زيلينسكي: مبادرة الحبوب من أوكرانيا مستمرة بعملها
كييف/ أوكرانيا بالعربية/ أعلن الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي عن تمديد عمل المبادرة الإنسانية "الحبوب من أوكرانيا"، وأشار إلى أنه تم جمع أكثر من 100 مليون دولار لهذا الغرض، وذلك خلال لقاء مع ممثلي وسائل الإعلام حول نتائج القمة الدولية الثانية للحبوب من أوكرانيا التي عقدت السبت 25 تشرين الثاني/ نوفمبر في كييف .
وأشار زيلينسكي إلى رمزية إقامة حدث دولي في أوكرانيا في الذكرى التسعين لمجاعة أعوام 1932-1933"هولودومور"، مخصص لردع محاولات روسيا لتكرار جرائم القرن العشرين اليوم، وشدد على أن جميع الشعوب التي تقدر القانون الدولي هي وحدها القادرة على مقاومة هذا الشر.
وشكر زيلينسكي جميع الضيوف والشركاء الأجانب والأصدقاء على الدعم القوي الموحد الذي يقدمونه لأوكرانيا والمشاركة في إحياء ذكرى ضحايا الـ"هولودومور" في كييف.
ولفت الرئيس إلى أنه خلال الاجتماعات في إطار القمة الثانية للحبوب من أوكرانيا، تم التركيز بشكل رئيسي على المبادرة الإنسانية الأوكرانية "الحبوب من أوكرانيا" والحفاظ على الدور العالمي لأوكرانيا باعتبارها جهة مانحة للأمن الغذائي.
وقال: "بسبب العدوان الروسي في البحر الأسود، نشأ أحد أكبر التهديدات للاستقرار العالمي في العقود الأخيرة، على وجه التحديد من وجهة نظر الإمدادات الغذائية. وكان لذلك عواقب على تقلبات الأسعار والنقص المادي في الغذاء في أسواق تلك المناطق من العالم التي تعتمد بشكل كبير على استيراد الحبوب وأنواع أخرى من المنتجات الغذائية، وهي ما تصدره أوكرانيا، ولهذه الصادرات وزن خاص في السوق العالمية".
وذكر فولوديمير زيلينسكي أنه منذ بداية العدوان الروسي واسع النطاق أنشأت أوكرانيا مع شركائها "مسارات تضامن" في أوروبا لتصدير الأغذية الأوكرانية، وأشار إلى أن منطقة الدانوب تعمل بقوة متزايدة وتوفر الصادرات اللازمة، وأن أوكرانيا تمكنت تدريجياً من استئناف التصدير من موانئ البحر الأسود.
وأكد أن "أوكرانيا اليوم وحدت بلدان العالم لجذب الأموال المناسبة لمساعدة جميع أولئك الذين يعانون أكثر من غيرهم من نقص الغذاء. وعلى وجه الخصوص، خلال السنة الأولى من تشغيل مبادرة "الحبوب من أوكرانيا"، أمكن جمع 180 مليون دولار لهذه الاحتياجات، وانضم إليها أكثر من 30 مشاركًا. وفي إطار المبادرة، تم تسليم 170 ألف طن من الحبوب الأوكرانية إلى الصومال وإثيوبيا وكينيا واليمن".
وأضاف: "موقفنا أساسي: لا يحق لأحد في العالم منع الملاحة الحرة وتحويل نقص الغذاء إلى سلاح. إن استخدام الجوع كسلاح هو عنصر من عناصر سياسة الإبادة الجماعية وأي دولة تنتهكه يجب أن تحاسب".
كما أشار فولوديمير زيلينسكي إلى "الواجب الأخلاقي العالمي على جميع الدول هو عدم السماح بأن يعاني أحد من الجوع في العالم الحديث". ووفقا له فإن عمل برنامج "الحبوب من أوكرانيا" استمر هذا العام، وتم جمع أكثر من 100 مليون دولار.
وقال: "إن مسؤوليتنا التاريخية المشتركة هي الحد من الإمكانات العدوانية لروسيا، وحماية شعوبنا ودولنا، ومساعدة الآخرين في العالم، ولا سيما بلدان الجنوب العالمي، لاكتساب القوة الكافية لمقاومة زعزعة الاستقرار".
من جانبه، قال رئيس لاتفيا إدغارس رينكيفيتش: "إن روسيا، من خلال عرقلة إمدادات الغذاء، لا تحاول تخويف أوكرانيا فحسب، بل أيضًا العديد من دول الجنوب العالمي والمجتمع الدولي بأكمله"، وأعرب عن دعمه الكامل لمبادرة "الحبوب من أوكرانيا".
