أوكرانيا بالعربية | المكاسب المصرية من صفقة الأسلحة الروسية... بقلم د. عادل عامر

إن الزيارة الروسية إلي مصر لها مكاسب للبلدين من سياسية واقتصادية وعسكرية، للان روسيا ستستفيد من هذا التعاون العسكري لتسويق السلاح مرة أخري إلي الشرق الأوسط إن التعاون العسكري مع مصر يعطي لروسيا امتيازات أخري اقتصاديا منها تسهيل العبور لها من خلال قناة السويس و تسهيل أسبقية في دخول المينا للانها تعد أول زيارة لسفينة حربية روسية، حيث يبدأ الطراد الروسي ( فارياج)

كييف/أوكرانيا بالعربية/إن الزيارة الروسية إلي مصر لها مكاسب للبلدين من سياسية واقتصادية وعسكرية، للان روسيا ستستفيد من هذا التعاون العسكري لتسويق السلاح مرة أخري إلي الشرق الأوسط إن التعاون العسكري مع مصر يعطي لروسيا امتيازات أخري اقتصاديا منها تسهيل العبور لها من خلال قناة السويس و تسهيل أسبقية في دخول المينا للانها  تعد أول زيارة لسفينة حربية روسية، حيث يبدأ الطراد الروسي ( فارياج) مهمته الأولي في البحر المتوسط لتوحيد مجموعة السفن والقوارب التابعة للبحرية الروسية بالمنطقة وذلك مرورا بقاعدة الإسكندرية البحرية والتي تستمر زيارته لها لمدة 6 أيام .

أن حضور مسئول اكبر شركة توريد الأسلحة إلي مصر للاتفاق علي توريد الأسلحة للقوات المسلحة، إن الأسلحة ستكون علي أعلي تقنيات في المجال العسكري بين أسلحة هجومية ودفاعية. وحول المباحثات المتوقعة بين وزير الخارجية المصرية نبيل فهمي ونظيره الروسي، سيرجى لافروف، قالت مصادر: "المباحثات ستتناول العلاقات الثنائية بين البلدين".رغم أنه لم يتم الإعلان رسمياً – حتى الآن – عن توقيع صفقة سلاح روسي لمصر، فإنه لم يعد يخفى على أحد أن إنجاز صفقة من هذا النوع لم يعد سوى مسألة وقت في ظل زيارة وزير الدفاع الروسي ومن قبله رئيس المخابرات العسكرية وعدد من كبار مسئولي شركات تصنيع الأسلحة الروسية، على خلفية وقف واشنطن إمداد مصر بصفقات سلاح متفق عليها أبرزها مروحيات الأباتشي ومقاتلات إف 16. مصادر إعلامية أمريكية وثيقة الصلة بالبنتاجون ذكرت أن القاهرة تتفاوض حالياً مع الروس على واحدة من أكبر صفقات السلاح في تاريخها، تتضمن مقاتلات ميج 29 وأنظمة دفاع جوي وصواريخ مضادة للدبابات. ويحقق الاتجاه شرقاً صوب السلاح الروسي للمصريين جملة من المكاسب السياسية والعسكرية حسب ما ذكرت”إرم” نيوز، نجملها على النحو التالي:

أولاً: تثبت القاهرة أن شعار “استقلال القرار الوطني “الذي رفعته ثورتا 25 يناير و30 يونيو لم يعد مجرد كلام مرسل بل واقع ملموس، إذ لا معنى -لدى الشارع المصري- من التقارب مع الروس في حين أن الجيش في تسليحه لا يزال يعتمد كلياً على الأمريكان.

ثانياً: تحقيق شعبية جارفة يحتاجها النظام للهروب من أزماته الداخلية واستعادة أجواء توحد الشعب خلف قيادته بعد 30 يونيو حيث يعي صانع القرار المصري مدى تعطش الرأي العام لخطوات ملموسة تؤكد على خروج مصر من “بيت الطاعة الأمريكي” إلى الأبد.

ثالثاً: الإعلان عن استعادة القاهرة لدورها المحوري في المنطقة بعد تراجعه الشديد في السنوات العشر الأخيرة من حكم مبارك، فضلاً عن عودة مصر كرقم صعب في التوازن الإقليمي والدولي.

رابعاً: الاستفادة من المزايا التنافسية للسلاح الروسي مثل رخص الأسعار الشديد مقارنة بنظيره الأمريكي، ويعود ذلك إلى رخص الأيدي العاملة في روسيا وانخفاض كلفة المواد الخام، لا سيما مع أزمة الاقتصاد المصري الحالية.

خامساً: تؤكد دراسات عسكرية عديدة أن اعتماد مصر على السلاح الأمريكي فقط، افقدها مزايا لا تتوفر إلا في نظيره الروسي مثل خفة الوزن وسرعة المناورة والملائمة أكثر للأجواء المصرية ذات الطبيعة الصحراوية.

ويضرب هؤلاء مثالاً برشاش “الكلاشينكوف” و”الار بي جيه” والرشاش الخفيف والدبابة “تي 90″. وإذا كان الأمريكان يملكون أقوى طائرات مقاتلة في العالم، فإن الروس يملكون منظومة دفاع جوي تعد الأقوى بين جميع الجيوش لاسيما منظومتي “أس أس 300″، و أس أس 400″.

