تحقيق بريطاني يكشف تورط الصين في تزويد روسيا بمكونات حيوية لإنتاج الطائرات المسيرة

رغم إعلان بكين "حيادها"، أثبت تحقيق "التلغراف" أن الصين سلّحت روسيا بمكونات رئيسية بقيمة 55 مليون يورو، مكّنت موسكو من رفع إنتاج الطائرات المُسيّرة التي تُهاجم أوكرانيا يوميًا.
كييف/أوكرانيا بالعربية/ كشفت صحيفة "التلغراف" البريطانية، في تحقيق صحفي موسع، أن الصين تُوفر لروسيا دعمًا خفيًا في مجال إنتاج الطائرات المُسيّرة، عبر تزويدها بمكونات ومواد رئيسية بقيمة تجاوزت 55 مليون يورو بين عامي 2023 و2024، رغم إعلان بكين المتكرر "حيادها" في الحرب الروسية ضد أوكرانيا.
ووفقًا للتحقيق، خُصص نحو ربع هذا المبلغ لشركات عاملة في المنطقة الاقتصادية الخاصة "ألابوغا"، حيث تُنتج موسكو طائرات "شاهد" الهجومية. وحدّد الصحفيون هوية 97 مورّدًا صينيًا شاركوا في هذه الإمدادات، التي شملت محركات طائرات، ورقائق دقيقة، ومواد مركبة أساسية، الأمر الذي مكّن روسيا من زيادة إنتاج الطائرات المسيرة بشكل غير مسبوق.
رغم دعوات الصين الرسمية للتسوية السلمية، أثبتت البيانات أن شركاتها تُسهِم بشكل مباشر في تعزيز القدرات القتالية الروسية. وتشير التقديرات إلى أن نحو 47 مليون جنيه إسترليني من المكونات الصينية وصل مباشرة إلى شركات روسية خاضعة للعقوبات. هذه المكونات تمثل أساسًا لإنتاج طائرات "شاهد" الانتحارية التي تُدمّر المدن الأوكرانية يوميًا.
وفي النصف الأول من عام 2024، تجاوز إنتاج روسيا من طائرات "هاربي" أكثر من 2000 وحدة – وهو رقم يفوق بكثير إنتاج السنوات السابقة – باستخدام مكونات صينية وإيرانية على حد سواء.
أكد وزير الخارجية الأوكراني، أندريه سيبيها، أن الشراكة العسكرية بين روسيا والصين وكوريا الشمالية تُشكّل خطرًا مباشرًا على الأمن الدولي. وقال: “إن مواجهة العدوان والإرهاب الروسيين في أوروبا تُسهم بشكل مباشر في تعزيز الأمن في الشرق الأوسط ومنطقة المحيطين الهندي والهادئ. الأمن في هذه المناطق مترابط بشكل وثيق.”
تنفي بكين رسميًا توريد الأسلحة، وتؤكد أن صادراتها تقتصر على تقنيات ومكونات ذات "استخدام مزدوج". غير أن الخبراء يشيرون إلى أن الصين لا تدعم روسيا بدافع مبدئي، بل لتحقيق مصالح اقتصادية واضحة. إذ تحصل بكين على خصومات كبيرة على النفط الروسي، وتستفيد من موقعها كمورّد رئيسي لمكونات الطائرات المسيرة.
وأوضح الخبير إيغور بوبوف أن: “الصين تساعد روسيا على الالتفاف على العقوبات عبر دول وسيطة، وتُحقق أرباحًا ملموسة من هذه الحرب، بينما يواصل بوتين جرّ مزيد من الشركاء إلى عدوانه.”
بحسب الاستخبارات الأوكرانية، تخطط موسكو لإنتاج مليوني طائرة مسيرة من طراز FPV، بالإضافة إلى 30 ألف طائرة بعيدة المدى بحلول نهاية العام. ويرجح الخبراء أن الحجم الفعلي للإمدادات الصينية يفوق بكثير ما تم الكشف عنه، نظرًا لاستخدام آليات معقدة للتهرب من العقوبات.
المصدر: أوكرانيا بالعربية
