أوكرانيا بالعربية | القائم بأعمال سفارة أوكرانيا لدى القاهرة: بوتين نازي
كييف/ أوكرانيا بالعربية/ أجرى مسؤول ملف الشؤون العربية والدولية بجريدة "المشهد" المصرية، الكاتب الصحفي رامي إبراهيم حواراً خاصاً مع القائم بأعمال سفارة أوكرانيا لدى القاهرةروسلان نيتشاي نشرته الصحيفة في عددها الصادر في 13 نيسان/ أبريل الجاري وجائ فيه:
بدأت روسيا 24 فبراير الماضي، هجوما عسكريا على أوكرانيا بحجة حماية أمنها القومي الذي قد يتأثر بانضمام كييف إلى حلف الناتو، ما أدى إلى تفاقم الأوضاع الاقتصادية على مستوى العالم الذي تأثر بموجة ارتفاع غير مسبوقة في الأسعار وإلى لجوء أكثر من 4 ملايين أوكراني إلى دول الجوار، إلى جانب هزات كبيرة يتعرض لها النظام الدولي الذي أصبح مهددا بالانهيار.
ومن منطلق البحث عن الحقيقة وتناول الأزمة من كافة جوانبها، أجرت صحيفة المشهد حوارا مطولا مع القائم بأعمال السفارة الأوكرانية في القاهرة، روسلان نيتشاى، الذي أكد أنه لا أحد في العالم يعرف متى ستنتهي هذه الحرب خاصة وأن الجانب الروسي غير جاهز لوقف الإطلاق، كما أن بلاده تريد انسحابا روسيا كاملا والوصول لاتفاق بضمانات أمنية من دول كبرى.
وقال القائم بأعمال السفارة الأوكرانية في القاهرة، إن المفاوضات حاليا تتركز على الممرات الإنسانية لأن الجانب الروسي غير جاهز لحوار ثنائي ومباشر، ومطالبه تساوي استسلاما كاملا ونزعا لسلاح الجيش الأوكراني.
وأشار روسلان نيتشاى، إلى أن أوكرانيا لديها مقترح يتضمن حلولا وسطا بشأن مناطق شبه جزيرة القرم ولوجانسيك ودونيتسك مع وجود ضمانات أمنية من خلال الدول الكبرى وأعضاء مجلس الأمن الدولي بمن فيهم روسيا.
وأضاف القائم بأعمال السفارة الأوكرانية، أن بلاده تفكر في كيفية الاستمرار بالحرب والصمود في وجه العمليات العسكرية الروسية، من خلال استخدام كافة الوسائل الممكنه للدفاع عن أراضيها سواء من خلال طلب المساعدة من الدول الصديقة أو بالاستعانة بفيلق دولي مكون من ضباط لديهم خبرات عسكرية استشارية وفنية وقتالية وضمهم رسميا إلى الجيش الأوكراني...
وإلى نص الحوار
• بداية .. اشرح لنا الوضع على الأرض في أوكرانيا وماذا يحدث هناك؟
- للأسف تستمر المعارك والأعمال العسكرية في أوكرانيا، إلا أنه من أهم الأشياء هو انسحاب القوات الروسية من العاصمة كييف، وفي الوقت الحالي تتركز القوات الروسية بالمناطق الشمالية والشرقية في لوجانسك ودونيتسك، وجنوب أوكرانيا في شبه جزيرة القرم وبعض المناطق المجاورة.
• ما هي توقعاتك للمعارك بعد الإنسحاب الروسي من تخوم العاصمة كييف؟
- للأسف لا أحد في العالم كله يعرف متى تنتهي هذه الحرب، لكن ما نراه في الوقت الحالي أن الجانب الروسي غير جاهز لوقف إطلاق النار، وأوكرانيا تفكر في استمرار المعارك لفترة طويلة.
- ما حجم الخسائر البشرية بين البلدين منذ بدء الهجوم الروسي على أوكرانيا.. سواء في القوات العسكرية أو المدنيين؟
- في ظروف الحرب من الصعب الحصول على أرقام دقيقة واحصائيات بالخسائر سواء في الأرواح أو المعدات، لأن المعارك دموية ، لكن صراحة ما يصدر من كل جانب من الممكن أن نسميه دعاية أو بروباجندا، ومن الواضح أنه لاحاجة للدعاية الأوكرانية أو الروسية، خاصة وأن التقارير المباشرة من ميادين المعارك توضح حجم خسائر القوات الروسية. والأرقام التي تنشرها السفارة صادرة عن السلطات الأوكرانية هي ذات مصداقية، إلا انها لظروف الحرب قد لا تكون دقيقة ولا نستطيع ذكر الخسائر بكل دبابة وكل جندي. ونؤكد أن هناك آلاف الضحايا المدنيين الأوكران خاصة من النساء والأطفال نتيجة القصف الروسي، هذا إلى جانب لجوء نحو 4 ملايين مواطن جلهم من النساء والأطفال إلى الدول المجاورة.
