شاختار دونيتسك الأوكراني يسعى لتحقيق هيمنة مطلقة في أوروبا الشرقية بالتعاقد مع أكثر من عشرين لاعب
يحقق فريق شاختار دونيتسك الاوكراني انتصارات تلو الانتصارات، فعل هامش ذلك قد يجد نفسه أحياناً مرغماً على التغيير، حتى وإن لم تكن هناك رغبة في ذلك... فهل هذا ما يحصل الآن في عملية بناء شاختار دونيتسك؟
كييف/أوكرانيا بالعربية/يحقق فريق شاختار دونيتسك الاوكراني انتصارات تلو الانتصارات، فعل هامش ذلك قد يجد نفسه أحياناً مرغماً على التغيير، حتى وإن لم تكن هناك رغبة في ذلك... فهل هذا ما يحصل الآن في عملية بناء شاختار دونيتسك؟
لا قطعا لا ، فليس لدى الفريق الأوكراني أي دافع لإجراء التعديلات على مجموعة فازت بعدة بطولات ويدور اسمها في مختلف أنحاء العالم.
فمنذ سنة 2002، بدأ نادي شاختار دونيتسك باستثمار الكثير من المال من أجل شراء لاعبين برازيليين، غالبيتهم غير معروفين كثيراً أو غير معروفين بالمرة على المستوى العالمي. بدأ هذا الأمر مع وصول المهاجم برانداو الذي قدم من النادي المتواضع ساو كايتانو. ومنذ ذلك الحين، تم التعاقد مع أكثر من عشرين لاعب شاب لتحقيق هيمنة مطلقة في أوروبا الشرقية.
فكثير من هؤلاء انتقلوا بعدها إلى أندية قوية في أوروبا - مثل حالة اللاعب البارع ويليان الذي عزز مؤخراً صفوف تشيلسي ولاعب الوسط فرناندينيو
الذي يلعب حالياً مع مانشستر سيتي. بيد أن هذا لا يعني في أي حال من الأحوال انهيار فريق دونيتسك. حيث يتمتع شاختار بحدس قوي في اكتشاف مواهب جديدة، مما يمكنه من تجديد قدرته باستمرار عن طريق مخزونه الذي لا ينضب من الموارد، مع تسليط الضوء هذا الموسم على المهاجم برنارد
، بطل كأس القارات البرازيل فيفا 2013 .
ويصرح لاعب الوسط إيلانو
، وهو من الأوائل الذين وصلوا إلى النادي، للمصدر حول التسيير الذي يقوم به ميرسيا لوتشيسكو، الذي يلعب دوراً حاسماً في هذا الشأن "يفضل المدرب الشبان لتتبع تطورهم في الفريق وإعدادهم. لديهم أيضاً سهولة أكثر للتأقلم." ويردف قائلاً "يتنفس كرة القدم. يراقب دائماً أشرطة الفيديو. يمكنك أن ترى أن البرازيليين الذين ينتقلون إلى هذا النادي لديهم جودة عالية ويتألقون هنا. لذلك يستمرون في حصد الألقاب."
شغف وطني
بدأ المدرب الروماني مهامه مع نادي شاختار سنة 2004. تعاقد بعدها مع خمسة برازيليين، بما فيهم إيلانو
، والذين انضموا إلى اللاعب البرازيلي الرائد برانداو. ويؤكد لاعب وسط الميدان أنه ابتداءاً من ذلك الحين، بدأ المدرب يتشاور مع لاعبيه لمناقشة وجمع المعلومات عن لاعبين آخرين في السوق يُحتمل التعاقد معهم "كان يسأل دائماً حول أسلوب بعض اللاعبين، حول إمكانية مساعدتهم لنا، وعلاقتهم مع عائلتهم...كان يتطرق دائماً إلى هذه المواضيع."
وفيما يتعلق بالأعضاء الجدد في العائلة، يتحمس المدرب للحديث عن برنارد
، أعجوبة أتليتيكو مينيرو الذي تُوج بلقب كوبا ليبرتادوريس، حيث يقول "يلعب كثيراً. هو متعود على لعب كرة قدم من المستوى العالي أتوق فعلاً لاكتشاف مستواه في أوروبا."