سادساً: تخفف مصر من “الثمن السياسي” الباهظ الذي كانت تدفعه جراء اعتمادها على السلاح الأمريكي فقط، والذي تمثل في الهيمنة على القرار السياسي والاقتصادي للقاهرة.

صحيح أن الروس يبحثون هم أيضاً عن مكاسب سياسية من توريد أسلحتهم لمصر، لكنهم على الأقل لن يعطوا انطباعاً بـ”تبعية” القاهرة لموسكو.

وهذا ما ألمح إليه وزير الخارجية الروسي لافروف في أكثر من تصريح إذ شدد مراراً على احترام بلاده لمصر واستقلال قرارها وعدم التدخل في شؤونها الداخلية. على عكس الأمريكان الذين تورطوا أحياناً في تصريحات تبدو معها مصر وكأنها ولاية أمريكية.

سابعاً: حرمان إسرائيل -التي لا تزال تمثل ولو بشكل غير معلن العدو في العقيدة القتالية المصرية- من ميزة معرفة التفاصيل الدقيقة لخطط التسليح المصري عبر علاقتها الاستثنائية بالبنتاجون

تحولت مصر إلى ساحة منافسة بين الدولتين الأقوى في العالم، الولايات المتحدة الأمريكية من جهة وروسيا من الجهة الأخرى، إذ تبذل الدولتان جهودهما لكسب ود مصر خلال الفترة الحالية، حيث أشعل الرئيس الروسي "فلاديمير بوتين" هذه المنافسة الروسية الأمريكية بعد أن استغل القرار الذي اتخذته الولايات المتحدة بإلغاء مناورات النجم الساطع مع الجيش المصري، وأعلن استعداد بلاده التحضير لمناورة مشتركة بين الجانبين رداً على إلغاء الولايات المتحدة الأمريكية المناورات. وبدت القاهرة من جانبها حريصة على إذكاء هذه المنافسة الروسية الأمريكية للحصول على أكبر قدر من المكاسب، فاتخذت موقفاً أكثر ميلاً للتوجه الروسي من الأزمة السورية، وأعلنت تأييدها للجهود التي بذلتها روسيا للحيلولة دون توجيه ضربة أمريكية لسوريا. واليوم تتصارع كل من الولايات المتحدة الأمريكية وروسيا على بسط نفوذهما في الشرق الأوسط خاصة مصر، في ظل الاضطرابات السياسية التي تواجهها، فالتوتر الذي شاب العلاقات المصرية الأمريكية في الفترة الأخيرة، ترك مساحة واسعة لروسيا كي تتدخل لملء الفراغ وتقديم يد العون وتكون بمثابة حليف بديل عن واشنطن في مصر. إن رغبة روسيا في التقرب من مصر تهدف إلى العودة لنفوذها في الشرق الأوسط من خلال مصر بعد أن خسرت المنطقة بعد حرب أكتوبر 1973، أو أن تظل ضاغطة بتقربها من مصر على الولايات المتحدة، وعندئذ ستكون مصر ورقة تستخدمها روسيا في وجه أمريكا في القضايا الخلافية بينهما. تعتبر الزيارة المرتقبة للرئيس الروسي فلاديمير بوتين نهاية العام إلى القاهرة جزءا من محاولة موسكو أن تحل محل الولايات المتحدة الأمريكية كداعم أساسي للجيش المصري، بعد أن فشلت إدارة أوباما في احتواء النظام المصري الجديد وتقديم الدعم اللازم له، فضلاً عن قرار تقليص شحنات الأسلحة والمساعدات العسكرية الأمريكية لمصر، في الوقت الذي تخوض الحكومة المؤقتة معارك ضد المسلحين في شبه جزيرة سيناء، الأمر الذي كان السبب الرئيس في إفساد التحالف الأمريكي المصري الذي دام لأكثر من ثلاثة عقود، وستعتبر هذه الزيارة الأولى منذ السبعينيات التي ستستعيد فيها روسيا نفوذها الذي خسرته في علاقتها القوية مع مصر حين طرد الرئيس السادات المستشارين العسكريين السوفييت وأوقف شراء الأسلحة من روسيا. وبالمقابل أعربت إسرائيل عن قلقها من تدهور العلاقات المصرية -الأمريكية، عقب قرار الرئيس الأمريكي باراك أوباما تجميد المساعدات العسكرية لمصر، من خلال تحذيرها من أن روسيا تسعى لملء الفراغ الذي خلفته واشنطن عقب تدهور علاقاتها مع القاهرة، على أمل عودة التحالف الاستراتيجي بين القاهرة وموسكو، على غرار ما كان سائداً خلال فترة الحرب الباردة. وفي سياق متصل تعد واشنطن المسئولة عن التوجه المصري الحالي تجاه روسيا، بسبب تذبذب إدارة أوباما في مساندة الشعب المصري عقب ثورة 30 يونيو، الأمر الذي أدى إلى تزايد قوة التيار القومي الذي ينادي باستقلال القرار المصري ونقض الشراكة مع واشنطن، فضلاً عن العداء الشعبي المتزايد تجاه الولايات المتحدة سواء من المؤيدين للحكومة المؤقتة أو المعارضين لها من أنصار الرئيس المعزول محمد مرسي، فالاضطرابات السياسية وخيبة الأمل التي أصابت مصر من حلفائها الغربيين جعلت مصر تفكر ملياً من جديد في سياستها الخارجية وأولوياتها وتحويل محور اهتمامها وتحالفاتها إلى دول شرق الأطلسي، لاسيما النظر إلى الدب الروسي، وهو ما يجعل القاهرة تحاول التقارب من موسكو لبناء علاقات جديدة تعيد ذاكرتها إلى عقود الاتحاد السوفيتي.

