أوكرانيا بالعربية | أوباما وخطواته الأولى على أرض فلسطين... بقلم د. فوزي الأسمر

بغض النظر كيف سيقييم التاريخ زيارة الرئيس الأمريكي، باراك أوباما إلى أرض فلسطين التاريخية، بعد أن اعترف العالم بجزء من تلك الأرض على أنه يشكل دولة فلسطين بحقوق غير متكاملة، إلا أن التاريخ سيقيم هذه الزيارة على أنها الأولى من نوعها، على الرغم من أن إدارة أوباما صوتت ضدّ الاعتراف بها، في الدورة العادية الأخيرة للجمعية العامة للأمم المتحدة.

كييف/أوكرانيا بالعربية/بغض النظر كيف سيقييم التاريخ زيارة الرئيس الأمريكي، باراك أوباما إلى أرض فلسطين التاريخية، بعد أن اعترف العالم بجزء من تلك الأرض على أنه يشكل دولة فلسطين بحقوق غير متكاملة، إلا أن التاريخ سيقيم هذه الزيارة على أنها الأولى من نوعها، على الرغم من أن إدارة أوباما صوتت ضدّ الاعتراف بها، في الدورة العادية الأخيرة للجمعية العامة للأمم المتحدة. 

وتأتي خطوته هذه في ظل إعلان السكرتير العام للأمم المتحدة، بان كي مون، أن هذه المنظمة الدولية قررت: "تغيير اسم السلطة الفلسطينية إلى دولة فلسطين في جميع إجتماعاتها وأوراقها الرسمية". وبسرعة إتهمت إسرائيل السكرتير العام بأن القرار الذي أصدره مليء بالمواقف السياسية الأحادية الجانب والمنحازة إلى جانب الفلسطينيين.
وبلا شك سيفتش الرئيس أوباما أثر وصوله إلى فلسطين عن أسباب اعمق مما تجيء في التقارير، تمنع قيام دولتين، وحل المشكلة حلا أساسيا من وجهة النظر الأمريكية (والفلسطينية إلى حد ما) .. أسئلة كثيرة وكثيرة جدا ستطرح قبل أن يقرر أوباما اتخاذ خطواته الأخيرة: إما التراجع كليا عن موقفه أو محاولة وضع ضغط على إسرائيل والفلسطينيين؟.
السؤال هو هل يستطيع أوباما تحقيق الهدف الأمريكي المنشود، بدون أن يسبق ذلك خطوات حاسمة؟ بلا شك سيركز أوباما مجددا على إنجاز تفاهمات تهدف إلى وضع حد لمشاريع البناء في المستعمرات اليهودية (وهي أحدى العقبات الأساسية للعود للحوار)، مقابل إستئناف المفاوضات مع الفلسطينيين. ولتحقيق ذلك، خصوصا مع وجود حكومة إسرائيلية متطرفة يحتاج إلى أكثر من "كلام معسول ولسان لطيف".
فبالإضافة إلى تهويد الأراضي العربية التي صادرتها إسرائيل بعد قيامها، إلا أن مصادرتها لعبت دورا في محاصرة المدن والقرى الفلسطينية، خصوصا من النواحي الاقتصادية التي وقف في مقدمتها الإنتاج الزراعي الذي اعتمدت عليه كل القرى العربية، والإنتاج الصناعي الخفيف (صناعة الفخار والأدوات النحاسية، والمصنوعات السياحية من خشب الزيتون وغيرها والتي لاقت رواجا عالميا).
ولا بدّ أن مستشاري الرئيس أوباما واعون للأسباب الحقيقية التي تقف وراء تحركات الدمى السياسية الإسرائيلية التي عمل بنيامين نتنياهو جاهدا لائتلاف حكومي معها قبل وصول الرئيس الأمريكي إلى البلاد في أول زيارة له كرئيس للجمهورية، وبعد إعادة إنتخابه لفترة زمنية ثانية. فقد أعلن البيت الأبيض سابقا أن الرئيس أوباما لن يقوم بزيارة إسرائيل إذا لم تكن هناك حكومة شرعية؟ بمعنى آخر ان هذه الحكومة ستبقى بدون مصير بعد مغادرة أوباما المنطقة.
وإذا أضفنا إلى كل ما ذكرنا موقف الأغلبية في إسرائيل فإن الصورة تبدأ باتخاذ حجم واقعي، لا يمكن تغافله. فحسب آخر استطلاع للرأي العام الإسرائيلي، فإن أغلبية الشعب في إسرائيل لديه علاقة سلبية لرئيس الولايات المتحدة اوباما (معاريف 15/3/2013 )
ولكننا لا نتحدث عن الحب، بل عن السياسة، وفي المشاكل السياسية لا وجود للحب.