• كيف ترى الاتهامات الروسية بأن السلطات الأوكرانية كانت تقوم باضطهاد المواطنين الأوكرانيين ذوي الأصول الروسية في إقليم دونباس؟
- الحديث عن اضطهاد المواطنين الذين يتحدثون اللغة الروسية، دعاية كاذبة وأنا من غرب أوكرانيا ومنذ نحو عشر سنوات كنت أقيم في منطقة دونيستك وكنت اتكلم اللغة الروسية ولايوجد أي ضغط أو انتهاك لحقوق المواطنين الذين يتحدثون الروسية أو ذوي الأصول الروسية، لكن موسكو كانت تبحث عن سبب لغزو وأكرانيا.
ولو تكلمنا عن أوكرانيا كدولة مستقلة ومهما كانت المشاكل الداخلية فإنه ليس من حق روسيا التدخل في شؤوننا الداخلية لحل أية أمور ظاهرة، كما أنها تستخدم هذا الأمر لإيجاد أسباب لاحتلال دولة مستقلة وهذه الدعاية موجودة منذ العام 2014، مع دخولها شبه جزيرة القرم، وعلينا أن نسترجع ما حدث مع جورجيا ومولدوفا.
روسيا ليست لديها أي أمثلة أو تقارير من المنظمات الدولية، أو منظمة الأمن والتعاون الأوروبي التي هي ممثلة فيها ومن صلاحياتها مراقبة الأراضي الأوكرانية التي احتلها، أو كما تسميها جمهوريات لوغانسك ودونيتسك، عن وجود انتهاكات لحقوق الإنسان، كما أن أوكرانيا لديها سلطات معنية بحقوق الإنسان، ولا توجد أي طلبات أمام الجهات المعنية، مع ذلك توجد تقارير لانتهاك حقوق الإنسان من قبل الانفصاليين والعسكريين الروس، وهناك قضية جنائية فيما يخص الطائرة الماليزية.
• ماذا عن المفاوضات مع الجانب الروسي؟ وإلى أين تصل هذه المفاوضات في ظل تطورات الأوضاع الحالية؟
- من بداية هذه الحرب ركز الرئيس الأوكراني فلاديمير زيلينسكي، على المفاوضات لإنهاء هذه الحرب بالطرق السياسية والدبلوماسية، لكن عموما تتركز المفاوضات في الوقت الحالي على الممرات والأمور الإنسانية، لأن الجانب الروسي غير جاهز لحوار ثنائي ومباشر، لأنه كل جلسة تفاوض يكون له متطلبات عديدة غير مقبولة. وأتوقع مع المقاومة الشديدة من الجيش الأوكراني للهجمات الروسية قد يتغير الموقف من الجانب الروسي خلال المفاوضات ونتمنى ايجاد الحلول الإيجابية في أسرع وقت.
• ما هي مطالب الجانب الروسي التي ترفضها أوكرانيا وترى أنها لا تستطيع قبولها؟
- المطالب الروسية تساوي استسلاما كاملا ونزع سلاح الجيش الأوكراني، والاعتراف بسيادة روسيا على ما تسمى جمهوريات لوغانسك ودونيتسك وشبه جزيرة القرم، فهي كانت تريد في بداية المفاوضات استسلاما كاملا ومنح أوكرانيا السيادة السياسية فقط، كما كانت تريد إعادة إجراء الانتخابات تحت البنادق الروسية بكل المناطق، وجميعها بنود مرفوضة في ضوء القانون الدولي. أوكرانيا دولة مستقلة وليست جزءا من الاتحاد الروسي ومن غير المقبول أن تطلب موسكو الاستسلام الكامل ونزع سلاح الجيش الأوكراني، وهذا أمر مستغرب كيف يتم الحصول على نتيجة قبل انتهاء المفاوضات، لذلك تتركز الجولات الحالية على الممرات الإنسانية لانسحاب المدنيين إلى الحدود الغربية.
