أوكرانيا بالعربية | المركز العربي في مدينة زاباروجيا يحتفي باللغة العربية في يومها العالمي

تعتبر اللغة العربية لغة حية يتكلم بها أكثر من 400 مليون نسمة، وهي لغة تتسم بالعراقة والأصالة. كانت ومازالت الأمم تشهد لهذه اللغة بمكانتها الرفيعة في تطوير العلوم والتراث والحضارة. كما أنها لغة القرآن الكريم والذي كرم الله المسلمين بها. لهذه الأسباب وغيرها قررت الأمم المتحدة أن يحتفل العالم يوم 18 كانون الأول / ديسمبر من كل سنة بعيد اللغة العربية. ولم يتم إختيار هذا التاريخ عبثا وإنما لكونه اليوم الذي أصدرت فيه الجمعية العامة للأمم المتحدة قرارها رقم 3190، والذي يقر بموجبه إدخال اللغة العربية ضمن اللغات الرسمية ولغات العمل في الأمم المتحدة بعد اقتراح قدمته المملكة المغربية

زاباروجيا/أوكرانيا بالعربية/بمناسة اليوم العالمي للغة العربية والذي يصادف يوم 18 كانون الاول/ديسمبر من كل عام، شهدت مدينة زاباروجيا جنوب شرقي أوكرانيا طاولة مستديرة تحت عنوان: "العربية للجميع"، وذلك بدعوة وتنظيم المركز العربي في زاباروجيا تحت الرعاية السامية لدائرة الثقافة والسياحة والقوميات والأديان في محافظة زاباروجيا الأوكرانية، في مبنى المكتبة الرئيسية للمدينة، وبالضبط بقاعة مركز الثقافات الوطنية بحضور عدد من الأكاديميين وممثلين عن الأديان والاقليات ومنظمات المجتمع المدني وكذلك عدد من المهتمين والمستشرقين وطلبة المعاهد

إفتتح اللقاء بسماع النشيد الوطني الأوكراني، ليرحب بعدها الدكتور نوفل حمداني رئيس المركز العربي في زاباروجيا بالحضور الكريم، مؤكدا على أهمية اللغة العربية في العالم، وعلى أنها لغة إتسمت ومنذ القدم  بنشر ثقافة الوعي والعلوم والحضارات. كما وأكد حمداني في كلمته على أن المركز العربي هو جزء لا يتجزء من المنظومة العربية الكبرى والتي تسعى إلى الحفاظ على لغتها الأم ونشر الثقافة الصحيحة وتبيان الموقف الصحيح للأمة العربية الكبرى خارج حدودها، وخص بالذكر أوكرانيا.

وفي كلمة للسيد فلاديسلاف ماروكا مدير الثقافة والسياحة والقوميات والأديان في محافظة زاباروجيا، أكد فيها على أن لغة الأقليات التي تعيش على الأراضي الأوكرانية، هي جزء لا يتجزأ من ثقافة وموروث الشعب الأوكراني، مذكرا بأن الدستور الأوكراني يضمن لكل الأقليات والأجناس والأعراق حقهم الكامل في نشر ثقافتهم ولغتهم والحفاظ عليها وفق ما يضمنه القانون. كما هنأ الحضور بهذا العيد السنوي، مؤكدا على العلاقات الطبية التي تجمع أوكرانيا بعدد من الدول العربية. وأضاف قائلا: أوكرانيا تحترم كل الشعوب وكل الأقليات والأعراق التي تعيش على أرضها..والعرب الذي يعيشون في أوكرانيا هم جزء لا يتجزأ من شعب أوكرانيا الموحد

 

اللغة العربية ووصولها إلى أوكرانيا

وفي كلمة للأستاذ ميخائيل ييلنيكوف، أستاذ العلوم التاريخية في جامعة زاباروجيا الوطنية، ذكر تاريخ نشأة اللغة العربية وكيفية إنتشارها عبر العالم، مؤكدا على أن للإسلام شأنا كبيرا في نشر اللغة العربية إلى دول الشمال والغرب والشرق من شبه الجزيرة العربية. كما وأكد على أن العرب وصلوا إلى مناطق في أوكرانيا كشبه جزيرة القرم. وواصل حديثة على أن سكان شبه الجزيرة القرمية بعد إعتناقهم الإسلام حاولوا كذلك الحفاظ على اللغة العربية وذلك واضح من خلال النقوش في المساجد والكتابات العربية في البيوت القديمة والمقابر. كما وأكد السيد ييلنيكوف على وجود آثار للغة العربية بمحافظة زاباروجيا إلى الأن. ودعا إلى الحفاظ عليها كتراث إنساني

 