وفي نفس الاتجاه نشرت صحيفة "صنداي تايمز" البريطانية، تقريراً عن الصراع بين روسيا والولايات المتحدة في الشرق الأوسط، وتحول المنطقة إلى ساحة حرب باردة جديدة بين واشنطن وموسكو، وينقل عن مراقبين قولهم: إن الرئيس الأمريكي، باراك أوباما، مهدد بخسارة هذه الحرب لصالح نظيره الروسي، فلاديمير بوتين، ويستعرض التقرير موقف كل من واشنطن وموسكو إزاء أبرز نقاط الصراع بين الجانبين في مصر، من خلال تردد الولايات المتحدة الأمريكية بشأن تحديد ماهية عزل الجيش الرئيس محمد مرسي من حيث اعتباره انقلاباً عسكرياً أم لا، وهو ما أثار نفوراً لدى طرفي النزاع  في مصر. وفي مجمل الحديث تعد قضية "التسليح" من أهم محددات علاقة مصر بحلفائها، ففي بداية عهد الزعيم الراحل جمال عبد الناصر طلب شراء أسلحة من واشنطن، لكن الأخيرة رفضت، فتوجه إلى الاتحاد السوفيتي ليكوّن شراكة تعاون عسكري نتج عنها توقيع اتفاقيات تسليح للجيش المصري، وفي عام 1970 تخلى الرئيس أنور السادات عن الإتحاد السوفيتي ليتجه إلى الولايات المتحدة بسبب تلكؤ السوفييت في تسليم شحنات أسلحة للجيش المصري في الوقت الذي كان يستعد لخوض حرب تحرير سيناء، وفي عام 1979 عادت مصر للولايات المتحدة بعد توقيع اتفاقية السلام مع إسرائيل لتحصل بمقتضاها على مساعدات عسكرية سنوية بلغت 1.2 مليار دولار. وفي السياق ذاته، تستعد مصر وروسيا لتوقيع أكبر صفقة سلاح منذ انهيار الاتحاد السوفيتي السابق، وهذه الصفقة تأتي على وقع توتر العلاقات الأميركية بعد إطاحة حكم الإخوان في يوليو الماضي، وتقدر الصفقة التسليحية المنتظرة لتحديث الجيش المصري والمفترض توقيعها بين مصر وروسيا بحوالي أربعة مليارات دولار، بحسب المصادر الروسية. وكشفت صحيفة (واشنطن فري بيكون) الأمريكية أن مصر ستتعاقد على شراء أسلحة متطورة من روسيا تتضمن صفقة طائرات حديثة، ومنظومات صواريخ دفاع جوي، بالإضافة إلى تحديث الدبابات الروسية القديمة التي ما زال الجيش المصري يستخدمها، وتزويدها بأسلحة وأجهزة متقدمة. والسؤال الرئيس الذي يفرض نفسه هنا بقوة، هل تستغني الولايات المتحدة الأمريكية عن دور مصر في المرحلة الراهنة، وهل تصبح روسيا حليف المصريين على حساب أمريكا؟هناك قلق أمريكي من أن تقوم مصر بعلاقات مع الروس، لأن ذلك سيؤثر في موازين القوى بالعالم والشرق الأوسط، كما أن الولايات المتحدة لا تريد أن تحدث وتتطور تلك العلاقات، لأنها لا يمكنها الاستغناء عن العلاقة مع مصر، وبالتالي فإن الولايات المتحدة الأمريكية تحتاج من مصر المحافظة على اتفاقية السلام مع إسرائيل التي هي طرف أساسي بها، كما أن أمريكا تستفيد من المساعدات العسكرية أكثر من المصريين.


د. عادل عامر

دكتور في الحقوق وخبير في القانون العام

 رئيس مركز المصريين للدراسات السياسية والقانونية

 عضو المعهد العربي الأوروبي للدراسات الإستراتجية

 والسياسية بجامعة الدول العربية


المصدر: أوكرانيا بالعربية

Поділитися публікацією:
Головні новини
Близький Схід
Число жертв геноциду Ізраїлю в секторі Газа досягло 44 056
Політика
МКС видав ордер на арешт Нетаньяху
Політика
Хезболла та Ліван схвалили проєкт угоди про припинення вогню з Ізраїлем
Шукайте нас на Twitter

© Ukraine in Arabic, 2018. All Rights Reserved.