زيلينسكي: روسيا يجب أن تتحمل المسؤولية عن جريمة العدوان على أوكرانيا
كييف/ أوكرانيا بالعربية/ تحدث الرئيس فولوديمير زيلينسكي في اجتماع مجلس الأمن الدولي المخصص للحفاظ على السلام والأمن في أوكرانيا ودعا المشاركين إلى محاسبة روسيا على جريمة العدوان عليها.
وأخبر أعضاء مجلس الأمن الدولي أنه اليوم نتيجة هجوم صاروخي روسي على محطة سكة حديد تشابلني في منطقة دنيبروبتروفسك ، اشتعلت النيران في أربع عربات ركاب، وتوفي 15 شخصًا على الأقل وأصيب حوالي 50.
وقال: "عمال الإنقاذ يعملون. لكن، للأسف، قد يزداد عدد القتلى. هكذا نعيش كل يوم، وهذه هي الطريقة التي استعدت بها روسيا لاجتماع مجلس الامن الدولي".
وأكد فولوديمير زيلينسكي أن روسيا الاتحادية وضعت العالم اليوم على شفا كارثة إشعاعية، حيث جعل الجيش الروسي أراضي محطة زابوريجيا النووية، أكبر محطة للطاقة النووية في أوروبا، منطقة حرب.
وقال: "بسبب الاستفزازات المسلحة الروسية والقصف وبسبب نشر الإرهابيين تحت العلم الروسي على أراضي المحطة، فإن كل أوروبا وجميع المناطق المجاورة لها الآن معرضة لخطر التلوث الإشعاعي".
وأصر الرئيس على أن تتولى بعثة الوكالة الدولية للطاقة الذرية السيطرة الدائمة على الوضع في محطة الطاقة النووية زابوريجيا بأسرع ما يمكن، وأنه يجب على روسيا مغادرة المحطة دون أي شروط ووقف الابتزاز النووي.
ولفت زيلينسكي انتباه أعضاء مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة إلى حقيقة أنه "يتعين علينا في القرن الحادي والعشرين محاربة الجوع المصطنع الناجم عن العدوان الروسي في مختلف البلدان ".
وقال: "أشكر الأمين العام للأمم المتحدة، السيد غوتيريش، وتركيا ، سيدي الرئيس، وجميع الأشخاص الآخرين ذوي الضمير الحي في العلاقات الدولية الذين يكافحون أزمة الغذاء، التي لا يتحمل مسؤوليتها سوى روسيا. في الأسابيع المقبلة، يجب أن نبذل قصارى جهدنا لتوسيع المبادرة الحالية لتصدير الحبوب ".
كما أشار إلى أن روسيا تحاول عمدا إثارة أزمة طاقة وحرمان عشرات الملايين من الناس من الوصول الطبيعي إلى السلع الأساسية من خلال رفع أسعار الطاقة.
وخاطب زيلينسكي الحضور: "أزمة الطاقة في أوروبا، وخطر المجاعة على نطاق واسع، والفوضى السياسية في دول إفريقيا وآسيا، وأزمة الأسعار في العالم كله ... أليس كثيراً ما يُسمح به لدولة واحدة يجلس ممثلها بينكم؟ ".
وأكد فولوديمير زيلينسكي أن الغزاة الروس قتلوا آلاف الأوكرانيين ودمروا العشرات من مدن أوكرانيا بالمدفعية، وأن روسيا لا تلتزم بالاتفاقيات الأساسية المتعلقة بأسرى الحرب.
وأضاف: "أصبح القتل المتعمد لأسرى الحرب على أيدي المحتلين الروس في أولينيفكا إحدى أفظع الصفحات في تاريخ أوروبا. من الضروروي إرسال بعثة لتقصي الحقائق تابعة للأمم المتحدة في أولينيفكا بشكل عاجل، على أن يمتد تفويضها ليشمل جميع السجناء الأوكرانيين المحتجزين حاليا لدى القوات الروسية ".
وأكد: "إذا لم يوقف انتصار أوكرانيا روسيا الآن، فسيصل كل القتلة الروس حتماً إلى بلدان أخرى ".
وقال: "علينا جميعا أن نتحد ونتصرف بأكبر قدر ممكن من الحسم حتى لا يكون هناك آثار دمار للصواريخ الروسية، ومدنٌ تحرقها المدفعية الروسية في أي مكان آخر ".
وشدد على أنه من أجل ألا يكون هناك خطر حدوث كارثة إشعاعية مرة أخرى، يجب على روسيا الخروج من الأراضي التي تم الاستيلاء عليها في أوكرانيا.
وأضاف: "حتى لا تحدث أزمة غذاء اخرى على روسيا أن تنسحب من أرضنا وبحرنا. ولكي لا تستطيع أي دولة في العالم أن تتجاهل مرة أخرى ميثاق الأمم المتحدة والاتفاقيات الملزمة للبشرية جمعاء، يجب محاسبة روسيا على جريمة العدوان ضد أوكرانيا ".
وأضاف: "إن القرار ذو الصلة سيقدم لدراسته فى الدورة الـ 77 للجمعية العامة للامم المتحدة. من أجل عودة الشعور بالعدالة إلى العلاقات الدولية، يجب علينا جميعًا أن نجبر روسيا على الاعتراف بأن حرمة الحدود والسلام قيم غير مشروطة لجميع الشعوب ".
وأيد الرئيس النية الطموحة للأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش لتنظيم قمة المستقبل العام المقبل، وقال إن "هذا الحدث سيكون رمزيًا للغاية إذا حدث في أوكرانيا، لأن مستقبل العالم يتم تحديده على أراضي بلدنا".
وقال: "من أجل بناء المستقبل، من الضروري أن نترك في سلة مهملات التاريخ ما كان يمنع البشرية دائمًا من العيش في سلام ، وهو: العدوان والطموحات الاستعمارية، أي ما أتت به روسيا إلى أوكرانيا. وأعتقد أننا سنكون قادرين حقًا على بناء المستقبل ".
وأضاف أن قضية أمن العالم الحر بأسره يتم حلها في محطة زابوريجيا للطاقة النووية وفي الموانئ البحرية الأوكرانية وفي الدونباس ، وفي القرم.
وختم: "استقلالنا هو أمنكم".
وجدير بالذكر أن هذا هو خطاب فولوديمير زيلينسكي الثالث في مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة منذ بداية الغزو الروسي الشامل لأوكرانيا.
المصدر: أوكرانيا بالعربية