اللغة العربية لغة الأديان السماوية

من جهته قال الأسقف فياتشيسلاف فلاسينكو، ممثل "كاتيدرائية العذراء المقدسة" على أن اللغة العربية كانت ومازالت لغة المسيحيين من العرب، وأن الكتب المقدسة مازالت تكتب باللغة العربية للمتعبدين المسحيين الذين يعيشون في البلاد العربية. وقال: " أنا لا أعتقد أن لغة القرآن هي لغة ناقصة.. وكلما سمعت ترتيل القرآن بترنيماته المختلفة، إلا واقتنعت أن اللغة العربية هي كاملة تامة غير ناقصة، وأن حامليها والمتكلمين بها هم أناس ذو قلوب مرهفة طيبة، تحمل الخير والسلم في داخلها

في نفس السياق قال ممثل الإدارة الدينية لمسلمي أوكرانيا الشيخ حسن أخاتوف، أن اللغة العربية عند المسلمين، هي لغة ذات مكانة وقيمة رفيعة، وأن مسلمي غير الناطقين بها يحاولون تعلمها لفهم قواعد الدين الصحيح. كما أبرز الشيخ حسن أن مجموعة من الكلمات العربية أصبحت كلمات في القاموس الأوكراني على سبيل المثال : ميدان(ميدان)، خنجر (كنجال)، صندوق(صندوك)، الكحول(الكحول)، كيمياء(خيميا). وذكر أن بعض الكلمات الأوكرانية مشتقة أساسا من اللغة العربية ككلمة (شانوفني أي محترم) وهي مشتقة من كلمة شأن

ليتواصل برنامج اللقاء بقرائة قرآن لأطفال من أبناء المسلمين بالمدينة، تربوا وتلقوا علمهم الديني في مقر الادارة الدينية لمسلمي أوكرانيا في زاباروجيا.

العربية لغة العظماء

لتتواصل بعدها فعاليات الطاولة المستديرة بأطروحة للدكتورة ناتاليا مانتولا، أستاذة اللغة الروسية بأكاديمية زاباروجيا الحكومية، والتي تطرقت من خلالها إلى تكوين "الجملة" ومقارنتها في اللغتين الروسية والعربية. مؤكدة على أن اللغتين هما يمثلان تقاربا نوعيا من خلال مخارج الحروف وتكوين الجملة والقواعد

من جهتها عبرت السيدة أولغا فاكالو عميدة الصحفيين في التلفزيون المحلي في زابروجيا عن سعادتها بحضورها لهذا اللقاء التواصلي، مؤكدة على دور الإعلام في الحفاظ على بنية المجتمعات.وأضافت:" اعرب زابروجيا هم من أهم مكونات المجتمع في هذه المحافظة، ونحن كإعلاميين نحاول دائما إبراز وجودهم في مجتمعنا و ندعم إحترامهم لتقاليدهم وأعرافهم ولغتهم

 بعدها تطرقت كل من أولغا ميكلاشيفسكايا وناستيا دونايفا طالبتان بكلية اللغات، تخصص لغة عربية، إلى القصيدة العربية وتأثيرها على الحضارة العربية، وإلى شخصية العالم اللغوي "سيبويه" مؤسس القواعد العربية

صحيفة "أوكرانيا بالعربية" بوابة العرب نحو أوكرانيا و بوابة الأوكران نحو العالم العربي

بدوره تطرق الدكتور دميتري بليناكوس، أستاذ الإقتصاد في جامعة زاباروجيا التقنية، إلى أن الجالية العربية في أوكرانيا جزء من المنظومة الأوكرانية، كما دعا إلى ضرورة إدماج العرب الجدد القادمين إلى أوكرانيا لغرض الدراسة في المجتمع الأوكراني خاصة وأن أوكرانيا في توجهها السياسي تميل أكثر نحو الغرب ونحو الإتحاد الأوروبي والذي يضمن حقوق كل الأفراد

بدوره قدم محمد فرج الله رئيس تحرير صحيفة :"أوكرانيا بالعربية" عرضا شاملا عن تاريخ تأسيس الصحيفة ومشاورها خلال الثلاث سنوات الماضية، مؤكد على أن الإعلام النزيه والحر هو الذي ينقل قضايا الأمم. كما أكد على أن "أوكرانيا بالعربية" كانت ومازالت تحمل راية الشفافية والنزاهة، وهي تنقل صورة أوكرانيا الصحيحة للعالم العربي، حيث صرح: "لقد قامت أوكرانيا بالعربية ببناء جسرا بلغة عربية وبلغة روسية بين أوكرانيا والوطن العربي لتقديم الصورة الحقيقية والمهنية عن الثقافة والحضارة والتاريخ والسياسة الاوكرانية بلسان عربي لعيون عربية.. فنحن لا نمن على أوكرانيا بذلك بل هو واجبنا الوطني كوننا مواطنيين أوكران يعملون لخدمة بلادهم".. وأضاف فرج الله: "حان الوقت المناسب لأن يعرف العالم العربي مكانة وقيمة أوكرانيا في العالم، ولن نتمكن من ذلك إلا من إعلام شفاف ونزيه، ينقل الحقائق كما وجدت بلغة عربية وبعيون عربية.

