أوكرانيا بالعربية | أوميروف عن سير اللقاءات بين فريقي التفاوض الأوكراني والروسي
كييف/ أوكرانيا بالعربية/ في حوار خاص مع الجزيرة نت أجراه الصحفي صفوان جولاق ونُشر في 8 نيسان/ أبريل الجاري تحدث النائب البرلماني القرمي التتري المسلم، وعضو لجنة التفاوض الأوكرانية مع روسيا، رستم أميروف، حول سير العملية التفاوضية، وما حققته حتى الآن في إطار البحث عن حل ينهي الحرب الروسية الدائرة في أوكرانيا منذ 24 فبراير/شباط الماضي.
وفيما يلي نص الحوار:
- لماذا تمسك الجانب الأوكراني برفض متابعة عملية التفاوض في بيلاروسيا، ونقلها إلى تركيا؟
في اليوم الأول من الحرب، اتصلنا بالرئيس التركي رجب طيب أردوغان، وطلبنا منه الوساطة لإطلاق مفاوضات مع الجانب الروسي، وقد وافق الجانب التركي على ذلك، ولكننا استغرقنا بعض الوقت لنقل المفاوضات من بيلاروسيا إلى تركيا، وهو ما يمثل انتصارا دبلوماسيا بالنسبة لنا.
منذ بداية الحرب، كانت سياسة مينسك (عاصمة بيلاروسيا) الرسمية تجاه أوكرانيا غير ودية أبدا، فقد أطلقت روسيا جزءا من صواريخها من أراضي بيلاروسيا بموافقة السلطات هناك، كما عبر جنود روس -بشكل غير قانوني- الحدود الأوكرانية البيلاروسية.
من المهم بالنسبة لنا أن تساعد تركيا على الوصول إلى تسوية سلمية، على عكس بيلاروسيا؛ حيث تعتبر أوكرانيا، تركيا شريكا مستقلا في هذه المفاوضات، والدولة الوسيطة يجب أن تحافظ على موقف مستقل.
نحن ممتنون للغاية لفريق الرئيس التركي وللرئيس أردوغان نفسه، لدعمهم ومساعدتهم لأوكرانيا، وعلى كل ما يتعلق بتنظيم وإجراء المفاوضات في إسطنبول، والمساعدات الإنسانية للأوكرانيين، إضافة إلى المساعدة في مهمات إجلاء المدنيين.
بماذا تختلف جولات التفاوض المباشرة عن تلك التي تقام باستمرار عبر تقنية الفيديو؟
أولا، بالنسبة لنا، كل ساعة تمر هي مسألة حياة أو موت بالنسبة لمئات الآلاف من شعبنا، وباستثناء اللقاءات التي تعقد عبر الإنترنت، فإن التحضير لوجستيا والمشاركة في الاجتماعات التفاوضية تستغرق الكثير من الوقت، هذا أولا.
أما ثانيا، فنحن في العادة نعقد اجتماعا مباشرا عندما نصل إلى نسخة نهائية معينة حول بعض القضايا، أو نقترب من تحديد الخطوط العريضة لوثيقة مستقبلية.
وتعمل فرق التفاوض لدينا الآن على وضع اللمسات الأخيرة على بنود "اتفاقية الضمانات الأمنية لأوكرانيا".
كما يستمر عمل الاجتماعات عبر تقنية الفيديو بدون توقف على مستويات مختلفة، مع خبراء ومحامين مختلفين، وغيرهم.
ما العوامل الخارجية التي تعرقل عملية التفاوض؟ وهل تتدخل دول الغرب في موقف أوكرانيا فعلا كما يقول الروس؟
أوكرانيا بلد ديمقراطي مستقل لا يقبل أي تدخل، أو أي تأثير عليه من أطراف ثالثة، لكننا نقدر دعم حلفائنا.
لقد أظهرت قيادة بلادنا، وأظهر الرئيس فولوديمير زيلينسكي، للعالم أجمع، أن أوكرانيا لن تكون مستعمرة أو تابعة لأحد.
كل ما تحتاجه أوكرانيا من الدول الأخرى اليوم هو المساعدة في مجال التسلح، وفرض عقوبات صارمة على روسيا، إضافة إلى المساعدات الإنسانية.
نحن بحاجة إلى يد العون، وليس النصح أو التوجيه. وبالتأكيد، لن نسمح لأي شخص من الخارج بالتدخل في الشؤون السيادية الخاصة بأوكرانيا.
العالم يتحدث عن أرقام مختلفة حول نقاط خلافية بين الجانبين الروسي والأوكراني، هل هذا صحيح؟ وما هي؟
هناك الكثير من التكهنات والمغالطات اليوم حول عملية التفاوض، وهذا جزء من حرب المعلومات ضد أوكرانيا.
