سفارة أوكرانيا لدى لبنان: الحرب لن تنتهي إلا وفق صيغة السلام المقترحة من زيلينسكي
كييف/ أوكرانيا بالعربية/ وزعت سفارة أوكرانيا في لبنان بيانا لمناسبة الذكرى الـ32 لاستقلال أوكرانيا، وفيه :"تحتفل أوكرانيا بالذكرى الثانية والثلاثين لاستقلالها. إنها مناسبة مهمة للغاية مليئة بالفخر بالماضي العظيم للشعب الأوكراني. أوكرانيا كدولة تعود في تاريخها إلى ألف عام، من دولة كييف -روس، مرورا بإمارة غاليسيا - فولين، ودوقية ليتوانيا الكبرى، ودولة القوزاق، إلى تشكيلات الدولة في القرن العشرين. طوال تاريخها، كانت الرغبة في الحرية إحدى القيم الأساسية للشعب الأوكراني.
في 16 تموز 1990، اعتمد برلمان جمهورية أوكرانيا السوفياتية الاشتراكية إعلان سيادة أوكرانيا، وفي 24 آب 1991، تم إعلان بيان استقلال أوكرانيا. توجت هذه الوثيقة التطلعات الألفية للشعب الأوكراني في أن تكون له دولته ذات السيادة وأن يقرر مصيره.
تم التأسيس النهائي لأوكرانيا كدولة مستقلة في 1 كانون الأول 1991، عندما أيد أكثر من 90 في المائة من المواطنين هذا الاختيار في استفتاء في عموم أوكرانيا. شكلت نتائج هذا الاستفتاء بداية الاعتراف الدولي بأوكرانيا من قبل الدول الأخرى. بعد ذلك، تحددت الحدود الرسمية للدولة وهي نفس الحدود الإدارية لجمهورية أوكرانيا السوفياتية الاشتراكية، ثم بدأت أوكرانيا بتوسيع المشاركة في العلاقات الدولية وإبرام المعاهدات الدولية. كان لبنان من بين الدول العربية الأولى التي اعترفت باستقلال أوكرانيا عن الاتحاد السوفياتي حيث اعترفت الجمهورية اللبنانية باستقلال أوكرانيا في 30 كانون الأول 1991.
أقيمت العلاقات الديبلوماسية بين أوكرانيا والجمهورية اللبنانية في 14 كانون الأول 1992، وتم افتتاح سفارة لأوكرانيا في بيروت في شهر آب 1995. كما تم افتتاح سفارة لبنانية في كييف في شباط 2006.
خلال ثورة الكرامة 2013-2014، دافع الأوكرانيون عن المسار الأوروبي للتنمية وأعربوا عن استعدادهم للنضال من أجله باعتباره حق لهم. فلكل شعب حق الاختيار المستقل والحرية. في حين أن روسيا، وبعد أن فقدت القدرة على السيطرة على دولتنا واستغلالها، لجأت إلى العدوان العسكري الإجرامي.
احتلت شبه جزيرة القرم وبعض أراضي المناطق الشرقية من أوكرانيا. في عام 2014، أوقفت القوات المسلحة الأوكرانية غزو الجيش النظامي الروسي وحافظت على الدولة. كذلك أوكرانيا تقاوم روسيا أيضا في الاتجاه الديبلوماسي. فمنذ العام 2021، تعقد قمة منصة القرم الدولية في كييف في 23 آب بمبادرة من رئيس أوكرانيا فولوديمير زيلينسكي.
هذه القمة تعتبر أداةً رئيسيةً للسياسة الخارجية لتوحيد الجهود الدولية الهادفة إلى إنهاء الاحتلال واستعادة وحدة أراضي أوكرانيا، والتغلب على العواقب الناجمة عن احتلال الاتحاد الروسي الموقت لجمهورية القرم المتمتعة بالحكم الذاتي ومدينة سيفاستوبول، فضلا عن حماية حقوق ومصالح المواطنين الأوكرانيين، كما تهدف إلى تحسين فعالية الاستجابة الدولية في وجه الاحتلال الموقت لشبه جزيرة القرم، والاستجابة للتحديات الأمنية، وزيادة الضغط الدولي على روسيا، ومنع المزيد من انتهاكات حقوق الإنسان، وتحقيق الهدف الرئيسي المتمثل في تحرير القرم وإعادتها إلى أوكرانيا. وقد
انضم بالفعل 60 ممثلا عن البلدان والمنظمات الدولية إلى إعلان منصة القرم الدولية.
