الاتحاد الأوروبي يرفع القيود عن البذور الأوكرانية ويمنح كييف "وصولًا كاملًا" للسوق

الاتحاد الأوروبي يشيد بقدرة أوكرانيا على الالتزام بالمعايير ويُلغي القيود المفروضة على صادراتها الزراعية
كييف/أوكرانيا بالعربية/ أعلن مجلس الاتحاد الأوروبي يوم الأربعاء 12 حزيران/يونيو، عن رفع القيود الفنية والإدارية المفروضة على واردات عدد من البذور الزراعية من أوكرانيا، في خطوة اعتبرها مراقبون دعمًا نوعيًا للصادرات الزراعية الأوكرانية وسوق البذور الأوروبية على حد سواء، بحسب ما أفاد به بيان رسمي نُشر على الموقع الإلكتروني للمجلس.
وبحسب البيان، سيسمح القرار الجديد بدخول بذور دوّار الشمس، البنجر، اللفت، وفول الصويا المنتجة في أوكرانيا (ومولدوفا) إلى أسواق الاتحاد الأوروبي دون الحاجة إلى عمليات فحص إضافية أو قيود تقييدية كانت مفروضة سابقًا، على أن يدخل القرار حيز التنفيذ بعد 20 يومًا من نشره الرسمي.
وقال المجلس الأوروبي في بيانه: "بموجب القرار المتخذ اليوم، ستتمكن بذور هذه الأنواع المنتجة في أوكرانيا وجمهورية مولدوفا من دخول سوق الاتحاد الأوروبي"، مشددًا على أن إجراءات التصديق الزراعي الأوكرانية باتت توفر "نفس الضمانات التي تُمنح للبذور المعتمدة رسميًا في الاتحاد الأوروبي".
وفي تفسير خلفيات القرار، أوضح المجلس أن هذه الخطوة ستُسهم في تنويع مصادر التوريد لشركات إنتاج البذور داخل الاتحاد، وستضمن استمرار توفير بذور عالية الجودة للمزارعين الأوروبيين، في وقت يشهد فيه القطاع الزراعي تقلبات حادة بفعل الحرب في أوكرانيا واضطراب سلاسل الإمداد العالمية.
ويُتوقّع أن يُعزز القرار موقع أوكرانيا كلاعب رئيسي في سوق البذور العالمي، حيث سيمنح المنتجين الأوكرانيين "وصولًا كاملًا" إلى الأسواق الأوروبية، في ظل استمرار المحادثات الجارية بين كييف وبروكسل حول شروط التجارة الزراعية المستقبلية.
وتأتي هذه التطورات في أعقاب قرار اتخذه الاتحاد الأوروبي، مطلع حزيران/يونيو الجاري، بإعادة العمل بنظام الحصص التجارية الزراعية التي كانت سارية قبل اندلاع الحرب في 2022، ما يعني إنهاء ما عُرف بـ"الإعفاء من تأشيرة التجارة" الذي أُقرّ كمساعدة مؤقتة لأوكرانيا.
ورغم إلغاء هذا الامتياز، أكدت الحكومة الأوكرانية، على لسان رئيس الوزراء دينيس شميهال، أن بلاده "لن تتكبد خسائر مالية كبيرة" جراء إعادة العمل بنظام الحصص، مشيرًا إلى بدء مفاوضات نشطة مع الاتحاد الأوروبي حول إطار تجاري جديد أكثر استدامة.
وتجدر الإشارة إلى أن كييف كانت قد قدمت طلبًا رسميًا في عام 2022 إلى المفوضية الأوروبية لتوسيع نطاق "التكافؤ" ليشمل بذور دوار الشمس، اللفت، والبنجر، فيما أُضيف فول الصويا إلى القائمة في عام 2023.
وبحسب القوانين الأوروبية، لا يُسمح ببيع البذور غير الأوروبية في السوق الموحدة إلا إذا استوفت معايير صارمة تشمل الفحص الميداني، أخذ العينات، اختبار الجودة، والتعبئة، وهي متطلبات قال الاتحاد الأوروبي إن أوكرانيا أوفت بها حاليًا بشكل كامل.
ومن شأن هذا القرار أن يُمهّد الطريق أمام مزيد من التكامل الزراعي بين أوكرانيا والاتحاد الأوروبي، لا سيما في ظل تصاعد أهمية الأمن الغذائي على الأجندة السياسية الأوروبية عقب الغزو الروسي، وفي سياق المساعي الأوكرانية للانضمام إلى الاتحاد الأوروبي.
المصدر: أوكرانيا بالعربية