أوكرانيا بالعربية | المناورات الروسية - البيلاروسية بين مجريات أحداثها وتحديها للغرب وأوكرانيا .. بقلم د. خليل عزيمة

بدأت بيلاروسيا المناورات العسكرية الروسية البيلاروسية "غرب 2017" وسط قلق في دول أوروبا الشرقية ودول البلطيق. تجري هذه المناورات البيلاروسية الروسية على نطاق واسع كل سنتين بالتناوب على أراضي البلدين. هذه المرة تجرى في بيلاروسيا وفي ظروف وأحداث دولية غير عادية بما فيها التهديدات الكورية. وقد أدت التمارين المجدولة التي تقوم بها روسيا وبيلاروسيا كل سنتين إلى زيادة المخاوف في أوروبا وجيران بيلاروسيا، بشأن أمن مناطقهم وخاصة بعد احتلال روسيا لشبه جزيرة القرم والأحداث في شرق أوكرانيا والذي كان أيضا بعد تدريبات عسكرية روسية على الحدود الشرقية الأوكرانية.

كييف/ أوكرانيا بالعربية/ بدأت بيلاروسيا المناورات العسكرية الروسية البيلاروسية "غرب 2017" وسط قلق في دول أوروبا الشرقية ودول البلطيق. تجري هذه المناورات البيلاروسية الروسية على نطاق واسع كل سنتين بالتناوب على أراضي البلدين. هذه المرة تجري في بيلاروسيا وفي ظروف وأحداث دولية غير عادية، بما فيها التهديدات الكورية. وقد أدت التمارين المجدولة التي تقوم بها روسيا وبيلاروسيا كل سنتين إلى زيادة المخاوف في أوروبا وجيران بيلاروسيا، بشأن أمن مناطقهم وخاصة بعد احتلال روسيا لشبه جزيرة القرم والأحداث في شرق أوكرانيا والذي كان أيضا بعد تدريبات عسكرية روسية على الحدود الشرقية الأوكرانية.

وقد رصدت المخابرات الأوروبية نشر 100 ألف جندي آخر على الحدود مع بولندا وليتوانيا ولاتفيا وإستونيا وحتى فنلندا. وتقوم موسكو بتدريب القوات على اختراق دول البلطيق، وهي الممر الوحيد لمنطقة كالينينجراد الروسية. ويأتي هذا التحرك دون التنسيق مع السلطات البيلاروسية. بينما صرحت موسكو بمشاركة 12 ألف جندي في هذه المناورات وتم نشرهم في القرى البيلاروسية. لكن يؤكد الروس أنهم لا ينحرفون عن البيانات الرسمية، ويريدون أن يكونوا أصدقاء مع الناتو، وأنهم لا يخططون للعدوان العسكري. فيما اعتبر رئيس جهاز الأمن، فاسيلي هريتساك أن وجود القوات الروسية على أراضي بيلاروسيا يخلق الظروف لشن هجوم على أوكرانيا. ووفقا لمعلوماته، فإن الكرملين يستعد لخداع منظمة الأمن والتعاون في أوروبا وأحضر 100 ألف عسكري بدلا من 13 ألفا.

وقد أصبح واضحا للأوروبيين حقيقة أن روسيا تجري لعبة على أرض أجنبية وأن مخاطر كبيرة تواجه المنطقة. وإن وجود الجيش الروسي قرب حدود دول بحر البلطيق دليل على أن روسيا باتت تشكل بالفعل تهديدا لهذه الدول.

إن رد الفعل الروسي الحالي ضبابي، هناك مرحلة نشطة من التدريبات البيلاروسية ولا يستطيع أحد أن يفك رموز النوايا الروسية، فيما يقوم الناتو بدوريات جوية فوق دول بحر البلطيق وتجري فرنسا والسويد تدريبات عسكرية هي الأكبر منذ 20 عاما.