يتركز عمل وفدنا على إيجاد ضمانات جديدة للأمن الجماعي بالنسبة لبلدنا، قائمة على ترتيبات أمنية محددة بوضوح، خاصة بأوكرانيا.
لن تكون هذه اتفاقية ثنائية بين أوكرانيا وروسيا. نحن نعمل على ضمان أن يكون أعضاء مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة فيها، بالإضافة إلى العديد من الدول المستقلة والقوية الأخرى، حتى تكون جميعها ضامنة لأمن أوكرانيا.
ستحدد المعاهدة الأمنية الجديدة آليات واضحة لضمان أمن أوكرانيا، وشروط تنفيذها. سيكون لها قوة قانونية، يتم التصديق عليها في برلمانات جميع الدول الضامنة.
ما أبرز النتائج الإيجابية التي حققتها عملية التفاوض، وعند أي النقاط الخلافية تتعثر؟
لا أرغب في تقييم عملية التفاوض في هذه المرحلة؛ نحن الآن في مرحلة تكوين جدول الأعمال، والخطوط العريضة، وتحديد المفاهيم والأطروحات الأولى.
عملية التفاوض معقدة للغاية. لدينا مع الجانب الروسي تصور مختلف تماما للعالم والقيم والأيديولوجيا.
نحدثهم بالحقائق والأرقام حول ما يحدث بالفعل، وهو أمر صعب للغاية، لكننا نواجههم بواقع موضوعي؛ حول حقيقة عدم وجود نازيين في بلدنا، وأن أوكرانيا لم تشكل تهديدا عسكريا لروسيا ولن تهاجم أحدا. نحن على أرضنا نحمي شعبنا ومنازلنا، والحقيقة في صفنا.
على صعيد الممرات الإنسانية، نحن نتوصل إلى بعض الاتفاقات، وعلى الرغم من حقيقة أن الجانب الروسي غالبا ما يعطل عمل الممرات الإنسانية، فإننا نجحنا في إخراج بعض الناس على الأقل من المناطق الساخنة.
وفي بعض المدن الأوكرانية، يقوم الروس الآن بإبادة جماعية حقيقية. انظر إلى المشاهد الملتقطة في مدينة بوتشا للناس الأبرياء هناك، حيث تم إطلاق النار على أطفال صغار ونساء في الشوارع، وظلوا هكذا لأسابيع من دون إمكانية دفنهم لتنعم أرواحهم بالطمأنينة.
دونباس والقرم.. ما الأمور التي يقبل الجانب الأوكراني بها، وما الأمور التي يرفضها؟
أولا وقبل كل شيء، لن تتنازل أوكرانيا عن أراضيها. نحن لا نقبل أي تنازلات بشأن دونباس وشبه جزيرة القرم. هذه أراضينا ولن نتنازل عنها أبدا.
لقد تمكنا من إضافة قضية الأراضي المحتلة مؤقتا (دونباس وشبه جزيرة القرم) إلى جدول أعمال المفاوضات، وهذا تقدم بالنسبة لنا.
قبل 8 سنوات من ذلك، تجاهلت روسيا قضية القرم، ورفضت مناقشتها مع أوكرانيا، وهي اليوم معروضة بالفعل على طاولة المفاوضات. ونحن بالفعل نناقش ذلك.
نحن بحاجة إلى حل جميع القضايا الإنسانية وعدد من القضايا السياسية. فعلى سبيل المثال، يوجد اليوم 122 سجينا سياسيا في القرم، حوالي 80 منهم من تتار القرم المسلمين.
خلال السنوات الثماني الماضية، كانت روسيا تنتهج في شبه جزيرة القرم سياسة تدمير التراث الثقافي والحريات الدينية لتتار القرم، حيث اقتحموا المساجد بتفتيشها أثناء صلاة الجمعة واقتادوا المصلين إلى السجون، ومنعوا الناس من التجمع في الشوارع خلال الأعياد الدينية الكبرى (الفطر والأضحى).
لم نتمكن من فعل أي شيء قانوني لمساعدة هؤلاء الناس، لأن الجانب الروسي تجاهل هذه الأمور، والآن نريد العودة إلى هذه القضايا، لإطلاق سراح أهلنا من السجون.
هل النتائج التي وصلتم إليها كافية لتوقيع اتفاق وعقد لقاء يجمع الرئيسين زيلينسكي وبوتين؟ ولماذا برأيكم؟
ما زلنا نعمل على النقاط الرئيسية لمعاهدة مستقبلية. يمكن أن يتم عقد لقاء بين رئيسي الدولتين عندما ننتهي من كل التفاصيل.
نقلاً عن الجزيرة.
المصدر: اوكرانيا بالعربية ، الجزيرة نت