أوكرانيا بالعربية | فجر يوم جديد.. وصراع الأجيال... بقلم هشام عبده

18.04.2014 - 12:00 #هشام عبده
مع تقدم الحياة يقدم الإنسان فينتهي جيل ويأتي جيل وهذه هي سنةالحياة وكل جيل له افكاره واراءه واساليبه التي يحاول تطبيقها في الزمنالذي يعيشه فيحدث عند ذلك صراع الاجيال جيل الحاضر والذي يمثله الشبابوجيل الماضي والذي يمثله الشيوخ . جيل الشيوخ يرفض تسليم رايةالحياة للجيل الذي بعده فيرى انه هو الاجدر بالاستمرار على حمل الراية فلهمن التجارب ماتكفيه بان يقود مسيرة الحياة بنجاح ،لا الجيل الذيياتي بعده والذي حسب اعتقاده بأنه قليل التجربة وتغلب عليهالعاطفه ولذلك يكون عير مؤهل لقيادة الحياة ؛ اما جيل الحاضروالمتمثل بالشباب فهؤلاء يقولون ان هذه الزمان هو زمنهم ،وهم الاجدر بقيادته بعيدا عن كل كلاسيكية تقيد خطواتهم وابداعاتهم وافكارهم ومجددين كل كلاسيكية تمتلك نفحه من روح التجديد .

كييف/أوكرانيا بالعربية/مع تقدم الحياة يقدم الإنسان فينتهي جيل ويأتي جيل وهذه هي سنة الحياة وكل جيل له افكاره واراءه واساليبه التي يحاول تطبيقها في الزمن الذي يعيشه فيحدث عند ذلك صراع الاجيال  جيل الحاضر والذي يمثله الشباب وجيل الماضي  والذي  يمثله  الشيوخ .

جيل الشيوخ يرفض تسليم راية الحياة للجيل الذي بعده فيرى انه هو الاجدر بالاستمرار على حمل الراية فله من التجارب ماتكفيه بان  يقود  مسيرة الحياة بنجاح، لا الجيل الذي ياتي بعده والذي حسب اعتقاده بأنه قليل التجربة وتغلب عليها لعاطفه ولذلك يكون غير مؤهل لقيادة الحياة ؛ اما جيل الحاضر والمتمثل بالشباب فهؤلاء يقولون ان هذه الزمان هو زمنهم ، وهم الاجدر بقيادته بعيدا عن كل كلاسيكية تقيد خطواتهم وابداعاتهم وافكارهم ومجددين كل كلاسيكية تمتلك نفحه من روح التجديد .

والصراع مستمر مع استمرار الحياة وتقدمها ولا توجد  نهاية حاسمة له لانه مهما بلغت ضراوة ذلك الصراع وشدته، علينا ان لا ننسى ان طرفي الصراع الشباب والشيوخ فكا منهما مكمل  للاخر ولا يمكن الفصل بينهما لانه اذا حدث الانفصال ولم يتعاون الجيلان فذلك يعني الفصل  بين الحياة والمواصلة على التقدم  والتطور .