وقد أعلنت روسيا أنها ستنفذ كافة المهام العسكرية المحتملة في بيلاروسيا، بما فى ذلك الهجوم. ولكن روسيا ستعمل في الإطار الدولي لمنظمة الأمن والتعاون في أوروبا، التي لديها قواعد واضحة للمناورات العسكرية: توفير البيانات عن العدد والمعدات العسكرية وقبول المراقبين.

لقد تبين أن البيلاروسيين غير قادرين على حساب عدد الفنيين الروس الذين دخلوا فعلا إلى أراضيهم. ولكن من الواضح أن موسكو تلعب لعبة مزدوجة وفق قواعد روسية فقط وبدون التنسيق مع مينسك وخاصة بعد نقل مدرعات من ضواحي موسكو إلى بيلاروسيا وأدى ذلك إلى قلق المعارضة البيلاروسية. ويمكن أن تبقي روسيا جزءاً من قواتها على الأراضي البيلاروسية لأن هذا مفيد استراتيجيا للكرملين. والظاهر فعلا أن روسيا تستعد لنشر وحدة عسكرية في بيلاروسيا وخاصة بعد أن اتجهت أوكرانيا إلى تطوير المنشآت العسكرية الحديثة وبمعايير وبمساعدة الناتو وهذا يدفع روسيا إلى تطوير مثل هذه البنية التحتية في البلدان الخاضعة لسيطرتها.  وأعتقد أن روسيا لن تكون قادرة على إبقاء قواتها بسهولة في بيلاروسيا، وسوف يسمح لوكاشينكا ببقاء منظومات الدفاع المضادة للصواريخ ومضادة للطائرات فقط وهي التي يحتاجها الجيش البيلاروسي، ولوكاشينكا غير موافق على بقاء الجنود الروس على أرضه لأن هذا يعني تحديا لبيلاروسيا وللبلدان المجاورة.

كان بوتين في ظروف صعبة بعد احتلال شبه جزيرة القرم وغزو الدونباس وزيادة العقوبات الأمريكية ضد روسيا. ولذلك، فإن الكرملين لن يدمر التكافؤ الهش بينه وبين الغرب بخطوات لا يمكن التنبؤ بها في بيلاروسيا. وبالإضافة إلى ذلك، تريد روسيا أن تظهر قوتها العسكرية، لأن المناورات ستظهر أحدث الأسلحة. وهذه الأعمال من قبل الكرملين تدفع الأوروبيين لإرضاء بوتين. كما تسببت المناورات الروسية البيلاروسية في رد فعل عنيف. وقد زادت الولايات المتحدة من يقظتها تجاه روسيا. الأميركيون يستخدمون جميع الأنظمة والرقابة لتتبع حركة المعدات الروسية، وتعديلاتها، وعدد قواتها. ولكن مع ذلك، أصبحت مواقف الناتو والولايات المتحدة في أوروبا أقوى في السنوات الأخيرة، الأمر الذي يتطلب من روسيا مشاركة واسعة النطاق بشكل غير عادي للقوات من أجل أي عدوان محتمل على دول البلطيق وأكرانيا.

فهل يمكن لروسيا أن تجبر الناتو على الانسحاب بسرعة من دول البلطيق وربط منطقة كالينينجراد الروسية بممر آمن مع روسيا؟ أم ستقوم روسيا بفتح حرب جديدة ضد أوكرانيا؟ الأيام القادمة ستجيب.

الدكتور خليل عزيمة

باحث وأكاديمي فلسطيني في أوكرانيا

المصدر: أوكرانيا بالعربية

 

Поділитися публікацією:
Головні новини
Близький Схід
Число жертв геноциду Ізраїлю в секторі Газа досягло 44 056
Політика
МКС видав ордер на арешт Нетаньяху
Політика
Хезболла та Ліван схвалили проєкт угоди про припинення вогню з Ізраїлем
Шукайте нас на Twitter

© Ukraine in Arabic, 2018. All Rights Reserved.