وأضاف رينكيفيتش: "لقد شاركنا مالياً في هذه المبادرة العام الماضي، وشاركنا في هذا العام أيضاً".
وأشار رئيس لاتفيا إلى أن بلاده تتعاون مع الشركاء الأوكرانيين والأوروبيين من أجل ضمان ممرات البلطيق واستخدام موانئها لعبور المنتجات الغذائية والحبوب الأوكرانية.
وقال: "أعتقد أنه من المهم للغاية أن نواصل التعاون من أجل تخفيف الوضع الإنساني في جميع أنحاء العالم. نحن نعمل معًا لمنع روسيا من تحويل الغذاء إلى أسلحة. ومن المهم جدًا أيضًا أن نعمل معًا بأشكال مختلفة على غرار "مسارات التضامن" عبر الاتحاد الأوروبي، وكذلك من خلال الاتصالات الثنائية".
وشارك رينكيفيتش انطباعاته عندما أُجبر على قضاء ست ساعات في الملجأ في كييف بسبب هجوم روسي ضخم بالطائرات المسيرة، وأكد أن لاتفيا ستدعو شركائها إلى تزويد أوكرانيا بمعدات الدفاع الجوي.
وقال: "الدفاع الجوي الأوكراني يقوم بعمله. لكن هناك رسالة واحدة واضحة تمامًا: يجب علينا بذل كل ما في وسعنا لتزويد أوكرانيا بمزيد من معدات الدفاع الجوي، والمزيد من الذخيرة، والمزيد من المعدات العسكرية، ليس فقط للمساعدة في ساحة المعركة، ولكن أيضًا لحماية المدنيين".
وبدوره صرح رئيس سويسرا آلان بيرس أن بلاده تنضم إلى دعم أوكرانيا وقال: "سويسرا تشعر بقلق بالغ إزاء العواقب السلبية للعدوان العسكري الروسي على أوكرانيا. وتأثيرها على الأمن الغذائي في أوكرانيا والعالم بأسره".
وأشاد آلان بيرس بمبادرة الحبوب التي أطلقها فولوديمير زيلينسكي، وأبلغ أن سويسرا تنضم إلى هذا البرنامج، وستعطى الأولوية لإزالة الألغام للأغراض الإنسانية في أوكرانيا، الأمر الذي ينبغي أن يكون له أثر إيجابي على تعزيز الأمن الغذائي.
وقال: "لقد قررنا أيضًا تقديم حزمة إضافية بقيمة 100 مليون فرنك سويسري للسنوات القليلة المقبلة. وهذا سيساعد على زيادة مشاركتنا في حل مشكلة إزالة الألغام، وكذلك المساهمة في تصدير الحبوب من أوكرانيا. ومن المهم للغاية أن تصل الحبوب والأسمدة إلى الأسواق الأوروبية".
وأكد أن بلاده ستشارك في تسجيل آثار الدمار وعملية إعادة الإعمار، وكذلك في العمل على إنشاء محكمة دولية بشأن جريمة العدوان على أوكرانيا.
وأشارت رئيسة وزراء جمهورية ليتوانيا إنغريد شيمونيتي إلى أنه على الرغم من العدوان واسع النطاق وجميع محاولات روسيا لمنع الصادرات، فإن أوكرانيا ستواصل إطعام العالم كله.
وذكرت أن ليتوانيا، تنضم إلى المبادرة الإنسانية "الحبوب من أوكرانيا" مثلما انضمت إليها العام الماضي، وقالت: "اليوم نخصص مليوني يورو إضافية ستصل إلى أوكرانيا بحلول نهاية هذا العام".
وأضاف "نعمل على تطوير طرق بديلة لتصدير الحبوب، ولا سيما "مسارات التضامن"، فضلا عن ممرات جديدة. سنكون مستعدين لزيادة قدرة العبور في موانئنا للصادرات الأوكرانية، وهذا سيخلق فرصة أخرى، وهو ممر عبر بحر البلطيق لتصدير المنتجات الأوكرانية".
وشددت على أن "ضمان الأمن، بما في ذلك الأمن الغذائي، في القارة وفي العالم لن يكون ممكنا إلا في حالة هزيمة روسيا، وأوكرانيا تقترب من ذلك كل يوم".
وأكدت أنه في سبيل ذلك "لا ينبغي للشركاء والحلفاء الأوكرانيين أن يتعبوا، بل يجب عليهم بذل كل ما في وسعهم لتسريع هذا النصر".
المصدر: أوكرانيا بالعربية