• هل ترى أن هناك رغبة من الجانب الروسي في التنازل عن بعض مطالبه لاحترام سيادة أوكرانيا وإنهاء الأزمة؟
- للأسف لا نرى جاهزية الطرف الروسي لإجراء مباحثات حقيقية وجادة، ولكن مع توقعاتنا بنجاح الجيش الأوكراني في المقاومة ضد القوات الروسية وأيضا العقوبات الاقتصادية، كل هذا قد يدفع موسكو لتغيير موقفها والبدء مفاوضات سياسية حقيقية.
• وإذا تحدثنا عن أوكرانيا.. فما هي المرونة التي يمكن أن تبديها خلال المفاوضات لإنهاء الأزمة؟
- كل المفاوضات والمباحثات تكون لها حلول وسط، وعموما ليس من الممكن أن تتنازل أوكرانيا عن عن شبه جزيرة القرم ولوجانسيك ودونيتسك، ومن المستحيل الاعتراف باستقلال هذه المناطق لكن يمكن أن تحصل على الحكم الذاتي تحت سيادة أوكرانية، ودعنا ننتظر نتائج المباحثات. ولدى أوكرانيا بعض المقترحات سيتم عرضها خلال الفترة المقبلة ستكون مرضية للطرفين بخصوص المناطق الثلاثة السابق ذكرها، لكن الأهم وقف إطلاق النار وإنهاء الحرب.
• لماذا ترغب أوكرانيا في الانضمام لحلف شمال الأطلسي الناتو؟.. رغم وجود اتفاقيات مع روسيا تمنع ذلك؟
- هذا اتفاق أسطوري يتحدث عنه الجميع وهو غير موجود لأنه بالنسبة لنا لا يوجد ما ينص على عدم انضمام دول مستقلة ذات سيادة ومعترف بها عالميا لهذا الحلف أو ذاك، وللأسف هذه الرواية موجود على لسان الدبلوماسيين والسياسيين الروس، والسؤال الذي يطرح نفسه هل هناك أي تفاق يمنع مصر من الانضمام لأي حلف؟.
من حق أوكرانيا اختيار الطريق ، تمشي مع روسيا أو أوروبا، وهي اختارت الاتحاد الأوروبي، وفي سنة 2014 لم تتحدث كييف عن الانضمام لحلف شمال الأطلسي الناتو، هذه دعاية روسية لكنها كانت على وشك توقيع اتفاقية منطقة اقتصادية حرة مع الجانب الأوروبي وليس الانضمام للناتو وليس من حق روسيا ولاغيرها منع أوكرانيا من طريق النمو والحديث عن الديمقراطية والقيم الاقتصادية.
كما أن اختيار هذا الاتجاه موجود منذ 30 سنة مع انهيار الاتحاد السوفيتي، ولا يوجد أي اتفاقية موقعة بعدم الانضمام لأي تحالف، وعلى سبيل المثال بيلاروسيا دولة مستقلة وهي في حلف دفاعي مع روسيا، وهناك تدريبات عسكرية للقوات الروسية والبيلاروسية على حدود أوكرانيا وهذه التدريبات كانت هجومية وليست دفاعية ولا أحد اعترض عليها.
• البعض يتحدث عن هذا ضمن اتفاق مينسك الذي وقع عام 2014؟
- مينسك ليس اتفاقا بل هو برنامج خطوات للسلام، وفيه تعترف روسيا بأنها دولة معتدية على الأراضي الأوكرانية وبعد اعترافها بالمناطق الانفصالية، فلا يوجد منيسك. وهناك رسالة من سفارة أوكرانيا، للمثقفين والخبراء المصريين وكثير منهم يقرأون الروسية، أوراق مينسك موجودة ومترجمة لعدة لغات يمكن الإطلاع عليها، وليس علينا أن نسمع الأراء الروسية فقط وهم يصفوننا بالنازيين، والرئيس الروسي فلاديمير بوتين نفسه هو النازي لأنه جاء واحتل أراضينا. كما أن حتى 2014 كانت أوكرانيا محايدة ولم يوجد أي التزامات بعدم الانضمام إلى الحلف الأطلسي، لأن هذا حق لدولة أوكرانيا، لكن إذا تم وقف إطلاق النار وإنهاء الحرب من الممكن أن يتكلم الجانبين على وضع المحايد وستكون كييف محايدة لكن في وجود الضمانات الحقيقية من الدول الكبيرة، لأنه في سنة 1994 كان يوجد اتفاق بودابست والذي بموجبه نزعت الأسلحة النووية من أوكرانيا مقابل ضمانات الدول الكبرى ومن بينها روسيا بخصوص الاعتراف بحدودها وأراضيها وسياداتها، وفي 2014 و 2022 تم انتهاك السيادة الأوكرانية من قبل روسيا.
