أوكرانيا بالعربية | الى "حماس"..وقبل فوات الآوان!... بقلم حسن عصفور

الحرب العدوانية على قطاع غزة، في نسختها الجديدة لن تدوم أبدا، وسيتم قهر المحتل مهما ارتكب مجازرا وجرائم حرب، ولن ينجو من عقاب رغم، أن البعض لا زال مصابا بعسر سياسي، وهلع مما سيكون.. الحرب على قطاع غزة لم تكن لاستهداف فصيل أو مجموعة سياسية، بل هي جزء من حرب لتركيع شعب وتمرير مخطط تهويد القضية الوطنية، بعدما اعتقدت الزمرة الفاشية الحاكمة في تل أبيب، وظنت أن "غياب حالة التصدي والمواجهة والفعل الرادع" بات سيد الموقف، خاصة وأن خطاب الرئيس محمود عباس في 18 يونيو –حزيران بجدة، مثل قمة "الانكسار السياسي"، رغم كل محالاوت فرقة "التزمير" لتبيض سمعته بوصفه أنه خطاب "غير شعبوي" لكن لانقاذ شعب، فكان الرد على تلك الزمرة الفاسدة سياسيا بحرب شاملة بدأت في الضفة لتصل الى قمتها على قطاع غزة..

كييف/أوكرانيا بالعربية/الحرب العدوانية على قطاع غزة، في نسختها الجديدة لن تدوم أبدا، وسيتم قهر المحتل مهما ارتكب مجازرا وجرائم حرب، ولن ينجو من عقاب رغم، أن البعض لا زال مصابا بعسر سياسي، وهلع مما سيكون.. الحرب على قطاع غزة لم تكن لاستهداف فصيل أو مجموعة سياسية، بل هي جزء من حرب لتركيع شعب وتمرير مخطط تهويد القضية الوطنية، بعدما اعتقدت الزمرة الفاشية الحاكمة في تل أبيب، وظنت أن "غياب حالة التصدي والمواجهة والفعل الرادع" بات سيد الموقف، خاصة وأن خطاب الرئيس محمود عباس في 18 يونيو/حزيران بجدة، مثل قمة "الانكسار السياسي"، رغم كل محالاوت فرقة "التزمير" لتبيض سمعته بوصفه أنه خطاب "غير شعبوي" لكن لانقاذ شعب، فكان الرد على تلك الزمرة الفاسدة سياسيا بحرب شاملة بدأت في الضفة لتصل الى قمتها على قطاع غزة..

الحرب على قطاع غزة، ليست حربا ضد حركة حماس، لا قيادة سياسية ولا مشروع، بل هي جزء من حرب لتصفية روح الحضور الوطني، وتكريس "روح الخنوع" التي اعتقدت أنها باتت جزءا من المشهد.. وستكون نتيجة الحرب، بل يجب أن تكون نقطة فاصلة في مشهد الفعل الوطني الفلسطيني، رغم بوادر السباق الذاتي – الأناني لاستعراض الرد الفصائلي، بعيدا عن أي حالة تكاتفية وليس وحدوية، فكل يفعل ما يفعل وكانه يبحث اعلاءا لإسم الفصيل قبل تجسيد روح الفعل الوطني، وشواهد ذلك لا حصر لها، حتى مسمى الحرب فلسطينيا ردا على مسمى العدو، لم تكن "جبهوية"، ولأن المسألة ليست مناقشة لمرض مزمن في الحال الفلسطينية، الا أن الضرورة تفرض تفكيرا مختلفا جوهريا عما كان..

ومع أن الحرب دائرة والعدوان مستمر، والرد المقاوم يتصاعد بشكل يمنح الفلسطيني بعضا من كرامة يفتخر بها، الا أن هناك ما قد يمثل اساءة سياسية بالغة لذلك المظهر الكفاحي، خاصة في قطاع غزة، حيث تتوارد معلومات تشير الى قيام أجهزة أمن حماس بحملة مطاردة واعتقال وتعذيب لكوادر وعناصر من شباب حركة فتح، تحت تهم واهية، بل وبعضها مشين ومعيب، اعتقال وتعذيب باسم "التخابر مع رام الله"، والمعلومات المتوفرة، ليست جزءا من الاشاعات بل هي حقيقة وبعض الأسماء وصور التعذيب متوفرة لمن يريد من قيادة حماس استدارك الفضيحة..

