أكثر من 30 جريحًا وثلاثة قتلى في ثاني هجوم واسع على العاصمة خلال أسبوع

تُواصل كييف إزالة آثار واحدة من أعنف الهجمات الروسية منذ أسابيع، أسفرت عن مقتل ثلاثة أشخاص وإصابة العشرات، وتدمير واسع للبنية التحتية والمباني السكنية.
كييف/أوكرانيا بالعربية/ — وجّهت القوات الروسية، مساء 29 نوفمبر/تشرين الثاني، ضربةً قاصمة للعاصمة الأوكرانية كييف ومنطقتها، في ثاني هجوم جوي واسع النطاق خلال أسبوع واحد. وأسفر الهجوم، بحسب البيانات الأولية، عن مقتل ثلاثة أشخاص — اثنان في كييف وواحد في المنطقة — وإصابة أكثر من 30 آخرين، فيما انقطعت الكهرباء والتدفئة عن أجزاء من العاصمة، وفقًا لتقرير منظمة "فريدوم".
ليلة من الدمار والدخان
غطّى الدخان الكثيف ورائحة الاحتراق أحياء كييف مع بزوغ الفجر، فيما كانت الأنقاض تحت الأقدام والمباني المتضررة تشهد على حجم الدمار.
وأفادت هيئة الطوارئ الحكومية الأوكرانية (SES) بأن الهجوم استهدف منشآت الطاقة والبنية التحتية المدنية، وسُجّلت أضرار في 17 موقعًا على الأقل، من بينها خمسة مبانٍ شاهقة.
استمر الإنذار الجوي نحو 11 ساعة، فيما أطلقت روسيا نحو 36 صاروخًا وأكثر من 600 طائرة مُسيّرة هجومية على العاصمة وضواحيها، بحسب الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي.
شهادات من الميدان
تقول كاترينا، وهي إحدى سكان العاصمة:
"اتصلت والدتي صباحًا لتخبرني أن منزلها تضرر جراء الانفجار، لكنها بخير. تحطمت نافذة فقط في شقتها بالطابق الأول، والحمد لله الجميع على قيد الحياة".
مشاركة بريطانية في جهود الإنقاذ
شارك رجال إطفاء بريطانيون من منظمة "فاير إيد" (Fire Aid) في إزالة آثار الدمار في كييف. وقال إدوارد ماثيوز، ممثل المنظمة في أوكرانيا منذ عام 2022، إنهم يدعمون فرق الإنقاذ الأوكرانية بالمعدات والخبرة الميدانية.
وصرّح ماثيوز:
"من المهم لنا أن يرى العالم ما يحدث هنا. لا يوجد سبب لاستهداف مبنى سكني كهذا. الروح الأوكرانية قوية وملهمة، والبريطانيون لديهم الكثير ليتعلموه من صمودهم".
منذ بدء الغزو الروسي، زودت منظمة "فاير إيد" أوكرانيا بـ 152 سيارة إطفاء و250 ألف قطعة من المعدات، ما جعلها من أبرز الجهات الدولية الداعمة لجهود الإغاثة المدنية.
حصيلة الخسائر في العاصمة
وفقًا لهيئة الطوارئ الأوكرانية، أسفر القصف عن مقتل شخصين وإصابة 32 آخرين في كييف، بينهم طفل. كما تم إخماد جميع الحرائق الناجمة عن الهجمات، وتواصل الفرق المختصة عمليات البحث وإزالة الأنقاض.
وأوضحت الهيئة أن 348 منقذًا و69 آلية شاركوا في عمليات الإنقاذ، بينما قدّم مختصون نفسيون الدعم لـ67 شخصًا من المتضررين.
الوضع في منطقة كييف
تعرّضت منطقة كييف بدورها لغارات روسية، أسفرت عن مقتل شخص واحد وإصابة 14 آخرين. وسُجّل دمار في 13 مبنى شاهق و24 سيارة، إضافة إلى حرائق في خمس مناطق.
في بروفاري، أجلى رجال الإنقاذ 52 شخصًا، بينهم ثلاثة أطفال، من مبانٍ متضررة. كما انقطع التيار الكهربائي عن مدينة فاستيف، وتم تحويل البنية التحتية الحيوية إلى نظام طاقة احتياطي.
تصريحات زيلينسكي
أكد الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي أن الأهداف الرئيسية للهجوم كانت منشآت الطاقة والمرافق المدنية، مشيرًا إلى أن روسيا تواصل استهداف المدن الأوكرانية الهادئة بغارات جوية وصاروخية منظمة لإرهاب السكان.
وقال زيلينسكي:
"هذه الهجمات تُظهر مرة أخرى أن روسيا لا تسعى للسلام، بل لإخضاع الأوكرانيين بالإرهاب والدمار. سنردّ بكل قوة ممكنة لحماية شعبنا وبنيتنا التحتية".
المصدر: أوكرانيا بالعربية