• من هذه الدول التي تستطيع أن تضمن الاتفاق وروسيا لا ترغب في وساطة الولايات المتحدة الأمريكية؟
- لابد أن نجد الحل خلال المباحثات الجارية ويجب أن تكون الولايات المتحدة وبعض الدول الأخرى وهناك موافقة مبدئية من قبل بريطانيا وألمانيا. والطرف الأوكراني قدم مشروعا مباشرا بين البلدين يتضمن اقتراحا بحياد أوكرانيا مع شرط وجود ضمانات دولية لوحدة السيادة الأوكرانية على أراضيها من خلال ضمانات الدول الأعضاء بمجلس الأمن الدولي ومن بينها روسيا، وندعو دول العالم للمشاركة في هذه الضمانات، وهناك دعم وتأييد لهذا الاقتراح من المملكة المتحدة وإيطاليا وتركيا وألمانيا.
• هل ترى أن أوكرانيا كانت ضحية مخططات دولية.. أو دخلت في عملية صراع بين الدول الكبرى؟
- دخول روسيا إلى الأراضي الأوكرانية أسلوب سبق أن قامت به الأمبراطورية الروسية بدخولها القوقاز في القرنين الثامن عشر والتاسع عشر، وحاولت دخول إيران وفشلت هل هذه الدول كانت تابعة لها ودخل الاتحاد السوفيتي أيضا افغانستان وستدخل دول أخرى لأن هدفها هو السيطرة على الأراضي المجاورة والثروات، ما تقوم به حرب إمبريالية استعمارية، وهي تحلم بإعادة الامبراطورية الروسية. ونحن نفهم ذلك لأن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين كان يتحدث ويقول إن أوكرانيا وشعبها جزء لا يتجزأ من الاتحاد الروسي، وبالعكس كل الجذور الروسية جاءت من كييف واصبحت موسكو، كل الجذور التاريخية والثقافية والدينية موجود في كييف وبدون كييف لا توجد الأمبراطورية الروسية الذي يحلم بتوسيعها.
• كيف ترى الدعم الأوروبي والأمريكي لأوكرانيا؟.. وهل هو كاف؟.. وما هو الدعم العسكري المطلوب للصمود؟
- المساعدات العسكرية في الظروف الحالية مهمة جدا بالنسبة لأوكرانيا، فنحن بحاجة لها من أصدقائنا والدول الصديقة بمواجهة القوات الروسية وخاصة الأسلحة المضادة للطيران والأسلحة الهجومية لإعادة السيطرة على المدن. المساعدات الأوروبية قوية جدا والرئيس الأوكراني يوميا يوجه خطابه إلى البرلمانات المختلفة للدعم العسكري لأنه كل يوم هناك خسائرفي الأرواح والمعدات ومنشآت الدولة.
• ماذا عن الفيلق الدولي؟.. ولماذا تريدون ضم قوات أجنبية تحارب معكم في أوكرانيا ضد روسيا؟
- القوات المسلحة الأوكرانية هي أساس الدفاع عن الوطن، إلى جانب المقاومة الشعبية الإقليمية من سكان المدن المجاورة، وهناك متطوعون يقومون بالمساعدة في أعمال غير تطوعية. الفيلق الدولي كانت دعوة لانضمام متطوعين مهنيين من دول العالم لمساعدة الجيش الأوكراني تطوعيا، كما أننا لا نقبل جميع المتطوعين فهناك شروط موضوعة منها أن تكون لديهم خبرة عسكرية، وهذا الفيلق سيكون جزءا رسميا من القوات المسلحة الأوكرانية، وهذا منطقي لاننا في ظروف الحرب نستخدم كل الوسائل الموجودة والفيلق الدولي أحد الوسائل العديدة في مواجهة التدخل الروسي، كما أن هناك عشرات الآلاف من المواطنين الأوكرانيين يرغبون في الانضمام للقوات المسلحة لكن ليس هناك وقت لتدريبهم؟
• هل تقصد أن الفيلق الدولي سيكون مجموعة من المهنيين والمستشارين لدعم الجيش الأوكراني؟
- نحن في حرب وهناك آلاف الضحايا ومدن تدمر ومن حقنا استخدام كافة الوسائل الممكنة، والفيلق الدولي سيتضمن مهنيين ومستشارين وأيضا قوات للقتال، بأعداد محددة.. وسيكون هذا الفيلق بعدد محدود، كما لا يتم استدعاء أي فئات للقتال بل يتم الاستعانة بالعسكريين الذين لديهم خبرة عسكرية، فقط لأننا لا نريد مرتزقة تقاتل معنا. العسكريون الذين سينضمون للفيلق الدولي سيدخلون أوكرانيا بتنسيق وتصريح رسمي من دولهم وستكون لديه أوراقا ثبوتية، وبصراحة تقدم عدد كبير جدا من المتطوعين للانضمام للقتال وتم رفض اغلبهم لأن وجهتهم كانت معروفة وهي الهروب بعد ذلك إلى دول الاتحاد الأوروبي.