هذا العام، في 23 آب، ستستضيف كييف القمة الثالثة لمنصة القرم الدولية.على الرغم من تفوق العدو، أوقف الأوكرانيون المعتدي واستمروا في التحرك نحو التكامل الأوروبي.
أوكرانيا الحديثة هي دولة أوروبية ذات ثقافة غنية وأراضي خصبة وإمكانات اقتصادية كبيرة.
لا شك أن مستقبل أوكرانيا واستقلالها في أيد أمينة، لأن الأوكرانيين، الذين يحترمون دائما التراث الثقافي ويدافعون عن الذاكرة التاريخية، سيظلون دائما حراسا للاستقلال ولقيم المجتمع الديمقراطي.
ذكرى استقلال أوكرانيا الثانية والثلاثون، الذي نحتفل به اليوم، سيسجل في التاريخ باعتباره عيدا لعدم الخضوع والانكسار وعيدا للأمة الأوكرانية التي لا تقهر، والتي فاجأت العالم بأسره بشجاعتها وبطولتها وتضامنها.
هذا العام، يحتفل الأوكرانيون بيوم استقلالهم في ظل استمرار العدوان الروسي تحت النار، تحت وابل من قذائف العدو والصواريخ وفي ظل أصوات صفارات الإنذار، ولكن بإيمان قوي بالنصر.
تركت الوحشية غير المسبوقة التي مارسها جيش الاحتلال الروسي ندوبا وآثارا لا يمكن علاجها في جميع أنحاء أوكرانيا. لكن على الرغم من ذلك، تواصل أوكرانيا بشكل بطولي تحرير أراضيها، لقد أوقف الجيش الأوكراني الشجاع تقدم العدو ويستمر في هجومه المضاد لتحرير كامل أوكرانيا.
كما أثرت حرب روسيا ضد أوكرانيا على العالم بأسره. أسوأ شيء هو أن روسيا تستخدم الجوع كسلاح في مناطق مثل آسيا والشرق الأوسط وأفريقيا. فهي تحاصر وتهاجم الموانئ الأوكرانية وأبطلت اتفاقية الحبوب التي كانت مهمة جدا للكثير من الدول الفقيرة. طوال هذا الوقت الصعب، حاولت أوكرانيا دعم لبنان. وجدت طريقة بديلة لتزويده بالحبوب عبر ميناءي إزمايل وريني وستبقى تعمل على إيصالها عبر طرق بديلة أخرى.
وفي هذا السياق، إننا نعرب عن امتناننا للبنان الذي كان أول دولة عربية نددت بالعدوان الروسي على أوكرانيا وصوتت عدة مرات لصالح قرارات أوكرانية في إطار الجمعية العامة للأمم المتحدة.
هذه الحرب لن تنتهي إلا وفقا لصيغة السلام التي اقترحها الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي. صيغة السلام هذه تحفظ لأوكرانيا استقلالها وحريتها وأمنها، وهو ما يقاتل لأجله الشعب الأوكراني.
هناك تقدم على المستوى الدولي في تفهم هذه الصيغة للسلام. مؤخرا دعت المملكة العربية السعودية العديد من الدول المهمة لمناقشة صيغة السلام الأوكرانية، وقد تمت مناقشتها بالفعل خلال المشاورات الثانية على مستوى المستشارين السياسيين حول قضايا الأمن القومي في مدينة جدة بالمملكة العربية السعودية.
تدعو أوكرانيا الشركاء الدوليين ومنهم الجمهورية اللبنانية إلى الانضمام إلى تحقيق هذه الصيغة للسلام في أقرب وقت ممكن. لا شك في أن أوكرانيا ستنتصر في نضالها من أجل الحفاظ على استقلالها وحريتها ووحدة أراضيها. المجد لأوكرانيا والمجد للأبطال".
نقلًا عن الوكالة الوطنية للإعلام
المصدر: أوكرانيا بالعربية، الوكالة الوطنية للإعلام