يمتد تاريخ الإنسانية إلى أكثر من مليون سنة ، غير أن تاريخها الثقافى والحضارى لا يزيد على أثنى عشر ألف عام، وتشير الدراسات التاريخية الخاصة بتطور الإنسان إلى أن العلاقة بين الشباب والشيوخ كانت منذ الأزل علاقة صراع وصدام ، فبينما كانت الأمهات يلقن صغارهن تقاليد الخوف قبل الاحترام من الرجل المسن "العجوز"، وكان الشيوخ يشعرون بالقلق والتوجس من جموع الشباب وطموحاته ، وغالبا ما كانوا يتحينون الفرصة لكى يتخلصوا من أكثر الشباب الذين يهددون سلطتهم ونفوذهم،
وفى الزمان السحيق ايضا كان من السهل على الشيوخ إقناع الجماعة بأن الكوارث والنوائب التى تقع عليهم إنما هى نتاج غضب الإلهة، وبوصفهم أكثر أعضاء الجماعة قدرة على مخاطبتها وتهدئة ثورتها، فقد كان الشيوخ يزعمون أن الآلهة تطلب نفى أو قتل هذا الشاب أو ذاك ، أو تقديمه قربانا مقابل عودة الأمور إلى طبيعتها، وبالطبع كان الشباب المعرضون للقتل أو النفى هم العناصر التى تعلن تمردها على الشيوخ والقطيع .
ومع تجاوز الإنسانية خطوات واسعة فى اتجاه التحضر والرقى، اختفت طقوس القتل المتبادل بين الشيوخ والشباب لتحل محلها مناورات الجانبين من أجل إثبات الوجود وتعظيم دور كل جانب فى المجتمع على حساب الجانب الأخر، وقد ظل الشيوخ يزعمون أنهم الأكثر ذكاء وحكمة وخبرة، ومن ثم فمن حقهم تولى السلطة السياسية والدينية وإدارة التوجهات الاجتماعية وإبعاد الشباب عنها، فيما بقت مجالات الحرب والرياضة والموسيقى هى المجالات الأنسب للشباب والتى من خلالها يعلنون عن وجودهم وعن تمردهم على سلطة الشيوخ وعلى أفكارهم المحافظة .
وقد ظل صراع الأجيال على مدى معظم التاريخ الإنسانى دالة فى الفروق العمرية، غير أن الأمور قد تغيرت قليلا منذ أن بدأت ملامح التغيير فى كل مناحى الحياة تتسارع ، فعامل السن كان وما يزال هو الشرط الضروري لصراع الأجيال ، ولكنه يظل شرطا غير كاف بمفرده لإظهار هذا الصراع، ومن ثم فإن الشرط الثانى والأهم لصراع الأجيال هو معدل التغيير داخل المجتمع، بمعنى أنه بدون ارتفاع معدلات التغيير في الأحداث السياسية والاقتصادية والاجتماعية لا يمكن لصراع الأجيال أن يظهر أو أن يكون على الأقل ملموسا ومحسوسا ، والعكس بالعكس ، ويشير المؤرخ الأمريكى كافين رايلى "إلى أن التغيير لم يصبح حقيقة معترفا بها إلا فى أخريات القرن التاسع عشر" ؛ ولكن سرعة تغيير أوجه الحياة على الأرض أدت إلى ازدياد صعوبة فهم الإنسان لما يجرى من حوله ، وربما بسبب هذه الصعوبة كان الإنسان القديم حريصا على ابتكار آليات معينة ظن أنها تكفل له تثبيت العالم وعدم تغيره، فقد استغل الشيوخ ثالث آليات أو أفكار لتحقيق هذا الهدف ، فكان استخدامهم للـ "الدين" الذى جعل لحياة الإنسان بداية ونهاية ثم بداية جديدة فى العالم الآخر، وفكرة "الزمان الدائرى" التى جعلت فكرة الدين مقبولة عقليا، ثم فكرة طبع الابن بطابع أبيه وجعله صورة طبق الأصل منه للتغلب على فكرة الموت بصورة مادية ملموسة ، كما يقول المثل (إللى خلف مامتش)، أى أن الإنجاب وتوريث صفات الأب لابن حتى فى اختياراته الحياتية ، هو فى حد ذاته نوع من أنواع مقاومة التغيير الذى مازال يحمل معنى الموت والانحلال والتلاشى .
لقد لعبت هذه الأفكار أو الآليات دورا هاما فى مقاومة تغيير حياة الإنسان ،وبالتالى منعت في الواقع صراع الأجيال أو قلصته إلى حدوده الدنيا، غير أنه خلال فترة زمنية لا تتجاوز ثالثة قرون، أخذت هذه الأفكار فى التداعى واحدة وراء الأخرى، فاستغلال "الدين" فى غير أغراضه واجهته حركات إصلاح قلصت من هذا الاستغلال الذى يؤثر على عقول الناس، وجاءت الثورة الصناعية فى القرن السابع عشر لتدمر مجتمع الإقطاع الذى قام على الأسرة المقولبة التى كان فيها الابن صورة طبق الأصل من أبيه، وأتاحت هذه الثورة تفكيك هذه الأسرة ووحدات بناء المجتمع التقليدى مثل العشيرة والقبيلة، وبفضل هذا التطور، تحرر الشباب لا من سلطة الأب بالمعنى المباشر فقط ، بل من السلطة الأبوية بشكل عام .
لقد أصبح التغيير أمرا واقعا ومعترفا به، ولكن المشكلة أن معدلات التغيير كانت أخذة فى الزيادة باستمرار، بحيث يمكن القول بأن النصف الثانى من القرن العشرين قد تميز بأعلى معدلات للتغيير فى كافة جوانب الحياة بالقياس بالمعدلات نفسها فى أى فترة سابقة لكل ذلك كان من الطبيعى أن يصبح صراع الأجيال أمرا محسوسا وملموسا بأكثر من ذى قبل .

