ستوباك: 70% من الإصابات على الجبهة سببها الطائرات بدون طيار

المحلل العسكري الأوكراني: الطائرات المسيرة أصبحت السلاح الأهم في صدّ تقدم القوات الروسية رغم محدودية الموارد
كييف/أوكرانيا بالعربية/ صرّح المحلل العسكري والموظف السابق في جهاز الأمن الأوكراني (2004–2015)، إيفان ستوباك، بأن ما يقرب من 70% من الإصابات على الجبهة – سواء في صفوف القوات الأوكرانية أو الروسية – سببها الطائرات بدون طيار. جاء ذلك خلال مداخلة له اليوم، 8 أكتوبر/تشرين الأول، على قناة "فريدوم" التلفزيونية، حيث أكد أن الطائرات المسيرة أصبحت العامل الميداني الأبرز في الحرب الدائرة.
وقال ستوباك: "لم تصبح الطائرات المسيرة سلاح نصر بعد، لكنها سمحت لجيشنا بمنع تقدم القوات الروسية. روسيا تدرك بدورها أهمية هذا السلاح وتزيد من وتيرة إنتاجه، إلا أن الطائرات الأوكرانية المسيرة تُحدث تأثيرًا كبيرًا في ساحة المعركة".
وأضاف الخبير أن القوات الأوكرانية اضطرت إلى التركيز على تطوير أنظمة المسيرات نتيجة النقص في الذخائر والصواريخ والدبابات والمدفعية، موضحًا أن "الاعتماد على الطائرات المسيرة ليس خيارًا تكتيكيًا فقط، بل ضرورة ميدانية فرضتها الظروف".
وأشار ستوباك إلى أن الطائرات من نوع FPV أصبحت السلاح الأكثر فاعلية بفضل تكلفتها المنخفضة وسهولة تصنيعها. وقال:
"متوسط سعر الطائرة المسيرة الواحدة يبلغ نحو 500 دولار فقط، وقد تتطلب تدمير دبابة روسية من طراز T-90 عدة محاولات تصل كلفتها الإجمالية إلى نحو 2000 دولار، بينما يبلغ سعر الدبابة الواحدة في السوق حوالي 4.5 مليون دولار. أي أن الكلفة النسبية للردع منخفضة للغاية مقارنة بحجم الخسارة التي تتكبدها روسيا."
وأوضح المحلل أن أوكرانيا استطاعت إنشاء شبكة إنتاج مرنة للطائرات المسيرة في مختلف أنحاء البلاد، حيث تُستخدم طابعات ثلاثية الأبعاد في مصانع صغيرة وغرف تحت الأرض. وأضاف:
"من الصعب على روسيا استهداف هذه المواقع، لأنها ليست منشآت صناعية ضخمة، بل ورش صغيرة يمكن إعادة تشغيلها بسرعة حتى بعد القصف."
وفي المقابل، أشار ستوباك إلى أن إنتاج الطائرات المسيرة في الغرب، خصوصًا في الولايات المتحدة، يعتمد على شركات عملاقة بتكاليف تشغيل مرتفعة وبإجراءات بيروقراطية معقدة.
وقال: "في حين يعمل الأمريكيون في مصانع كبيرة ضمن أوقات دوام محددة وتكاليف عالية، يعمل الأوكرانيون بدافع البقاء. إنهم يمتلكون الحافز الأقوى — الدفاع عن الوطن — مما يجعل الإنتاج أسرع وأرخص وأكثر مرونة."
واختتم ستوباك تصريحه بالتأكيد على أن “الأنظمة غير المأهولة باتت الأداة الرئيسية في كبح تفوق القوات الروسية”، مشيرًا إلى أنه خلال شهر سبتمبر وحده، أصابت الطائرات الأوكرانية المسيرة أكثر من 66 ألف هدف روسي، وتمكنت من تدمير أكثر من 18 ألف هدف فعليًا.
المصدر: أوكرانيا بالعربية
