ترامب يُلوّح بالتسليح الثقيل لأوكرانيا دعم حقيقي أم مناورة سياسية

ريحات ترامب تُثير تساؤلات حول نواياه الحقيقية هل يعتزم فعلاً تعزيز القدرات الهجومية، لأوكرانيا لردع العدوان الروسي، أم يستخدم ورقة السلاح للضغط السياسي على بوتين؟ في ظل غموض الموقف الأمريكي
كييف / أوكرانيا بالعربية / أثار الحديث الأخير حول استعداد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لتزويد أوكرانيا بأسلحة هجومية، وليس دفاعية فحسب، موجة من التحليلات والقلق في الأوساط الأوكرانية، لا سيّما في ظل غموض نوايا الإدارة الأمريكية تجاه الحرب الدائرة.
وفي مداخلة له عبر إذاعة "NV"، أعرب الخبير العسكري الأوكراني ميخايلو جيروخوف عن تشككه في صدق نوايا ترامب، مشيراً إلى أن الولايات المتحدة قد تُوظّف ورقة التسليح كورقة ضغط على روسيا، وليس بالضرورة كخطوة دعم مباشر لأوكرانيا في معركتها الوجودية.
وقال جيروخوف: "لا أعوّل كثيراً على وعود ترامب. بل إن ما يجري الآن في الكونغرس يُشير إلى منح الرئيس صلاحيات لرفع الرسوم الجمركية إلى 500% دون الرجوع إلى القضاء، ما قد يُستخدم كورقة ابتزاز اقتصادي، لا كجزء من سياسة دعم حقيقي لأوكرانيا".
وتأتي هذه التصريحات في وقت بالغ الدقة، حيث تُواصل روسيا عدوانها العسكري على كامل الأراضي الأوكرانية، وتستهدف البنية التحتية الحيوية والمدنيين بشكل ممنهج، وسط مقاومة أوكرانية شديدة وتضحيات جسيمة.
وفي ظل هذا الواقع، تُحذّر كييف من أية محاولات لعقد تسويات "مُخففة" أو مفاوضات تُفرض على الشعب الأوكراني تحت ضغط سياسي أو عسكري. وتؤكد القيادة الأوكرانية مراراً أن السلام العادل لا يُمكن تحقيقه إلا من خلال استعادة الأراضي المحتلة، ومحاسبة المعتدي، وضمانات دولية حقيقية تردع أي محاولة مستقبلية لانتهاك السيادة الأوكرانية.
وترى أوكرانيا أن "الغموض الاستراتيجي" في الموقف الأمريكي قد يُفسح المجال أمام روسيا لتكثيف عدوانها، مستغلة تردد الغرب في اتخاذ خطوات أكثر حزماً، وعلى رأسها تسليح أوكرانيا بأسلحة هجومية تمكّنها من استعادة المبادرة في ساحة المعركة.
وفي ختام حديثه، شدّد جيروخوف على أن الوقت لم يعد يسمح بالمراوغة الدبلوماسية أو الحسابات السياسية الضيقة. ما تحتاجه أوكرانيا اليوم هو دعم عسكري صريح وفعّال لردع العدوان، لا المزيد من الخطوط الحمراء التي يتجاهلها الكرملين مراراً.
المصدر: أوكرانيا بالعربية