• ما مصير اللاجئين الأوكرانيين فى دول الجوار الأوروبي؟.. وما مصير الأوكرانيين الموجودين في مصر؟
- الإحصائيات الأخيرة تؤكد وصول نحو 4 ملايين لاجئ إلى الدول المجاورة، ومنها يتم الانتشار إلى باقي الدول الأوروبية وهذه أزمة إنسانية شديدة، خاصة وأن هذه الأرقام جلها من النساء والأطفال لأنه ممنوع خروج الذكور من البلاد خاصة لمن تتراوح أعمارهم مابين 18 - 60 سنة لأن البلد في حالة حرب وعليهم التواجد فيها والدفاع عنها. وبعد وقف إطلاق النار سيتم عودة المواطنين إلى أوكرانيا لأن لجوءهم مؤقت، وبالنسبة لمصر يوجود نحو 1500 سائح حيث هم من فضلوا البقاء في مصر بخلاف الجالية الأوكرانية، وتم نقل ما يقرب من 9 آلاف مواطن إلى دول الجوار بمساعدة السلطات المصرية وبطيران شركة مصر للطيران.
• وما هو تقييمك للموقف المصري من العملية العسكرية الروسية؟
- مصر تعاملت معنا منذ بداية الحرب على مختلف الأصعدة سواء في عمليات إجلاء المواطنين من البلدين، أو على صعيد المنظمات الدولية فقد صوتت مصر مرتين لصالح أوكرانيا، ونستغل الفرصة لتوجيه الشكر للقيادة المصرية.
• وهل هناك دور آخر منتظر من مصر؟.. أو يجب أن تقوم به في هذه الأزمة؟
- نرحب بكل الجهود التي تبذل في هذا الاتجاه ويجب أن نتذكر منذ بداية هذه الحرب في 24 فبراير الماضي أجرى الرئيس الأوكراني اتصالين هاتفيين مع الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي تشاورا خلالهما حول تطورات الحرب ، وأيضا كانت هناك مباحثات أخرى على مستوى وزراء الخارجية، وكل جهود الوساطة مرحب بها من قبل الدول الصديقة والشركاء.
• هل تأثرت الواردات الأوكرانية لمصر ولدول الشرق الأوسط؟
- هذه الحرب أثرت كثيرا على العلاقات الثنائية التجارية والاقتصادية مع جميع دول العالم، وهناك تقرير من الأمين العام للأمم المتحدة يؤكد تأثر 74 دولة بسبب هذه الحرب، وأنها تؤثر على الأمن الغذائي للدول الصديقة لأن أوكرانيا وروسيا توردان نحو 30% من الحبوب لدول العالم وخاصة القمح والذرة، ومصر مستورد رئيسي للمنتجات الزراعية من البلدين. ونرى أنه عندما توقفت الصادرات الأوكرانية لمصر بسبب الحصار الروسي على البحر الأسود وأيضا وقف الصادرات الروسية بسبب العقوبات الاقتصادية تسبب ذلك في مشكلة كبيرة جدا في الأمن الغذائي لأن هذا مهم جدا للدول الأفريقية ودول الشرق الأوسط.
• في ختام هذا اللقاء هل هناك رسالة تريد توجيهها؟
- رسالتنا لجمهورية مصر العربية، أن تتدخل وتساعد بشدة في الجهود المبذولة لوقف إطلاق النار والوصول إلى اتفاق سلام حتى نستطيع أن نعيد الحياة إلى طبيعتها، لأن عواقب هذه الحرب ستؤثر على مجالات عديدة منه الغذائية والأمنية والاقتصادية وستؤثر على الصادرات الزراعية إلى العديد من الدول بينها مصر ما قد يؤثر على الأسعار. ونرحب بموقف مصر في إدانة العدوان الروسي وموقفها الرسمي والدبلوماسي في المنظمات الدولية.
حوار - رامي إبراهيم من المشهد الأسبوعي.
المصدر: أوكرانيا بالعربية، جريدة المشهد المصرية