صحف عربية: الأسد صلى العيد مستعجلا وسبق الإمام
كييف - أوكرانيا بالعربية/ تناقلت عدة صحف عربية صادرت الاثنين، أنباء "شبه مؤكدة،" حول انشقاق نائب الرئيس السوري فاروق الشرع، لكنها قالت إنه موضوع "تحت الإقامة الجبرية،" في منزله، رغم النفي الحكومي الرسمي، بينما وصلت الصحف العربية تغطيتها المكثفة للعنف الدائر في سوريا.
الشرق الاوسط:
وتحت عنوان "الأسد يؤدي صلاة العيد على عجل.. ونائبه ما زال خارج الصورة،" قالت صحيفة الشرق الأوسط في تقريرها حول الشأن السوري: "في أول ظهور عام له خارج قصور الحكم منذ تفجير مقر مكتب الأمن القومي بدمشق.. عرض التلفزيون السوري أمس لقطات للرئيس السوري بشار الأسد أمس أثناء أدائه لصلاة عيد الفطر وسط عدد من رجال الدولة، وإن كان استمرار غياب نائبه فاروق الشرع عن الصورة لافتا، ومرجحا للأنباء التي تم تداولها خلال الأيام الماضية عن انشقاقه أو وضعه قيد الإقامة الجبرية." وأضافت الصحيفة: "لم تستغرق الصلاة أكثر من 11 دقيقة، وبدا واضحا جو من التوتر العام والشدة الأمنية، وبخاصة أن الأسد قام بأداء الصلاة في مسجد صغير بحي المهاجرين في دمشق، على خلاف المعتاد بأداء صلاة العيد في المسجد الأموي.. كما لاحظ متابعو اللقطات قيام الأسد بالتسليم مستبقا الإمام، مما يدل بحسب مراقبين على شدة قلقه من خطورة الوضع الأمني حوله." وفي سياق متصل، قالت الصحيفة إن مصدرا مطلعا في المجلس الوطني السوري أكد لها أنّه "لا يمكن تأكيد خبر انشقاق الشرع، لأن المعلومات متضاربة بشأن ذلك،" مؤكدا في الوقت عينه أن "ثلاث شخصيات مهمة خرجت من الأراضي السورية في الأيام الأخيرة." وأوضح أن "عدم مشاركة الشرع في العملية السياسية في سوريا وإقصائه عن الظهور الإعلامي يجعل الرأي العام ميالا إلى تصديق خبر انشقاقه بسرعة،" جازما بوجود "حالة من عدم الرضا بين الشرع والنظام السوري منذ بدء الثورة السورية،" حسب الصحيفة.
الحياة:
وتحت عنوان "سوريا في أول أيام العيد: أكثر من مئة قتيل،" كتبت صحيفة الحياة اللندنية تقول: "لم يغير حلول عيد الفطر المبارك من روتين العنف اليومي في سوريا، واستيقظ السوريون أمس على قصف المدافع وعمليات أمنية للجيش النظامي في حلب وريفها وإدلب ودير الزور وحمص ودمشق وريفها ودرعا ما اسفر عن سقوط ما لا يقل عن 100 شخص." وأضافت الصحيفة: "اتخذ آلاف السوريين من عيد الفطر مناسبة للخروج في تظاهرات سلمية ضد النظام رددوا خلالها هتافات من بينها يا بشار حيد حيد، بدنا نصوم وبدنا نعيد، بحسب مقاطع من الفيديو بثت على مواقع المعارضة السورية." واستمرت أعمال العنف والمواجهات بين القوات السورية والمعارضة المسلحة، ما أسفر عن مقتل ما لا يقل عن 100، غالبيتهم من المدنيين. وسقط العدد الأكبر من الضحايا في بلدة الحراك التابعة لريف درعا، حيث قتل 11 شخصا بينهم أربعة جنود منشقين. كما سقط قتلى في حلب وريف ادلب وريف حمص ودير الزور وريف دمشق والعاصمة نفسها، وفق الصحيفة.
المستقبل:
وفي الشأن السوري، كتبت صحيفة "المستقبل" اللبنانية في افتتاحيتها تقول: "مسمار جديد يدقّه انشقاق فاروق الشرع في نعش نظام بشار الأسد الذي صار بلا نائب وبلا أنياب، حيث تتوالى الانهيارات في كيانه وحيث صمود ثورة السوريين الأحرار يدفع به إلى المزيد من الانكشاف واليأس والجنون التدميري غير المسبوق." وأضافت: "لم تكن القصّة سوى قصّة وقت قبل أن تبدأ تلك التركيبة الفئوية الإجرامية المتحكّمة بسوريا وشعبها منذ خمسة عقود، في التفكّك والانكسار والتشرذم، بعد انكشاف كل أوراقها، ودخولها ميدانياً في حرب إبادة لم تعرفها سوريا في كل تاريخها الحديث منذ مطلع القرن الماضي والتواريخ الكبيرة المسجّلة في دفتر أيّامه، أي منذ انهيار الإمبراطورية العثمانية ثمّ مرحلة الانتداب الفرنسي وبعدها مرحلة النزاع مع إسرائيل، وما بين كل ذلك من انقلابات وثورات وانتفاضات وتحرّكات." وتابعت بالقول: "واهم وغاشم ذلك النظام الذي يقصف شعبه بالطائرات والدبابات والمدفعية الثقيلة، ويفلّت عليه الرعاع لممارسة طقوس إجرامية غريبة حتى عن الوحوش والضواري.. واهمٌ إذا كان يفترض أنّه بذلك سيستطيع النجاة بنفسه وسيستمر في حكم سوريا.. وغاشم إذا ظنّ أنّ القتل طريق للبقاء وانّ القمع سبيل لإعادة السيطرة والإمساك بنواصي الحكم والسلطة." وختمت الصحيفة افتتاحيتها بالقول: "فاروق الشرع مشى على طريق فتحها من قبله ثوار الجيش السوري الحر، ومشى عليها رجال كبار أصحاب ضمائر ونخوة، وسيمشي عليها كُثر آخرون رفضوا ويرفضون تلك الممارسات الإجرامية الفتّاكة من طغمة آتية من القرون الوسطى وآن لها أن ترجع إلى هناك.. وإلى الأبد."