يبدو أن المشاورات تعطي ثمارها، بحيث يصل عدد البرازيليين الآن ضعف عددهم في بداية مسيرة المدرب مع الفريق. ويقول برنارد
“المدرب مهووس بكرة القدم البرازيلية. لهذا يصل عددنا الآن إلى 12 لاعب (يضم إلى اللائحة إدواردو دا سيلفا
، الذي حصل على الجنسية الكرواتية)." ويعتبر إدواردو الأكبر سناً في هذا المجموعة. يتبعه إلسينيو، الذي عمره 27 عاماً؛ ويأتي بعده لويز أدريانو
البالغ من العمر 26 عاماً، وهو الذي مكث أطول مدة في النادي بحيث يلعب له منذ سبع سنوات. أما باقي اللاعبين فلا يتعدى سنهم 25 ربيعاً.
ليس هناك أي شكوك حول النتائج. تحت قيادة المدرب لوتشيسكو، حقق شاختار سبع دوريات وأربعة كؤوس أوكرانية وكأس الإتحاد الأوروبي UEFA (الدوري الأوروبي حالياً). ويُعدّ مشروعاً مثيراً للإهتمام، حيث يشجع الروماني اندماج ثقافتين للساحرة المستديرة، وهذا يبدو واضحاً في تشكيلة فريقه.
وباستثناء إسماعيلي، المدافع الذي جاء من كرة القدم البرتغالية، فبقية الأسماء تلعب في المواقع المتقدمة. مما يعني أن الفريق يدافع بالأوروبيين، معظمهم أوكرانيين، ويهاجم بالبرازيليين. وأكد المدرب الروماني لموقع SportTV.com "أصبح شاختار على مر السنين فريقاً معروفاً بالبرازيليين. شكلتُ هذه المجموعة وتجمعني بهم علاقة الأب والأبناء تقريباً."
الجيل الرابع
ولقيت هذه الصفقة أكبر اهتمام، بيد أن اللاعب قصير القامة لم يكن الجوهرة الوحيدة. إذ يعتبر جزءاً من الجيل الرابع من البرازيليين الذين وصلوا إلى دونيتسك؛ من بينهم فريد سانتوس، اللاعب الدولي السابق؛ و ويلينجتون
نيم، اللاعب السابق لنادي فلومينينزي؛ وفيرناندو، الذي لعب سابقاً لنادي جريميو وفاز بكأس القارات فيفا.
عام 2004، لم يكن الطريق معبداً بعد للإنتقالات بين البرازيل
وأوكرانيا بسبب المسافة واختلاف الثقافات، وكان لا يزال يثير الشكوك في اللاعبين الشباب، على الرغم من النجاح الذي حققه كثير من مواطنيهم في نادي شاختار، خصوصاً في الاعبين الذين يستدعيهم لويز فيليبي سكولاري إلى قائمة السيليساو.
ويقول فيرناندو
، الذي طلب نصيحة مدرب المنتخب قبل الإنتقال "في الواقع، فكرت في هذا الشأن عندما كنت سأنتقل إلى هذا الفريق، وتساءلت ما إذا كنت سأبقى منسياً ولن أظهر، وبالتالي لن أذهب إلى المنتخب." وكانت إجابة سكولاري مشجعة للغاية، حيث عندما يتعلق الأمر بشاختار، الذي يضم عدد كبير من المرشحين للعب للمنتخب، لا بد من فيليباو أن يعطي رأيه "يتعلق الأمر بنادٍ منظم جداً ويشارك في دوري أبطال أوروبا. سيلعب على مستوى عالٍ وسيحظى بتوجيهات مدرب مختلف، مما سيضيف لخبرته أشياءاً جديدة. يدرب الفريق منذ عدة سنوات ويتحدث القليل من البرتغالية."
وفي حين أنه ينقل مفاهيمه للاعبيه البرازيليين الجدد، لا يخفي لوتشيسكو على أحدٍ خططه الجريئة، بحيث يؤكد "نريد الظفر بدوري أبطال أوروبا." وهذا التحدي لا يخيف اللاعب الشجاع برنارد
، إذ يصرح الورقة الجديدة في وصفة قديمة "تحدث معي عن أهداف النادي، وهي نفس أهدافي. يجب أن يفوز شاختار دائماً."
المصدر: فيفا كوم بتصرف
