرّح وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن قائلاً: "نشارك هذه المعلومات مع أوكرانيا ونحن في اتصال مباشر مع الشركاء لمحاولة تحديد ماذا يحدث فعلياً، إن ذلك مصدر قلق حقيقي".
إن الذي يقرن بين تصريح الرئيس الأمريكي بايدن الذي نُشر في 13/ 4/ 2022 بموقع (CNN) الاخباري وغيره من المواقع، الذي قال فيه: "ما يحصل في أوكرانيا إبادة جماعية والأدلة تتزايد". وتصريح وزير خارجيته أنتوني بلينكن وكذلك تصريح وزيرة الخارجية البريطانية ليز تراس وتصريح كتيبة آزوف العسكرية المتواجدة جغرافياً بالقرب من مدينة ماريوبول ومحيطها، ستتكوّن في ذهنه معلومة شبه مؤكدة أن الروس بالفعل استخدموا السلاح الكيميائي المُجرّم دولياً ضد الشعب الأوكراني، خاصة وأن هذا الهجوم الكيميائي جاء بعد تعيين الجنرال ألكسندر دفورنيكوف -قائد القوات الروسية في سوريا- قائداً جديداً للجيش الروسي في حربهم العدوانية على أوكرانيا، وذلك بعد الفشل والهزائم التي تعرضت لها روسيا في حربها التي لازالت مستمرة على أوكرانيا.
وألكسندر دفورنيكوف يُلقّب بجنرال البراميل المتفجرة، حيث استخدمها في حربه ضد الشعب السوري التي راح ضحيتها ما يقارب من مليون مسلم. و لقد كتبت أنا في مقال سابق نشرته عبر الفيسبوك عن دفورنيكوف حرفياً: "من المتوقع أن ينطلق الجنرال ألكسندر دفورنيكوف بعد توليه قيادة الجيش الروسي بخطط جديدة سيكون العنف والدم والوحشية المفرطة أهم ما يميزها ضد الشعب الأوكراني".
وأضف على كل ما سبق أن روسيا تستعد الآن لاحتفال سنوي وطني كبير، من المقرر إجراؤه في 9 مايو المقبل، بمناسبة (انتصار الاتحاد السوفييتي في الحرب العالمية الثانية)، الأمر الذي يتطلب أن تكون فيه صورة الرئيس الروسي بوتين وجنوده في صورة البطل المنتصر لا المهزوم الخاسر!
والذي قرأ كِتاب (مستقبل روسيا الجيوبوليتيكي) الذي يُدرّس في الكليات العسكرية الروسية ويعتبر عقيدة الجندي الروسي، وهو أيضاً الكتاب الذي أشعل العدوان الروسي على أوكرانيا، لمؤلفه المفكر السياسي ألكسندر دوغين، الملقب بعقل بوتين، والذي تصفه النخبة والأوساط السياسية في روسيا بالأب الروحي لبوتين، والذي قال في مقابلة معه في برنامج (المقابلة) على قناة الجزيرةأن بوتين يُنفذ أفكاره، يجد في هذا الكتاب أن دوغين يرى أنه لابد لبوتين أن يحتل الأراضي الأوكرانية وأراضي بعض البلدان الأخرى، وبالأخص تلك التي سُكانها تعود جذورهم وديانتهم وأعراقهم لروسيا القيصرية، حتى تتمكن روسيا من إقامة امبراطورية قيصرية جديدة حتى ولو كلف ذلك إبادة بعض الشعوب!
ولقد نشرت صحيقة new.sport.ua الأوكرانية في 5 إبريل 2022، أن وكالة الأنباء الروسية نشرت على موقعها مقالاً خطيراً قامت بحذفه لاحقاً، يدعو لإبادة الأوكرانيين!
ولقد صرح الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي أن المقال المنشور على الموقع الإلكتروني للوكالة الروسية (ريا نوفوستي) ، يثبت عزم روسيا على نيتها لإرتكاب الإبادة الجماعية ضد الأوكرانيين، وأن ذلك المقال سوف يكون من ضمن الأدلة التي سوف تُقدم ضد روسيا في المحكمة الدولية لجرائم الحرب.
في النهاية أتمنى أن تنتصر أوكرانيا نصراً ساحقاً على عدوها، لأن الظُلم والطغيان والقتل والدمار والتشريد لا يقبله أي إنسان نبيل على الإنسان الآخر المظلوم.
بقلم حسين الراوي
المصدر: أوكرانيا بالعربية