بالرغم من أن النظام العائلي التقليدي والأبوي تعرض لتغيراتأساسية بسبب التغيرات البنيوية في بعض المجتمعات العربية فان دور الأب لايزال يقترن بالطاعة والعقاب والسلطة والحزم من خلال علاقة وصاية واضطهادوإحباط وعجز عقلى لا تعطي للشباب مجال لتحقيق استقلاله الذاتي وعلى الأخص بالنسبةللإناث ومع أن هناك تصادم بين جيل الشباب الجديد وآبائهم للاعتراف بحقوقالمساواة والمشاركة إلا أن الصورة الغالبة حتى في المجتمعات التي حققتتقدماً في هذا المجال لا تزال مسيطرة عليها النوع الأبوي الذي يتميز بسلطةالأب المطلقة.

وتصبح هنا إرادة تحطيم قيم الواقع الاجتماعي ضرورة وجودية لتحقيق الشبابلأنفسهم و إثبات وجودهم والتعبيرعن حاجاتهم ومتطلباتها وحماية هذه الذاتمن خطر الاستسلام والتقوقع في القوالب التقليدية و النظم البالية.

ولعل تزايد المسافة الاجتماعية بين جيل الكبار الذين يشكلون ثقافة زمنية خاصة بهموالتي من ابرز سماتها المحافظة والتقليدية ، وجيل الشباب الذين يشكلونثقافة خاصة بهم والتي من ابرز صفاتها التمرد والثورة على الأهل والمجتمعوالحيوية والديناميكية والبحث عن كل جديد أدت بطريقة ما إلى تزايد حدةالصراع الاجتماعي والثقافي والقيمي على وجه الخصوص لدى الشباب .

نحتاج الى إحداث نوع من التوازن بين الأجيال الماضية والأجيال الحالية ،غرسوا فأكلنا ونغرس فيأكل من هم بعدنا ، التوازن يقول أن كل جيل لا بد أن يأخذ فرصته ويصنع شيئاً لمن بعده ،لا ننكر ان الجيل القديم هو الخبرة والنصيحة ، لكن إن بقينا على أن الأجيال الشابة ضعيفة لم تصنع شئ فسنكون بعد سنوات لا نملك أي حضارة ولا تقدم ،لا بد أن يأخذ كل جيل حقه يخطئ ويتعلم وينهض من تلقاء نفسه .

وجيل الشباب الجديد متعلم متنور مندفع جسور، لذلك من واجب الأجيال السابقةالتي تتحكم بالأمور وتوجهها أن تتنحى جانبا وتفسح المجال للشباب في توجيه شؤونهموأمورهم وتعترف بحقهم فى تحديد وتقرير ما يريدون،او على الاقل تكسبهم الثقة فى عقولهم ،وبالتالى سينعكس ذلك على اختياراتهم وكما قال المعرى "لا امام سوى العقل" علينا كبارا وصغارا ان نعترف بذلك وهذا ما يطلبه شباب اليوم .

نعم .. للقديم احترامه وتقديره ، ولكن للجديد بريقه ولمعانه ،والحقيقة ان الشباب روح الأمةالوثابة وشعلتها المضيئة وحيويتها الدافقة القادرة على التغيير والابداع مما يعود عليهم كأجيال جديدةحديثة العهد وعلى بلادنا بأحسن النتائج .


هشام عبده

كاتب عربي مصري

المصدر: أوكرانيا بالعربية


Поділитися публікацією:
Головні новини
Близький Схід
Число жертв геноциду Ізраїлю в секторі Газа досягло 44 056
Політика
МКС видав ордер на арешт Нетаньяху
Політика
Хезболла та Ліван схвалили проєкт угоди про припинення вогню з Ізраїлем
Шукайте нас на Twitter

© Ukraine in Arabic, 2018. All Rights Reserved.