يقول البعض أنه خلال المعركة لا يفضل البحث عن الثغرات، ولكن عندما تشكل تلك "الثغرات" خرقا واختراقا للمعادلة الوطنية تصبح مصيبة لا يجب أن تستمر تحت أي ذريعة أو اعتبار، ومطلوب اغلاق كل المنافذ التي يمكنها النيل من روح "التوحد القائم" فعليا في قطاع غزة، وروح الفخر بالفعل المقاوم، دون تمييز بين هذا وذاك، وغالبية شباب فتح كانوا منذ البدء مع الرد والتفاعل الوطني، وسجلوا نقدا لاذعا لقيادتهم المرتبكة، قد يكون سابقة منذ "خطف غزة"، ولذا لا يجوز اطلاقا استمرار حملة أمنية غبية تمارس علنا، حتى وصلت لبعض وسائل الاعلام العربية..

لا يجب ان تعتقد أوساط حماس أن الحرب على قطاع غزة، هي فرصة للإستفراد السياسي، أو الاستعلاء كما بدا واضحا في خطاب مشعل امس من العاصمة القطرية، والذي ظهر وكأنه يبحث عن قطف نتيجة الحرب قبل ان تنتهي، وتفاخر بأن الاتصالات باتت تهل عليه من الشرق والغرب، كلام لا يمكن ان يتسم بالمسؤولية الوطنية في ظل معركة، بحث عن الذات بعد "ارتكان" طويل يشير أن التفكير لم يكن سويا، خاصة وأنه ابتعد كليا عن المساس بسيدة الحرب امريكا لحسابات الاقامة والمصروف..

الحرب ستنتهي وستعود الحياة السياسية الى قطاع غزة، ولن تنكسر المعادلة الخاصة بحماس، إلا عبرالقناة الوطنية الفلسطينية، وأن ثمن الحرب والمقاومة سيذهب هدرا لو ظن البعض "المريض" انه سيكون الجاني ربحا، فمن يدفع الثمن كل أهل القطاع، ولا نعتقد أن غالبية الشهداء ينتمون لفصيل بعينه، كما أن الصواريخ التي تذهب لتنشر الرعب داخل دولة الكيان ليست "حمساوية خالصة" فالجهاد شريك رئيسي بها، وبعيدا عن الاعلام العبري وكيفية تركيزه على استخدام اسم "القسام" فذلك لا يلغي الحقيقة التي يعلمها أهل فلسطين..

فرصة حماس أن تزيد عمق الانتماء للوطن، وأن تكف عن "العيش في جلباب الفصيل"، وأن فلسطين ليست جولة لاقتطاف ثمارها، الحرب لن تنتهي مع العدو المحتل بالعودة الى تهدئة معيبة عام 2012، وأن نتائج الحرب العدوانية سيكون لها اثر وطني عام، لذلك بات مطلوبا من قيادة حماس في القطاع أن تصدرا امرا مباشر لتعزيز روح الوحدة وتعميم مفهوم الشراكة الوطنية، وأن تتوقف كليا عن ملاحقة اي وطني فلسطيني، خاصة شباب حركة فتح، الذين يتشوقون للمقاومة كما شباب القسام والسرايا ومجمل فصائل العمل المقاوم في مختلف الفصائل..

لا يجوز اطلاقا أن يتم ملاحقة أو توقيف أو اعتقال وتعذيب وطني فلسطيني، تحت ذريعة الاتصال – التخابر مع رام الله، عيب جدا ولا يليق بمن يقاتل وهو يحمل روحه على كفه..فالعدو لا يميز، هي فرصة ليس لردع العدو وحسب بل لتعظيم روح الشراكة الوطنية والانتماء للوطن قبل الفصيل..

ملاحظات ربما يراها البعض مؤجلة، الا أن المعركة تفرض الحذر المبكر، وحماية الداخل ليس أقل اهمية من مواجهة العدو..نأمل بروح الرد الوطني المشرف الاقلاع عن كل ما يسيء لروح الفسطيني!

حسن عصفور

وزير فلسطيني سابق

كاتب ومحلل سياسي فلسطيني

المصدر: أمد

Поділитися публікацією:
Головні новини
Близький Схід
Число жертв геноциду Ізраїлю в секторі Газа досягло 44 056
Політика
МКС видав ордер на арешт Нетаньяху
Політика
Хезболла та Ліван схвалили проєкт угоди про припинення вогню з Ізраїлем
Шукайте нас на Twitter

© Ukraine in Arabic, 2018. All Rights Reserved.