كما وتقدم عدد من المشاركين وعلى رأسهم إتحاد رئيس الطلبة بالجامعة التقنية بزاباروجيا والسيد أوليكساندر كوربالا رئيس نادي "الناجحين"  وممثلا عن الجالية العربية المهندس لؤي البديري بكلمات شكر وتقدير بهذهالمناسبة كما وهنؤوا اللغة العربية بعيدها

تكريم واحتفال

قبيل اختتام فعاليات الطاولة المستديرة تم تكريم بعض طلاب مدرسة "مرحبا" لتعليم اللغة العربية لغير الناطقين بها، والتابعة للمركز العربي في مدينة زاباروجيا

 كما وأهدى د. نوفل حمداني إدارة المكتبة المركزية في المدينة نسخة عن الكتاب المترجم إلى الأوكرانية  "النبي" للشاعر والكاتب والفيلسوف اللبناني جبران خليل جبران، والتي تمت ترجمته برعاية من السفارة اللبنانية لدى اوكرانيا والمركز المعلوماتي الثقافي اللبناني في أوكرانيا ودار النشر الاوكرانية، والذي تم تدشين عرضه بالعاصمة الأوكرانية كييف في شهر أكتوبر/تشرين الأول الماضي. كما وقدم حمداني صورة لإدارة المكتبة "صورة نادرة" للزعيم المصري جمال عبد الناصر حين زار سنة 1960 مدينة زاباروجيا وحضر في أوراش بناء سد "دينبروغيس" والذي يعتبر السد العالي في مصر صورة مطابقة له في الشكل والمعايير

صورة الزعيم جمال عبد الناصر في مدينة زاباروجيا سنة 1958

لتختتم فعاليات هذه الطاولة المستديرة برقصات للأطفال على نغمات الموسيقى العربية الشرقية، ليتوجه بعدها نحو الطاولة التي خصصت لهذه المناسبة والتي ضمت الحلويات والمشروبات والقهوة العربية

يذكر أنه على هامش هذا اللقاء نظم معرض للكتاب ضم مجموعة من الكتب القيمة في التعريف باللغة العربية و تعليمها، إضافة إلى كتب ومنشورات عن الدين الإسلامي باللغتين الأوكرانية والروسية، كما وضم المعرض كتبا عن الحضارة العربية السعودية تم أهدائها من قبل سفارة المملكة العربية السعودية لدى أوكرانيا لصحيفة "أوكرانيا بالعربية" في وقت سابق، لتعريف المواطن الاوكراني بالثقافة والتراث السعودي الأصيل، وكذلك بجمال الطبيعة والإرث الحضاري والإنساني في شبه الجزيرة العربية، مما مكن الحاضرين والعاملين بالمكتبة التعرف على الحرف العربية السعودية، والشعر العربي وأرث انساني عربي عريق مما ترك لديهم الاعجاب والبهجة.

هذا وتعتبر اللغة العربية لغة حية يتكلم بها أكثر من 400 مليون نسمة، وهي لغة تتسم بالعراقة والأصالة، كانت ومازالت الأمم تشهد لهذه اللغة بمكانتها الرفيعة في تطوير العلوم والتراث والحضارة. كما أنها لغة القرآن الكريم والذي كرم الله المسلمين بها. لهذه الأسباب وغيرها قررت الأمم المتحدة أن يحتفل العالم يوم 18 كانون الأول/ديسمبر من كل عام بعيد اللغة العربية. ولم يتم إختيار هذا التاريخ عبثا وإنما لكونه اليوم الذي أصدرت فيه الجمعية العامة للأمم المتحدة قرارها رقم 3190، والذي يقر بموجبه إدخال اللغة العربية ضمن اللغات الرسمية ولغات العمل في الأمم المتحدة بعد اقتراح قدمته المملكة المغربية والمملكة العربية السعودية و ليبيا خلال انعقاد الدورة 190 للمجلس التنفيذي لمنظمة اليونيسكو

شاهد - شارك - ناقش ألبوم الصور، على صفحة "أوكرانيا بالعربية" موقع فيسبوك 

المصدر: أوكرانيا بالعربية

 

Поділитися публікацією:
Головні новини
Близький Схід
Число жертв геноциду Ізраїлю в секторі Газа досягло 44 056
Політика
МКС видав ордер на арешт Нетаньяху
Політика
Хезболла та Ліван схвалили проєкт угоди про припинення вогню з Ізраїлем
Шукайте нас на Twitter

© Ukraine in Arabic, 2018. All Rights Reserved.