زيلينسكي و ستارمر يُحددان الأولويات الدفاعية

زيلينسكي وستارمر يوقعان اتفاقية دفاعية غير مسبوقة لتعزيز الإنتاج العسكري المشترك
كييف / أوكرانيا بالعربية / أجرى الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، اليوم الثلاثاء الموافق 24 حزيران/يونيو 2025، زيارة رسمية إلى العاصمة البريطانية لندن، التقى خلالها بالقيادة السياسية والعسكرية العليا في المملكة المتحدة، وعلى رأسها رئيس الوزراء كير ستارمر، في إطار مساعي كييف لتعزيز الدعم الدولي وتوسيع قاعدة التعاون الدفاعي المشترك.
وأكد الجانبان، عقب المحادثات الثنائية، التزامهما الثابت بتطوير مشاريع صناعية عسكرية مشتركة، مع التركيز على إنتاج الطائرات المُسيّرة الدفاعية والهجومية، وتعزيز قدرات أوكرانيا في مجال الدفاع الجوي.
اتفاقية دفاعية غير مسبوقة
وخلال مؤتمر صحفي مشترك، أعلن رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر عن توقيع اتفاقية إنتاج عسكري صناعي مشترك بين المملكة المتحدة وأوكرانيا، واصفًا إياها بأنها "الأولى من نوعها حتى الآن"، ومشددًا على رمزيتها في تجسيد الشراكة الاستراتيجية العميقة بين البلدين.
وقال ستارمر:
"أشعر بالفخر أننا أعلنّا اليوم عن اتفاقية صناعية دفاعية مع أوكرانيا. إنها تمثل خطوة جوهرية إلى الأمام، ودليلًا واضحًا على التزامنا المشترك بمواجهة هذا العدوان، ومواصلة دعم أوكرانيا حتى تحقيق النصر."
ثلاث أولويات حاسمة
من جهته، حدد الرئيس الأوكراني ثلاث أولويات رئيسية للتعاون مع لندن، وهي:
أقصى تنسيق سياسي ودبلوماسي بين البلدين لدعم أوكرانيا على الساحة الدولية.
زيادة الاستثمارات في مشاريع الإنتاج الدفاعي المشترك، بما في ذلك الطائرات المُسيّرة وأنظمة الدفاع الجوي.
تعزيز العقوبات المفروضة على روسيا، من خلال استهداف الشركات والأفراد المتورطين في إنتاج الأسلحة.
وكشف زيلينسكي عن استعداد كييف لتقديم قائمة جديدة للشركاء الدوليين تتضمن أسماء الشركات الروسية العاملة في تصنيع أسلحة تُستخدم في الهجمات على أوكرانيا، بما في ذلك "كسارة البندق" وغيرها من المنظومات القتالية.
لقاءات مع القيادة السياسية والعسكرية البريطانية
التقى الرئيس الأوكراني خلال زيارته بكل من رئيسي مجلسي البرلمان البريطاني – ليندسي غويل (مجلس العموم) وجون ماكفول (مجلس اللوردات) – حيث جرت مناقشات معمّقة حول دعم كييف وتعزيز الوحدة عبر الأطلسي.
كما شارك في الاجتماعات كبار المسؤولين الأوكرانيين، من بينهم رئيس مكتب الرئيس أندريه يرماك، ووزير الدفاع رستم عمروف، وسفير أوكرانيا لدى المملكة المتحدة الجنرال فاليري زالوجني.
وأشار بيان صادر عن مكتب الرئيس إلى أن المناقشات شملت سبل تصعيد الضغط الدولي على روسيا، وفرض عقوبات شاملة على قطاعي الطاقة والمصارف الروسيين، فضلًا عن مناقشة التهديدات الإقليمية، بما فيها تعاون موسكو مع كوريا الشمالية وإيران.
لفتة ملكية داعمة
واستقبل الملك تشارلز الثالث الرئيس الأوكراني في قلعة وندسور، في لقاءٍ وُصف بأنه ذو دلالات سياسية كبيرة، وهو الاجتماع الثالث بين الطرفين خلال العام الجاري.
ورأت وسائل الإعلام البريطانية، ومن بينها وكالة "رويترز"، أن اللقاء يُعد رسالة واضحة مفادها أن المملكة المتحدة تواصل دعمها الكامل لأوكرانيا في معركتها ضد الغزو الروسي، سياسيًا وعسكريًا.
إعادة تسليح الجيش البريطاني
وفي سياق متصل، كشفت صحيفة "التلغراف" أن الحكومة البريطانية شرعت في تسريع وتيرة إعادة تسليح القوات المسلحة، من خلال برامج طموحة تتضمن بناء 12 غواصة نووية وسفن حربية حديثة وطائرات مقاتلة متطورة من طراز F-35 وتايفون.
كما أعلن رئيس هيئة الأركان العامة البريطانية، الجنرال رالي ووكر، أن الجيش البريطاني يخضع لبرنامج تدريب مكثف جديد، يشمل 90% من قواته القتالية خلال عام واحد.
وقال ووكر:
"في الأشهر الثلاثة الأخيرة فقط، خضعت 72 وحدة قتالية لتدريب مكثف لمدة عشرة أسابيع. وسنواصل التدريب بهدف تعزيز الجاهزية لمواجهة التهديدات الجديدة."
دعم ثابت وشراكة ممتدة
تؤكد هذه الزيارة وما تبعها من اتفاقيات ولقاءات أن العلاقات الأوكرانية – البريطانية باتت تشكل محورًا أساسيًا في المشهد الأوروبي الدفاعي، في ظل استمرار التهديد الروسي. وتُعد لندن من أبرز الداعمين لكييف، ليس فقط بالسلاح والمعدات، بل أيضًا في مجالات التدريب العسكري والتصنيع الدفاعي والعقوبات الاقتصادية ضد موسكو.
المصدر: أوكرانيا بالعربية