ورغم أن الرئيس الأمريكي باراك أوباما، كان يتابع ويحاول أن يعالج الصراع الفلسطيني-الإسرائيلي نظريا، عن طريق المباحثات الجارية بين الطرفين، والتقارير التي تقدم له، وعن طريق مستشاريه المتخصصين في مشاكل الشرق الأوسط، وعن طريق الأبحاث التي تنشر، إلا أنها، ومهما كانت دقيقة، ينقصها لفتة واقعية وإنسانية. فمثلا هناك فرق بين التحدث عن الحواجز على الطرقات في الأراضي المحتلة ومعاملة الجنود الإسرائيليين للمواطنين الفلسطينيين في التقارير، ومشاهدتها على أرض الواقع.

فمن هذا المنطلق، يمكن رؤية وتقييم زيارة أوباما للمنطقة كمحاولة اضافية شخصية من جانبه، لإنقاذ أحد الثوابت الأمريكية في منطقة الشرق الأوسط، بدءا من اتفاق أسلو وصولا إلى الهدف الأمريكي المنشود اليوم وهو إقامة الدولتين.

وعلى الرغم من أن الأغلبية تعتقد أنه لن تكون هناك مفاجآت بالمعلومات التي يتطلع باراك أوباما الحصول عليها. على سبيل المثال: رد مقنع عن السبب الحقيقي وراء القرار الأحادي الجانب القيام بتفريغ قرى فلسطينية في عام 1948 والقيام بتدمير جزء منها، وتحويل سكانها إلى لاجئين داخل إسرائيل؟ وهل هذا التصرف له امتداد لما حصل خلال الـ 65 سنة الأخيرة، ويتكرر الآن داخل أراضي الدولة الفلسطينية؟ (صحيفة معاريف الصادرة يوم 16 /3/2013 ).

وربما يحاول أوباما العودة إلى بعض القضايا الجذرية الأخرى رغم كل ما كتب عنها مثل منطقة 'آي 1' ومدى أهميتها في تنفيذ مشروع الدولتين الذي تتبناه إدارته؟ وغيرها من الأمور.

فالأحزاب التي تتألف منها الحكومة الجديدة، تقف حجر عثرة في وجه المواقف الأمريكية. فحتى لو أراد نتنياهو العمل على حل الدولتين سيواجه صعوبات من شركائه في الحكومة الجديدة. وهناك مواقف واضحة بهذا الشأن من حليفه أفغدور ليبرمان (رئيس حزب إسرائيل بيتنا والذي انضم مؤخرا لحزب الليكود). ومن نفتالي بينت (رئيس البيت اليهودي) أنهما لن يوافقا على حل الدولتين، وبدونهما لن تكون هناك حكومة.

فعشية وصول الرئيس أوباما إلى إسرائيل تبين من إستطلاع صحيفة 'معاريف '38 بالمائة من الإسرائيليين يعتقدون أن الرئيس أوباما يحمل العداء لدولة إسرائيل. ومع ذلك فقد تبين من الإستطلاع أن 32 بالمائة يعتقدون أنهم لا يحبونه، ومع ذلك يحترمونه. وعشرة بالمائة فقط قالوا أنهم يحبون أوباما. 

د. فوزي الأسمر

كاتب وصحافي فلسطيني يقيم في واشنطن.

المصدر : أوكرانيا بالعربية


Поділитися публікацією:
Головні новини
Близький Схід
Число жертв геноциду Ізраїлю в секторі Газа досягло 44 056
Політика
МКС видав ордер на арешт Нетаньяху
Політика
Хезболла та Ліван схвалили проєкт угоди про припинення вогню з Ізраїлем
Шукайте нас на Twitter

© Ukraine in Arabic, 2018. All Rights Reserved.