ترامب يبدأ الضغط على حلفاء روسيا اقتصاديًا

في خطوة تصعيدية جديدة، بدأ الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بالضغط على حلفاء روسيا اقتصاديًا، ملوّحًا بعقوبات مشددة على الدول التي تشتري النفط الروسي، في محاولة لإجبار موسكو على وقف إطلاق النار والجلوس إلى طاولة المفاوضات.
كييف/أوكرانيا بالعربية/ بدأ الرئيس الأمريكي دونالد ترامب باتباع سياسة ضغوط شاملة لا تقتصر على موسكو فحسب، بل تمتد إلى حلفائها وشركائها التجاريين، وخاصة الدول التي تستورد النفط الروسي، في محاولة لإجبار الكرملين على وقف إطلاق النار والدخول في مفاوضات سلام مع أوكرانيا.
وأكد ألكسندر ليونوف، المدير التنفيذي لمركز الأبحاث السياسية التطبيقية "بنتا"، في حديثه لقناة "فريدوم" اليوم 4 أغسطس/آب، أن الولايات المتحدة دخلت مرحلة تصعيد دبلوماسي واقتصادي، مع اقتراب انتهاء المهلة التي حددها ترامب للكرملين والمقررة في 8 أغسطس.
وقال ليونوف: "الضغط هذه المرة لا يستهدف روسيا وحدها، بل يشمل الجهات التي تُموّل استمرار عدوانها، من خلال شراء النفط والغاز الروسي. هذه الاستراتيجية الجديدة قد تكون مؤثرة للغاية، خصوصاً بعد موافقة دول أوبك+ على زيادة الإنتاج، مما يعني أن السوق بات أقل حاجة إلى النفط الروسي".
وأشار الخبير إلى أن دونالد ترامب يرى في هذه الحرب فرصة استراتيجية لتحقيق مكاسب أمريكية، لا سيما في سياق المواجهة التجارية مع الصين، والتي قد تُجبر بكين على الضغط على موسكو للقبول بشروط وقف إطلاق النار، في حال أقدمت أوروبا على الانضمام إلى الرسوم الأمريكية الجمركية المفروضة على الصين.
وتابع ليونوف: "هذا الضغط المتعدد الأطراف من واشنطن، قد يؤدي إلى إجبار روسيا على بدء مفاوضات حقيقية لوقف إطلاق النار، وهو ما لم تستطع إدارة بايدن تحقيقه خلال فترة طويلة من الحرب. ترامب يراهن على المقايضة الاقتصادية والسياسية لإجبار خصومه على التحرك".
وتعليقًا على خلفيات التصعيد الروسي، أشار ليونوف إلى أن تكثيف القصف على كييف، خاصة الهجوم المشترك في 31 يوليو/تموز، لم يكن مصادفة، بل محاولة روسية لتوجيه رسالة إلى الغرب، وتحديدًا إلى واشنطن، مفادها أن موسكو مستعدة لتصعيد غير محدود ما لم تُؤخذ مطالبها بجدية.
وأضاف الخبير: "لكن هذه الرسائل باتت مكشوفة، والرد الأمريكي يتّجه نحو خنق الموارد المالية التي تُغذّي الحرب. دون أموال النفط، ستفقد روسيا إحدى أهم أدوات استمرارها في القتال".
ويُذكر أن الرئيس الأمريكي هدد في وقت سابق بفرض عقوبات ثانوية ورسوماً جمركية تصل إلى 100% على الدول المتعاملة مع روسيا اقتصاديًا، ما لم توافق موسكو على اتفاق سلام مع أوكرانيا في غضون أيام.
ويُنظر إلى هذه الضغوط على أنها محاولة أمريكية لإعادة رسم قواعد اللعبة الجيوسياسية، وإظهار حزم القيادة الأمريكية في إجبار روسيا على إنهاء حربها، التي دخلت عامها الثالث وسط مقاومة أوكرانية متصاعدة.
المصدر: أوكرانيا بالعربية
